لقاءات

إم بي آند إف.. الوباء والتعاون الإبداعي.. وأشياء أخرى

لم يكن هذا العام كله كآبة ومعاناة، حيث يبدو أن هناك بعض ماركات الساعات الفاخرة تعمل بشكل جيد. تحدثنا إلى ماكسيميليان بوسير، مؤسس العلامة الراقية المبتكرة “إم بي آند إف”، حول كيف كان هذا العام بالنسبة إلى العلامة، وكذلك عن مشروعات التعاون الإبداعي مع العلامات الأخرى..

كان هذا العام مزدحماً بالنسبة إلى “إم بي آند إف”، حيث قمتم بإطلاق آلتي قياس الزمن “إتش إم 10″ و”إم بي آند إف إكس إتش موزر” وساعة مكتب “ستارفليت إكسبلورر”، فكيف تمكنتم من إنتاج هذه الإصدارات في الأشهر الستة الأولى من العام، مع الأخذ بعين الاعتبار جائحة “كوفيد” والأوضاع السياسية في العالم؟

في الواقع، قمنا بتقليص عمليات إطلاق إصداراتنا؛ حيث تم تأجيل بعضها من النصف الأول للعام إلى النصف الثاني، بينما تم ترحيل البعض الآخر من النصف الثاني إلى العام المقبل. وفي 17 مارس، عندما اضطُررت إلى منح الفريق بأكمله إجازة للبقاء في المنزل – وهي المرة الأولى التي اضطُررت فيها إلى القيام بشيء من هذا القبيل – كنت مكتئباً للغاية لأنني لم أكن أعرف ما الذي سيحدث بعد ذلك. ولكن، بعد أسبوعين، عاد ثلث الفريق إلى العمل لأننا كانت لدينا بالفعل طلبات للساعات. إلا أن فريق البحث والتطوير لم يتوقف قط عن العمل.

عادة ما نقوم بطرح 8 إلى 10 منتجات سنوياً، ولكن ليست بآليات كاليبر جديدة تماماً في كل منتج. وهذا العام لدينا كاليبر جديد، هو حركة آلة قياس الزمن “بلدوغ”، وفي العام الماضي قمنا بتصنيع آليتي حركة؛ إحداهما لساعة “فلاينغ تي” والأخرى لساعة “ثندردوم”. كما أن لدينا بعض المشروعات المثيرة للاهتمام حقاً، والتي ستظهر في النصف الثاني من هذا العام. فما قمنا به هو تقليص عدد الساعات التي ننتجها، وكنا قد خططنا لزيادة الإنتاج من 210 قطع في العام الماضي إلى 260 هذا العام، لكننا الآن على الأرجح سنقوم بتصنيع ما بين 150-160 قطعة فقط.

تعاونكم مع “إتش موزر آند سي” كان غير متوقع بالمرة، خصوصاً أن العلامتين مختلفتان للغاية في نهجهما وفي الوقت نفسه متفردتان جداً، فكيف أمكن أن يتحقق ذلك التعاون؟

التعاون مع أشخاص مختلفين أمر مشوق للغاية، كما أنه من الممتع جداً العمل مع “إتش موزر“؛ لأنه رغم أن الشركتين بنفس الحجم؛ “إم بي آند إف” و”إتش موزر”، إلا أن لدى كل منا حجم إنتاج ومنتجات وخصائص مميزة مختلفة تماماً. ونحن بالفعل نعمل مع “إتش موزر” منذ ما يقرب من 10 أعوام، ورغم أن معظم الناس لا يعلمون ذلك، إلا أن وحدات النابض الشعري التي نستخدمها في منتجاتنا توفرها لنا “بريسيشن إنجنيرينغ إيه جي”، وهي الشركة الشقيقة لشركة “إتش موزر”. كما أنني معجب بما فعلوه؛ حيث قاموا بالاستحواذ على شركة ساعات كلاسيكية محافظة للغاية، ليجعلوها عصرية وناجحة، فقد جعلوا الشباب الذين تبلغ أعمارهم 20 عاماً يرغبون في شراء ساعات “إتش موزر”؛ ساعات كلاسيكية التصميم مستديرة الشكل. فهم لديهم ما يمكن أن نسميه حس الفكاهة؛ أو ذلك الشيء المختلف، ومن ثم قاموا بإطلاقه ليظهر في إبداعاتهم، فهنيئاً لهم.

قبل حوالي عامين، اتصلت بإدوارد – ميلان الرئيس التنفيذي لشركة “إتش موزر” – وقلت له إنني أحب أن يكون لديّ أحد موانئك ذات اللون المدخّن “فيميه” على إحدى ساعاتي. فأجابني قائلاً: “نعم، شكراً لك، ولكن عليك أن تقوم بفعل شيء من أجلي.. لأنه ليس من العدل أن يكون لدى “إم بي آند إف” شيء من إبداع “إتش موزر”، إذا لم يكن في المقابل لدى “إتش موزر” شيء من إبداع “إم بي آند إف””. مررت الكلام على عقلي، ومنحت الأمر بعض التفكير، واستغرق العثور على فكرة جيدة فترة وصلت إلى 6-7 أشهر. ثم اتصلت به ورتبنا لقاء في “مونترو جاز كافيه” في مطار جنيڤ، حيث كان عليه السفر بالطائرة، وعرضت عليه النموذج الأولي لآلة قياس الزمن “فلاينغ تي”. وكان ذلك في النصف الثاني من العام 2018، وقلت له هذه هي فكرتي الجديدة، وإذا قبلت فربما يمكننا أن نضع هذا النوع من الموانئ على إحدى ساعاتك. وبالفعل وافق، ثم عاد إلينا بفكرة وحدات الزنبرك الشعري بالكامل.

فقد سألني ما إذا كنا نرغب في تضمين النابض الشعري الثنائي من إنتاج شركته، في آلية حركة الساعة الجديدة، وكانت الإجابة أننا بالتأكيد نرغب في ذلك. وأضاف قائلاً إنه يمكننا تضمينه في آلة قياس الزمن “إل م 101” من إنتاجنا. وكنا قد قمنا بتطوير الزنبرك الشعري الأسطواني الخاص بنا، بالتعاون معهم، لتضمينه في آلة قياس الزمن “ثندردوم” التي قمنا بإصدارها، فسألني ما إذا كان بإمكانهم استخدامه لساعتهم الجديدة، وبالطبع وافقت؛ فقبل كل شيء هم من قاموا بتطويره لصالحنا. وهكذا أصبح الأمر قصة صداقة، ومن ثمّ قصة وحدات الزنبرك الشعري! لكني أعتقد أن الممتع حقاً في الأمر هو أنك إذا نظرت إلى كلتا الساعتين، فلن تعرف أيهما ساعة “إتش موزر” وأيهما ساعة “إم بي آند إف”. وقد أدركنا أنه إذا لم نضع شعاراً على إحدى الساعتين، فلن يعرف أحد إلى أي شركة تنتمي؛ حيث إنك إذا قمت بإزالة شعار “إتش موزر”، فقد تكون هذه ساعة “إم بي آند إف”.

إصداركم “ستارفليت إكسبلورر” هو ساعة ذات سعر مقبول يراعي الظروف، وجاء إطلاقها في الوقت المناسب جداً؛ فهل كان من المخطط أن يتم إطلاقها أصلاً في هذا التوقيت؟

كل شيء قمنا بإطلاقه كان من المخطط إصداره في التوقيت الذي تم إطلاقه فيه، ما عدا آلة قياس الزمن التي تعاونّا في إبداعها مع “إتش موزر”، والتي كان من المفترض أن نقوم بالكشف عنها في معرض “ساعات وعجائب”؛ حيث كان من المفترض أن يمتد تعاوننا إلى أكثر من ذلك. فقد كنا نخطط أن تكون لدينا مقصورة واحدة في معرض “ساعات وعجائب”، ذات مدخلين منفصلين ولكنها مفتوحة تماماً من دون فواصل بين الشركتين، حيث يمكن للزوار في الواقع الانتقال من الجزء المخصص لإحدى الشركتين إلى الجزء المخصص للشركة الأخرى، وفي الوسط كان سيكون هناك الإبداعان المشتركان اللذان تعاونا في إنتاجهما. وقد عملنا على هذا المشروع بأكمله معاً لنبيّن أننا “معاً نكون أقوى”، وكان ذلك توقيتاً رائعاً لإظهار ذلك؛ ففي هذا الوقت وهذا العصر، في عصر “كوفيد” حيث كان الجميع محظورين داخل منازلهم، أعتقد أن الناس أدركوا أننا ربما قد نسينا أن نكون ودودين مع من حولنا. ومن ناحية أخرى، كان من المخطط أن يكون إبداع مشترك آخر مع “ليبيه”؛ وهو “ستارفليت إكسبلورر”، ساعة ذات سعر يراعي الظروف، حيث كانت فكرة المشروع كله هي كيفية طرح تعاوننا الإبداعي بسعر أقل من 10000 فرنك سويسري.

هل هناك أي فرصة لطرح آلة أخرى من آلات “ميوزيك ماشين”؟

أود القيام بعمل مشروع آخر مع “روج”، لدينا بعض المشروعات التي قمنا بعرضها عليهم، لكن الشركة تمر بمرحلة تغيير كامل؛ تغيير في الإدارة، وفي الملكية، وما إلى ذلك. وحالما يقومون بالرد علينا، سنقوم بعمل شيء ما.

لقد تركت بصمتك في كل مجال تقريباً؛ مثل أدوات الكتابة، ونظام العدسات، فهل هناك أي مجال آخر تبحث عن المشاركة فيه مستقبلاً؟

هناك شيء واحد أرغب في عمله؛ ذلك أني قمت بتصميم ماكينة قهوة “إسبريسو” رائعة، وأود لو أن مصنع ماكينات “إسبريسو” يتبنى فكرتي ويحولها إلى حقيقة. وهذه هي الفكرة كلها وراء الإبداعات المشتركة؛ فنحن تكون لدينا أفكار فقط، بينما تقوم شركات مثل “ليبيه” و”كاران داش” و”لووب سيستم” بتنفيذها وتصنيعها. فنحن نخرج بالتصميم والفكرة، ومعظم الرسومات التقنية في بعض الأحيان، وهم من يقومون بتصنيع الإبداع. وكثير من الناس يسألونني لماذا لا أقوم بتصنيع هذا التصميم بنفسي، لكنني لا أعرف كيفية صنع ماكينات “الإسبريسو”، ولن أعرف حتى كيف أقوم ببيع واحدة منها. ما أريده هو إبداع فن ميكانيكي؛ بطرق مختلفة.

Starfleet Explorer

تناول إصدار “ثندردوم” آلات قياس الزمن “ليغاسي ماشين” من زاوية مختلفة تماماً، فهل ستستمد آلات “إل إم” المستقبلية هويتها من “ثندردوم”؟

في مارس 2021، سترى آلة قياس الزمن “إل إم إكس”؛ “ليغاسي ماشين إكس“، والتي ستحتفل بالذكرى السنوية العاشرة لإطلاق آلات قياس الزمن “ليغاسي ماشين”. نعم، ستكون في نفس ذلك الاتجاه لآلة “ثندردوم”، لكننا لن نتخلى عن النمط المعروف لهذه الآلات. وأنا مهتم بالذهاب أكثر وأكثر في الاتجاه ثلاثي الأبعاد، ولهذا تصبح الحركة ثلاثية الأبعاد بشكل أكبر، ولكن لا تزال الساعة مريحة جداً للارتداء. وفي أكتوبر، سترى تطوراً لآلة “ليغاسي ماشين” والتي ستكون أكثر تنوعاً وتعدداً في الاستعمالات؛ حيث سيمكنك القفز داخل حمام للسباحة وأنت ترتديها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى