لقاءات

فان كليف آند أربلز.. إبداعات مليئة بالأسرار

تظل دار المجوهرات والساعات الفاخرة فان كليف آند أربلز وفية دائماً للجماليات التي قامت عليها إبداعات العلامة، ومؤخراً أزاحت الدار الستار عن مجموعة كبيرة من المجوهرات الآسرة وساعات المجوهرات الراقية. وقد أحاطت السرية بإصدارات العلامة لهذا العام، من خلال إضافة ساعات سرية إلى مجموعات عديدة من مجموعات الدار. التقينا نيكولا بوس، الرئيس والرئيس التنفيذي للدار، على هامش معرض ساعات وعجائب 2023 ليحدثنا عن أسرار الشعر العصيّ على الزمن، التي تميز إبداعات الدار ذات التعقيدات الراقية.

بداية هل لك أن تحدثنا عن شعار دار فان كليف آند أربلز: Poetry of Time (بويتري أوف تايم)، والذي تتخذه الدار منذ زمن طويل ولم يفقد سحره أبداً؟

هو أكثر من مجرد شعار بالنسبة إلينا؛ فهو ترجمة قصيرة جداً وبسيطة لهوية علامتنا، عندما يتعلق الأمر بساعات الدار. وهذا يعني أن كل شيء يدور حول القصص والرؤية الساحرة والشاعرية للحياة والطبيعة، والتي نحاول ترجمتها في صورة ساعات، أو في بعض الأحيان تحف فنية ثمينة. ولا يزال هذا الشعار مناسباً جداً حتى اليوم، حيث نشأ قبل 15-20 عاماً عندما كنا نعيد التفكير في ما يمكننا تقديمه لعالم صناعة الساعات، الذي كان بالفعل عامراً بعلامات كبيرة. كنا بحاجة إلى طرح مختلف، وكان يجب أن يكون ذلك الطرح تمثيلاً مناسباً لما كانت تعنيه علامة فان كليف آند أربلز ولهويتها.

اكتشفنا أن الأمر لا يتعلق كثيراً بالتصميم أو التقنية أو آليات الحركة المميزة أو البراعة الحرفية الاستثنائية، بل كان يتعلق أكثر برؤية الزمن، أي الكيفية التي يُنظر بها إلى الزمن؛ فالزمن بالنسبة إلى الكثير من صانعي الساعات يتعلق بالدقة والإتقان وقياس الأداء، وهي أمور ترتبط بالطبع بعلم الميكانيكا والرياضات والاهتمامات الذكورية الأخرى. لكن بالنسبة إلينا، يتعلق الزمن بمرور الفصول، والاستمتاع لفترات طويلة. يتعلق الزمن بالنسبة إلينا بأخذ الوقت لرواية قصة، أو قراءة كتاب، أو حكاية خرافية.. هذه هي النقطة المركزية لكل ما نقوم به في هذا المجال. أحياناً نستخدم حركة ميكانيكية معقدة لرواية قصة، كما هي الحال في مجموعتنا بويتيك كومبليكيشنز، وهو نهج مناسب ووثيق الصلة جداً بالنسبة إلينا. وفي أحيان أخرى، يتعلق الأمر أكثر بمكون المجوهرات الذي تضمه الساعة، وهو ما نحتفل به على وجه الخصوص هذا العام، وفي هذه الحالة يتعلق الأمر بكيفية دمجنا عنصر ضبط الوقت في قطعة سرمدية من المجوهرات.

خلافاً للعلامات الأخرى التي لديها عدد قليل من المجموعات الشهيرة أو الأيقونية، فإن جميع مجموعات فان كليف آند أربلز تقريباً هي مجموعات أيقونية مميزة، ويتأكد الأمر بالإصدارات الجديدة التي تُضاف إلى هذه المجموعات، فكيف يمكنكم فعل ذلك؟

في الحقيقة من الصعب جداً تحديد ما هو أيقوني، ولا يمكنك أبداً واقعياً أن تقرر ابتكار شيء أيقوني؛ لأن هذا أمر وحده الزمن هو من سيقرره. وبالنسبة إلينا في فان كليف آند أربلز، فنحن معتدلون ومنضبطون جداً بهذا الخصوص، ولأكثر من قرن من الزمان كان هذا هو أسلوب العمل الذي رسخناه، وقد تُرجم هذا الأسلوب إلى عدد كبير من التصاميم. لذا، لم يكن السبب في أن هذه المجموعات أيقونية شكلاً أو تصميماً أو لوناً أو عنصراً تصميمياً بذاته، بل هو بصورة أكبر أسلوب وفلسفة، ولدينا عدد من التعابير الخاصة عن ذلك الأسلوب وتلك الفلسفة؛ مثل مجموعة ألامبرا أو مجموعة بيرليه اللتين اشتُهرتا بسبب استخدام تصاميمهما في إبداعات مختلفة عبر العقود الماضية. لكن عندما تفكر في الساعات، هناك ساعة كادونا، وهناك ساعة لودو التي نضيفها هذا العام إلى مجموعتنا، وساعة بيير آربلز التي تتمتع بتصميم أكثر ذكورية وهي من أربعينيات القرن الماضي. فهناك الكثير من التعابير أو التفاسير على مر السنين، وهي متسقة للغاية مع أسلوبنا، وهذا يجعل من السهل التعرف عليها كإبداعات لدار فان كليف آند أربلز.

في ساعات مجموعة بيرليه الجديدة، يوجد زر ضبط الوقت في الخلف؛ إلى أي مدى كانت صعوبة تضمين ذلك في التصميم؟

عندما نقوم بتصنيع ساعات المجوهرات، فإن تصميم المجوهرات وعناصر المجوهرات وترصيع الأحجار الكريمة والبراعة الحرفية – تأتي جميعها أولاً. وعندما نعمل على تصنيع الساعات السرية، على وجه الخصوص، لا نريد أن يكون أي من العناصر التقليدية للساعة مرئية. على سبيل المثال، إخفاء التاج مهم جداً، ما يقودنا أيضاً إلى اختيار نوع الحركة، وهذا هو السبب أن لدينا آلية حركة مع خاصية تعديل الوقت في الجزء الخلفي من الساعة، وهنا ليست هناك حاجة إلى إعادة تعبئة الحركة. وهنا تكون حركة الكوارتز سهلة المنال، حيث يسهل دمجها في قطعة مجوهرات من دون وجود أي مكون مرئي. وهذه الحركات ذات زر ضبط الوقت الذي يوجد في الجزء الخلفي من الساعة – مريحة للغاية من ناحية العمل، لأننا يمكننا أن نبني تصميم المجوهرات حولها، كما أنها تختفي داخل قطعة المجوهرات، فضلاً عن أنها سهلة التشغيل. لذا، فإن هذه الحركات تمثل مكوناً عظيم الأهمية عندما يتعلق الأمر بعناصر التصميم.

ساعة لودو الجديدة، على سبيل المثال، عند مقارنتها مع الموديل الأصلي من ثلاثينيات القرن الماضي نجد أنه قد أجريت عليها تغييرات طفيفة؛ فما مدى صعوبة ذلك بالنسبة إلى فان كليف آند أربلز أن تستمر في الحفاظ على هذا النوع من الهوية الخالدة لكل ساعة؟

تاريخياً لدينا في الدار تصاميم رائعة شديدة التميز، ونحن سعداء للغاية أننا امتلكنا إبداعاً قوياً تميزنا به على مدار العقود الماضية. ودائماً نعود إلى أرشيفنا، وأحياناً تكون هناك بعض التصاميم التي نعتقد أنها مثيرة للاهتمام ومصدر إلهام لشيء جديد. كما أن هناك بعض التصاميم التي عندما تنظر إليها تعلم أنه لا يوجد شيء على الإطلاق لتغييره. ورغم أن ساعة لودو صُممت في ثلاثينيات القرن الماضي، إلا أنها تبدو مثالية جداً وحديثة جداً ونقية التصميم جداً، لدرجة أن الشيء الوحيد الذي حاولنا القيام به هو الحفاظ على سلامة التصميم الأصلي. بالطبع قمنا بإعادة النظر إلى الطريقة التي صُنعت بها الساعة، وفقاً لمعايير أكثر حداثة؛ ففي لودو، على سبيل المثال، لم تكن آلية الفتح – فتح الغطاء – متطورة جداً في ثلاثينيات القرن الماضي، ولم يكن الاهتمام بالموثوقية طويلة الأمد واختبار الساعات، بمثل التطور الذي نشهده اليوم. كان التحدي هو الحفاظ على التصميم الأصلي، والبراعة الحرفية الأصلية – حيث إن جميع هذه الساعات مصنوعة يدوياً بشكل تقليدي – لكن مع تعديل ذلك وفقاً للمعايير المعاصرة وتوقعات العميل.

لدى فان كليف آند أربلز أرشيف هائل من التصاميم والساعات؛ فكيف يجري الأمر عندما تقرر العلامة إعادة إطلاق ساعة ما؟

لا توجد هناك قاعدة صارمة وسريعة تتعلق بهذا الأمر، فبالنسبة إلى ساعة لودو، على سبيل المثال، كنا نعمل على نسخ جديدة من الأساور، ونعود إلى الأرشيف وننظر إلى التصاميم الأيقونية للأساور. وفي هذه الفئة، كانت عائلة لودو ملهمة للغاية؛ حيث إنها عبارة عن تركيبة من عناصر مستطيلة وأشكال مخروطية عُدّلت بشكل فائق الإتقان، ما خلق إحساساً بنسيج مرن للغاية. بدأنا بتفسير عناصر السوار بالنسبة إلى قطع المجوهرات، ومن ثم العودة إلى المجموعة بأكملها، وكان هناك تقليد الساعات السرية الذي أردنا إحياءه. فالأمر ليس وصفة نطبقها عاماً بعد عام على المجموعات المختلفة، بل هو حقاً يتعلق أساساً بكل حالة على حدة، والأكثر من هذا أن الإبداع هو الذي يوجهنا؛ في فريق التصميم والحرفيين، إلى اتجاهات جديدة جداً في بعض الأحيان. وفي أوقات أخرى، يكون الأمر ليس أكثر من إعادة النظر في التصميم، ونفض الغبار عن الأرشيف، وإظهار الإبداعات السابقة للجمهور المعاصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى