الساعات

أحدث إبداعات ”إم بي آند إف“ ”ميدوزا“.. تعبير مذهل عن الزمن

في تعاونها العاشر مع رائدة تصنيع ساعات المكتب في سويسرا؛ شركة “ليبيه 1839″، تغوص شركة تصنيع آلات قياس الزمن السويسرية الراقية المبتكرة والفريدة من نوعها “إم بي آند إف”؛ في مياه المحيط الدافئة حيث تتكاثر قناديل البحر الجميلة والعتيقة، لتخرج لنا بإبداعها الأخير “ميدوزا” – أو “ميدوسا” – وهي ساعة مكتب ثنائية التكوين، يحتضنها زجاج “مورانو” المشكّل بالنفخ يدوياً، يمكن تعليقها في السقف أو وضعها قائمة فوق مكتب.

وعلى شكل أحد أكثر الكائنات البحرية إثارة وغموضاً؛ جاءت “ميدوزا” لتمزج بين المهارة الحرفية الاستثنائية والدقة الساعاتية السويسرية الفائقة، ولتضع حدوداً جديدة لكل منهما. وقد استُمد اسم هذا الإبداع من أسطورة “غورغون” اليونانية؛ والتي يمكن لأي مظهر من مظاهرها الثلاثة – وهن ثلاث شقيقات إحداهن ميدوزا – أن يحول الإنسان إلى حجر بمجرد النظر. لكن المؤكد في حالتنا الإبداعية هذه، أنه بمجرد النظر إلى أعماق “ميدوزا”، من الصعب أن تحول نظرك عنها.

تتشكل الكتلة المركزية من “ميدوزا” من قبة شفافة من زجاج “مورانو” المنفوخ يدوياً، والتي تستحضر إلى الذهن جسد قنديل البحر تام النمو الذي يتخذ شكل جرس. وهناك حلقتان دوّارتان؛ إحداهما تعرض الساعات والأخرى تعرض الدقائق، يمكن رؤيتهما من خلال القبة الزجاجية، بينما تتم قراءة الزمن من خلال مؤشر وحيد ثابت يمتد فوق الحلقتين. ومثل قنديل بحر متوهج في الأعماق السحيقة؛ تتوهج “ميدوزا” في الظلام بفضل طلاء “سوبر-لومينوڨا”. وأسفل مؤشرات الزمن تنبض آلية حركة بمعدل 2.5 هرتز (18000 ذبذبة في الساعة)، وتحتفظ بالطاقة الاحتياطية لمدة 7 أيام؛ لتشكّل القلب النابض لهذا المخلوق الميكانيكي الرائع.

حركة “ميدوزا” جديدة بالكامل، وقد استغرق تطويرها بواسطة “ليبيه 1839” أكثر من عامين. وبسبب وزن الغلاف الزجاجي الخارجي، وإمكانية تعرضه لضرر الصدمات؛ كان من الضروري بناء حركة يمكن تعبئتها بيد واحدة، مع إتاحة اليد الأخرى لتثبيت الساعة في موضعها. وإضافة إلى ذلك، فمع وجود معظم أجزاء الحركة محاطة بالزجاج، فإن الوصول إلى أي آلية من آليات التعبئة أو الضبط سيكون محدوداً.

وبشكل مغاير لحركات ساعات المكتب التي قامت بتصنيعها سابقاً، جمعت “ليبيه 1839” نظامي التعبئة والضبط في حركة “ميدوزا”، وذلك من خلال جهاز دفع وحيد، يخرج من الجزء السفلي من الحركة من أجل سهولة النفاذ؛ يدور عكس اتجاه عقارب الساعة لتعبئة الحركة، وفي اتجاه عقارب الساعة لضبط الوقت. وسواء كانت تكويناً معلقاً في السقف أو قائماً فوق مكتب، فإن عملية تعبئة وضبط “ميدوزا” تتم بسهولة وبشكل بديهي. وفضلاً عن ذلك، فإنه من أجل تعظيم التأثير البصري للساعة وتعزيز مصدر إلهام تصميمها، تم بناء الحركة حول محور مركزي، محاكاة للتناظر الشعاعي للعمود العصبي لقنديل البحر، وهذه ليست مجرد خاصية جمالية؛ فمن ناحية هندسة البناء تساعد هذه الخاصية على الحفاظ على سلامة الساعة عندما تكون متدلية من السقف.

وقد كان إتقان تصنيع الزجاج الخارجي لساعة “ميدوزا” – الذي يتوافر باللون الأزرق أو الأخضر أوالوردي – تحدياً يماثل تحدي تصنيع حركتها؛ حيث تطلب الإصدار الوردي، على وجه الخصوص، مراحل متعددة من تصنيع طبقات الزجاج الشفاف والأحمر، للحصول على درجة اللون الصحيحة المطلوبة بالضبط. فقد كان أحد أكبر التحديات أمام بث الحياة في تصميم “ميدوزا”، العثور على “نافخ زجاج” (شركة عاملة في تشكيل الزجاج بالنفخ) يستطيع إدراك فكرة التصميم بشكل كامل.

الشكل الأثيري الخفيف والمتموج كان يجب أن يتم تمثيله بدقة في قبة الزجاج المشكّلة بالنفخ، التي يمكنها تحمّل الوزن الكامل للساعة الذي يبلغ 2.34 كيلوغرام. وعند حساب أبعاد وتفاوتات القبة الزجاجية، واجه فريق “ليبيه 1839” المهمة الشاقة المتمثلة في خفض وزن الساعة والحفاظ على سماكة الزجاج قدر الإمكان، من دون المساومة على التصميم أو أداء ضبط الوقت لإبداع “ميدوزا”. ومن خلال التجربة والخطأ، تمكن فريق “ليبيه” أخيراً من الوصول إلى النتيجة المرجوة، وهي: جسم خارجي زجاجي يتمتع بقوة مذهلة، وفي الوقت نفسه برقة شديدة الوضوح.

كذلك كان الحفاظ على التناسق البصري بين القبة الزجاجية والمجسات أمراً ضرورياً؛ ولذلك فإن الحل التقليدي المتمثل في مدّ المجسات من قضبان زجاجية مسبقة التشكيل؛ لم يكن ممكناً. وبدلاً عن ذلك، تم صنع المجسات من نفس القالب الزجاجي الذي استُخدم لصنع القبة، وسحبها يدوياً بشكل فردي بأشكال ومقاسات عرض متماثلة، الأمر الذي يتطلب مهارة فائقة وخبرة كبيرة.

أما الوصول إلى الدرجة اللونية الصحيحة للإصدار الوردي من “ميدوزا”، فقد مثل مشكلة حقيقية؛ حيث إن نفس التقنية المستخدمة في الإصدارين الأزرق والأخضر لم تنجح في هذه الحالة. ولذلك، فإن لون الزجاج الوردي تم إنجازه من خلال وضع طبقة من الزجاج الأحمر المنصهر أولاً فوق قاعدة شفافة، ومن ثم بعد ذلك النفخ واستخلاص الزجاج.

وللحصول على أفضل نتيجة جمالية ممكنة، كان لابد من التصنيع الحِرفي للقبة والمجسّات (قرون الاستشعار) من نفس نوعية الزجاج، ما من شأنه أن يمنح كلاً منهما نفس المزايا البصرية. أما المهارة المطلوبة لتصنيع مجموعة متسقة من المجسات الزجاجية يدوياً لكل ساعة، فلا توجد إلا لدى عدد قليل فقط من الشركات العاملة في تشكيل الزجاج بالنفخ. وإضافة إلى هذا، هناك صعوبة تكوين قبة من زجاج “مورانو” المشكل بالنفخ يدوياً، والتي يجب أن تبدو خفيفة ورقيقة للغاية، وفي الوقت نفسه تستطيع تحمل وزن حركة ساعة مكتب؛ ولذا من السهل معرفة لماذا كانت شركة واحدة فقط يمكنها تشكيل زجاج “مورانو” بالنفخ، من أصل 40 شركة تواصلت معها “ليبيه 1839” للقيام بالمطلوب؛ هي القادرة على إنجاز المهمة.

ويمكن وضع “ميدوزا” فوق مكتب أو أي سطح مستوٍ، وذلك بفضل إطار فولاذي خاص ذي أرجل منحنية، تم تصميمه لإيواء قاعدة الحركة، وفي الوقت نفسه لإتاحة الوصول السهل إلى آلية التعبئة والضبط. وفي حالة تعليقها في السقف، يمكن تزيين “ميدوزا” بشكل إضافي من خلال مخالبها المصنوعة من زجاج “مورانو” المشكّل بالنفخ يدوياً، والتي تتعلق بأجزاء الحركة وتتمايل برقة مع أقل حركة للساعة؛ لتذكّرنا بقنديل البحر الذي يحمله التيار فيطفو منطلقاً بسلاسة.

أطلقت “إم بي آند إف” إبداع “ميدوزا” بثلاثة إصدارات محدودة من 50 قطعة لكل منها، بألوان الأزرق والأخضر والوردي، وقد تم اختيار هذه الألوان لتعكس درجات الألوان الطبيعية لقنديل البحر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى