لقاءات

بولغري: الركائز الثلاث لآليات الحركة من إنتاج الدار

على هامش معرض ساعات وعجائب – Watches & Wonders، جلس إلينا جوناثان برينباوم، المدير العام لـساعات بولغري، ليتحدث معنا عن مشاركة الدار في المعرض، والإصدارات الجديدة، إضافة إلى مفاهيم الحركة التي تركز عليها بولغري..

هل يمكنك أن تخبرنا في البداية عن أهمية مشاركة بولغري في معرض Watches & Wonders وتصميم الجناح الخاص بالدار؟
نحن سعداء بمشاركة بولغري في معرض Watches & Wonders، ونشعر بالامتنان للجنة المسؤولة عن تنظيم المعرض، حيث تعاونا معهم لاختيار الموقع المناسب، وتوفير مساحة 1000 متر مربع التي نحتاجها لإيصال رسالتنا كما يجب. لم يكن لدينا أي مجال للتنازل عن الرسالة التي أردنا إيصالها في هذا المعرض. فقد صُمم جناحنا على شكل معبد روماني، مع عمود خارجي مستوحى من أعمدة البانثيون، بينما تُجسّد المواد المستخدمة داخله — مثل التراڨرتين والرخام الملون وغيرهما — رغبتنا في إظهار روح الهوية الرومانية الأصيلة للدار. وهذا هو التوقيت المثالي لمشاركتنا في المعرض، إذ شهدت ساعات بولغري نموًا استثنائيًا خلال العقد الماضي، مع استثمارات كبيرة في صناعة الساعات، ليس فقط في التصميم بل في التصنيع أيضًا. فنحن الآن نصنع حركات ساعاتنا بالكامل داخل مشاغلنا في مصنع لو سينتييه، وقد أطلقنا أكثر من عشر حركات جديدة خلال العقد الأخير، معظمها من سلسلة فينيسيمو، إضافة إلى تسجيل عشرة أرقام قياسية عالمية، مع رقم قياسي جديد هذا العام. نحن الآن في مرحلة نرى فيها ضرورة اتخاذ خطوة جديدة في مسيرة مستقبل بولغري، ويُعد معرض   Watches & Wonders  المناسبة المثالية لإيصال هذه الرسالة إلى العالم.

أطلقتم ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون هذا العام؛ متى تم اتخاذ القرار بذلك، وما مدى صعوبة الوصول إلى سُمك 1.85 مم في آلية التوربيون؟
بدأ المشروع قبل تسعة أشهر، حيث قمنا بتطوير أنحف توربيون في العالم خلال تسعة أشهر، وهو إنجاز مذهل بكل المقاييس. لم نكن نسعى فقط لتحطيم رقم قياسي، بل أردنا تحقيق شيء كان يُعتبر حرفياً مستحيلاً من وجهة نظر الجميع. فعندما طرحنا فكرة الوصول إلى سُمك 1.85 مم في آلية التوربيون، كانت ردة الفعل الأولى من الفرق التقنية أن ذلك مستحيل. لكن فرق الهندسة وشركاءنا الذين عملنا معهم في هذا المشروع تحدّوا كل المفاهيم التقليدية في تصميم وصناعة هذه الساعة. وتحتوي ساعة ألترا توربيون على ثماني براءات اختراع، ست منها مخصصة لآلية التوربيون، مثل الزجاج، وبنية التوربيون، وكيفية تموضعه داخل القفص. كل هذه العناصر خضعت لإعادة نظر في تصميمها لتتلاءم مع هذا السُمك غير المسبوق. وكانت بعض الصعوبات التي واجهناها تتعلق ببراءات اختراع موجودة بالفعل، كان علينا الالتفاف حولها والخروج بحلول مبتكرة. وللتغلب على تحديات المتانة رغم النحافة، استخدمنا مادة كربيد التنجستن لصنع الصفيحة الرئيسية للحركة.

تحدٍّ آخر مهم كان تصميم ساعة تعمل بشكل كامل من دون الحاجة إلى أي أداة خارجية لتشغيلها. فجميع الساعات فائقة النحافة المتوفرة في السوق تتطلب أداة تصحيح لضبطها، ما يعني على سبيل المثال أنك إذا كنت مسافرًا وفقدت أداة تصحيح الساعة، فلن تتمكن من ضبط الوقت بدقة. ولهذا السبب فضّلنا تطوير ساعة تعمل بالكامل بشكل مستقل، حيث يمكن إعادة تعبئتها وضبط الوقت مباشرة من دون الحاجة لأي أداة إضافية. وكان هناك تحدٍّ آخر يتعلق باحتياطي الطاقة؛ إذ إن الحركة تعمل بتردد 4 هرتز، مما يستهلك طاقة عالية، إضافة إلى أن وجود التوربيون يستهلك طاقة أكبر مقارنة بالحركات العادية. ومع ذلك، تمكّنا من تحقيق أكثر من 40 ساعة من احتياطي الطاقة.

وقد أردناها ساعة بتصميم هيكلي، حيث إن عملاءنا يرون أن حركاتنا، التي تتميز بدرجة عالية من التشطيب الجميل والمتقن، تستحق أن تكون مرئية. فالتشطيبات التي نقدمها استثنائية، وهذا ما يجعل الجانب الشفاف من الساعة أكثر جذبًا وإبهارًا. وعلى الرغم من العقبات والتحديات التي واجهتنا في كل مرحلة من مراحل التطوير، تمكّنا من تجاوزها والتغلب عليها جميعًا.

جاء إطلاق ساعة سيربنتي إيترنا الجديدة بمثابة مفاجأة كاملة،كيف حدث ذلك؟ 
أنت تعلم أن سيربنتي هي بولغري، وبولغري هي سيربنتي، نحن نعمل على ترسيخ أيقونة سيربنتي حيث إنها رمز عالمي، إذ إن الثعبان – الأفعى – يلعب دورًا مهمًا في ثقافة العديد من المجتمعات حول العالم. وبولغري اليوم معروفة بتصاميم توبوغاس وسيدتوري، لكننا أردنا تقديم شيء أقل تجسيدًا لهيئة الثعبان، وأكثر تجريدًا، ليكون أقرب إلى الذوق الهادئ والراقي. هذا الإصدار موجه أيضًا إلى فئة جديدة من النساء اللواتي يفضلن تصميماً أقل وضوحاً في إشارته إلى سيربنتي وأكثر نعومة وتحفظاً وخفاء. كما استوحينا التصميم من مجموعة مجوهراتنا ڨايبر، وهي تشكيلة ناجحة جداً، لتمثل الساعة بذلك أسلوباً جديداً لارتداء سيربنتي.

هل من الممكن أن تكون إيترنا خطاً مستقلاً في المستقبل؟
ستكون هذه الساعة خطاً شديد الأهمية بالنسبة إلينا في المستقبل. حيث نراها تكمل مجموعتي سيدتوري وسيربنتي. ونحن نقدم نسختين من هذه الساعة – شبه المرصعة والمرصعة بالكامل وهي النسخة الفاخرة، ونخطط لجعلها خطاً أكبر وأكثر تنوعاً في المستقبل.

هل تفاجأتم بالإشادة الكبيرة التي حظيت بها ساعة إيترنا؟
نحن سعداء جدًا بردود الأفعال التي تلقيناها حول هذه الساعة، وأعتقد أن السبب في ذلك هو أنها تنسجم وتتماشى تمامًا مع هوية بولغري، وهذا هو الأهم. فالابتكار لا معنى له إذا لم يكن في إطار الهوية الأصيلة للعلامة. والجميع بات يدرك اليوم أن الثعبان هو رمز مرتبط بـبولغري، ويمثل المنطقة الخاصة بها، لذا يُنظر إلىإيترنا على أنها متماشية تماماً مع هذه الهوية، وفي الوقت نفسه تُعتبر تصميماً عصرياً جداً.

مع قيام بولغري بتصنيع هذا العدد الكبير من الحركات داخلياً، هل تتوقعون أي مشاكل تتعلق بسلاسل التوريد والإمداد؟ 
أطلقنا مؤخراً حركة ليدي سولوتيمبو الأوتوماتيكية، في ساعة سيدوتوري في معرض أسبوع ساعات LVMH. ونستخدمها حالياً في موديلات توبوغاس، وتحديداً في النسختين الأكثر فخامة المصنوعتين من الذهب. الفكرة هي أن نوفر الخيارين – الحركات الكوارتز والأوتوماتيكية – لأننا نلاحظ تزايد اهتمام النساء بالساعات الميكانيكية. وبهذا، سيكون أمامهن خيار استخدام حركة أوتوماتيكية ذاتية التعبئة، أو اختيار حركة كوارتز إذا كُنّ ينظرن إلى الساعات باعتبارها قطعة مجوهرات أكثر من كونها أداة لضبط الوقت.

كيف ستديرون إنتاج الحركات لعدد كبير من الخطوط؟
علينا أن نواكب الطلب، وقد قمنا بزيادة قدراتنا الإنتاجية بشكل كبير في مشاغلنا في مصنع لو سينتييه، لإنتاج جميع حركات فينيسيمو، إضافة إلى حركة ليدي سولوتيمبو. ونرغب في أن تركز ورش لو سينتييه على الحركات التي تميز بولغري تحديدًا، وفقًا لثلاث ركائز رئيسية تشكّل جوهر رؤيتنا. ونرغب في مواصلة الاستثمار والابتكار ضمن هذه المجالات الثلاثة. الركيزة الأولى هي النحافة، أي كل ما يتعلق بمجموعة فينيسيمو، حيث ما زلنا نطور مفاهيم جديدة في هذا الخصوص.

الركيزة الثانية هي التصغير، والتي تستخدم نفس التقنيات والعمليات الهندسية التي نعتمدها لتحقيق النحافة، ولكن يتم تطبيقها بطريقة مختلفة. نحن بحاجة إلى هذا التوجه لتطوير ساعات سيربنتي، حيث تُستخدم حركة بيكوليسيمو في جميع ساعات المجوهرات من إنتاجنا. وهذا هو ثاني محور من محاور التطوير في مصنع لو سينتييه. أما المحور الثالث، فهو ساعات الرنين. ومع تقديم ساعة أوكتو روما غراند سونيري توربيون خلال فعاليات أيام ساعات جنيڤ، أصبحت بولغري اليوم واحدة من أبرز الخبراء في مجال ساعات الرنين. وورش مصنع لو سينتييه مصمّمة لتطوير وإنتاج جميع الحركات التي نستخدمها في بولغري، مع التركيز على هذه الركائز الثلاث: النحافة، والتصغير، وساعات الرنين.

وقد أعلنا خلال معرض أسبوع ساعات LVMH، أننا نجري محادثات مع دور أخرى داخل المجموعة، وعلى وجه الخصوص زينيث، لدراسة إمكانية أن تصبح زينيث في المستقبل المُنتِج الرئيسي لهذه الحركة، ليس فقط لـبولغري، بل لجميع دور الساعات الأخرى التابعة للمجموعة. هذا الأمر سيستغرق وقتًا بطبيعة الحال، لكنه سيسمح لـبولغري بالتركيز الكامل على ما يميزها عن غيرها: النحافة، والتصغير، وساعات الرنين، من خلال مواصلة الابتكار في هذه المجالات الثلاثة الأساسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى