لقاءات

عن جيجر-لوكولتر.. الدار وأسواقها

في العام 1833، قام أنطوان لوكولتر بتحويل مخزن الحبوب الصغير الخاص بعائلته، والواقع في قلب وادي ڤالي دو جو، في سويسرا؛ إلى ورشة لصناعة الساعات، ليبدأ بعدها صُنع ساعات تتميز بدقتها العالية. وفي غضون بضعة عقود، اشتُهرت الدار – جيجر-لوكولتر – كثيراً في أوساط صناعة الساعات، بسبب معايراتها – آليات الحركة من صنعها – لتصبح حالياً إحدى دور القمة في صناعة الساعات الراقية. وفي العام 2023، تم تعيين بيير دو بيليسيز مديراً تنفيذياً لمنطقة الشرق الأوسط والهند وأفريقيا في دار جيجر-لوكولتر، ومنذ تعيينه، كما أخبرنا، وهو مشغول بتعلم كل شيء عن العلامة وأسواقها في أنحاء العالم.

في البداية Top of Form هل يمكن أن تحدثنا عن تجربتك مع جيجر-لوكولتر في الشرق الأوسط؟
لقد انضممت حديثاً جداً إلى الدار، حيث كنت أعمل مع مجموعة ريشمونت للسنوات الأربع الماضية، ولكنني كنت مختصاً أكثر بالجزء الرقمي من المجموعة. وكنت أعمل في ميلانو مع Yoox-Net-a-Porter، وهو وكيل تجزئة للمجموعة عبر الإنترنت. ثم انضممت للعمل كمدير تنفيذي لدار جيجر-لوكولتر في المنطقة. وأنا الآن أقوم باكتشاف الدار في نفس الوقت الذي أقوم فيه باكتشاف المنطقة، وهو أمر مثير للاهتمام للغاية. كان برنامجي في الأشهر الستة الأخيرة مكثفاً للغاية؛ لأنني ذهبت لزيارة جميع أسواقنا، وقضيت أوقاتاً مع شركائنا وزبائننا، من أجل الوصول إلى فهم حقيقي لقيمة العلامة، وما الذي تمثله جيجر-لوكولتر في الأسواق المختلفة.

توجد منطقة اسمها الشرق الأوسط، ونحن نطلق على المنطقة بأكملها هذا الاسم، ولكنها في النهاية تتألف من أسواق شديدة الاختلاف. فعلى سبيل المثال، في دبي، وهي سوقنا الرئيسية في المنطقة، لدينا حضور قوي وهناك أيضاً إمكانات كبيرة للنمو. ثم بعد ذلك لدينا أسواق مهمة مثل قطر والكويت والمملكة السعودية؛ حيث تسجل الدار هناك حضوراً منذ سنوت وتواصل النمو. ثم هناك أيضاً أسواق أقل نضجاً، بدأنا للتو في تطويرها. ففي الأسبوع الماضي كنت في الهند، وهي سوق مزدهرة، لا تزال أصغر من غيرها ولكنها تزدهر وتعد بمستقبل مشرق واعد.

لماذا وصفت السوق الهندية بـالمزدهرة في حين أن الهند تفرض ضرائب مرتفعة جداً على المنتجات الفاخرة؟
نعم، الهند تفرض ضرائب مرتفعة جداً، لكن الهند أيضاً تجعل من الصعب جداً على مواطنيها الهنود إحضار ساعات من الخارج. وأود أن أقول إن هذا هو أحد الأسباب. أما السبب الثاني فهو حقيقة أن الاقتصاد الهندي وكذلك عدد الأفراد ذوي الثروات الكبيرة؛ يزدادان عاماً بعد عام. في حين أن السبب الثالث هو الحقيقة التي تقول إن نظام بيئة الرفاهية – الاقتصاد الفاخر ومراكز التسوق الفاخرة – قد بدأ للتو في التشكل. وعلى سبيل المثال، فقد افتتحنا مؤخراً، وتحديداً في نوڨمبر2023، بوتيك العلامة، داخل جيو وورلد بلازا، وهو أول مركز تسوق فاخر في مومباي. كما سنقوم بافتتاح بوتيك آخر في غضون أشهر قليلة في بنغالور، داخل مركز تسوق مول أوف آيشا Mall of Asia، وهو أول مركز تسوق فاخر يُبنى في بنغالور. فهل يمكنك أن تتخيل مدينة مثل مومباي يبلغ عدد سكانها 35 مليون نسمة، ولم يكن يوجد بها مركز تسوق فاخر؟ فهذا أول مركز تسوق فاخر في المدينة، حيث لم يكن لعلامات المنتجات الفاخرة العالمية وجود من قبل. وبالنسبة إلينا، فهذا هو الوقت المناسب لتسريع انتشارنا هناك، والعمل على أن يكون لنا وجود في المدن الكبرى التي يوجد بها أفرع للمتاجر الفاخرة. هذا هو السبب في أننا نمنح الأولوية للسوق الهندية، إلا أن هذا لا يعني أننا لا نريد تسريع وجودنا وانتشارنا في أجزاء أخرى من العالم؛ إذ إن هذا على رأس اهتماماتنا.

ما هي نسبة كلٍّ من الرجال والنساء في زبائن جيجر-لوكولتر؟
بصفة عامة، وعلى مستوى جميع أنحاء العالم بالنسبة إلى دار جيجر-لوكولتر، فإن النسبة بين الرجال والنساء في زبائننا هي 50% – 50%، أي لدينا عدد متساوٍ من الجنسين كزبائن. وبالنسبة إلى النساء فإن إقبالهن غالباً على ساعات رندي-ڤو، مع نسبة قوية أيضاً للنساء بين مشتري ساعات ريڤرسو؛ لأن ساعة ريڤرسو تصلح للجنسين: الرجال والنساء. كما أن لدينا موديلات خاصة للنساء ضمن مجموعة ساعاتنا. أما في منطقة الشرق الأوسط، فإن النسبة في صالح الرجال أكثر من النساء؛ حيث تبلغ نسبة الرجال بين زبائننا في منطقة الشرق الأوسط 70%، والنسبة الباقية أي 30% للنساء، وبالنسبة إلى زبائننا الرجال في المنطقة، فيمكنني القول إن الموديل الرئيسي هو ساعة ريڤرسو – حيث هو موديل العلامة الأشهر، الذي ابتكرته منذ ما يقرب من 100 عام. فأنت إذا أردت شراء ساعة جيجر-لوكولتر، ستكون هذه أول ساعة تختارها – إذا كنت من هذه المنطقة.

لكن ربما لن يكون الأمر كذلك إذا كنت تعيش في الصين، وترغب في شراء أولى ساعاتك من جيجر-لوكولتر، فحينها ستكون مهتماً بشراء ساعة ماستر ألترا ثِن إذا كنت من الزبائن الرجال، أو ساعة رندي-ڤو إذا كنت من الزبائن النساء. ولكن في هذا الجزء من العالم، أي الشرق الأوسط، ستكون هناك بالتأكيد ساعة ريڤرسو في محفظة كل جامع للساعات.

وكيف كان نمو جيجر-لوكولتر في الدوحة، حيث تعاونتم مؤخراً مع مجموعة علي بن علي؟
العلامة لها وجود في الدوحة منذ سنوات عدة، من خلال شركاء مختلفين؛ لكننا بدأنا العمل مؤخراً مع علي بن علي. ولقد تطورت مبيعاتنا وازدادت بنمو الاقتصاد القطري، الذي شهد عمليات تحفيز كبيرة أثناء الاستعدادات لاستضافة الدوحة بطولة كأس العالم لكرة القدم، ومن ذلك إنشاءات البنية التحتية، وما إلى ذلك. وقد شهد هذا الاقتصاد نمواً جيداً في السنوات القليلة الماضية، باستثناء العام الماضي عندما تباطأت الأعمال لبضعة أشهر بسبب المشاكل الجيوسياسية. ولكن، على مدى الأشهر الستة الماضية، شهدت المبيعات تطوراً حقيقياً، خصوصاً مع الاهتمام القوي الذي أبداه القطريون بصناعة الساعات الراقية. وأذكر هنا أنه للمشاركة في النسخة الأخيرة من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، فقد اصطحبنا معنا من جنيڤ 15 ساعة راقية، وهي المرة الأولى التي نجلب معنا هذا الرقم من الساعات إلى قطر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى