مجوهرات

مجوهرات تشارلز زوبير: إبداعات راقية تأسر الأنظار

بدافع من الإبداع القائم على الشغف المطلق بالحرفية في جميع جوانبها، تكشف علامة تشارلز زوبير التي تأسست حديثاً، عن أولى مجموعاتها من المجوهرات الراقية بوماندر Pomander، وهي مجموعة رائعة تأخذ الرموز الجمالية القديمة لحامل العطر بوماندر، وتعيد تفسيرها بلغة بصرية وبنيوية معاصرة.

تدمج مجموعة بوماندر إتقان تقنيات المجوهرات مع الأحجار الكريمة المثيرة للذكريات، تتويجاً للتصاميم الجميلة والفريدة من نوعها. وبفضل شكلها المقبّب، والمثبت بدقّة بواسطة شبكة واقية من الخيوط الدقيقة وبالغة الرقّة الأثيرية، التي تبدو وكأنها ستختفي، تجمع بوماندر Pomander بين أندر المواد، مثل بلور شعر الملاك بخيوطه المصنوعة من أجود أنواع الروتيل الذهبي الأحمر، والتي تتلألأ بشكل أثيريّ حالم. وفي هذا الإبداع، تستكشف علامة تشارلز زوبير مجموعة لا حصر لها من أشكال بوماندر: الخواتم، والعقود، والأقراط، والأقراط المسمارية، وأطواق المعصم المرصّعة.

جاء اسم المجموعة: بوماندر بشكل طبيعي؛ حيث إنه يحمل كلّ عناصر الإلهام الكامنة وراء هذا الابتكار الشاعريّ. فبفضل أطراف إبداعاتها المدببة الدائرية، أو الغطاء المقبب، والمثبتة بدقّة بشبكة واقية من الخيوط الدقيقة والأثيرية بشكلها، تمنح بوماندر الضوء مجالاً للتلاعب فوق الأحجار الكريمة وشبه الكريمة.

في أثناء استكشافهم الإمكانات غير المتناهية لإبداع المجوهرات، طبّق حرفيّو مشاغل تشارلز زوبير فنّ الترصيع العنكبوتي بأفضل ممارسات تقنيات المجوهرات الراقية، مع تجنّب أيّ شكل من أشكال الترابط. وهكذا، يحيط مخلب معدني ثمين بشكل خفيّ بالأسطح المصقولة، ما يبرز الشكل المميّز والعميق لهذه القبّة المترفة، والمنحوتة من اليشم الأسود أو الليلكي، أو الجمشت البنفسجي، أو من الفيروز مع انعكاسات بلون مياه البحيرات.

بلور شعر الملاك

يكمن ابتكار مجموعة بوماندر Pomander في استخدام الكوارتز المتعرّج، والذي يُسمّى أيضاً بلور شعر الملاك، وهي مادة نادرة في المجوهرات الراقية. ووفاء للروح الجريئة التي لطالما اتّسم بها المصمم تشارلز زوبير، ارتقت العلامة إلى مستوى التحدّي، حيث جسدت الجمالية الرائعة للحجر بملمسه الطبيعي.

ولطالما اعتُبر الكوارتز المتعرج معدناً لا قيمة له، مثل الماس الخام. إلا أنه نحو منتصف القرن العشرين، بدأ المصمّمون والجامعون تقدير الجمال الأثيري للكوارتز المتعرّج، والذي سمّي بهذا الاسم بسبب الشوائب التي تتخذ لمسات لونيّة حمراء وذهبية، حيث إنها تستحضر إلى الذهن خيوطاً متلألئة تشبه الشعر الذهبي، وهو ما أكسب هذا الحجر اسمه الشائع كوارتز شعر الملاك. ومن الناحية الرمزية، يرتبط كوارتز شعر الملاك بمعانٍ ميتافيزيقية، حيث يُقال إنه حجر يرمز إلى القوة الكونيّة، يسمو بالروح وينيرها، ويعزّز الحدس ويقويه.

تشارلز زوبير.. الأسطورة

ولد تشارلز زوبير في العام 1932 في بلدة كرينز بسويسرا، وأدرك تشارلز – أو كارل – في سنّ مبكرة شغفه الحقيقي الذي لا يهدأ، واستعداده للانغماس في ابتكار أعمال فنية. وفي سن الخامسة عشرة، ترك المدرسة لمتابعة تدريبه مع صائغ المجوهرات الشهير برجيه في لوسيرن. ومفتوناً بالعمق الجمالي للمعدن والأحجار الكريمة، استحالت المثابرة والخبرات التي اكتسبها خلال هذا التدريب المهني في النهاية حقيقة واقعة.فكان إبداع نجمة لوسيرن، الذي صمّمه كارل كمشاركة في مسابقة المدينة السنوية. ولا يزال النجم الذي صمّمه مؤسس العلامة، والذي يُعد تكريماً لهذا الفنان حتى يومنا هذا؛ يلمع في شوارع لوسيرن مثل قصيدة متلألئة لمولد عبقري مبدع.

بعد سنوات، وعقب إنهائه خدمته العسكرية الإلزامية في أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، سعى زوبير وراء حلمه الإبداعي وترك مسقط رأسه ليستقر في موطن المجوهرات في جنيڤ، حيث تابع دراسته للحصول على شهادته بصفته خبيراً في صياغة المجوهرات، ما سمح له بتكريس نفسه فعلاً لشغفه. وبمرور الوقت، حوّل تشارلز أحلامه إلى واقع من خلال حرفته. ورغبة في الاندماج في المجتمع السويسري الناطق بالفرنسية، غيّر اسمه من كارل إلى تشارلز في قرار مهّد لتحوّله إلى شخصية صائغ المجوهرات القدير التي يعرفها العالم اليوم.

واصل تشارلز صقل مهاراته في صناعة المجوهرات بمتابعته دروساً ليلية في معهد الفنون الجميلة، والعمل في مشاغل مجوهرات مختلفة، فاكتسب المعرفة والحرفية الدقيقة التي ستستمرّ في الظهور في مراحل حياته. وفي العام 1962، افتتح تشارلز أول ورشة مجوهرات له باسم Ch. Zuber & R. Baumgartner في إحدى ضواحي جنيڤ، وكانت شركة بياجيه Piaget  أول عملائه. ومع بلوغ تشارلز الخامسة والسبعين من العمر، كان قد دفع حياته المهنية إلى آفاق لا يمكن تصوّرها. وأدّت رغبته في تكريس وقته لأحبائه إلى قرار بيع شركته إلى اثنين من صائغي الأحجار الكريمة المستقلين، اللذين تعامل معهما كثيراً في الماضي. توفّي تشارلز في العام 2012، من دون أن تحقّق علامته أقصى إمكاناتها كما يجدر بها.

واليوم، تعود روح تشارلز زوبير إلى الحياة، من خلال نهج جريء للرفاهية، في تجربة سويسرية جديدة مفعمة بالحيوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى