لقاءات

آرتيا: فنون تتجلى في كل ساعة

أتقنت دار آرتيا مفهوم دمج الفن في كل ساعة؛ وقد التقينا إيڨان آربا، مؤسس الدار، خلال معرض ساعات وعجائب، للتعرف على مصادر إلهامه الفني، والحديث عن مستقبل العلامة التجارية.

هل يمكنك أن تخبرنا في البداية عن العلامة التجارية آرتيا؟
بالتأكيد؛ العلامة عمرها الآن 17 عاماً، وقد أُنشئت كـصانعة للمشاعر. وذلك لأن لا أحد في الوقت الحاضر يحتاج إلى ساعة لمعرفة الوقت، فبالنسبة إلى معظمنا، فإن أجمل لحظات حياتنا كانت عندما كان والدنا أو والدتنا يرويان لنا قصة قبل النوم. وأريد أن أعيد خلق هذا العالم العاطفي، من خلال قطعة رائعة يمكن أن نرتديها على معصمنا، وهذه التحفة الفنية لن تخبرنا بالوقت فحسب، بل ستروي لنا قصة أيضاً.

أنتم تمزجون بين صناعة الساعات والفن في ساعاتكم؛ كيف تحققون التوازن بين الاثنين؟
كما قال أبقراط، الطبيب والفيلسوف اليوناني القديم: الفن خالد. فكل التحف الفنية يجب أن تكون جميلة أيضاً. بدأنا مجموعة Purity بآليات حركة من صنعنا؛ وقبل أن نبدأ الإنتاج، نقضي وقتاً طويلاً في التصميم، حتى تبدو حركاتنا مذهلة للغاية، ليس هذا فقط بل أيضاً متقدمة وطليعية. هذه الصناعة عمرها 500 عام، لذلك فإن ابتكار أشياء جديدة تختلف عما هو موجود أو كان موجوداً يتطلب الكثير من الجهد، وهذا ما نكرّس أنفسنا له. أنا أحب ساعات ڨاشرون كونستانتين، لكن إذا أردت صنع ساعات تشبه ساعات ڨاشرون، أكون بذلك قد تأخرت عدة قرون. لذا أحاول الآن أن أجد طرقاً جديدة، والجمهور يحب ذلك، وخصوصاً في الشرق الأوسط، حيث أحظى بدعم كبير من أصدقائي، وجامعي الساعات، ومن موزعي ساعات العلامة في هذه المنطقة.

بما أن ساعاتكم مستندة في ابتكارها على الفن، هل يشكّل ذلك ضغطاً عليكم عند ابتكار تصاميم جديدة كل عام، خصوصاً أن الفن إدراك ذاتي يختلف من شخص لآخر؟
على العكس تماماً، بل يجب أن أقلل من العمل، لأنني أستيقظ كل يوم بأفكار جديدة. لذلك من الجيد لي أن أركّز أكثر. لدينا الآن أربع مجموعات، الأولى هي مجموعة Purity التي تحتوي فقط على حركات من صنعنا، وهي استثنائية وذات بنية هندسية مميزة. ولدينا مجموعة Aqua التي تضم جميع ساعات الغوص؛ ومجموعة Luminity  التي تحتوي على حركتنا الجديدة ذات الدوار الصغري؛ ومجموعة Art، حيث إن إحدى المجموعات الأربع الآن مخصصة للفن. ونحن منذ 16 عاماً نصنع موانئ ساعات مزيّنة بأجنحة الفراشات؛ هذه الموانئ تُصنع يدوياً على يد زوجتي، وهي مجموعة ناجحة جداً. ومؤخراً، جاء فيليب دوفور، وهو أسطورة حية في عالم صناعة الساعات، لزيارتنا وطلب منا أن نصنع له ميناء لساعته: Philippe Dufour Simplicity . وفيليب لديه قائمة انتظار تمتد لأربعين عاماً للحصول على إحدى ساعاته، وقد جاء إلينا طالباً التعاون معنا. وقد أنجزنا معاً هذه التحفة الرائعة، ونقوم الآن بالترويج لها من أجل قضية نبيلة.

مجموعة Purity هي أحدث مجموعاتكم؛ هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عنها؟
نعم،Purity  هي أحدث مجموعة لدينا، وهي مخصصة لصناعة الساعات الراقية للغاية؛ كل شيء في هذه المجموعة يتم بالكامل، بنسبة 1000٪، تحت إشرافنا ومن تصميمنا، حتى البراغي. كل ما تراه على الميناء أو على الجهة الخلفية من الساعة هو من تصميمنا الخاص، وهذه هي المجموعة التي أعمل عليها مع ولديّ. أحدهما يعمل على الحركة، والآخر على تصميم العلبة – وكلاهما يعملان معي، بالطبع، وتحت إشرافي. هذا التعاون والجهد المشترك مع الجيل الجديد يهدف إلى ابتكار شيء متقدّم وطليعي جداً، يُعجب به ليس فقط أبناء جيلنا، بل الأجيال الشابة كذلك.

وقد عملنا أيضاً في ساعات هذه المجموعة مستخدمين ألواناً رائعة من السافير، وأحدث إصدار لدينا هو نانوسافير، وهو سافير يتغير لونه حسب نوع الضوء. كما لدينا أيضاً إصدار الياقوت وإصدار التيتانيوم.

في معرض ساعات وعجائب، كان تركيزكم  منصباً على ساعة HMS Mirror، صحيح؟
نعم، لقد طرحنا بالفعل 5 حركات مختلفة من تصميمنا الخاص لساعات التوربيون، وفي هذه المرة أردت أن أفتتح هذه المجموعة الراقية جداً بسعر في المتناول أكثر. نحن نقدم حركة ذات هندسة معمارية جميلة جداً. فقد أدركنا أن بعض الناس لا يحبون أن يروا بشرتهم، لذا جاءت فكرة وضع مرآة في الجهة الخلفية. إنها فكرة رائعة لأنه ليس فقط أنك لا ترى بشرتك، بل يمكنك أيضاً رؤية الحركة بشكل أفضل؛ فهي تعكس المزيد من الضوء على الحركة وعلى جميع التشطيبات اليدوية. كل شيء في هذه الحركة تم تشطيبه يدويًا، وهي مذهلة؛ فمع المرآة يمكنك رؤيتها بشكل أفضل بكثير.

لماذا في اعتقادك لم يسبق لأحد أن طرح هذه الفكرة من قبل؟
ليست لدي فكرة لماذا لم يفكر أحد بها من قبل، لأنها رائعة. أنا أحبها. إنها تعكس الكثير من الضوء، وقد حققت نجاحاً كبيراً. أعتقد أن نجاحها يعود أكثر إلى الحركة وظهر العلبة، لأن المرآة تُبرز الحركة بشكل أكبر.

حتى الآن، ما هي الدول التي توجد فيها آرتيا؟ وما هو سوقكم الأول؟
لدينا 60 بوتيكاً حول العالم، لذا نحن موجودون في الدول الرئيسية في جميع أنحاء العالم. وبالنسبة لي شخصياً، الشرق الأوسط هو مكاني المفضل. عندما يكون الطقس بارداً وممطراً جداً في سويسرا، من الممتع أن آتي إلى هنا. لدي العديد من الأصدقاء مثلكم هنا، وهناك البحر الذي أحبه. هذا سوق قوي وجيد أحبه كثيراً.

هل تخططون للتوسّع أكثر حول العالم؟ وفي أي منطقة تحديداً؟
لقد قررت ألا ألاحق الناس. المنتج الذي نقدّمه مميز واستثنائي بالفعل، والناس مهتمون به حقاً. وهذا يعني أنه عندما أتواصل مع موزّع في بلد جديد ليمثلنا، عادة ما يكون الرد: لديكم منتج رائع، نحن نحبه، ونود أن نمثلكم. إنها طريقة جميلة للعمل. لدينا طلب كبير حالياً، ونحن نغطي الدول واحدة تلو الأخرى لنقوم بالأمور بالشكل الصحيح.

هل تواجهون أي مشاكل تتعلق بالتسليم؟
لا، لأن لدي رؤية واضحة، وقد بذلت جهداً كبيراً في بناء شراكات وثيقة جداً مع المورّدين، الذين يمتلكون القدرة الإنتاجية. فكما تعلم، لدي خبرة كبيرة في التصميم والإنتاج لصالح علامات تجارية أخرى، وأنا أستفيد من كل هذه الخبرة لضمان سير الإنتاج بسلاسة وتسليم الطلبات في الوقت المحدد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى