الساعات

إف بي جورن.. حيث لا حدود للإبداع

يشهد القاصي والداني لدار الساعات العبقرية “إف بي جورن” بقدرتها على المزج الرائع بين علوم صنع الساعات، وفنون تشكيل آلياتها المتناهية الدقة، وليس هذا إلا نتاج ثقافتها الواسعة بتاريخ هذه الصناعة المشبّع بعبق الأصالة والإبداع من ناحية، ومعارفها المتشعبة وخبراتها العميقة بأحدث التقنيات والابتكارات العصرية من ناحية أخرى. وعلى هذه الخلفية، تمثّل التحفة “كرونوميتر أوبتيموم” إضافة قيّمة إلى ساعات “إف بي جورن” الشهيرة، وهو ما ينطبق أيضاً على الساعة المثيرة “إليغانت” في نسختها الساحرة “باودر روز”.

“كرونوميتر أوبتيموم”

تجسّد هذه التحفة قمة الدقة في صناعة ساعات اليد، إذ تمثّل أروع تتويج لإنجازات “إف بي جورن” في أبحاث الساعات وأدوات قياس الزمن، حيث يضمن التركيب المبتكر المشتمل على برميل مزدوج مع اثنين من النوابض الاستقرارَ للقوة الدافعة لهذه الحركة البديعة المصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً، وهي إحدى خصائص الماركة.

وفي هذا الموديل، يعمل اللفّاف الثابت القوة (الحاصل على براءة الاختراع EP1528443.A1) على موازنة القوة الدافعة المؤثرة على الميزان لجعلها ثابتة. وبإضافة ترس يمثل نظاماً مستقلاً، ويتم إمداده بالطاقة بفعل الدفقات القصيرة التي يحدثها الزنبرك الرئيسي، فإن اللفّافيضمن اتساق سرعة التوازن بالحركة. ولأول مرة، صنع اللفّافالثابت القوة من التيتانيوم، وذلك للحفاظ على توازنه في مختلف الأوضاع، ولمزيد من الكفاءة والفعالية.

ويحظى اللفّاف بالتناغم مع المظهر الجمالي لمؤشرات الساعات والدقائق، وكذلك نافذة عرض الثواني الصغيرة، وأيضاً مؤشر الطاقة الاحتياطية التي تستمر لمدة 70 ساعة، ويمكن رؤية هذا اللفّاف بوضوح على الميناء. وعبر الجزء الخلفي المصنوع من البلور الصفيري الشفاف، يكشف الوجه الخلفي للحركة المصنوعة من الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً عن مفاجأة مذهلة تتمثل في عقرب الثواني الذي يتحرك على جسور الحركة، بقفزاته الاعتيادية، داخل حلقة الثواني المثبتة ببراغٍ.

وأيضاً، فإن ميزان الساعة الثنائي المحور والعالي الأداء EBHPحاصل بدوره على براءة اختراع (EP11405210.3). ويعمل ميزان الدفع المباشر ثنائي التروس هذا دون استخدام زيوت، ويعد بذلك ميزان الدفع الوحيد الذي يعمل من تلقاء نفسه. وليس عمله دون استخدام زيوت التشحيم هو كل شيء، بل إن هذا الميزان يعمل بإنتاجية أكبر من غالبية موازين الساعات، حيث يمكنه العمل لمدة 50 ساعة متصلة بنفس ذروة كفاءته. ولا يمكن إنكار أن العديد من موازين الساعات ثنائية التروس تم ابتكارها في الماضي، إلا أن أكثرها كفاءة هو الميزان “الطبيعي” الذي اخترعه أبراهام لويس بريغيه، المتوفى عام 1823. ويضمن هذا الميزان المجهّز بجزء حلزوني ثري بانحناءة “فيليبس” توازناً أفضل، بينما يظهر عقرب الثواني الزاحفة على الوجه الخلفي من جسر الحركة.

وتشير الساعة إلى مرور الزمن بالساعات والدقائق على ميناء فرعي يستقر بعيداً عن المركز، فيما تظهر حلقة الثواني الصغيرة عند مؤشر الساعة التاسعة، واحتياطي الطاقة عند مؤشر الساعة السادسة، بينما يستقر عقرب الثواني القافزة الكبير على الوجه الخلفي. وجاءت علبة الساعة بقطر يبلغ قياسه 40 أو 42 مليمتراً، بعلبة مصنوعة من البلاتين أو الذهب الأحمر عيار 18 قيراطاً، وبميناء من الذهب الأبيض أو الذهب الأحمر، مع حزام مصنوع من الجلد أو سوار مصنوع من البلاتين أو الذهب الأحمر عيار 18 قيراطاً.

ميزان EBHP الثنائي المحور والعالي الأداء من “إف بي جورن”

في العام 2001، صمم فرانسوا بول جورن “كرونوميتر أوبتيموم”، وهي المرة الأولى التي يقدم فيها آلية الثواني الزاحفة في ساعة ثرية بجهاز لفّاف القوة الثابتة من إنتاجه. ويمكن مشاهدة آلية الثواني الزاحفة هذه بوضوح وبأدائها الطبيعي بسبب كونها مرتبطة بلفّاف الثانية الواحدة. وفي هذه الساعة، يمكن رؤية لفّاف القوة الثابتة، بينما ينبض عقرب الثواني على الميناء الرئيسي بسرعة 3 هرتز، أي 6 مرات لكل ثانية (ما يمثل تردد الميزان).

وكانت هذه الساعة، عام 2004، مصدر إلهام موديل “توربيون سوڤرين” المشتملة على آلية الثواني الزاحفة، فبينما كان فرانسوا بول جورن يعمل على مجموعة “أوكتا” إلى جانب موديلات متنوعة من تلك الساعات الأوتوماتيكية، في الوقت نفسه، كان تصنيع ساعة “كرونوميتري أوبتيموم” يأتي تالياً على لائحة الأولويات، إذ كانت الأولوية الأولى وقتها لموديلات أخرى مثل “سونيري سوڤرين”، و”سنتيغراف” وريبيتيسيون سوڤرين”.

ومن ناحية أخرى، فإن الميزان (EP11405210.3) الحاصل على براءة اختراع تحت اسم EBHP، هو ميزان دفع مباشر، ما يعني أن تروس الميزان توفر الدفع مباشرة لمحور التوازن. وفي القرن الثامن عشر، كانت هناك عدة موازين دفع مباشر، منها الميزان ذو الماسكة الزنبركية أو الميزان ذو الماسكة المحورية، وميزان “روبين”، وميزان “بريغيه” المعروف، وغيرها. وجميع تلك الموازين كانت تعمل دون تزييت، إلا أنها لم تكن مناسبة لساعات اليد.

وتقوم فلسفة فرانسوا-بول جورن في صناعة الساعات على صنع ساعات يمكنها أن تستمر بالعمل لمدة 200 عام. وبالفعل، فإن تلك الساعات المصنوعة منذ 200 عام لا تزال يمكنها العمل، إذا تمت صيانتها بشكل دوري. وهذا هو سبب استخدامه مواد صلبة أثبتت قيمتها وجدارتها، بدلاً من تلك المواد الحديثة التي قد يكون من الصعب إصلاحها في غضون بضعة عقود.

“إليغانت”  في ثوب “باودر روز”

مثلت ساعة “إليغانت” استجابة فرانسوا-بول جورن للطلبات المتكررة التي وصلته من طرف زوجات زبائنه الرجال، لابتكار ساعة فاخرة خصيصاً لهن. وعليه، تم إطلاق نسخ مختلفة من هذه الساعة الأنيقة، ومن أحدثها “باودر روز”.

استغرق تطوير هذا المفهوم الإلكتروميكانيكي المبتكر ثمانِ سنوات من الأبحاث، ما نتج عنه ابتكار كاليبر 1210، الذي يتميز بأنه مريح جداً في الاستخدام، بينما يقدم أداءً راقياً لساعة إلكتروميكانيكية تجمع بين الكفاءة والدقة. وتضم “إليغانت” الحركة الإلكتروميكانيكية الوحيدة التي تم تصورها وابتكارها من أجل سوق المنتجات الفاخرة، والتي تقدم في الوقت نفسه المعنى الحقيقي للفخامة.

وبإدراكه أن زبائنه من النساء ربما لا يعجبهن قضاء أوقاتهن في تعبئة الساعات، فإن فرانسوا-بول جورن قد ضمن أن تكون ساعات “إليغانت” دائماً في وضع الاستعداد للتشغيل بعد 30 دقيقة من السكون، حيث يدخل متتبع الحركة الميكانيكي، الذي يظهر عند مؤشر الساعة الرابعة والنصف، في وضع الاستراحة. وأثناء هذا الوضع، فإن المعالج الدقيق يستمر في قياس الوقت، بينما تتوقف الأجزاء الميكانيكية والتروس والدوارات والعقارب عن الدوران. وهكذا، فإن الطاقة التي تم توفيرها تساعد على توفير مدى طويل من الحركة الذاتية، ما يصل إلى ما بين 8 إلى 10 أعوام بالنسبة إلى الاستخدام اليومي، وحتى 18 عاماً بالنسبة إلى وضع الاستعداد. وخلال تتبع الحركة، فإن “إليغانت” تضبط نفسها تلقائياً على الوقت الحالي، متخذة إلى ذلك الطريق الأقصر، سواءً كان في اتجاه عقارب الساعة أو عكس اتجاه عقارب الساعة.

وجاءت “إليغانت” في نسختها الجديدة “باودر روز” داخل علبة من التيتانيوم يبلغ قطرها 40 مليمتراً، ومرصعة بعدد 38 ألماسة عالية النقاء، ومزودة بحشيّات سيراميكية مطلية بالمسحوق الوردي، مع ميناء مضيء، وحزام مطاطي وردي اللون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى