أطلقت صانعة الساعات الكلاسيكية والتاريخية بريغيه ساعة Type XX تايب إكس إكس جديدة – أصدرتها هذه المرة في نسختين، إحداهما مستوحاة من الطرازات العسكرية والأخرى مصممة بوحي من أرقى الموديلات المدنية – وذلك خلال أمسية احتفالية أقيمت في باريس على مدار يومين، بحضور جامعي الساعات والصحفيين. هنا يشرح لنا ليونيل آ ماركا، الرئيس التنفيذي لـبريغيه، ما الذي تعنيه ساعة تايب إكس إكس بالنسبة إلى العلامة، في الماضي والحاضر.
في البداية، هل يمكنك إخبارنا عن الأهمية التاريخية لساعة Type XX بالنسبة إلى بريغيه؟
لقد نُسيت أهمية علاقة الطيران بصناعة الساعات إلى حد كبير، ولكن عائلة بريغيه ذات ارتباط وثيق بالطيران، وكان أحد فرعي العائلة – وهم سلالة لوي شارل بريغيه – منخرطاً بنشاط في هذا المجال، بينما واصل الفرع الآخر طريقه في صناعة الساعات. وتشكل مساهمة صناعة الساعات في قطاع الطيران فصلاً مهماً في تاريخ العلامة، حيث إن ساعات الطيارين بالنسبة إلى بريغيه على نفس القدر من الأهمية الذي يحظى به أي فصل آخر في تاريخ العلامة.
لماذا قامت العلامة بصُنع إصدارين من الساعة – أحدهما مدني والآخر عسكري؟
قررت بريغيه تطوير ساعتين تستندان إلى حركة واحدة، كل منهما توافق رموز تصميم محددة. كانت الساعة العسكرية هي الأصل، وكانت مطابقة للمعايير التي حددتها القوات الجوية الفرنسية لطياريها. يختلف الإصداران أيضاً في حجم العدادات، وفي تفاصيل أخرى. وكل ساعة منهما موجهة إلى جمهور معين؛ فالساعة العسكرية موجهة بشكل أكبر إلى جامعي الساعات، بينما الساعة المدنية تستهدف عامة جمهور الساعات.
هل كانت النية في الأصل إزاحة الستار عن الساعتين قبل هذا الوقت؟
لا، لقد اختير التوقيت الذي يمكننا فيه ضمان توفير المخزون في متاجرنا في جميع أنحاء العالم، عند إطلاق الساعتين. أما حقيقة أن اسم Type XX تم ابتكاره في ربيع العام 1953، فكانت مصادفة سعيدة.
لماذا اخترتم مادة خضراء مضيئة للساعة العسكرية – خصوصاً من منظور التصميم وتاريخ الساعة؟
هذا مستوحى بشكل أساسي من الطريقة التي صُممت بها الساعات في تلك الأيام، حيث كانت المواصفات العسكرية الفرنسية تتطلب وجود اللون الأخضر المضيء على موانئ الساعات. لكن لم يعد هذا اللون مطلوباً، كما لم نتمكن من الحصول على نفس الدرجة من اللون الأخضر تماماً؛ حيث لا يمكن الحصول عليها من دون استخدام مواد مثل الراديوم، وقد أدى هذا إلى اختلاف طفيف في اللون.
كيف قمتم بتحديد سعر هذه الموديلات الجديدة؟
بدأنا ابتكار هذه الموديلات من الصفر، وصممنا حركة مصنّعة بالكامل في مصنعنا في ڨاليه دو جو، في سويسرا. وقد استغرق الأمر منا أربع سنوات لتصميم هذه الحركة. فقد عملنا على ابتكار حركة تدمج أحدث التقنيات: مادة السيليكون، والعجلة ذات الأعمدة، والقابض الرأسي، وآلية كرونوغراف مع 60 ساعة من الطاقة الاحتياطية. ونحن فخورون بقدرتنا على تقديم ساعة تتميز بأنها بالغة الدقة وذات تصنيع ممتاز. وقد حددت هذه الابتكارات نطاقاً سعرياً يمكننا تقديم هذا المنتج في إطاره.
هل استُخدم طلاء ساعة Type XX بمادة دي إل سي بهدف تقليل الاحتكاك؟
نعم، لكن كان استخدامه أيضاً لأسباب جمالية، فقد استخدمناه للتباين مع الثقل المتذبذب، حيث استخدمنا الطلاء بمادة دي إل سي للحصول على تأثيرات متباينة على العجلة ذات الأعمدة، والثقل المتذبذب.
هل صُممت عجلة الانفلات، والتي تتميز بشكل استثنائي للغاية، خصيصاً لهذه الساعة؟
عندما تستخدم مادة السيليكون، يمكنك ابتكار أشكال مختلفة لعجلة الانفلات. وهذا ما فعلناه بالنسبة إلى هذه الساعة، وإذا لاحظت فنحن لدينا أشكال مختلفة لعجلة الانفلات في جميع ساعات بريغيه. نعم، صُممت العجلة عن عمد بهذا الشكل لهذه الساعة، لأن الكاليبر بالكامل جديد، حيث صُمم بالكامل من الصفر.
إحدى السمات اللافتة للنظر في الإصدار الأخير من ساعة Type XX هي تضمين عرض التاريخ وموضع نافذة التاريخ، لماذا كان هذا التغيير؟
لو لم نقم بتضمين التقويم في التصميم، لكان البعض قد طلب ذلك. وقد حددنا موضع عداد التاريخ بعد تفكير طويل في الموضع المناسب له، وذلك من أجل ضمان وضوح قراءة المعلومات الأخرى على الميناء. وهذا الجيل الرابع من هذه الساعة مستوحى تصميمه من الساعة الأصلية، التي استند تصميمها على المواصفات العسكرية. ولو كنا قمنا بصنع نسخة طبق الأصل من الساعة الأصلية، لكان هذا الإصدار ساعة يدوية التعبئة، إضافة إلى ظهر علبة مغلق، احتراماً لمعايير الزمن. فقد أردنا تقديم ساعة مستوحاة من الساعة الأصلية، ولكن بمنظومة حركة جديدة مصنّعة بالكامل بواسطة بريغيه.
لربما يكون هناك عدد غير قليل من جامعي الساعات الذين ربما يستهويهم موديل من دون تاريخ، كيف تجيبون هؤلاء وتلبون مطلبهم؟
لا يوجد ما يمنعنا من صنع ساعة أخرى من دون نافذة للتاريخ. فهاتان الساعتان تعلنان بداية المجموعة التي سيتم تطويرها في السنوات القليلة المقبلة. هاتان الساعتان تعلنان بداية مجموعة Type XX التي سيتم تحسينها في المستقبل، بإضافة إصدارات وألوان موانئ جديدة، وأحجام ومواد مختلفة.
في عالم اليوم الذي يتميز باستقطاب الأذواق والنقاد الصاخبين، كيف تحقق علامة مثل بريغيه بتاريخها الطويل وهويتها الراسخة التوازن؟
غالباً ما يُشعرنا جامعو ساعاتنا بأنهم يريدون منا التمسك بالماضي، وكأنه من غير المسموح لـبريغيه بالتطور، أو إدخال سمات ووظائف جديدة على ساعاتها، لأن ذلك قد يؤثر في هوية العلامة. وهذا صعب؛ حيث إننا نريد للعلامة أن تتطور وتتغير بمرور الزمن. كان هناك الكثير من المقاومة لاستخدامنا الفولاذ والتيتانيوم، حيث يكاد يكون لدينا التزام باستخدام الذهب أو الذهب والبلاتين في صنع ساعاتنا. إلا أن أبراهام-لوي بريغيه كان مبتكراً، وصانع ساعات رائداً طليعياً لم يستنسخ أبداً ما فعلته العلامات الأخرى، لأنه لو كان فعل لما كان للعلامة مثل هذا التاريخ المشهود. وإذا أردنا فقط الاستمرار باستنساخ ما كنا نفعله في الماضي، فكيف سنتقدم إلى المستقبل؟ لا يمكن استخدام إبداعاتنا السابقة باستنساخها، ولكن فقط كمصدر إلهام.
وفي الوقت الذي نكن فيه كامل الاحترام لجامعي وعشاق ساعاتنا المتحمسين للغاية لعلامة بريغيه وإبداعاتنا، فإن علينا أيضاً أن نتذكر أنه عندما يفاضل شخص ما بين العلامات المختلفة قبل شراء ساعة، فإنه – أو إنها – قد لا يكون في الواقع شديد الحرص على تاريخ العلامة أو كيف يُجسّد من خلال الساعة، ولكنه يكون أكثر اهتماماً بالجوانب الجمالية والتقنية لساعة من بريغيه.
Type XX – الإصدارات الجديدة
رافقت هذه المجموعة، التي تتمتع بمكانة أيقونية لحوالي 70 عاماً، تاريخ الطيران سواء على معاصم الطيارين كأداة دقيقة لقراءة الزمن، أو على معاصم الهواة المفتونين بمزاياها الرائعة. وقد شهد العام 2023 إطلاق إصدار جديد من ساعة تايب إكس إكس Type XX، مع كاليبر جديد كلياً. أربع سنوات من التحضير سبقت وصول ساعتي Type XX الجديدتين: ساعة Type 20 Chronographe 2057 تايب 20 كرونوغراف 2057، وساعة Type XX Chronographe 2067 تايب إكس إكس كرونوغراف 2067.
Type 20 Chronographe 2057
هذه الساعة مستوحاة من نماذج 1100 التي تم تسليمها إلى القوات الجوية الفرنسية بين عامي 1955 و1959، والتي سُميت بساعة Type 20 باستخدام الأرقام العربية، على عكس جميع الساعات الأخرى. تم تحديث مينائها الأسود مع الحفاظ على وفائها لهوية Type 20. وتتميز الأرقام العربية والمثلث الموجود على الإطار بالضوء ذي اللون الأخضر النعناعي، والمستخدم أيضاً في جميع العقارب. بينما أصبح عداد كرونوغراف 30 دقيقة، والذي يوجد عند موضع علامة الساعة 3، الآن أكبر حجماً من عداد كرونوغراف 60 ثانية، الذي يوجد عند موضع الساعة 9، في حين تقع نافذة التاريخ بين علامتي الساعتين 4 و5.
زُودت العلبة ذات القطر البالغ 42 مم، المصنوعة من الفولاذ؛ بإطار ثنائي الاتجاه مخدد غير محفور، كما في الساعة الأصلية. ويتميز التاج الذي يجسد التصميم كمثري الشكل الأصلي، بقابليته للتعديل في ثلاثة أوضاع: محايد، وتصحيح التاريخ، وضبط الوقت. ويعمل الزر الدافع عند موضع علامة الساعة 2 على تنشيط الكرونوغراف، ولبدء تشغيل وإيقاف الساعة، في حين يعمل الزر الدافع الذي يوجد عند موضع علامة الساعة 4 على تعزيز وظيفة فلايباك، وإعادة ضبط الكرونوغراف وعداد دقائق الكرونوغراف.
Type XX Chronographe 2067
تُعد هذه الساعة الثانية السليل المباشر لأرقى موديل مدني من ساعات Type XX صُنع في العام 1957، وهو موديل 2988. ورغم أن ميناءها أسود اللون كما في ساعة 2057، إلا أن هذه الساعة تختلف في عدة جوانب؛ منها أن عداد كرونوغراف 15 دقيقة يوجد عند موضع علامة الساعة 3، وعداد 12 ساعة يوجد عند موضع علامة الساعة 6، وتشغيل الثواني عند علامة الساعة 9. وكما هي الحال في الإصدار المستوحى من الروح العسكرية، جاءت العدادات بحجم مختلف. أما الأرقام العربية والعقارب والمثلث الموجود على الإطار، فقد طُليت بطبقة مضيئة باللون العاجي. بينما تظهر نافذة التاريخ بين موضعي الساعتين 4 و5.
تضم العلبة المصنوعة من الفولاذ بقطر 42 مم، إطاراً مخدداً ومدرجاً ثنائي الاتجاه. ويتيح تاجها الكلاسيكي المستقيم الضبط في ثلاثة أوضاع: محايد، وتصحيح التاريخ، وضبط الوقت. يقوم الزر الدافع عند علامة الساعة 2 بتشغيل وظائف الكرونوغراف وإيقافها، بينما يقوم الزر الدافع عند علامة الساعة 4 بإعادة ضبط الكرونوغراف وإعادة تشغيله على الفور، بناء على مفهوم فلايباك الشهير.
تُسلم الساعتان الجديدتان داخل علبة تقديم من الجلد بلون هاڨانا، تذكرنا بجناح الطائرة. ولتمكين المالكين من تغيير مظهر الساعة وفقاً لرغباتهم الشخصية، تم تزويد الإصدار العسكري بحزام من الجلد الأسود، إلى جانب حزام باللون الأسود من قماش ناتو، بينما الإصدار المدني مزود بحزام من الجلد باللون البيج أو الهاڨانا، وحزام باللون الأسود من قماش ناتو، وجميعها يمكن تبديلها بسهولة، بفضل النظام الذي تتضمنه علبة الساعة.