لقاءات

مون بلان.. التركيز على الابتكار أولاً

في العام 1906 بدأت كشركة مصنعة لأدوات الكتابة، والآن ترسخ علامة “مون بلان” أقدامها كدار لمنتجات الرفاهية الفاخرة، متخصصة في إنتاج أدوات الكتابة، والساعات، والمنتجات الجلدية، والإكسسوارات.

تحدثنا إلى نيكولاس باريتزكي، الرئيس التنفيذي للعلامة، حول أحدث إنجازات ومنتجات العلامة.

هل يمكن أن تخبرنا بتفاصيل حول مبادرة “باس إت أون” (“مررها”) التي تدعمها “مون بلان”؟
هناك جانبان في هذه المبادرة، أحدهما هو شراكتنا الناجحة للغاية مع منظمة “يونيسيف” على مدى الأعوام الـ13 الماضية، وخلال تلك الفترة جمعنا 10 ملايين دولار أمريكي لمشروع محدد يركز على التعليم. وسوف تستمر شراكتنا مع “يونيسيف”، لأنه –للأسف –وفقاً للزيادة السكانية، هناك المزيد والمزيد من الأطفال بحاجة إلى التعليم. وقد كنا ننظر إلى أرقام منظمة “يونيسيف” مؤخراً، ووفقاً لها فإن هناك 60 مليون طفل ليست لديهم إمكانية الالتحاق بأي مدرسة، ولا حتى مدرسة ابتدائية، إضافة إلى أكثر من 100 مليون سيتركون المدرسة بعد ثلاث سنوات. وهذه قضية كبيرة؛ لأنها ليست فقط مسألة نقص في التعليم، ولكنها إنذار يدفعنا إلى الحاجة إلى معرفة كيف نتصرف، وكيف نبتكر حلولاً، وكيفية الخروج من دائرة الفقر، وكيفية التخلص من المشاكل الصحية.

في عالم اليوم، تتغير الأمور بسرعة وأصبحت الشبكات الاجتماعية شديدة الأهمية. والفكرة وراء مبادرة “باس إت أون” هي استغلال قوة الشبكات الاجتماعية، لتحقيق أقصى قدر من التأثير في الناس، مع وسوم (هاشتاجات) #باس إت أون، و#مون بلان، و#يونيسيف، للترويج وعرض هذه المبادرة لجمهور أوسع من شأنه أن يساعدنا لجمع التمويل بشكل أسرع. ونحن بالطبع نمثل الكثير من برامج “يونيسيف”، وبالطبع عندما تشتري منتج “مون بلان” من أجل “يونيسيف”، فبشرائك تساهم في هذه البرامج. ولكن في هذه المبادرة لست بحاجة حتى إلى شراء أحد منتجات “مون بلان”، فبإمكانك الذهاب فقط إلى موقعنا الإلكتروني، وتشغل قصة #باس إت أون، فتكتسب المزيد من الوعي، وتصل إلى جمهور أوسع الذي قد يقرر شراء هذا المنتج أكثر من غيره، لأنهم بذلك يمكنهم المساعدة وهذا سوف يسرع من العملية.

كيف جاءتكم فكرة ابتكار ساعة رقمية هي ساعة “مون بلان صَميت”؟
نعتقد أن المسافة حالياً بين الساعات التناظرية (الكلاسيكية) والرقمية آخذة في التقلص، ولدينا بالفعل الكثير من الخبرة في الماضي، بدءاً من الحزام الإلكتروني الذي أطلقناه قبل ثلاثة أعوام. وفي عالم اليوم عليك أن تكون رشيقاً وسريعاً، كما عليك أن تقبل أنك قد تفشل، وأنك قد تريد أن تكون شيئاً آخر، ولكن من الواضح أن الاستراتيجية تقول إن علامة “مون بلان” شريك شرعي في هذه الصناعة، ويجب أن يكون لها صوت واقتراح في هذا العالم. ولذا، بدأنا مع الحزام الإلكتروني، وربما لم تكن التكنولوجيا حينئذ في أفضل مستوياتها، ولكن هذا العام قررنا أن السوق مستعد لاستقبال ساعة تتصل بالأجهزة، كما أردنا أن نكون قادرين على تقديم شيء للزبائن الأصغر سناً، الذين ربما لا يملكون أو لا يريدون أن يرتدوا ساعة فوق معصمهم، ولكنهم مع ذلك لا يزالون حساسين تجاه الأسلوب الأنيق ومبادئ الصناعة الساعات السويسرية، إلا أنهم قد لا يكون لديهم أي اهتمام بالجزء الرئيسي من الساعة، وأعني به الحركة.

لذلك أردنا أن نعمل على مبادرة، حيث نمثل فيها أفضل مفاهيم صناعة الساعات السويسرية، مثل شكل العلبة، والزجاج الصفيري، وجميع القوانين الأخرى لصناعة الساعات، ولكن مع واجهة رقمية. وبالذهاب خطوة أبعد، كانت هذه بالفعل طريقة لجعل الناس يكتشفون جانباً من جوانب صناعة الساعات السويسرية الراقية. وقد قررنا أننا لن نستخدم أياً من الواجهات التي لدينا في مجموعة ساعاتنا، ولكننا سنذهب إلى واجهة عتيقة، بالعودة إلى جذورنا وإلى ما تعنيه صناعة الساعات بالنسبة إلى “مون بلان”. ولذلك رغم أنها ساعة رقمية، فإنها مع ذلك تشير إلى جذور صناعة الساعات الراقية.

هل كانت تلك طريقة لجعل جيل الشباب يتعرفون على العلامة ويقدرون منتجاتها؟
الأمر يتجاوز العلامة، إذ يبين الأمر كذلك كيف أن دار منتجات الرفاهية يمكن أن يكون لها صوت في عالم حيث قد لا يتوقع الشباب اقتراحاً بمنتج للرفاهية. كما أنها أيضاً طريقة لجعلهم يكتشفون عالم الرفاهية هذا، ويدركون أن هذه ليست علامة من أجل آبائهم فقط بل إنها يمكن أن تكون ذات صلة بهم. فإذا كانت علامة “مون بلان” هي تلك العلامة التي تقدم عروضاً واقتراحات مثيرة للاهتمام بالنسبة إليهم، فمن المأمول أنهم سوف يستمرون في متابعة منتجات الدار في المستقبل.

على الرغم من أن “مون بلان” بدأت كشركة مبتكرة لأدوات الكتابة، إلا أنها الآن تنوعت منتجاتها بين الساعات والمنتجات الجلدية. فما هي حصة المبيعات التي سوف تحققها أدوات الكتابة من إجمالي المبيعات مستقبلاً؟
إنها ليست مسألة حصة أو نسبة مئوية، فأنا أعتقد أن جميع فئات منتجات “مون بلان” سوف تستمر في النمو مستقبلاً. لكن المسألة هي ما إذا كان سيكون هناك نمو أسرع في بعض القطاعات. وليس سراً أن المنتجات الجلدية حالياً قطاع له شعبية كبيرة جداً بالنسبة إلى الرجال، وهناك الكثير من الرجال على نحو متزايد يريدون الاتجاه إلى شراء منتجات جلدية ذات المزيد من الخصائص الوظيفية. فأنا حالياً أرى الكثيرين يرتدون حقائب للظهر، والتي تتميز بأنها مزيج بين الرفاهية، والعملية، والموضة معاً. ولذا من الواضح أننا يمكن أن نتوقع نمواً أسرع في هذه الفئة، ولكن في المقابل فإن ما نقوم بعمله في قطاع أدوات الكتابة يعتمد بالكامل على معايير فنية عالية؛ حيث إن جميع منتجاتنا من أدوات الكتابة تُنتج في إصدارات محدودة، وهي قطع شديدة الحصرية، مثل القطعة النابضة بالحياة “مايسترشتوك”؛ وهذه الفئة لا تزال تنمو. ولذلك يجب علينا النظر إلى “مون بلان” كعلامة عالمية لمنتجات الرفاهية الفاخرة، التي يريدها الناس لأنفسهم، وأتوقع أن تحقق جميع قطاعات المنتجات نمواً.

ما مدى أهمية قطاع الساعات في عالم “مون بلان”؟
الساعات، ولسنوات عديدة الآن، كانت نقطة مهمة للتركيز عليها بالنسبة إلى “مون بلان”. فنحن نطور الكثير من المنتجات الجديدة كل عام، كما نستثمر الكثير في الاتصالات، وترويج الكثير من الفئات، كما أن الساعات أيضاً فئة استراتيجية بالنسبة إلينا، حيث يمكننا التعبير عن جميع قدراتنا، ومهارتنا الحرفية، ومعاييرنا العالية في صناعة أدوات قياس الزمن، كما أن هذه الفئة تمثل روح الدار بشكل جيد جداً. وعندما يكون لديك ساعة مثل ساعتي، وهي ساعة “مون بلان 1858” مزودة بحركة شديدة الجمال، سيكون ذلك تعبيراً مذهلاً عما تعنيه روح علامة “مون بلان” وما تمثله حقيقة. فقطاع الساعات قطاع مهم بالنسبة إلينا، ولكن أكرر أن لدينا الكثير من الفئات، وكل فئة مهمة بالنسبة إلى الدار. ربما نكون أكثر تواصلاً مع ساعاتنا، ولكن هذا لا يعني أننا لا ننفق مقداراً ضخماً من الوقت على تطوير منتجاتنا الجلدية الجديدة، والخصائص الوظيفية الجديدة، والابتكارات الجديدة، والمواد الجديدة، وغيرها من الأمور.

هل ستكون الساعات الرقمية هي الركيزة الرابعة من ركائز دار “مون بلان”، بعد أدوات الكتابة، والمنتجات الجلدية، والساعات التناظرية (الكلاسيكية)؟
في الوقت الراهن، أرى الأمر أكثر كاستمرارية لكل ركيزة من هذه الركائز؛ ففي قطاع الساعات لدينا الحزام الإلكتروني، وساعة “صَميت” ذات القدرة على الاتصال مع الأجهزة الذكية. وفي قطاع أدوات الكتابة، لدينا “سكرين رايتر” وحالياً هناك أحدث ابتكاراتنا “أوغمنتد بيبر” (الورق المعزز). وفي قطاع المنتجات الجلدية، وقبل عام، أنتجنا جهازاً يمكنه تعقب الأمتعة الخاصة بك. وسوف تكون هناك المزيد من التطويرات، وهذا هو السبب في أنني أرى الأمر امتداداً وعروضاً في جميع الفئات، إنه ليس أمر فئة واحدة في حد ذاتها، ولكنه تعبير عن وطريقة أخرى لتمثيل فئة ما.

ولدينا أيضاً قطاع الإكسسوارات، والإكسسوارات الرجالية تعد فئة مهمة في الكثير من الأسواق، وأنا هنا أتحدث عن أزرار الأكمام، والأساور، وغير ذلك. وحتى النظارات والعطور هي أيضاً فئة مهمة، لأنها تتجه إلى جمهور واسع. وهذا هو الجمال الحقيقي لدار “مون بلان”، وهو أن لدينا الكثير من التعبيرات عن روح العلامة، والتي تمنحنا الكثير من الفرص لاختبار الأفكار، ولنكون أكثر جرأة، وأن يكون لدينا نوع ما من النهج غير التقليدي وغير المألوف، مادمنا واضحين بخصوص هويتنا وحقيقتنا وما الذي تعنيه منتجات “مون بلان”، فعندها لا توجد مشكلة في الحفاظ على روح الريادة التي تتمتع بها “مون بلان” نابضة بالحياة.

لماذا بدأت منتجات “مون بلان” الحديثة فجأة الاعتماد على الأساليب القديمة؟
ما كنت لأسميه اهتماماً “مفاجئاً”، فما نقوم به دائماً كدار لمنتجات الرفاهية هو النظر إلى تاريخنا، وغالباً أو في أحيان كثيرة ما تكون أفضل منتجاتنا مستوحاة مما طالما كان موجوداً لدينا في الدار. وإذا أخذنا العام الماضي كمثال، عندما أعدنا إطلاق أداة الكتابة “روج إي نوار إريتاج”، وهي نسخة طبق الأصل من أداة كتابة العشرينيات، وقد حققت نجاحاً مذهلاً. كما أعتقد أن السوق يتوقع هذا النوع من الأساليب القديمة، أو المستلهمة من الماضي؛ حيث إن هناك اهتماماً كبيراً بالأغراض العتيقة؛ في المجوهرات العتيقة، والسيارات، وغير ذلك. وقد كانت خطوة منطقية بالنسبة إلى “مون بلان” لاستكشاف هذا النهج العتيق في قطاع الساعات، كونها تملك كل هذه التصاميم المذهلة، والموانئ، والحركات، منذ بدايات القرن العشرين، ومن ثم أدركنا أن هذه مكتبة ضخمة من المصادر نحتاج إلى استكشافها واستخدامها لتقديم منتجات جديدة. فهذا مسار واضح جداً بالنسبة إلينا، تابعنا السير عليه خلال السنوات القليلة الماضية، وليس فقط الأشهر القليلة الماضية.

كيف توازن “مون بلان” بين نمط احتياجات زبائنها الأصغر سناً والمستوى العالي من الجودة والسعر لمنتجاتها؟
بالطبع، جميعنا في العلامة نريد أن نجتذب الزبائن الشباب، والذين سيبقون مع الدار على مدى السنوات العشرين المقبلة، ولكن في النهاية فإن المسألة أيضاً تتعلق بالخصائص الوظيفية للمنتجات ومجموعات المستخدمين. وإذا تحدثنا عن المنتجات الجلدية، فسوف لن أعلق على الجودة، وكيف يمكنك أن تكون مبدعاً ومبتكراً في قطاع المنتجات الجلدية. فنحن لسنا دار أزياء، ولذلك فإننا لا نطلق حقيبة للظهر كل عام؛ فهذه ليست الفكرة، بل الأمر يتعلق أكثر بالخصائص الوظيفية: لماذا تستخدم المنتج الجلدي الذي تقتنيه؟ هل هو للعمل؟ هل هو للاستخدام غير الرسمي؟ هل هو للرياضة، أو لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أو للتنقل بشكل غير رسمي أكثر؟ فهناك الكثير من الفرص والجوانب يمكننا استكشافها.

النقطة الأخرى هي أننا عملنا كثيراً على الخصائص الوظيفية للمنتج، كما عملنا على المنتجات الجلدية الصغيرة، مثل الأحزمة، وعدد غيرها من المنتجات الجلدية الكبيرة، وفي المقام الأول على منتجات العمل الرسمية. وهناك اليوم سوق صخمة للمنتجات الجلدية الشبابية، وغير الرسمية، والكبيرة، ويجب على “مون بلان” بالتأكيد أن تكون حاضرة في هذه السوق. فنحن نعمل على جميع هذه الخصائص الوظيفية والابتكارات لهذه المنتجات الجلدية: حقائب الظهر، وحقائب الكاميرات، وحقائب المراسلين.

وبالحديث عن الابتكار، لدي هنا عرضنا الجديد من المنتجات الجلدية: حقيبة “إكستريم رك ساك”. فأنا مسافر قديم معتاد السفر والتنقل، وأتنقل من الأسواق الساخنة والرطبة، مثل الهند ودبي، إلى الأسواق الباردة مثل الشتاء في كوريا، أو إلى سوق مطيرة إذا كنت في هامبورغ؛ ففي هذه الحالة تتميز حقيقة “رك ساك” بنوع النسيج الذي يمكنه مقاومة الماء، والخدش، والنار، وغير ذلك. وهنا فأنا ليس لدي شيء جميل فقط، ولكنه شيء مفيد أيضاً. وقد بدأنا للتو في استكشاف جزء صغير من كامل قطاع “الجلود الرجالية”، وفي الحقيقة هناك الكثير جداً الذي يجب أن تقوم به “مون بلان”، وأن تقوم به اليوم، والذي سوف تواصل القيام به في المستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى