لقاءات

ديناميكيات صناعة الساعات الفاخرة في أرنولد آند صن

يعود أصل علامة صناعة الساعات السويسرية الراقية “أرنولد آند صن” إلى العام 1764، عندما أسس صانع الساعات الإنجليزي المبدع جون أرنولد ورشته لتصنيع الساعات. هنا يتحدث إلينا فرانسوا بيتشي، نائب رئيس قسم المبيعات، موضحاً الإصدارات الجديدة التي أزاحت عنها العلامة الستار هذا العام، والديناميكية التي تقف خلف قدرة مصنّعة الساعات العريقة على تطوير حركة جديدة لكل موديل قدمته في السنوات الأخيرة.

هل يمكنك أن تخبرنا عن الإصدارات الجديدة لهذا العام؟

لدينا “توربيون كرونوميتر رقم 36″، وكان جون أرنولد قد صنع أول ساعة كرونوميتر قبل 240 عاماً مضت. ومنذ ذلك الوقت تسمى الساعات الدقيقة كرونوميترات، ويصادف العام المقبل الذكرى السنوية الـ240 لإطلاق تلك الساعة؛ ولذلك قررنا تصنيع ساعة “توربيون كرونوميتر رقم 36” تكريماً لمصنّعها. وتصميم الساعة يشبه تصميم ساعة TB88، إلا أننا في “توربيون كرونوميتر رقم 36” قمنا بتحريك الثواني الدقاقة وأدمجنا آلية توربيون. وقد قمنا هنا باستخدام المعالجة بتقنية “بي ڤي دي 5 إن”، ولذلك تشبه العلبة كثيراً علبة ساعة TB88، بينما تبدو بقية أجزاء الساعة شبيهة بأجزاء ساعة TB88. وتتميز هذه الساعة باحتوائها على براميل مزدوجة، وتشطيب راق، كما تتميز بمواضع ترصيع من الذهب في حشوة التحميل الخاصة بالحركة، التي تضمن دقتها، وهي ذات قطر يبلغ 46 ملم، وأطلقت في إصدار محدود من 28 قطعة من الذهب، و28 قطعة من الستانلس ستيل.

لدى “أرنولد آند صن” ساعات بنطاق واسع من الأحجام، فأي حجم هو الأكثر مبيعاً؟

نعم، بالفعل لدينا مجموعة كبيرة من الأحجام، تبدأ بحجم 40 ملم وتصل إلى 46 ملم. إلا أن الحجم الأكثر مبيعاً هو 44 ملم؛ هذا هو الحجم الذي يحقق أفضل مبيعات لدينا.

وهناك إصدار جديد آخر هذا العام هو ساعة “DSTB”، واسمها اختصاراً لعبارة: dial side true beat. ويصفها البعض بأنها ساعة ذات ميناء باللون الأزرق، لكنها في الحقيقة ليست ذات ميناء أزرق؛ إذ إن اللون الأزرق هو لون الصفيحة الرئيسية بينما الميناء لونه أبيض. وقد قدمنا هذه الساعة العام الماضي بعلبة من الذهب الأبيض، وصفيحة رئيسية باللون الأزرق. وقد أعجب الكثيرون باللون الأزرق للصفيحة الرئيسية، ولذلك قررنا إنتاج الساعة بعلبة من الستانلس ستيل بنفس التصميم. وبما أن سعرها جيد جداً، فقد فكرنا في إعطاء المزيد من الراغبين في اقتناء هذه الساعة الفرصة لشرائها.

وما هو فرق السعر بين كل من إصداري الذهب والستانلس ستيل؟

يبلغ سعر إصدار الستانلس ستيل 27900 فرنك سويسري، بينما يبلغ سعر الإصدار ذي العلبة المصنوعة من الذهب الأبيض 45000 فرنك سويسري، وهو فرق كبير جداً. وكما يمكننا الملاحظة فإن الفرق يكمن في النابض (الدوّار)؛ ففي الإصدار المصنوع من الذهب يكون النابض مصنوعاً أيضاً من الذهب، بينما في الإصدار المصنوع من الستانلس ستيل مصنوع من المعدن الثقيل. وفي ما عدا ذلك فإن كل شيء هو نفسه في الإصدارين. وبالنسبة إلي شخصياً، فإن هذه أفضل ساعة ثواني دقاقة لدى العلامة؛ إذ إنها أكثر هذه الساعات أناقة، واللون الأزرق جميل بالفعل، كما أنها سهلة القراءة، والأفضل من ذلك كله أنه يمكنك بالفعل رؤية كيف تعمل آلية الثواني الدقاقة في هذه الساعة؛ فهي حركة لا يفهم الكثيرون كيفية عملها، وفي هذه الساعة يمكن بالفعل رؤية كيف تحول التعقيدة الحركة إلى آلية الثواني القافزة.

وإلى ذلك، لدينا أيضاً تطوير لإحدى ساعات موديل “DBG” – الساعة ذات عجلة التوازن وتوقيت “جي إم تي” (غرينيتش) العالمي – وهي ساعة “DBG سكيليتون”، ذات عجلة الميزان الثنائي بتصميم هيكلي. وتتميز هذه الساعة باحتوائها على مؤشر 24 ساعة، وتوقيت الموطن، والمنطقة الزمنية الثانية.

كم عدد الساعات التي تنتجها العلامة حالياً؟

ننتج حالياً أقل من 1000 ساعة في العام، أو يمكن القول قريباً من 1000 ساعة تقريباً.

ما الرقم الذي تأمل الوصول إليه وعندها ستكون راضياً تماماً؟

ليست توقعاتنا هي إنتاج 10 آلاف ساعة؛ إذ إننا نريد أن تكون إصداراتنا حصرية حقاً، حيث تبحث علامتنا عن جامعي الساعات الشغوفين، فلا يوجد طلب واسع على نوع الساعات التي ننتجها، ولذلك نحن بحاجة إلى إيجاد الشخص المناسب الذي يمكن أن يقدر ذلك النوع من الساعات الفاخرة. كما أن هدفنا هو بناء شبكة توزيع أفضل، فحالياً العلامة غير معروفة في بعض الدول، وهذا ليس جيداً؛ فعلى سبيل المثال؛ في أوروبا أعمل على إيجاد منافذ للتوزيع في إسبانيا، وإيطاليا، والبرتغال. وعندما أتحدث عن التوزيع، فأنا أعني نقطة بيع واحدة فقط في كل دولة من هذه الدول، فأنا غير مهتم بافتتاح أربع أو خمس نقاط للبيع في إيطالياً، أو الدول الأخرى؛ لأنه لا توجد السوق التي تستوعب ذلك. وفي النهاية، إذا استطعنا الوصول إلى 3000 أو 4000 ساعة في العام، سيكون ذلك ممتازاً.

كيف يمكن لمصنع صغير مثل “أرنولد آند صن” الكشف عن كاليبر جديد كل عام تقريباً، في حين أن العلامات الأخرى تقدم كاليبر كل عدة سنوات؟

ديناميكيات العمل في هذه الشركة الصغيرة مثيرة جداً للإعجاب، فمع وجود مصنع “لا جو بيريه” لتصنيع حركات الساعات السويسرية، والـ150 موظفاً الذين يعملون لديه؛ فإن لدينا الموارد البشرية للقيام بهذا. وهذا العام لم نطور كاليبر جديداً بشكل كامل، ولكن إذا اعتبرنا كاليبر TB88، فإن هذا تعديل لكاليبر موجود بالفعل. حيث يستغرق تطوير كاليبر جديد الكثير من الوقت، والحقيقة أن ما يستغرق الكثير من الوقت ليس عملية تطوير كاليبر جديد، وإنما عملية الاختبار والتأكد من موثوقية الكاليبر الجديد هي التي تستغرق ذلك الوقت. ولذا، نعم.. إنتاج كاليبر جديد يستغرق الكثير من الوقت، وفي هذه السنوات القليلة الماضية أنتجنا الكثير من حركات الكاليبر الجديدة، لكن حالياً نحاول إبطاء عملية الإنتاج هذه؛ حيث نحتاج بالفعل إلى تأمين حركات الكاليبر التي لدينا بالفعل، والتأكد من أنها موثوقة الأداء بالفعل وأنها ذات جودة مثالية.

أخيراً.. كيف تصف علامة “أرنولد آند صن”؟

نحن نصنف أنفسنا كتيار “نيو-كلاسيك”، أي أن إصداراتنا ذات تصاميم كلاسيكية لكنها حديثة في الوقت نفسه، فنحن في العلامة نتحدث عن الشعر الميكانيكي؛ إذ نود أن تكون الحركة قطعة فنية. الأمر الثاني الذي نفترق به عن غيرنا هو عنصر التصميم الإنجليزي؛ حيث ولدت العلامة والتي نود أن تظل “أرنولد آند صن”؛ ولذلك يمكننا أن نرى مثلاً كيف تعتمد الجسور – جسور الحركة – على عناصر التصميم الإنجليزي. وبما أن لدينا مصنعنا الخاص بنا، فإننا قادرون على تصميم ساعة بالطريقة التي نعتقد أنها الأكثر جمالاً والأكثر أناقة، ومن ثم نقوم بتطوير حركة من أجل هذه الساعة. ولتوضيح الأمر أقول: إذا ذهبت إلى السوق واشتريت كاليبر، عندها لن تستطيع تصميم ساعة بالطريقة التي تريد والشكل الذي ترغب؛ لأنك عندها ستكون محدوداً بتصميم حركة الساعة، بينما نحن في العلامة لسنا كذلك، وهذه مزية كبيرة حقاً.

هذا هو أحد الأسباب في أننا نحاول أن ننتج أكثر الساعات تناسقاً؛ وقد يكون هذا التناسق في الميناء، وفي الحركة، وحتى في الغطاء الخلفي للعلبة؛ كل شيء شديد التناسق. وهذا التناسق عنصر تصميم مشترك بالنسبة إلى إصداراتنا، وفي الوقت نفسه يساعد الزبون على التعرف على منتجاتنا.

سمة أخرى من سماتنا المميزة، وهي البنية ثلاثية الأبعاد، والمقصود بذلك أنه يمكنك رؤية العمق، والطبقات المختلفة في كل حركة من الحركات التي ننتجها، فلا توجد لدينا حركة تبدو مسطحة على الإطلاق. حتى ميناء أكثر ساعاتنا بساطة في التصميم لا يكون عبارة عن صفيحة مفردة، بل يتضمن عدادين كما أن تصميمه يتخذ شكل طبقات.

كما أن لدينا أيضاً عدداً من الحركات التي يمكن رؤيتها من جانب الميناء؛ لأننا نريد أن نعرض تعقيدة الحركة بقدر ما نستطيع. وأحياناً نعكس تصميم الحركات، وفي أحيان أخرى نضع عجلة التوازن أعلى بدلاً من أن تكون أسفل، أو كما في آلية الساعة الدقاقة نأخذها من الخلف ونضعها في الأعلى.

وهذا أيضاً سبب امتلاكنا الكثير من الساعات ذات التصميم الهيكلي في مجموعاتنا. هذا كله جزء من هويتنا، فمن ناحية التسويق عندما يسأل الناس: “ما هي علامة “أرنولد” وما الذي تقدمه؟”، قمنا بتدريب موظفينا على التعامل مع الناس لمساعدتهم على إدراك حقيقة العلامة. فإذا كنت داخل صالة عرض للساعات، وليست لديك أي معرفة بصناعة الساعات، مع مبادئنا الستة نستطيع أن نجعلك تدرك ما هي صناعة الساعات الفاخرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى