الساعات

فِرديناند بيرتو تكشف عن أسرار إف بي 2آر إي.2

للمرة الثالثة، تصل إحدى ساعات الكرونوميتر من إنتاج فِرديناند بيرتو إلى القائمة النهائية لمسابقة جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات. ومؤخراً، قامت الشركة المصنّعة بتوفير تفاصيل دقيقة لآلة الحركة الفريدة من نوعها، ونشر الأرقام الخاصة بأدائها الكرونوميتري في قياس الزمن، وأكملت ذلك بالوثائق الداعمة.

معظم الساعات المتنافسة في مسابقة جائزة جنيڤ الكبرى لصناعة الساعات (GPHG)، تتمتع بحركة ثلاثية العقارب تعتمد على ميزان تقليدي، وهو خيار أثبت نفسه من حيث الموثوقية لأكثر من قرن من الزمن. ومع ذلك، ففي فئة الساعات الكرونوميترية، والتي يُصنّف ضمنها موديل إف بي 2آر إي.2 من  كرونوميتري فِرديناند بيرتو؛ فإنه إضافة إلى الموثوقية تكون الدقة هي المعيار الحاسم؛ وهي المزية التي حرص على توفرها بكل شغف صانع الساعات الخبير المُتقن فِرديناند بيرتو، قبل سنوات طويلة، ولا تزال هي المبدأ الذي يوجّه عمل الشركة التي تحمل اسمه.

جاءت ساعة كرونوميتري إف بي 2آر إي.2 نتيجة مزيج جديد من آليتي تنظيم، ما يجعلها الساعة الوحيدة التي تستفيد من لفاف مساواة ثانية واحدة، والقوة الثابتة لآلية البكرة المخروطية والسلسلة. ومؤخراً قامت الشركة بالكشف عن عرض تقديمي حصري لنتائج اختباراتها المستقلة.

يقوم نظام البكرة والسلسلة بتنظيم عزم الدوران الذي يوّلده خزان الطاقة، فيحافظ عليه ثابتاً بغض النظر عما إذا كانت الساعة معبأة بالكامل أو وصلت إلى نهاية مخزونها من الطاقة الاحتياطية. وبعد ذلك يأتي دور لفاف المساواة؛ فبوضعه عند نهاية مسلسلة التروس، يقوم بتنظيم عزم الدوران الذي يتم توصيله إلى مجموعة الميزان. وهو يقوم بهذا الأمر من خلال استخدام زنبرك ذي قوة ثابتة، وهو عنصر أو مكوّن شبيه جداً بالزنبرك الشعري؛ وهذا الزنبرك يقوم باللف والعكس، ليطلق دائماً نفس الكمية من الطاقة، أو عزم الدوران، في الوقت الذي يقوم بهذه العملية.

يعمل لفاف المساواة بالتزامن مع عجلة الميزان (ضابط الانفلات)؛ حيث يمتد دوران الأخير إلى دورة 5 أضعاف، عقب تذبذب عجلة الميزان. وأثناء التذبذبات الأربعة الأولى، ينفصل زنبرك اللفاف، ليطلق طاقة ثابتة. بينما في التذبذب الخامس، يتم تحرير عجلة الإيقاف ثلاثية القضيب، والتي كانت في السابق تمنع الآلية من اللف الاحتياطي، ما يسمح للحركة بإعادة تعبئة زنبرك اللفاف، والذي يبدأ مرة أخرى إطلاق كمية ثابتة من الطاقة من أجل التذبذبات الأربعة التالية، ثم تُعاد العملية مرة أخرى، وهكذا.

تستغرق الدورة بأكملها ثانية واحدة. إضافة إلى ذلك، فإنه لضمان أداء قياس الزمن الأمثل، تم تزويد كاليبر  FB-RE.FC بعجلة توازن جديدة، إيرودينامية أي تعمل بنظرية الديناميكية الهوائية، ثنائية القضبان، متغيرة العطالة (القصور الذاتي)، مزوّدة بأربعة براغي ميزان. ويضمن القطر الكبير لهذه العجلة – الترس – الحفاظ على معدل القصور الذاتي والاستقرار، في الوقت الذي يحمي ترددها المنخفض البالغ 18000 ذبذبة في الساعة احتياطي الطاقة.

ثلاثة أنظمة متتالية مخصصة لقياس الزمن

وهكذا تتضمن ساعة كرونوميتري إف بي 2آر إي.2 3 قطاعات. خطوة بخطوة على طول مسلسلة التروس، تزيل هذه القطاعات الثلاثة تدريجياً أي تغيرات في عزم الدوران قد تؤثر في دقة الساعة. المكوّن الأول هو زنبرك البرميل، المصدر الرئيسي للطاقة، وهو قادر تقنياً على توفير احتياطي طاقة لمدة 80 ساعة. وفي حالة كاليبر FB-RE.FC فإنه يتم استخدام 60 في المئة فقط من هذه الطاقة (ما يعادل 50 ساعة)؛ وهي الفترة التي يكون فيها عزم الدوران أكثر ما يكون خطياً.

يتم اختيار عزم الدوران الثابت هذا بواسطة نظام تقاطع مالطا Maltese Cross؛ والذي يمكن رؤيته على الجزء العلوي من أسطوانة البرميل. من حيث المبدأ، فإن البرميل أو خزان الطاقة يمكنه الدوران حتى 8 مرات، لكن نظام تقاطع مالطا Maltese Cross يقلل عدد الدورات الممكنة إلى 6، وهذا ما يعكسه وجود 6 مسننات على الجزء الجانبي منه. حيث يمنع المسننان الأصغر حجماً الموجودان على Maltese Cross زنبرك الطاقة من إمداد الترس بالكثير جداً من الطاقة (عند بداية استنفاد احتياطي الطاقة)، والقليل جداً من الطاقة (عند نهاية استنفاد احتياطي الطاقة).

بينما يوفر نظام البكرة والسلسلة مستوى ثانياً من القوة الثابتة لمجموعة الميزان، أثناء الـ50 ساعة من احتياطي الطاقة؛ حيث يعمل إلى حد ما مثل علبة التروس (في السيارات) الأوتوماتيكية. يختلف عزم الدوران الذي يولّده البرميل اعتماداً على مدى تعبئته؛ فعندما تكون الحركة معبأة بالكامل، فإن السلسلة تكون معبأة بالكامل حول طرف المخروط ذي القطر الأصغر، من خلال توفير زنبرك البرميل أقصى قدر من الطاقة عند هذه النقطة. وبمرور الوقت، تقل هذه القوة، حيث تلف السلسلة حول الأسطوانة وتتحرك من طرف المخروط الأصغر قطراً إلى الطرف الأكبر قطراً.

يعوض الاختلاف في قطر المخروط عن عزم الدوران المنخفض في زنبرك البرميل. وعند هذه المرحلة من العملية، يتمتع موديل إف بي 2آر إي بالفعل بدرجة أعلى من المزامنة مقارنة بالمعايير السائدة، كما يتضح من نتائج الاختبارات التي أجريت على موديل إف بي 1.

ثم تدخل هذه الطاقة المنظّمة إلى النظام الثالث والأخير: لفاف المساواة. وهذا النظام مصمّم لتقليل فروقات الدقيقة التي تحدث عندما تتشابك المسننات، ما يجعل الطاقة المنقولة أكثر استقراراً؛ لدرجة أن الطاقة التي يتم في النهاية تزويد مجموعة الميزان بها تكون ثابتة تماماً تقريباً.

وقد تم اختبار الحركة التي تتضمن نظامي لفاف المساواة والبكرة والسلسلة، من قبل مختبرين مستقلين؛ أولاً في المعهد السويسري الرسمي لاختبارات الكرونوميتر COSC لمدة 15 يوماً، وبعد ذلك بمجرد استقرارها داخل علبتها لمدة يومين آخرين (ما يعادل 50 ساعة من الطاقة الاحتياطية) باستخدام اختبار فلوريتست Fleuritest.

كانت النتائج لا جدال فيها؛ حيث تظهر القراءات المأخوذة طوال مدة احتياطي الطاقة بالكامل، تباينات بمقدار أقل من 0.5 من الثانية في المتوسط بالمقياس البصري القياسي للساعات GPS. وبالنسبة إلى موديل إف بي 2آر إي، هناك بالتالي فرق صغير للغاية في وقت التشغيل بين الدقيقة الأولى والأخيرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى