لقاءات

الإخبار بالوقت على طريقة إتش واي تي

دائماً ما كانت علامة “إتش واي تي”، صانعو الساعات الهيدروميكانيكية، ليست كغيرها من علامات الساعات السويسرية الراقية، من حيث الطريقة التي ينظر بها مبدعوها إلى الزمن وكذلك طريقة الإخبار به، محطمين قواعد صناعة الساعات مرات عدة لتقديم ساعات أيقونية مبدعة؛ مثل ساعة “إتش1″ و”اسكَل”.

في هذا اللقاء يوضح لنا غريغوري دورد، الرئيس التنفيذي والشريك لعلامة “إتش واي تي”؛ كيف حركت العلامة –مرة أخرى هذا العام –الماء الراكد؛ حرفياً ومجازياً، بإطلاقها أحدث إنتاجها ساعة “إتش زيرو”.

بداية أخبرنا عن أحدث إصداراتكم ساعة “إتش زيرو”.
أولاً يشير الصفر (زيرو) في اسم الساعة إلى أصل كل شيء؛ الحياة، الماء والذي هو أصل جميع أشكال الحياة التي تحتوي في تكوينها على نحو 70 بالمئة من الماء. فكما أن السائل هو أصل كل شيء، تمثل السوائل هوية علامة “إتش واي تي”، فنحن صناع الساعات الهيدروميكانيكية، حيث أصبحت السوائل والمؤشرات المائعة العوامل التي تميزنا في هذه الصناعة. وهذا هو السبب وراء ابتكارنا هذه الساعة، لتأكيد أهمية السوائل ومنح السوائل المكانة الأولى في ساعاتنا؛ فهي بالنسبة إلى ساعاتنا نجم العرض. وهذه الساعة مؤشر إلى الزمن ثلاثي الأبعاد فريد من نوعه، ولهذا جعلناه مرئياً، حيث تبدو الشعيرات وكأنها تنمو من داخل الأرض مثل شجرة، كما يساعدنا شكل الشعيرات ثلاثي الأبعاد على توفير الرؤية من الجانب، ما يمكن من الإشارة إلى الزمن حتى من الجانب. وهكذا تضم هذه الساعة تأثيراً ثلاثي الأبعاد، ورؤية إلى الزمن بزاوية 360 درجة.

وقد قمنا بتنفيذ الميناء بتصميم مفتوح للكشف عن المضخات التي تنتمي إلى الجهاز السائل (المائع)، وهو ما صار أمراً مميزاً لهذه الساعة، كما قمنا بإخفاء الحركة. وبالنسبة إلى كل من ساعة “إتش2″ و”إتش3” فإن الحركة هي نجم العرض، بينما تتمتع كل من ساعة “إتش1″ و”إتش4” بحركة مرئية. وفي هذه الساعة فإن نجوم العرض، أو الأبطال، هي السوائل، وهذا هو السبب في أننا ابتكرنا رمز تصميم جديد لتسليط الضوء على إمكانية رؤية هويتنا السائلة. وهذه هي روح عملية تطوير هذه الساعة، والتي تركز بالفعل على السائل، كما شهدت هذه الساعة تصنيع واحدة من حركاتنا. وقد أردنا بالنسبة إلى هذه الساعة تحديد السعر الذي يفتح أمامنا سوقاً جديدة، كما يفتح المجال أمام إمكانية اجتذاب زبائن جدد، وهذا هو السبب في أننا حددنا سعر هذه الساعة بـ39 ألف فرنك سويسري.

وهذا قرار استراتيجي مهم قد اتخذناه، وهو أنك عند شرائك ساعة “إتش2” أو “إتش3” سوف تحصل على حركة ميكانيكية جيدة الصنع، عالية التكلفة. في حين أننا هنا نركز على التكنولوجيا الأساسية الخاصة بنا، حيث كانت لدينا الفرصة لتقديم تصميم جديد مذهل وغير تقليدي، لتجسد هذه الساعة بالفعل أداة عصرية لقياس الزمن غير مرتبطة بالماضي، قدمتها “إتش واي تي” بمستوى سعر مناسب يمثل بداية السعر لمثل هذه الساعة.

هل يرتكز تصميم ساعة “إتش زيرو” على حركة ساعة “إتش1″؟
سيكون هناك بعض التطويرات على الحركة في العام الأول، بالنسبة إلى النماذج المبدئية والمجموعات التي نطلقها حالياً. لكن في المستقبل، سترتكز قطع هذه الساعة على الحركة الميكانيكية الخاصة بنا، والتي قمنا بوضع تصورها ونقوم حالياً بتصنيعها. أما الشكل فهو في حده الأدنى، ويرتكز على مفهوم “الأقل هو الأكثر”، ويتمتع بتصميم عصري جداً. بينما على الميناء، توجد هذه التصاميم التي توحي بشكل الأمواج. وهذه الساعة لها نفس قطر ساعة “إتش1″، كما تم تحسين وضوح الرؤية بالفعل، إلا أنها تبدو أصغر من ساعة “إتش1” وأكثر ليونة، وبفضل عدم وجود قرون في الحزام فإن هذه الساعة تناسب المعصم بشكل جيد جداً.

وهل هذه الساعة ذات إصدار محدود؟
كلا، فقد اتخذنا قراراً بتحديد سعر الساعة بـ39 ألف فرنك سويسري، ونحن نقدم ثلاثة إصدارات من هذه الساعة، أحدها بسائل أخضر وميناء أسود اللون، وعلبة مصنوعة من التيتانيوم بطلاء “دي إل سي” باللون الأسود. كما لدينا الموديل الفضي بسائل أزرق، وميناء فضي مفرش. وفي حين أن موديل الميناء الأبيض والسائل الأزرق، يعرض شكل الأمواج بصورة أكثر وضوحاً، فإن التباين بين اللونين الفضي والأزرق يسلط الضوء على وضوح الرؤية. ولدينا في الموديل النهائي ثلاثة ألوان: الفضي، والأسود، والبرتقالي، والساعة في هذا الموديل تتميز بسائل أسود اللون، ولأن السائل الأسود غير مرئي ليلاً، كان علينا أن نضع طلاء “سوبر لومينوڤا” أسفل الأنبوب الشعري، وبذلك يمكنك تحديد الوقت حتى في الظلام، وهذا الموديل جاءت علبته مصنوعة من التيتانيوم. كما أن هذه الساعة تفتح الباب أمام إنتاج ساعات حسب الطلب، حيث يمكننا تعديل التصميم وفق رغبات الزبون. وأيضاً تفتح الباب أمام مناطق جديدة للإبداع؛ لأنه مع هذا الشكل ودمج التصميم يمكننا بالفعل استكشاف مجالات جديدة.

ما هي الطرق الأخرى التي يمكنكم بها الإشارة إلى مرور الزمن باستخدام السوائل؟
للأسف لا أستطيع أن أعرض لكم التصاميم التي أتحدث عنها، فشكل الجمجمة في ساعة “اسكَل” ليس فقط عنصراً جمالياً، ففي تلك الساعة قمنا بتصميم الشعيرات بشكل منحني، وبذلك يكون مؤشر الساعات هو الجمجمة نفسها، ولك أن تتخيل كأنك قمت بذلك بتطوير عقرب يتحرك ويشير إلى الساعات. وقد استلهمنا تصميم هذه الساعة من صورة لنهر في بوتسوانا، التقطها المصور الفوتوغرافي الفرنسي الشهير يان أرتوس-برتران، حيث ألهمتنا الطريقة التي يتدفق بها النهر. وهذه هي خاصية السائل؛ وهي أنه يذهب إلى حيث توجهه، وهو ما يمنحنا مجالاً فسيحاً لتحديد الشكل. وهذا يعني أن لدينا هذا الكنز شديد الروعة الذي يمكننا الاستفادة منه في المستقبل، من الناحية الإبداعية.

هل توقعتم أن تحقق ساعة “اسكل” هذا النجاح عندما تم إطلاقها للمرة الأولى؟
كلا، فهي ساعة ذات مفهوم خاص، فحتى برغم أننا أزلنا عقرب الدقائق، لا يزال بإمكانك الإخبار بالوقت التقريبي حتى حدود خمس دقائق. وقد أصبحت هذه الساعة أكثر خطوط إنتاجنا تميزاً، بإسهامها بما يقرب من 25 إلى 30 بالمئة من نسب مبيعاتنا. واليوم، مع وجود الآيفون وما إلى ذلك من الأجهزة الذكية، يوجد هناك المزيد والمزيد من طرق قراءة الوقت، لكننا مهتمون بالناس الذين ينظرون إلى معاصمهم كخلفية لقراءة الوقت. وبينما مع ساعة “اسكَل” يمكنك قراءة الوقت بشكل تقريبي؛ فإن هذه الساعة – في الواقع – تمثل أكثر انعكاساً لشخصيتك وما تريد إظهاره للعالم.

هل هناك أي خطط لتصنيع إصدار أصغر حجماً من ساعة “اسكَل”؟
بالتأكيد نعم، ونحن نخطط أن نقدم يوماً ما إصداراً أصغر حجماً من “اسكَل”، وقد ناقشنا ذلك، فحالياً يبلغ عرض ساعة “اسكَل” 51 ملم، وهو كبير جداً، وقد تمت مناقشة احتمالات جعل العرض أصغر. وعاجلاً أو آجلاً، سوف نزيح الستار عن إصدار أصغر حجماً.

هل تتوقعون أن تكون ساعة “إتش زيرو” هي خط الإنتاج الرئيسي في المستقبل بالنسبة إلى “إتش واي تي”، من ناحية المبيعات وكمية الإنتاج؟
نتوقع لها بالفعل أن تصبح ساعة أيقونية؛ إذ تتمتع بتصميم يمكن التعرف إليه بسهولة، وهو شيء يمثل هويتنا كعلامة. وقد استمعنا إلى آراء الكثيرين الذين يشعرون بأننا بهذا التحديد للسعر؛ فإن لدينا شيئاً مهماً. للأسف، لا أستطيع رؤية المستقبل، وحده الزمن هو الذي سيخبرنا بصحة هذه التوقعات، وزبائننا هم من سيقررون.

هل شعرتم بأن عليكم تبرير مواصلة العلامة النجاح في مواجهة شكوك البعض عندما قمتم بعرض إصداراتكم للمرة الأولى في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات”؟
ما هو مهم بالنسبة إلينا هو أننا نمتلك بنية قوية من المساهمين الذين يتمتعون برؤية طويلة الأمد، والذين لا يقومون بالاستثمار بحثاً عن الأرباح السريعة ومن ثم الخروج، كما أن لدينا عدد جيد من طلبات الشراء. وقد قمنا – “إتش واي تي” و”بريسيفليكس” – قبل عام بعمل جولة تمويلية كانت ناجحة جداً، وهو أمر نادر الحدوث جداً في صناعة الساعات بالنسبة إلى علامة مستقلة؛ سواء من حيث الاستدامة والرؤية طويلة الأمد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى