تقارير

90 عاماً من الخبرة.. أوميغا والأولمبياد.. تاريخ من الابتكارات

تأخر ذلك قليلاً عما كان مخططاً له، بسبب جائحة كورونا؛ ولكن هذا العام، وللمرة التاسعة والعشرين في تاريخها؛ أدت علامة الساعات السويسرية الراقية العريقة أوميغا دورها بصفتها ضابط الوقت الرسمي – الميقاتي الرسمي – للألعاب الأولمبية، حيث جلبت إلى دورة طوكيو 2020، التي أقيمت هذا العام 2021؛ ما يقرب من 90 عاماً من الخبرة. تنافس رياضيو العالم في اليابان في 339 فعالية وحدثاً في 33 رياضة، وكانت أوميغا هناك تقيس وتضبط كل ثانية من كل حدث، بما في ذلك الرياضات الجديدة على الألعاب الأولمبية والتي انضمت إلى منافساتها في هذه الدورة؛ مثل الكاراتيه، والتسلق الرياضي، وركوب الأمواج، ومزيج البيسبول والسوفتبول (الكرة اللينة)، والتزلج على الألواح.

بالطبع كان التركيز الأكبر على الرياضيين المصممين على الفوز والمتطلعين إلى اقتناص الميدالية الذهبية. كل منهم قد كرّس سنوات وشهوراً وساعات للوصول إلى هذه اللحظة، وقد اعتمدت أحلامهم على النتائج النهائية، ما جعل دقة قياس أوميغا للزمن وأجهزتها ومعداتها جزءاً أساسياً من كل حدث من أحداث منافسات الأولمبياد.

ولحسن الحظ، تتمتع أوميغا بالخبرة؛ ذلك أن العلامة كانت حاضرة في الألعاب الأولمبية في كل دورة تقريباً منذ عام 1932. وخلال تلك السنوات، تطورت العلامة، وطوّرت وأنتجت العديد من أكثر تقنيات ضبط الوقت شهرة في مجال الرياضة. وفي أولمبياد طوكيو 2020 وصلت خبرة أوميغا إلى ذروة جديدة، إضافة إلى توفيرها 400 طن من معداتها الأكثر موثوقية وحداثة وتطوراً، كما واصلت العلامة تدشين حقبة مثيرة حقاً من قياس البيانات في الزمن الفعلي.

أوميغا في طوكيو 2020

  • 85 لوحة نتائج عامة
  • 900 متطوع مُدَرّب
  • 200 كيلومتر من الكابلات والألياف البصرية
  • 350 لوحة نتائج مخصصة للرياضات المتنافسة
  • 530 ضابطاً للوقت ومهنياً مختصاً في موقع الحدث
  • 400 طن من المعدات

لمحات من التاريخ
في هذه الأسطر نقدم لكم بعض اللحظات المبتكرة والتي لا تُنسى لـأوميغا ودورها، باعتبارها الميقاتي الرسمي للألعاب الأولمبية في 29 دورة من هذه الألعاب منذ عام 1932.

  • 1932 – لوس أنجيليس
    بداية الإرث
    شركة واحدة لصناعة الساعات – هي أوميغا – تم اختيارها ضابط الوقت الرسمي للألعاب الأولمبية. حيث بدأ تسجيل التاريخ صانع ساعات واحد و30 ساعة توقيت عالية الدقة، تصل دقتها إلى ما يقرب من عشر الثانية – 1/10 من الثانية – ما أصبح إرثاً خالداً.
  • 1936 – غارمش-بارتنكيرشن
    ضبط الوقت في فصل الشتاء
    أنشأت فعاليات الشتاء الأولمبية تحديات جديدة، ولاسيما التزلج على جبال الألب، حيث أرسلت أوميغا أوقات البدء من أسفل الجبل بواسطة المتزلج التالي.
  • 1948 – لندن
    العصر الإلكتروني – تقنيات جديدة
    تحدد كاميرا تصوير خط النهاية بدقة وتماماً مواضع الواصلين إلى خط النهاية في السباقات، بينما توقف خلية كهروضوئية الساعة إلكترونياً عندما يعبر الرياضي الأول خط النهاية.
  • 1952 – هلسنكي
    مكافآت
    حصلت أوميغا على صليب الاستحقاق من اللجنة الأولمبية الدولية عن الخدمات الاستثنائية المقدمة لعالم الرياضة – بعد 20 عاماً من المشاركة في الألعاب الأولمبية، وكانت أحدث التطورات وقتها: مسجل الوقت من أوميغا الذي يعمل بالكوارتز.
  • 1956 – ملبورن – ستوكهولم
    السباحة تصبح كهربائية
    Swim Eight-O-Matic، هو أول مؤقت سباحة شبه تلقائي في العالم: يتم إطلاق وقت البدء تلقائياً بواسطة إطلاق زناد المسدس، بينما تتوقف العدادات عند الوصول إلى النهاية باستخدام مؤقتات كهربائية محمولة باليد.
  • 1964 – إنستبروك
    الزمن يظهر على الشاشة
    أدخلت تكنولوجيا Omegascope مفهوم الزمن الفعلي إلى التقارير الرياضية، من خلال إظهار الزمن الذي يحققه الرياضيون مباشرة أسفل الشاشة.
  • 1968 – مكسيكو سيتي
    تغييرات شهدتها منافسات السباحة
    لوحات اللمس في منافسات السباحة؛ بأبعاد تبلغ 90X240 سم، ثلثا كل لوحة منها مغمور في الماء؛ وعندما يصل الرياضيون – السباحون – إلى خط النهاية، يمكنهم إيقاف حساب الزمن بأيديهم هم.
  • 1976 – مونتريال
    ثورة لوحة النتائج
    تعرض لوحة ڨيديو مصفوفة Video Matrix Board الزمن الذي حققه كل رياضي متسابق، والنقاط، والنتائج، وتسجيلات مقاطع ڨيديو بالأبيض والأسود. تم تصميم هذه اللوحات ليتناسب عملها مع أبجديات لغات متعددة، حيث قامت وقتها ببث المعلومات من الاستاد الأولمبي Stade Olympique في مونتريال.
  • 1984 – لوس أنجيليس
    اكتشاف البدايات الخاطئة
    جهاز اكتشاف البداية الخاطئة False Start Detection Device: فعند انطلاق الرياضيين لبدء السباق، يتم تشغيل حساب زمن رد فعلهم من خلال قواهم البدنية، ما يتيح اكتشاف أدنى بدايات خاطئة.
  • 1988 – سول
    ضبط الوقت بالكمبيوتر
    حوسبة ضبط الوقت؛ في الوقت الذي يتم فيه تخزين الإحصائيات رقمياً، قدمت أوميغا معلومات الزمن الفعلي للاستاد الأولمبي الرئيسي عبر لوحة ڨيديو مصفوفة جديدة، تنقل الصور ومقاطع الڨيديو الأولى بالألوان.
  • 2006 – تورينو
    تكنولوجيا يمكن ارتداؤها
    ارتدى الرياضيون أجهزة إرسال واستقبال خاصة فوق الكاحل، حيث أرسلت هذه الأجهزة واستقبلت إشارات راديو (لاسلكية) سمحت لـأوميغا بالتقاط وتسجيل قياسات زمنية محددة طوال كل سباق.
  • 2012 – لندن
    مليون جزء من الثانية
    Quantum Timer أو المؤقت الكمي: مع دقة أكبر 100 مرة، وأقصى تباين يبلغ مقداره ثانية واحدة من أصل عشرة ملايين ثانية؛ كان هذا الجهاز أكثر دقة خمس مرات من سابقه.
  • 2018 – بيونغ تشانغ
    مستشعر الحركة وأنظمة تحديد المواقع
    توفير قياسات مستمرة لأداء كل رياضي من البداية إلى النهاية، لكل حدث أثناء حدوثه. وبالنسبة إلى الرياضيين، قدم هذا الابتكار تحليلاً مثالياً لأدائهم.

width=750

توقيت أوميغا الحديث
كل حدث رياضي له أنظمة ضبط الوقت الخاصة به، والتقنية المستخدمة خصيصاً في الرياضة. نقدم هنا بعض النماذج المألوفة من معدات أوميغا التي ترونها كثيراً.

مسدس إشارة البدء الإلكتروني
في المسدسات التقليدية ينتقل الصوت أبطأ من الضوء، ما يعني أن الرياضيين في الحارات الأبعد عن مكان إطلاق المسدس يسمعون إشارة البدء متأخرين عن الرياضيين الآخرين. لكن مسدس أوميغا الإلكتروني متصل بمكبرات صوت موضوعة خلف كل متسابق، فعند الضغط على الزناد يتم تشغيل الصوت وانبعاث وميض ضوئي، وتسري في جهاز التوقيت نبضة البدء أو انطلاق السباق، ما يضمن بداية متساوية للجميع.

كتل الانطلاق في ألعاب القوى
تم تحسين كتل تدعيم أقدام العدائين قبل انطلاق السباقات في ألعاب القوى، من خلال مكبرات صوت مدمجة، وأجهزة استشعار مضمّنة في هذه الكتل تقيس قوة الرياضي مقابل مسند القدم؛ 4000 مرة في الثانية، وإرسالها على الفور إلى جهاز كمبيوتر في موقع السباق، بحيث يمكن لمراقبي انطلاق السباق رؤية أي بداية خاطئة بوضوح.

Scan’o’vision Myria
تُوضع كاميرا تصوير خط النهاية الأكثر تقدماً هذه على خطوط النهاية لسباقات الركض السريع، وسباقات الحواجز، وغيرها من السباقات. هذه الكاميرا قادرة على تسجيل ما يصل إلى 10000 صورة رقمية في الثانية، وتُنتج صورة مركبة مجمّعة تمكّن الحكام من تحديد الترتيب والزمن الرسمي للمتسابقين.

تقنية الخلايا الضوئية
هذه التقنية مسؤولة عن انبعاث أشعة ضوئية عند خطوط النهاية، وعندما يتجاوزها الرياضي الفائز بالسباق، يتم تسجيل زمن فوزه على الفور. يتم استخدام أربع خلايا ضوئية، جميعها مدمجة في وحدة واحدة؛ على خطوط النهاية، ما يسمح بتحديد والتعرف على المزيد من أنماط أجسام المتسابقين.

عرض السباحة الضوئي
يتميز نظام الإضاءة المبتكر هذا بأضواء مثبتة على كتل الانطلاق في نهاية المسبح. عندما ينتهي السباق، يتم استخدام هذه الأضواء للإشارة على الفور إلى الفائزين بالمراكز الأول والثاني والثالث.

لوحات اللمس في سباقات السباحة
تسمح لوحات اللمس الموضوعة على طرفي حوض السباحة للسباحين بإيقاف الساعة، ما يجعلها الرياضة الوحيدة التي يمكن فيها للمتسابقين إيقاف زمن السباق الخاص بهم.

width=750

المؤقت الكمي
يتم تشغيله بواسطة مكوّن بلوري فائق الصغر مدمج في المؤقت، ويتميز بدقة أكبر 100 مرة، مع أقصى اختلاف يبلغ 1/10 من المليون ثانية، وبذلك فهذا الجهاز أكثر دقة خمس مرات من سابقه.

لوحات التسجيل عالية الوضوح
تعرض هذه اللوحات عالية الدقة والوضوح أسماء الفائزين، ونتائجهم، وأعلامهم الوطنية، وصوراً متحركة، وصور الرياضيين، إضافة إلى النصوص والمعلومات التي تُبث مباشرة، ما يزيد من إثارة المنافسات.

تقنية أوميغا الجديدة في طوكيو 2020

منذ بداية انطلاق أولمبياد طوكيو 2020، كانت أوميغا قادرة على سرد القصة الكاملة لكل حدث أثناء حدوثه. فبفضل استخدام أنظمة استشعار الحركة وتحديد المواقع، تم جمع قاعدة شاملة من البيانات في الزمن الفعلي، ما يمنح فهماً كاملاً لكيفية الفوز بكل سباق أو حدث.

تُظهر هذه البيانات بالضبط كيف وصل الرياضي إلى تحقيق زمنه ونتيجته النهائية، ما يجعلها وسيلة مثالية للرياضيين والمدربين لإدراك أين ربحوا أو خسروا الزمن. كما كانت مفيدة للمشاهدين والمتابعين، حيث منحتهم نظرة ثاقبة على الرياضة التي يتابعونها، وبالمثل وفرت للمعلقين والمحللين محتوى أكثر ثراء للحديث عنه وسرد قصصهم.

width=750

كيفية عمل هذه التقنية

  • الكرة الطائرة الشاطئية
    استخدمت أوميغا كاميرات لتتبع الصور منصوبة حول ميدان اللعب، لتلتقط كل لحظة من الحدث. تتبعت الكاميرات الكرة واللاعبين، ووفرت معلومات مفصلة عن أشواط المباراة بالكامل، وكيف تم تسجيل كل نقطة.كان بمقدور أوميغا أن تقدم تفاصيل مثل المسافات التي قطعها كل لاعب، وسرعة اللاعبين والكرة، وتقنيات اللاعبين الخاصة بكل منهم؛ بما في ذلك عدد القفزات والارتفاع الذي تصل إليه القفزة، ونوع التسديدات؛ وقد أتاح كل ذلك تحليلاً تكتيكياً للعب، للكشف عن نقاط القوة والاستراتيجيات الخاصة بكل لاعب وفريق.
  • الجمباز
    Pose Detection أو تحديد الوضعية، هو نظام متقدم رائع، يسجل الحركات الكاملة لكل رياضي مشارك في هذه المنافسات، ويمكن استخدامه كأداة تمكن حكام المسابقات من إصدار أحكامهم؛ حيث يمكنهم مراجعة الأسلوب الذي يستخدمه الرياضي، وتزامن المتسابقين على جهاز الترامبولين، والقفز عن الجهاز نفسه أفقياً بطريقة الإزاحة (مدى دقة إصابة اللاعب منتصف حصيرة القفز).
  • الفروسية
    تتبعت تكنولوجيا تتبع الصور الخاصة من أوميغا فعاليات منافسات الفروسية، بينما حدد الكشف بالليزر حركة الحصان بدقة. ففي هذه الرياضة، يمكن أن ينحصر الفارق بين الميدالية الذهبية والميدالية الفضية في مانع – حاجز – واحد؛ لذا فإن كل ثانية مهمة. كان بمقدور أوميغا أن توفر معلومات عن المسافات، ومتوسط السرعات مباشرة، وزمن الارتفاع فوق الحاجز، والمسار الدقيق للفارس حول المسار، والمسار فوق الحاجز.
  • التسلق الرياضي
    رياضة جديدة على الألعاب الأولمبية، تنافس فيها الرياضيون في ثلاث فئات، وتم دمج نتائجها في ترتيب واحد لتحديد ميداليات الرجال والنساء.
  • تسلق السرعة
    الأسرع في الوصول إلى قمة جدار طوله 15 متراً. يتنافس في هذه الفئة رياضيان جنباً إلى جنب، مع وضع ساعتين في أعلى الجدار، وعندما يصل المتسلقان إلى القمة، يقومان بإيقاف الزمن الخاص بكل منهما وذلك بضرب لوحات اللمس الجديدة الخاصة برياضة التسلق.
  • التسلق القيادي
    يتم منح كل رياضي 6 دقائق لتسلق أعلى ارتفاع ممكن على جدار يبلغ طوله 15 متراً. يُسمح بمحاولة واحدة، ويستند الترتيب إلى الارتفاع الذي تم تحقيقه، مع إضافة + إلى نقاط المتسابقين إذا قاموا بالحركة في اتجاه الجدار التالي أثناء نزولهم.
  • تسلق الصخور
    يتنافس الرياضيون على هياكل يبلغ ارتفاعها 4.5 متر تُعرف باسم الصخور، كل منها يمثل تحديات مختلفة. ويجب على المتنافسين التغلب على أكبر عدد من التحديات يستطيعون التغلب عليه، في غضون مقدار زمني محدد، يتم توقيته بعناية.

width=750 width=750 width=750

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى