الساعات

”أورويرك“.. عصر جديد للساعات الميكانيكية

باعتبارها أحد رواد الموجة الجديدة المعروفة باسم “صناعة الساعات الجديدة”، تأسست علامة الساعات الراقية الشابة “أورويرك” في العام 1997، لتسعد قلوب ومخيلة هواة جمع الساعات بإبداعاتها التي أصدرتها على مدار أكثر من 20 عاماً حتى الآن، حتى أصبح اسم “أورويرك” مرادفاً لصناعة الساعات المبتكرة ذات الجودة الأعلى، وتعبيراً في الوقت نفسه عن الأصالة والتقاليد المتوارثة عبر أجيال من المبدعين. ومثل كل عام، كان 2018 مناسبة لتكشف العلامة عن تحف فنية مبهرة من أدوات قياس الزمن، منها إصدار تفتتح به عصراً جديداً للساعات الميكانيكية.

“أورويرك إيه إم سي”

في العام 1795 وضع المبدع أبراهام-لويس بريغيه تصوراً لنوع جديد من أجهزة ضبط الوقت؛ هو ساعات المكتب “سمباتيك”، والتي صنعت للعمل مع ساعات لليد مصممة خصيصاً، تتحكم في معدل عملها وعملية ضبطها ساعات المكتب، حيث من المفترض أن يقوم مالك ساعة المكتب بوضع ساعة اليد في حاضنة خاصة، موجودة أعلى ساعة المكتب، وعند ساعة محددة من المفترض أن تقوم ساعة المكتب بضبط ساعة اليد على التوقيت الصحيح، وتعديل معدل عملها.

وفي هذا الابتكار الأخير قامت “أورويرك” بتصميم وإنتاج أول إصدار رئيسي لها على الإطلاق كساعة مكتب وساعة يد، وفيه تقوم ساعة مكتب ذرية، عن طريق ربط ميكانيكي معقد، بتكرار جميع وظائف ساعات المكتب الشهيرة الأكثر تقدماً “سمباتيك” من إنتاج “بريغيه” في جهاز واحد؛ يقوم بتعبئة، وضبط، وتنظيم ساعة يد “أورويرك”، التي تقع داخل حاضنة علبة ساعة المكتب الذرية نفسها.

ولما يقرب من عقد تقريباً، ارتبطت “أورويرك” بهذا المشروع طويل الأمد، الذي قررت أن الوقت قد حان الآن لمنح عشاق الساعات المبتكرة نظرة سريعة من الداخل عليه؛ حيث تم تصميم كل من ساعة المكتب الرئيسية الذرية وساعة اليد، خصيصاً من أجل مشروع “إيه إم سي”، وهما معاً تقدمان لأول مرة إبداعاً يمكن فيه لساعة يد ميكانيكية وساعة مكتب ذرية القيام بأداء هذه العمليات الثلاث المشار إليها.

ساعة المكتب الذرية:

يقع مكون ساعة المكتب الذرية الرئيسية من إصدار “أورويرك إيه إم سي” داخل حاوية يبلغ قياس أبعادها 45 سم x 30 سم x 18 سم، وتزن 25 كيلوغرام تقريباً، علبتها مصنوعة من الألمنيوم الخام، مع حاضنة لساعة اليد. وحركة ساعة المكتب من النوع ذي المتذبذب الثنائي، الذي يستخدم أيونات مركب YIG ( yttrium iron garnet) – “واي آي جي” (الإيتريوم والحديد والعقيق) – والروبيديوم، تبلغ دقتها اختلافاً يصل في درجته القصوى إلى 1 ثانية كل 317 عاماً.

وقد تمت هندسة هذا المركب ليتيح لساعة المكتب التكيف مع أي جهد كهربي “ڨولت”، وبهذا يمكن استخدامها في جميع أنحاء العالم (ومع أي جهد كهربي، بدءاً من 90 وحتى 240 ڨولت). والروبيديوم هو عنصر نشط إشعاعياً، لكن كمية الإشعاعات التي يتم إنتاجها في خلية الروبيديوم داخل ساعة المكتب الذرية “إيه إم سي” ضعيفة للغاية، حتى إنه يمكن حجبها بواسطة قطعة من الورق.

وتتمتع ساعة المكتب بمؤشرات تشير إلى العام، والشهر، واليوم، والساعات، والدقائق، والجزء من الألف من الثانية. أما وظائفها فتشكل التعبئة الأوتوماتيكية لساعة اليد “إيه إم سي”، ومزامنة GPS “جي بي إس” (نظام تحديد المواقع العالمي)، وضبط توقيت المناطق الزمنية، وضبط الثواني القافزة (تعديل التوقيت بفارق ثانية واحدة أكثر أو أقل)، وإعادة الضبط.

ساعة اليد:

في هذا المشروع الذي استغرق إنجازه نحو عشر سنوات، اضطلعت “أورويرك” بمهمة شاقة تمثلت في دفع حدود إمكانيات الساعات الميكانيكية لإحراز تقدم كبير في دقة ضبط الوقت. تم تنفيذ هذا المشروع طويل الأمد بعيداً عن الأضواء، التي كانت مسلطة على إبداعاتها من ساعات اليد ذات مؤشرات الساعات الطوافة، حتى تم تطوير أداة لقياس الزمن فائقة التطور.

وساعة اليد، كما هي حال ساعة المكتب الذرية، هي تصميم ذو بنية جديدة، منفذ خصيصاً من أجل مشروع “إيه إم سي”. وتتضمن مزايا ساعات “أورويرك” النموذجية؛ مثل مؤشر الطاقة الاحتياطية، وبرميلي الطاقة المقترنين لتوفير احتياطي طاقة يبلغ 80 ساعة. وتتمتع أيضاً بمؤشر “أورويرك” لتغيير الزيت، والذي يظهر متى تكون هناك حاجة إلى صيانة الحركة. وتستغرق الدورة الكاملة لمؤشر تغيير الزيت أكثر من أربعة أعوام، مع توصية بالصيانة بعد ثلاثة أعوام ونصف العام من تشغيل الساعة.

إلا أن مزاياها الأكثر ابتكاراً، يتم الكشف عنها عند الفحص الدقيق للحركة، وهي حركة كاليبر AMC، من تصميم وتصنيع “أورويرك”، تتضمن رافعة مجموعة الميزان سويسرية الصنع، من مادة ARCAP P40 “إيه آر سي إيه بي- بي40″، وتنبض بمعدل 28800 ذبذبة في الساعة، وتحتفظ بالطاقة الاحتياطية لمدة 80 ساعة، وهي ذات تعبئة يدوية، وتعبئة أوتوماتيكية بواسطة ساعة المكتب الرئيسية عندما تكون ساعة اليد في حاضنة ساعة المكتب، لتشير إلى الأعوام، والساعات، والدقائق، والثواني، وتتضمن آلية تعديل معدل التوازن، وتزامن الدقائق والثواني. وجاءت الصفيحة الأساسية للحركة بتصميم مفرغ، وتشطيب أشرطة جنيڤ، وحلزوني، وسفع الرمل، ورؤوس البراغي مشطوبة.

وقد صممت ساعة اليد بحيث تتناسب وتعمل مع قاعدتها؛ ساعة المكتب الذرية التي تم تصور تصميمها وتطويرها أيضاً في ورش “أورويرك”. وتتفاعل ساعة المكتب الرئيسية مع ساعة اليد بثلاث طرق؛ الأولى، وربما كانت الأكثر تحدياً من الناحية الفنية، تتضمن تنظيم معدل عمل ساعة اليد. والمقصود بمعدل عمل ساعة اليد بشكل أساسي، هو مدى السرعة أو البطء التي ينبض بها ميزان الساعة، وفي ساعات مكتب “سمباتيك” من إنتاج “بريغيه”، فإن آلية ضبط المعدل بالكامل توجد فعلياً داخل ساعة اليد، ويتم تشغليها بواسطة قضيب يمتد من ساعة المكتب إلى ساعة اليد، عندما تقوم ساعة المكتب بقراءة وقت محدد، وهو نفس المبدأ المتبع في إصدار “إيه إم سي”.

أما الطريقة الثانية فهي التزامن التام لعرض الدقائق والثواني في ساعة اليد مع مثيله في ساعة المكتب الذرية. وتتشابه آلية مزامنة الثواني والدقائق مع الآلية التي يتم بها إعادة الضبط إلى الصفر في عمل الكرونوغراف. وكما هي الحال في الكرونوغراف التقليدي، تدور الأجزاء في القلب تحت ضغط المطارق حتى تستقر مع أسطح المطارق عند أدنى نقطة من عوارض (كامات) المحرك، والتي تتطابق مع الوضع صفر لكل من عجلة الثواني وعقرب الدقائق. وهكذا تتم مزامنة ساعة اليد بواسطة ساعة المكتب.

بينما توظف الطريقة الثالثة الخاصة بالتعبئة نظاماً مباشراً بسيطاً، عبارة عن قضيب يمتد من ساعة المكتب، يعمل على التاج لتعبئة ساعة اليد، عندما توضع هذه الأخيرة في حاضنتها ليلاً.

“UR-210 بلاك بلاتينوم”

تقدم “أورويرك” هذا الإصدار الاستثنائي “UR-210” – وهو مزيج رائع بين تعقيدة المدارات الدوارة وآلية الدقائق الارتدادية – بإصدار محدود من 25 ساعة، في علبة من البلاتين والتيتانيوم بطلاء بمادة “دي إل سي” باللون الأسود، يبلغ طولها 53.6 ملم، وعرضها 43.8 ملم، وارتفاعها 17.8 ملم، وتغطيها بلورة صفيرية، وتقاوم ضغط الماء حتى عمق 30 متراً، وعلى جانبها تاج للضبط ولاثنين من أوضاع التعبئة، وعلى الجهة الخلفية من العلبة منظم للتعبئة.

ويعمل عقرب الدقائق المسطح ثلاثي الأبعاد بتقنية عالية ليرافق مؤشرات الساعات، وفي المقابل يجعلها تتحرك بسلاسة عبر تدريج الدقائق. أما علبة “UR-210 بلاك بلاتينوم” فيبدو أنها استجابت بدورها لقوة عمل الدقائق الارتدادية، ما أدى إلى تطوير سلسلة من موجات الصدمة المنتظمة التي تشع من خلال الميناء، الذي يعلوه عقرب للدقائق ثلاثي الأبعاد من الألمنيوم وثقله الموازن من النحاس، ومؤشرات مدارية للساعات من الألمنيوم، بتشطيب ساتاني وصقل بالألماس، وعرض دوار مركزي. ويتميز الميناء بمؤشر الطاقة الاحتياطية التقليدي عند موضع الساعة 1، وفي الجهة المقابلة عند موضع الساعة 11، يوجد مؤشر مماثل يظهر كفاءة التعبئة أثناء الساعتين الأخيرتين، حاصل على براءة اختراع.

وهذا الجهاز – والذي يعد الأول من نوعه في العالم – يقوم بحساب تدفق الطاقة، أو النسبة بين الطاقة المولدة والطاقة المستهلكة. وتمكنك معرفة كفاءة تعبئة ساعتك من خلال ضبط معدل التعبئة إلى وضع “Full” – التعبئة الكاملة –، أو “Reduced” – تخفيض التعبئة -، أو “Stop” – إيقاف التعبئة. وفي وضع “Full”، يصبح نابض التعبئة حساساً لأدنى حركة، ليحولها إلى طاقة خالصة، في حين أنه عند وضع “Reduced” يبدأ توربيون مثبت على حوامل من الياقوت في الدوران، ليعمل كمكبس للهواء وينشئ مقاومة تبطئ من حركة نابض التعبئة. أما في وضع “Stop”، فيتم فصل نظام التعبئة الذاتية، لتصبح “UR-210” ساعة يدوية التعبئة.

وتعمل الساعة بحركة أوتوماتيكية التعبئة، كاليبر RU-7.10، ويمكن تقليل التعبئة بواسطة توربينات، وتحتفظ الحركة بالطاقة الاحتياطية لمدة 39 ساعة، وتنبض بمعدل 28800 ذبذبة في الساعة، والصفيحة الرئيسية جاءت بتشطيب سفع الرمل وتجزيع دائري، مصنوعة من مادة ARCAP P40 “إيه آر سي إيه بي – بي40″، والزنبرك المركزي الأسطواني من الفولاذ، بينما جاء العرض الدوار المركزي والبراغي من التيتانيوم الدرجة 5، ورؤوس البراغي مشطوبة ومصقولة. وتشير الحركة إلى تعقيدة المؤشرات المدارية الحاصلة على براءة اختراع، وإلى الساعات الطوافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى