
منذ تأسيسها، تثير علامة الساعات الفاخرة “جاي سي بيڨير” اهتماماً كبيراً مع كل إصدار جديد لها. التقينا جيمس ماركس، الرئيس التنفيذي لـ”بيڨير”، خلال إحدى زياراته الأخيرة إلى دبي، للتعرف على هوية العلامة وفلسفتها.
مرحباً بك في دبي، جيمس، أنت تزور دبي بشكل متكرر، فهل هناك سبب لهذه الزيارة؟
توقفت في دبي لمقابلتك، والالتقاء بوكيل التجزئة الخاص بنا هنا في دبي. ولاحقاً، أتوجه إلى البحرين لحضور سباق “جائزة البحرين الكبرى لطيران الخليج”، حيث نقوم بإطلاق نسخة جديدة من ساعة “أوتوماتيك”.
هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن العلامة وفلسفتها؟
أعتقد أنك يمكن أن تنظر إلى العلامة بعدد من الطرق والزوايا المختلفة. إحداها هي الطريقة الكلاسيكية للنظر إلى العلامة، حيث نتحدث عن استخدام الأحجار الكريمة في ساعاتنا، وهو أمر مهم للغاية بالنسبة إلى العلامة. فالسيد بيڨير كان جامعاً بشكل غزير لساعات الموانئ المرصعة بالأحجار. وأثناء فترة عملي في دار “فيليبس”، كنت أنا وهو كثيراً ما نتناقش حول استخدام مواد مثل السودليت أو الروبليت، ولطالما كان يتمتع بنظرة ثاقبة وحس استثنائي تجاه المواد غير التقليدية، وكذلك نظرة ثاقبة في ما يخص المستقبل. ويمكننا أيضاً أن ننظر إلى بعض العبارات الكلاسيكية المنسوبة إلى السيد بيڨير، مثل “إتقان غير المرئي”؛ وهو جزء أساسي للغاية من هوية العلامة. فنحن نوعاً ما نميل إلى المبالغة في الزخرفة، حيث نسعى إلى بلوغ درجة الكمال في زخرفة الحركة. ثم بعد ذلك هناك نهج بسيط، حيث إننا كعلامة نحاول تحقيق التوازن بين الكلاسيكية والحداثة، وهو ما يُسمى: “الكلاسيكية الجديدة”، وأعني بذلك أننا نأخذ ساعة ذات تصميم كلاسيكي، ونبتكر لها تفسيراً عصرياً. وإذا تخلينا عن “المصطلحات التسويقية”، فإن هذه هي الأفكار الجوهرية التي تشكل هويتنا.
وأنا كرئيس تنفيذي محظوظ للغاية، أن يكون هناك شخصان فائقا الموهبة في الشركة التي أعمل بها. أحدهما هو رئيس مجلس الإدارة السيد بيڨير – أحد الأعمدة المؤسسة لصناعة الساعات المعاصرة، وصاحب رؤية استثنائية. فلم تكن “بلانبان” لتصبح ما هي عليه اليوم لولا الجهود التي بذلها جان-كلود عندما أعاد إطلاق العلامة في “بازل”. وبفضل جهوده أعلن أننا لم ننتج قط ساعة كوارتز ولن نفعل أبداً. ومثل هذه الأفكار والمفاهيم الرائعة سيكون من الصعب جداً تنفيذها في بيئة الشركات الكبرى اليوم.
ومن ناحية أخرى، لدينا بيير بيڨير، وهو يتمتع بإبداع فائق وموهبة استثنائية، ويحمل نفس الحمض الوراثي الإبداعي الذي يحمله جان-كلود، ولكنه لا يعاني من الآثار السلبية التي ترافق تجارب العمل في المؤسسات الكبرى. ونحن نوفر لبيير كامل الحرية التي يحتاج إليها ليستكشف ويبتكر. لدينا إذن هاتان الديناميكيتان (أسلوبا العمل) المثيرتان للاهتمام للغاية، واللتان تعملان معاً بشكل ممتاز وبتناغم، وقد مكننا هذا من تقديم منتج لا مثيل له. ونحن نركز بشدة على الجودة والتشطيب، وبشكل عام، فإن فلسفة العلامة هي صنع أفضل ساعة ممكنة. وأحد أهم الأمور التي تعلمتها منذ انضمامي إلى العلامة في أغسطس الماضي، هو أن ساعات “بيڨير” تخاطب عدة حواس.
فعندما أطلقنا ساعة “مينيت ريبيتر”، قبل عامين ونصف العام، لم نطلق مجرد ساعة مكرر دقائق، بل أطلقنا ساعة دقاقة “كاريون مينيت ريبيتر” تتضمن ثلاثة مطارق لأجراس تصدر نغمة جميلة، عندما يسمعها الناس لا يسعهم إلا أن يبتسموا – فهي صوت فريد من نوعه حقاً، ناعم لكنه يتسم بجودة نغمة مميزة لا تسمعها عادة في الكثير من ساعات مكرر الدقائق.
ثم أطلقنا ساعة “أوتوماتيك”، وتساءلنا: “كيف نجعل ساعة ذات ثلاثة عقارب متميزة عن حشد الساعات المماثلة؟”، وإحدى الطرق لتحقيق ذلك، بالتأكيد، هي التشطيب، ولكن الكثير من العلامات تتحدث عن التشطيب. وأحد الأشياء التي أحبها في ساعة “أوتوماتيك” هي التاج، وهو عنصر غالباً ما يتم إغفاله أو تجاهله في معظم الساعات. لكن إذا نظرت إلى تاج ساعة “أوتوماتيك”، ستجد أنه يتمتع بإحساس (ملمس) وصوت ساعة يدوية التعبئة، لكن مع قابلية الاستخدام اليومي بفضل الدوار الصغري. فنحن ذهبنا أبعد من المتوقع في جميع تفاصيل منتجاتنا – لضمان الحصول على منتج يخاطب عدة حواس، ويتجاوز الحدود المعتادة. فنحن علامة تخاطب جامعي الساعات – الكلاسيكية والحديثة – من خلال جودة ساعاتنا. وعندما يمسك الناس الساعة ويقومون بفحص تصميمها، تصيبهم دائماً حالة من الدهشة الممزوجة بالسعادة والرضا.
هل يمكنك إخبارنا ما مدى أهمية التشطيب بالنسبة إلى العلامة؟
إذا نظرت إلى فريق الإدارة لدينا في “بيڨير”، ستجد أننا جميعاً نأتي من خلفيات تصنيعية، لكننا جميعاً بشكل أساسي من هواة جمع الساعات الذين يقومون بتصنيع ساعة لهواة الجمع. التشطيب مهم جداً بالنسبة إلينا لأنه يميزنا عن غيرنا، وهو أحد المجالات التي نستطيع أن نقدم فيها شيئاً إضافياً. على سبيل المثال، في ساعة “أوتوماتيك”، استخدمنا أربعة أنواع مختلفة من تشطيبات الحركة، وقد عبر الكثير من الناس الذين شاهدوا ساعة “بيڨير” للمرة الأولى، في معرض “ساعات وعجائب” الأسبوع الماضي – عن انبهارهم بمستوى التشطيب الذي نقدمه، وهذا ما نريد للناس أن يكتشفوه.
ساعاتنا موجّهة لمن يقدّر التفاصيل الدقيقة. هناك الكثير من التفاصيل الصغيرة في الساعة التي تعجبني بشكل خاص، مثل اسم العلامة التجارية، الذي لا يظهر بوضوح ولا يمكن رؤيته إلا عندما ينعكس الضوء بزاوية معينة على ميناء الساعة. ويُعزى ذلك إلى بيير والفريق الإبداعي، الذين جعلوا هذه الساعة تلقى صدى لدى هواة الجمع الباحثين عن شيء مميز. كثيرون يصنعون ساعات رائعة بثلاثة عقارب، لكن ليس بالضرورة بهذا المستوى من التشطيب، أو اللمسات التي تخاطب الحواس التي تتميز بها ساعة “أوتوماتيك”.
من المفاجئ أن أول ساعة أصدرتها العلامة كانت ساعة ذات تعقيدات عالية، كيف حدث ذلك؟
لم أكن موجوداً في ذلك الوقت، لكن ما فهمته هو أن جان-كلود هو من اتخذ قرار البدء بساعة “كاريون مينيت ريبيتر”، حيث كان من المهم أن نظهر لمجتمع جامعي الساعات مستوى معاييرنا – من حيث التعقيد، والتشطيب الفاخر، وهوية التصميم التي تترك أثراً. واعتقادي الشخصي أن ساعة “كاريون” ستكون مرغوبة بشدة في السنوات القادمة، وأنها ليست شيئاً سنشعر بالخجل منه يوماً ما. ولن نضطر أبداً إلى القول: “إنها لم تكن بنفس شعبية ساعة “أوتوماتيك””، فساعة “كاريون” رائعة بحق، وهي شهادة على براعة الفريق. وقد أنتجنا منها حتى الآن أكثر من 40 قطعة، لم تعد إلينا ساعة واحدة من أجل الصيانة.
إذا نظرت إلى جودة الموانئ، ستجد أننا قمنا بتضمين حجر السودليت كمادة لصنع الميناء، وأطلقنا مؤخراً إصداراً ساحراً بميناء من عرق اللؤلؤ مرصع بأحجار الياقوت. إنها ساعة رائعة تتيح للناس التعبير عن شخصياتهم، وهي ساعة ذات خيارات متعددة للميناء. وقد قمنا بصنع العديد من القطع، مثل ساعة “فينيكس”، حيث توجد العقارب على الجهة الخلفية من الساعة. وهناك ساعة أخرى مميزة هي “كاريون توربيون كاثارسيس” المخصصة لمزاد “أونلي واتش”، وهي طريقة رائعة تظهر من خلالها العلامة للناس ما يمكننا فعله، إنها ساعة تستعرض قدرات العلامة، ستقودنا إلى إصدار موديلات أخرى.
عندما ظهرت ساعة “مينيت ريبيتر توربيون” للجمهور، حصل سوارها أيضاً على كثير من الاهتمام، فهل تفاجأت العلامة بذلك؟
من بعض النواحي، لا. عندما تتحدث عن سوار ساعة “مينيت ريبيتر”، عليك أن تتذكر أنه سوار لساعة سعرها يبلغ 500,000 فرنك سويسري. ما فاجأنا أكثر كان ردود الفعل تجاه سوار ساعة “أوتوماتيك”. وهناك الكثير من الهوية المشتركة بين الساعتين، خصوصاً السوار ذو الوصلات الخمس. سوار ساعة “أوتوماتيك” مصمم إلى حد كبير بأسلوب كلاسيكي تقليدي مستوحى من الطراز العتيق، ولا يحتوي على العروات المدمجة، حيث إنه كلاسيكي للغاية. كما أن التشطيب المطبق على السوار نفسه رائع بشكل لا يُصدق. وقد حالفني الحظ مؤخراً بالذهاب مع بيير إلى المورد، ولمست بنفسي أن الجودة مذهلة.
ما أثار إعجاب الكثير من الناس بشكل خاص هو البلاتين، فالبلاتين معدن من الصعب جداً التعامل معه وتشكيله، ومن حيث الصقل، يتم صقل كل وصلة بشكل منفرد. ونحن نستخدم أنابيب من السيراميك للحفاظ على صلابة السوار ووزنه، حيث يبلغ وزن السوار 180 غراماً، ومع العلبة يكون وزن الساعة بالكامل 240 غراماً. وفي الوقت الحالي يبحث الكثير من جامعي الساعات عن شيء ليس بالضرورة لامعاً أو صاخباً، بل يعكس الجودة. فعلى سبيل المثال، تبدو الساعة المصنوعة من الذهب الوردي جميلة مع الحزام، ولكن عند تركيب السوار، وهو أمر من السهل جداً القيام به؛ أي التبديل بين السوار والحزام، حيث إن الساعة تتمتع بنظام “إيزي لينك” – الوصلات سريعة الفك – فإنه يضيف بالفعل لسمة من السحر والجاذبية. وقد أعجبت النساء بالسوار، حيث كان هناك عدد من الأشخاص طلبوا الساعة في البداية مع الحزام الجلدي، ثم عادوا بعد ثلاثة أو أربعة أشهر لشراء السوار المعدني بعد أن رأوه وسعره على إنستغرام.
عندما تم إطلاق خط ساعات “أوتوماتيك”، كان يتضمن أيضاً موانئ من الأحجار، حيث سعى معظم هواة الجمع إلى الحصول على ساعات الموانئ المصنوعة من الأحجار، فهل كانت تلك هي الخطة في الأصل؟
الموانئ المصنوعة من الأحجار نقطة مثيرة للاهتمام؛ لأنها تعود أيضاً إلى فكرة تقديم بديل مختلف. وحجر “بيترسايت” الذي صُنع منه ميناء إحدى الساعات، لم يكن فعلياً من الأحجار المستخدمة في صناعة الساعات. وفي الوقت الذي أطلقنا فيه الساعة كانت العلامة الأخرى التي تستخدمه هي “ڨان كليف آند أربلز”، وكانت تستخدمه في صناعة المجوهرات وليس الساعات. وحالياً يبدو أن عدداً من العلامات في الصناعة تتطلع إلى استخدام حجر “بيترسايت”، ونحن سعداً أننا جعلناه حجراً مشهوراً لأنه حجر جميل بالفعل، منشؤه من ناميبيا، وهو حجر مذهل.
لديكم ساعة “مينيت ريبيتر توربيون” في أعلى النطاق السعري، ثم لديكم ساعة “أوتوماتيك”، وبينهما فجوة سعرية كبيرة، هل يمكننا أن نسأل إذا كانت هذه الفجوة الكبيرة بانتظار أن تُملأ؟
نعم، نحن نتطلع إلى خيارات مختلفة. وكعلامة نرغب في تقديم لمسة إضافية لهواة الجمع. فنحن لن نطرح تعقيدة مثل التقويم الدائم، أو الكرونوغراف، أو ما إلى ذلك، بالشكل التقليدي المعتاد. نود أن نقدم ذلك إلى حد ما بلمسة “بيڨير” المختلفة، ونحن نعمل على شيء مثير للغاية، ليس فقط من الناحية الجمالية، بل من ناحية التعقيد أيضاً. وهو شيء سيساعد العلامة على التطور والترقي. وهذه الساعة القادمة التي ستُطرح ستكون مرة أخرى بنفس مستوى ساعة “أوتوماتيك” ونفس النسق الذي سارت عليه – وستكون ساعة مثيرة للاهتمام للغاية.