لقاءات

بحيرات جليدية وجبال شاهقة.. مصادر إلهام مون بلان

أثناء زيارته الأخيرة إلى دبي، التقت داي آند نايت لوران لوكامب، المدير العام لقطاع الساعات في دار منتجات الرفاهية الفاخرة مون بلان. وقد تنقّل حوارنا معه من إلهام البحيرات الجليدية إلى تجارب تسلق الجبال الشاقة التي خاضتها شخصيات مون بلان المؤثرة، ونقدم لكم هنا مقتطفات من ذلك الحوار المثمر.

هل ستواصل مون بلان التركيز على خطيّ ساعات زيرو أكسجين وآيسد سي ضمن مجموعة 1858 جيوسفير، حيث قامت بالتركيز عليهما في فترة السنوات الأخيرة؟

نعم، فهذان الخطان منتجان رئيسيان بالنسبة إلى مون بلان. وقد أُطلق خط آيسد سي هذا العام، وحقق نجاحاً هائلاً منذ يومه الأول. وهذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها مون بلان ميناء ساعة يتوافق بنسبة 100% مع جذور إلهام العلامة، حيث يشترك كل من ساعة آيسد سي وزيرو أكسجين اللتين أصدرتهما الدار هذا العام في صورة الميناء المستلهمة من جذور العلامة. عندما انضممت إلى مون بلان في يناير من العام الماضي، كنت أقرأ عن شعار مون بلان الذي تم ابتكاره في العام 1913 والذي يصور مشهداً للجبل والأنهار الجليدية الستة المحيطة به، فذهبت إلى البحيرة الجليدية في مير دو غلاس والتقطت صورة لتلك البحيرة.

فقد أردت صنع أول ميناء في صناعة الساعات يصور بحيرة جليدية. عدت إلى سويسرا وعملت مع الفريق، وبعد العديد من النماذج الأولية تمكنّا من تجسيد مظهر البحيرة الجليدية، وهذا هو الميناء الذي تتضمنه كلتا الساعتين. من المهم أن يكون لديك رواية حقيقية لقصتك وعامل تمايز، وكلا الأمرين يحققهما الميناء الذي يصوّر البحيرة الجليدية.

يبدو أن مجموعة جيوسفير – التي بدأت بساعة جيوسفير، ثم ساعة جيوسفير كرونو، والآن ساعة جيوسفير زيرو أكسجين – قد أصبحت جزءاً ثابتاً من عالم ساعات مون بلان؟

نعم، وستكون دائماً كذلك. ولا ننس أن ساعة جيوسفير تتضمن تعقيدة شركة مينيرڨا، حيث تُصنع تعقيدة جيوسفير في مصنع ڨيليريه التابع للدار، وأنها تعقيدة فريدة من نوعها لأنها تتميز بعرض الزمن في كل من نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي. ولهذا السبب، يمكن تمييز ساعة جيوسفير بسهولة عند رؤيتها فوق المعصم.

ويوفر هذا الأمر ثلاثة شروط رئيسية: تمايز قوي من حيث الشكل والتصميم، وابتكار قوي، وقيمة ملموسة عالية، وجميع هذه الشروط مقترنة بحقيقة سهولة تمييز الساعة. الميناء الذي يصور البحيرة الجليدية عمل فريد من نوعه، إذ يستغرق الأمر حوالي 30 يوماً و30 سلسلة إنتاجية لصنع ميناء واحد. ونحن الدار الوحيدة التي تقوم بصُنعه، ويُعد سمة مميزة خاصة بعلامة مون بلان.

كلٌّ منا يحتاج إلى شيء يميزه عن الآخرين، وفي ما يخص صناعة الساعات علينا أن نوجد شيئاً مختلفاً تماماً يجعل الناس يقولون: يا للروعة! إنها ساعة مون بلان! وبمجرد رؤيتك إحدى ساعات مون بلان، لن تنسى أبداً أنها أحد منتجات مون بلان، وهذا هو السبب في أن زيرو أكسجين تُعدّ ساعة رئيسية بالنسبة إلى مجموعة ساعاتنا.

في هذه الساعة لدينا تعقيدة عرض الزمن في نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، إضافة إلى البنية الخالية من الأكسجين؛ وهو أمر غير مرئي ولكنها مزية واضحة. ولذا فإن ساعة زيرو أكسجين ابتكار بالغ الجدة، وسيظل موجوداً لسنوات عديدة.

كيف جاءتكم فكرة ساعة زيرو أكسجين؟

أمضيت الكثير من الوقت في دراسة ما يتعلق بالدار في بداية انضمامي إلى مون بلان ومينيرڨا، حيث إنه من المهم جداً فهم جذور العلامة، فلم يكن بإمكاني الخروج على الجميع وإخبارهم فحسب أن لدي فكرة وأنه ينبغي تنفيذها. التقيت إحدى شخصيات الدار المؤثرة وهو رينولد مايسنر، وجرى بيننا العديد من النقاشات، وأثناء أحد أحاديثنا أخبرني أنه كان أول إنسان يتسلق أعلى قمم العالم – بين عامي 1978 و1986 – من دون استخدام إمدادات الأكسجين. عندها خطرت لي فكرة زيرو أكسجين بسبب حديث شخصية الدار المؤثرة هذه، والذي يُعدّ أفضل متسلقي الجبال على الإطلاق، ومن هنا وُلدت فكرة ساعة زيرو أكسجين التي تخلو بنيتها من الأكسجين.

بعدها تشاورت مع فريق الدار، وسألتهم عما يمكن أن يقدمه لنا مفهوم زيرو أكسجين من وجهة نظر تقنية، فأجابوا بأنها فكرة رائعة أن تكون الساعة خالية من الأكسجين. فعلى سبيل المثال، إذا كنت مسافراً إلى دبي، تكون درجة الحرارة داخل الطائرة حوالي 20-21 درجة مئوية، ولكن عندما تخرج من المطار تكون الحرارة أحياناً حوالي 40 درجة مئوية، وهذا التغيير المفاجئ في درجة الحرارة ينتج عنه تشكل قطرات مائية داخل الساعة. لكن عندما لا يكون هناك أكسجين داخل الساعة، فلن تكون هناك رطوبة وبالتالي لن تتكون قطرات مائية. وهناك مزية أخرى هي أنه مع تفريغ بنية الساعة من الأكسجين، تكون عملية تأكسد أجزاء الساعة بطيئة للغاية. فعلى المستوى الفلسفي أو مفهوم التصميم، ترتبط الساعة بشخصية الدار المؤثرة رينولد مايسنر، بينما على الجانب التقني لدينا هاتان المزيتان الكبيرتان.

لكن بما أن مفهوم زيرو أكسجين – البنية الخالية من الأكسجين – لم يكن معروفاً بالمرة من قبل؛ فهل كان من الصعب جعل الناس يدركون فوائد هذه الفكرة؟

في البداية، كان هناك القليل من الابتسامات المتشككة، لكن الناس أدركوا الأمر بسهولة أكبر عندما شرحت روايتنا لقصة الساعة الصلة بينها وبين رينولد مايسنر، والذي يشتهر بتسلقه قمم الجبال من دون استخدام إمدادات الأكسجين، وبذلك أصبح لدينا منتج مرتبطاً بشخصية الدار المؤثرة هذه. بعد ذلك، عندما قمنا بشرح الجوانب التقنية لمفهوم زيرو أكسجين أثار ذلك الإعجاب البالغ. وبالطبع، فإن حقيقة أنه لا توجد علامة أخرى تعمل بهذا المفهوم، والذي هو مفهوم حصري لـمون بلان وخاص بها؛ تجعل الأمر أكثر إثارة للإعجاب.

وحتى لو أرادت علامة أخرى العمل بمفهوم زيرو أكسجين وتبنيه، فسيتعين عليها تطوير وابتكار تقنية للقيام بذلك. فنحن في داخل مصنعنا أنشأنا حجرة لا تحتوي داخلها على الأكسجين – بل تحتوي فقط على النيتروجين – وهو ما كان بالغ التكلفة.

كيف تتم عملية تجميع الساعة إذن؟

داخل مشغل الدار، لدينا حجيرة مغلقة بالكامل بها زوجان من القفازات يمكن العمل بواسطتهما داخل الحجيرة. توضع أجزاء الساعة في الداخل، ثم بضغطة زر تمتص آلية ما الأكسجين وتضخ مكانه النيتروجين. بعد ذلك، يضع صانع الساعات يديه داخل القفازين ليبدأ تجميع الساعة. وتُسلّم الساعة مرفقة بوثيقة تضمن عدم وجود أكسجين داخل الساعة. ويعمل فريقنا حالياً على تطوير حجيرات زيرو أكسجين لخدمات ما بعد البيع في جميع أنحاء العالم – في دول الشرق الأوسط وأوروبا ودول أخرى – ما يعني أن الزبائن لن يُضطروا إلى إرسال ساعاتهم إلى مقر الدار الرئيسي لصيانتها.

ساعتا 1858 جيوسفير وآيسد سي أفضل ساعات مون بلان مبيعاً، فهل يمكن أن نتوقع أن تتضمنا مزيداً من التعقيدات في المستقبل؟

تعتمد فكرة تصميم ساعة آيسد سي على تصوير البحيرة الجليدية، ومن ثم لدينا الموانئ بالألوان الأخضر والأزرق والأسود؛ لأن هذه هي الألوان الطبيعية للبحيرة الجليدية. وتضم ساعة آيسد سي سواراً فريداً مصنوعاً من الستانلس ستيل، يتميز بطرف متدرج وبأنه قابل للتبديل والتعديل. وتتمتع الساعة بميناء فريد يصور بحيرة جليدية، وخلفية للعلبة بنقش ثلاثي الأبعاد يصوّر جبلاً جليدياً وغواصاً يستكشف المياه الجليدية أدناه، وهي أداة توقيت غوص معتمدة بشهادة معيار الجودة ISO 6425، وهي أعلى شهادة في صناعة الساعات تُمنح لساعات الغوص.

وتُعدّ ساعة آيسد سي أحد منتجات مون بلان التي ستستمر لسنوات عديدة، وهي بالتأكيد مجموعة ساعات رئيسية بالنسبة إلى مون بلان. وقد حققت هذه الساعة نجاحاً مذهلاً مضاعفاً؛ فلدينا جامعو ساعات راقية من مختلف أنحاء العالم، يشترون ساعة آيسد سي بألوان مينائها المختلفة؛ لهم ولزوجاتهم ولأولادهم، وهذا يدل على أن جاذبية هذه الساعة تتجاوز جنس المرتدين وفئاتهم العمرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى