لقاءات

أسبوع دبي للساعات.. أصل الفكرة والنجاح المستمر

في هذا الحوار التقينا مليكة يازدجردي، مدير التسويق والاتصال المؤسسي في “صديقي القابضة”، وعضو “اللجنة التنفيذية لأسبوع دبي للساعات”، لنسألها عن فكرة وتطور هذا الحدث شديد الأهمية في عالم صناعة الساعات الفاخرة؛ “أسبوع دبي للساعات”.

في البداية هل يمكنك إخبارنا عن فكرة ومفهوم “أسبوع دبي للساعات”؟

جاء إلهام إقامة هذا الحدث شديد الأهمية عندما كنت أنا وهند عبد الحميد صديقي، الرئيس التنفيذي لقسم التسويق والاتصال المؤسسي في “صديقي القابضة”، في جلسات “المنتدى العالمي للمرأة”، وفكرنا كم سيكون أمراً جيداً أن يكون لدينا حدثاً مماثلاً في صناعة الساعات؛ يمثل منصة يلتقي فيها صانعو الساعات بنظرائهم، ويتناقشون حول شؤون الصناعة، ويستلهمون الأفكار. وعندما أدركنا أنه لا يوجد حدث بمثل هذا المفهوم، قررنا إطلاق مثل هذا الحدث بأنفسنا. وقد كان علينا في البداية مواجهة الكثير من التشكك حول فكرة الحدث، عندما توجهنا إلى الرئيس ونائب الرئيس في “صديقي القابضة” لعرض الفكرة عليهما، حيث كان شعورهما بأن حدثاً لا يوجد به عنصر تسويقي لن ينجح؛ إذ لن ترغب علامات صناعة الساعات الراقية بالمشاركة في مثل هذا الحدث، وبالمثل لن يتوجه الزبائن إلى حضور حدث لا يشهد عمليات بيع للساعات. وهكذا كان هناك الكثير من التساؤلات حول جدوى الحدث، ولكننا ثابرنا على عرض الفكرة، لنحصل في النهاية على الموافقة بالبدء في مايو من العام 2015. وحينها كان لدينا أربعة أشهر فقط للتحضير للدورة الأولى من “أسبوع دبي للساعات” (DWW)، ولكن لأننا كنا على علم تماماً كيف نريد للحدث أن يكون، استطعنا تنظيمه رغم قصر المدة التحضيرية لتنطلق الدورة الأولى.

وهل كان الحدث بنفس الحجم المتصور عندما تم اقتراحه للمرة الأولى؟

في البداية تصورنا فكرة الحدث أن يكون “منتدى صناعة الساعات”، ولكن بعد ذلك قالت هند إنه سيكون أمراً رائعاً لو استطعنا دعوة صانعي الساعات لإعطاء شروحات لحضور الحدث حول الساعات المشاركة. ومن هنا استمرت الفكرة في التوسع، لتتحول في النهاية إلى الشكل الذي خرج به الحدث، والذي كان بالحجم الذي توقعناه. وبالفعل انطلقت الدورة الأولى من “أسبوع دبي للساعات” في أكتوبر من العام 2015، وتضمنت القائمة المبدئية للمتحدثين 12 شخصاً، من بينهم عدد من صانعي الساعات العالميين المرموقين، وكنا نتساءل ما إذا كانوا سيأتون إلى هنا بالفعل. إلا أننا في النهاية كان لدينا 32 متحدثاً في الدورة الأولى، بينما كان عدد المتحدثين في الدورة الثانية التي أقيمت العام الماضي 42، وفي الدورة الثالثة التي أقيمت هذا العام 48 متحدثاً.

وإضافة إلى ذلك، لدينا قائمة تضم المئات من المتحدثين المحتملين، ولذا سنحاول دعوة وجوه جديدة في كل دورة. وبين كل دورة والدورة التي تليها، نقوم بالكثير من الأبحاث وبهذا نستطيع معرفة العلامة المشاركة المقبلة، أو الشخص المتحدث، أو الساعة الإبداعية التي لم يسمع بها أحد من قبل، لنحضر كل ذلك في الدورة المقبلة. وعندما سافرت مؤخراً إلى نيوشاتل، قابلت فانيسا ليتشي خبيرة فن الطلاء بالمينا، ومن ثم استطعنا الاتفاق على حضور يئون-هان بارّات إحدى العاملين في “ليتشي أتلييه”، لتقديم محاضرات متخصصة في فن الطلاء بالمينا والمنمنمات؛ إذ إن علامات صناعة الساعات الكبيرة لديها الوسائل للإعلان عن نفسها ومنتجاتها، إلا أننا نريد أن نلقي الضوء على الأشخاص الرائعين الموهوبين في هذه الصناعة، والذين يؤمنون بشغف بما يقومون به، ولكن تنقصهم مهارات التسويق، فنحن نريد أن يصبح “أسبوع دبي للساعات” مكاناً يمكن لهؤلاء الحضور إليه للتواصل مع أطياف مختلفة تشمل العلامات الأخرى التي يمكنهم العمل معها، والصحافة، وجامعي الساعات الراقية، وغير ذلك.

كيف تحول “أسبوع دبي للساعات” من حدث يقام لمرة واحدة، كما كان يعتقد في البداية، إلى حدث تقام منه دورات متتالية؟

بعد انتهاء الدورة الأولى، تلقينا نحن (والإدارة العليا في “صديقي القابضة”) مكالمات مستمرة من أشخاص يريدون معرفة موعد الدورة المقبلة. وفي النهاية قررنا في شهر فبراير من العام 2016، إقامة حدث “أسبوع دبي للساعات” مرة كل عامين. وقد تكرر نفس السيناريو مرة أخرى بعد انتهاء الدورة الثانية، وهو ما نتج عنه إقامة هذه الدورة الثالثة، إلا أن الدورة المقبلة من “أسبوع دبي للساعات” ستُقام بالتأكيد في 2020 وليس قبل ذلك التاريخ.

كيف انتهى الأمر لتقام هذه الدورة الأخيرة من “أسبوع دبي للساعات” في المكان الحالي؟

شهد “أسبوع دبي للساعات” نمواً في الدورتين السابقتين، وعندما أدركنا أننا بحاجة إلى مكان أكبر لاستيعاب الحدث، بسبب تزايد المشاركة، توجهنا إلى “مركز دبي المالي العالمي”، حيث كانوا يدعموننا منذ أول يوم لانطلاقة الحدث. وقد تقرر اختيار المكان الحالي لإقامة الدورة الأخيرة من الحدث، بناء على كونه يقع في مركز مدينة دبي، وأنه سهل الوصول إليه، ويتمتع بنوعية الأجواء التي كنا نهدف إلى توفرها في مكان إقامة الحدث. وأود هنا أن أقول إنه من دون دعم علامات صناعة الساعات، ووسائل الإعلام، وجامعي الساعات، والزوار؛ لم يكن من الممكن إقامة “أسبوع دبي للساعات”. إلا أن دعم عائلة صديقي يستحق الثناء بشكل خاص، لأنه بالفعل أمر مذهل أن تستثمر العائلة هذا المبلغ الضخم في حدث لا يتمتع بأي عنصر تجاري؛ ذلك أن 90 بالمئة من تمويل هذا الحدث توفره عائلة صديقي، وهي نسبة تعني مبلغاً من سبعة أصفار.

هل يمكنك أن تصفي لنا شغف عائلة صديقي بعالم الساعات الفاخرة؟

الحقيقة أن شغف وحب عائلة صديقي لعالم الساعات الفاخرة هو جزء من تكوينهم وهويتهم، ولم يسبق أن صادفت مثل تلك الطاقة والديناميكية التي يبدونها تجاه هذا القطاع. فضلاً عن أنهم نموذج يحتذي به كعائلة وكشركة عائلية، وأنا لا أقول هذا لأنني أعمل معهم، ولكن أنني أعرف كل فرد منهم بشكل جيد جداً. وبسبب طبيعتهم الشخصية فإن لديهم حباً حقيقياً صادقاً لصناعة الساعات. وإضافة إلى ذلك، فإن أفراد العائلة الذين ينشطون في العمل التجاري المتعلق بعالم الساعات يفعلون ذلك باختيارهم، ولم يجبرهم أحد على دخول هذا المجال. هم موجودون في هذا المكان لأنهم أرادوا المساهمة في استمرار إرث المؤسس، ولأنهم يحبون عملهم بالفعل؛ فهم يأتون إلى مكان العمل كل يوم – يسجلون موعد الحضور والانصراف – مثلهم مثل الموظفين الآخرين. هم بالفعل شخصيات فريدة من نوعها لأنهم متواضعون، وأناس صادقون يحبون ويحترمون عملهم.

كيف كانت ردود الفعل حول هذه الدورة الأخيرة من “أسبوع دبي للساعات”؟

ردود الفعل كانت رائعة، ونحن دائماً نبحث عن ردود الفعل شديدة الصراحة، لأننا إن لم نعرف ردود الفعل الصادقة، فلن نتمكن من تحسين أدائنا. فنحو 50 بالمئة من التطور الذي ترونه اليوم، تم تحقيقه بالاستفادة من ردود الفعل حول الدورتين السابقتين؛ وعلى سبيل المثال فقد نبهتنا الصحافة بإشارتها إلى أن المكانين السابقين كانت الأجواء فيهما صاخبة جداً، وكذلك إلى افتقارهما إلى المساحة الكافية. وبينما أراد ممثلو الصحف ووسائل الإعلام أجواء أكثر خصوصية في مكان الحدث، أرادت علامات الساعات مرونة أكثر في عرض مجموعاتها، ومساحة أكبر وأكثر راحة. أيضاً كان الناس يتساءلون عن القطاعات المساندة لصناعة الساعات، وهذا هو السبب أنه كان لدينا هذا العام حضور لقطاعات النقش، والطلاء بالمينا، وزخرفة المنمنمات. وبالمثل غيرنا البيئة من أجواء “منتدى صناعة الساعات” إلى أجواء صالة للمؤتمرات، ليس فقط ليكون التحدث إلى الحضور أكثر سهولة، وإنما أيضاً ليكون الاستماع والتفاعل أكثر سهولة.

وعندما وضعنا معاً برنامج يوم الجمعة لهذه الدورة، كنا قلقين للغاية ولم نكن متأكدين من عدد الأشخاص الذين قد يحضرون بالفعل، إلا أننا كنا سعداء جداً عندما شاهدنا الجلسات الصباحية ممتلئة بالحضور، في حين كانت الحشود في المساء غير عادية. وكذلك فإن ما أسعدنا بشكل خاص كان حضور أسر بأكملها إلى الحدث، لأن هذا أمر افتقدناه من قبل، وهذا هو سبب أنه كانت لدينا فعالية مزاد دار “كريستيز” لصالح الأطفال، وصالة للصغار، وبهذا فقد نجحنا في تحقيق هدفنا المتمثل في اجتذاب أسر كاملة إلى الحدث بل حتى زوار من غير جامعي الساعات.

أخيراً، ما هي الخطط المستقبلية بخصوص حدث “أسبوع دبي للساعات”؟

نعمل حالياً على خطط لجعل “أسبوع دبي للساعات” حدثاً مستقلاً، فحتى الآن نعتمد على شركة “أحمد صديقي وأولاده” في تمويل 90 بالمئة تقريباً من تكاليف إقامة الحدث، وهو أمر غير محتمل على المدى الطويل. ولذا ستصبح الرعاية؛ رعاية الشركات والعلامات للحدث، جزءاً أساسياً من استراتيجية عملنا، وقد بدأنا بالفعل الحديث مع شركاء على المدى الطويل للسنوات الثلاث المقبلة، ونأمل خلال الأشهر القليلة المقبلة أن نتمكن من تأمين رعاية هؤلاء الشركاء للسنوات الثلاث المقبلة. نحتاج بالفعل أن نقلل من اعتمادنا على تمويل عائلة صديقي، من النسبة الحالية إلى ربما أقل من الربع، ومن ثم لاحقاً أن يكون جميع التمويل من الخارج.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى