الساعات

إم بي آند إف تتابع تميزها مع تي-ريكس.. ساعة من العصر الجوراسي!

يمثل إبداع “تي-ريكس” التعاون الحادي عشر بين “إم بي آند إف” وشركة “ليبيه 1839″؛ رائدة تصنيع ساعات المكتب الراقية في سويسرا. جاء وجه ساعة الطاولة ذو التصميم البسيط، المصنوع من زجاج “مورانو” والصلب، معلقاً بين ساقين مفصليتيْن تنتهيان بقدميْن مخلبيتيْن، حيث يحمل إبداع “تي-ريكس” تشابهاً جسدياً طفيفاً مع ملك الحيوانات المفترسة الضخمة؛ الديناصور الذي تحمل الساعة اسمه.

يدين اسم الساعة بشكل كبير لجوانب التصميم التي تكشف عن نفسها لمن يشاهدها عن قرب؛ مثل التقاء القوة والتعبير عن الوجود في الأطراف المشدودة. وتُعد هذه الكبسولة الزمنية بالمعنى الحرفي، والتي يشكّلها الجسم الكروي المهيكل؛ إشارة لا شعورية ولكنها ملحّة إلى العظام المتحجرة التي تحتوي كل ما نعرفه عن عصر ما قبل التاريخ.

من مركز الميناء المصنوع من زجاج “مورانو”، يشير عقربان رشيقان مقوسان إلى الخارج مصنوعان من الفولاذ؛ إلى الساعات والدقائق. وخلف الميناء تستقر حركة تتألف من 138 جزءاً من تصنيع “ليبيه 1839″، يُوجد أعلاها ميزان ينبض بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة). وتتم تعبئة الساعة بواسطة مفتاح يُوجد على الجزء الخلفي من الحركة، للحصول على طاقة احتياطية قصوى مدتها ثمانية أيام، بينما يتم ضبط الوقت في مركز الميناء من خلال المفتاح نفسه.

قُدمت ساعة “تي-ريكس” للمرة الأولى إلى الجمهور في وقت سابق من هذا العام، كإصدار من قطعة وحيدة تم تصميمه خصيصاً من أجل المشاركة في “أونلي واتش”؛ مزاد الساعات الخيري الأكثر شهرة في العالم. وسابقاً، كانت مساهمات “إم بي آند إف” في مزاد “أونلي واتش” مأخوذة من مجموعات ساعاتها الموجودة بالفعل. لكن “توم آند تي-ريكس”، وهو إبداع “إم بي آند إف” الذي شاركت به في النسخة الثامنة من المزاد؛ كسر التقاليد بظهوره متقدماً على المجموعة المأخوذ منها، أي التي ينتمي إليها: “تي-ريكس”. وتكمن نقطة الاختلاف بين الإبداع الذي شارك في المزاد، والمجموعة التي ينتمي إليها، في الاسم: ذلك أن “توم آند تي-ريكس” يأتي مع فارس يقوده، يمثل أولئك الأطفال الذين يعانون مرض الضمور العضلي “دوشين”، والذين يستفيدون من الأموال التي يتم جمعها من خلال “أونلي واتش”.

ومن خلال النسخة الجديدة من “أونلي واتش”، تم إظهار إبداع “تي-ريكس” على أنه قادر تماماً على التوالد. وإذا رجعنا بالزمن إلى الوراء، نجد أن نقطة تكوين هذا الإبداع تكمن داخل كائن فني خرج من مكتب ماكسيميليان بوسير، مؤسس “إم بي آند إف”، هو عبارة عن مزيج غريب من كرة زينة الأعياد مستديرة لامعة، مثبّتة فوق اثنتين من أرجل “الدجاج”. ويُقال إن أفراداً من فصائل الطيور هم النسل المعاصر للديناصورات الضخمة في الزمن القديم، لكن جو الرسوم المتحركة الذي اتخذه إلهام “تي-ريكس” كان أمامه طريق طويل لكي يتطور قبل أن يتحقق بالفعل. وعندما حان الوقت لخلق الإبداع المشترك الذي سيصبح “تي-ريكس”، اندمجت القوى الإبداعية لبوسير والمصمم ماكسيميليان ميرتنز للعمل على هذا الكائن. وبطريقة ما، فإن هذا المزيج المثير للتفكير والمكوّن بشكل غريب من عناصر عضوية وأخرى غير عضوية، تطور ونما داخل عقل ميرتنز؛ ليصبح أكبر، وأقوى، وأكثر خيالية، وأكثر شبهاً بإبداعات “إم بي آند إف”.

وقد صيغت أرجل “تي-ريكس” مباشرة على غرار العظام الحقيقية لديناصور “تيرانوصورس ريكس” (“تي-ريكس”)، وذلك باستخدام المسح الضوئي ثلاثي الأبعاد لهياكل الديناصور المتحجرة، كمرجع لتكوين المظهر الشبيه بالحقيقي في التصميم النهائي. وتتيح الأجزاء ذات التشطيب المتناوب بين الصقل وسفع الرمل، للضوء أن يتفاعل مع الأرجل بطريقة تجعل “تي-ريكس” يبدو رشيقاً وملتفاً (بتصميم ذي لفائف) بما يمكّنه من الحركة، رغم أن الساعة بأكملها تزن 2 كيلوغرام تقريباً، ومفاصلها ثابتة لكي تستقر في مكانها.

أثناء فترة تصميم “تي-ريكس”، توصل ميرتنز إلى خلفية درامية بسيطة، لإمداد عملية تطوير الإبداع بالتوازن المثالي بين العناصر البصرية الميكانيكية والعضوية. وتنطلق القصة من الأفكار التي ألهمتها مشروعات “إم بي آند إف” السابقة؛ حيث يوجد طيار داخل مركبته الفضائية يقوم باكتشاف كواكب جديدة. وفي نهاية المطاف، قد ابتعد بعيداً جداً في أعماق الفضاء، لدرجة أن السبيل الوحيدة للعودة إلى الأرض كانت عبر ثقب أسود، لكن الثقب أخطأ حساب الزمن ليعود به إلى عصر الديناصورات، والتحمت مركبة الفضاء ببيضة ديناصور وهي تفقس. وتستطيع أن ترى بقايا المركبة الفضائية في جسم الساعة والحركة، بينما يظهر الديناصور عبر الأرجل، وحتى الثقب الأسود يظل جزءاً من التصميم، من خلال الميناء الذي يغوص إلى الداخل باتجاه المركز حيث ينشأ الزمن.

تمد “تي-ريكس” بالطاقة حركة تتألف من 138 جزءاً، تم تصميمها وإنتاجها داخلياً من قِبل شركة “ليبيه 1839″، وتشطيبها وفقاً لأعلى معايير صناعة ساعات المكتب والحائط السويسرية. وفي أعلى الحركة يدوية التعبئة، والتي تمكن رؤيتها بوضوح من خلال جسم الساعة المهيكل المحيط بها؛ يُوجد ميزان ينبض بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة). وتتم إعادة تعبئة احتياطي الطاقة البالغ ثمانية أيام مباشرة، عبر محور الخزان المتموضع على الجزء الخلفي من الحركة، بينما يتم ضبط الوقت عبر مركز الميناء. ويتم إجراء كلتا العمليتين بواسطة المفتاح نفسه.

ويشكّل زجاج “مورانو” المنفوخ يدوياً ميناء الساعة في “تي-ريكس”، وهي مادة أصبح كل من “إم بي آند إف” و”ليبيه 1839″ على دراية تامة بها أثناء فترة إبداع “ميدوزا”؛ تعاونهما العاشر. وتأتي “تي-ريكس” في ثلاثة إصدارات محدودة، كل منها من 100 قطعة، بتنويعات ألوان الأخضر والأزرق الغامق والأحمر، للموانئ المصنوعة من زجاج “مورانو”، وهي الموانئ الملونة بدرجة ساطعة مشرقة باستخدام الأملاح المعدنية، عبر تقنيات عتيقة لتشكيل الزجاج بالنفخ.

وساعة “تي-ريكس” التي يبلغ طولها 30 سم، مصنوعة من الفولاذ، والنحاس، والبرونز؛ بطلاء البلاديوم، وتزن تقريباً 2 كيلوغرام موزعيْن على قدميْن منحوتتيْن بدقة فائقة. و”تي-ريكس” هي ساعة طاولة ذات أرجل، تخبرنا بأن الزمن يمكن أن يفرّ منا جميعاً؛ لذا من الأفضل أن تقوم بالفعل عاجلاً، بينما أنت قادر على ذلك. فعش الحياة، واصنع فناً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى