لقاءات

العودة بالزمن إلى الوراء على طريقة هوبلو

في الثاني والعشرين من شهر نوڨمبر الماضي، أطلقت علامة الساعات الراقية الفريدة “هوبلو” وشريكها في دولة الإمارات العربية المتحدة مجموعة “أحمد صديقي وأولاده”؛ ساعة جديدة كلياً هي ساعة “كلاسيك فيوجن سبيشال إيديشن برونز آنتيكلوكوايز”. وهذه هي الساعة الأولى على الإطلاق التي تقوم “هوبلو” بتصنيعها بالكامل من البرونز، تحتضن قرصاً رمادي اللون، وتتميز بحركة عكس اتجاه عقارب الساعة، وهي كذلك سابقة تقدمها علامة صناعة الساعات للمرة الأولى. على هامش “أسبوع دبي للساعات”، جلسنا مع داڨيد تيديسكي – المدير الإقليمي لمنطقتي أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي والشرق الأوسط وأفريقيا – ليحدثنا عن هذه الساعة الجديدة، وكذلك عن فلسفة العلامة، ومتاجرها، وخططها المستقبلية..

بداية هل يمكنك أن تخبرنا عن أحدث إبداعاتكم الذي تم إطلاقه أثناء “أسبوع دبي للساعات”؟

نعم.. أثناء “أسبوع دبي للساعات” أطلقنا أحدث إصداراتنا المحدودة، وهو إصدار حصري لمجموعة “أحمد صديقي وأولاده”؛ وهذا الإصدار هو إحدى ساعات مجموعتنا “كلاسيك فيوجن” أردنا تصنيعه بشكل مختلف عن الساعات الأخرى في هذه المجموعة. ويُعد هذا الإصدار هو أول ساعة من إنتاج “هوبلو” تشير إلى الزمن عكس اتجاه عقارب الساعة. وقد قررنا استخدام البرونز كمادة لتصنيع هذا الإصدار؛ لأن فكرة هذه الساعة هي إعادتك بالزمن إلى الوراء، أو اصطحابك في رحلة يعود فيها الزمن إلى الوراء، حيث تعمل الساعة عكس اتجاه عقارب الساعة، بما أن البرونز هو إحدى أولى السبائك التي صنعها الإنسان. كذلك اخترنا أيضاً أن يكون القرص باللون الرمادي، تعلوه ستة مؤشرات بأرقام عربية، مكتوبة أيضاً بترتيب عكس اتجاه عقارب الساعة.

كيف تمكنتم من الحصول على الإطلالة العتيقة لمادة البرونز؟

هذه عملية نفذناها داخلياً بإتقان، رغم أنني لست متأكداً من كيفية إتمامها ونجاحها. إلا أن هناك سببين وراء قيامنا بهذا الأمر؛ أولهما أن البرونز يكتسب بمرور الزمن مظهراً عتيقاً، لكننا فضلنا القيام بمنحه هذه الإطلالة بأنفسنا لتقليل تأكسد المادة، وأثناء عملية القيام بذلك قمنا بتعطيل أو إيقاف عملية الأكسدة الطبيعية. ويعني هذا أن الساعة – وهو السبب الثاني – ستحتفظ بنفس الإطلالة والمظهر مع مرور الزمن، ولن تكتسب لوناً مختلفاً أو غشاء معتقاً بسبب التأكسد.

ما هي الحركة التي استخدمتها العلامة لتشغيل هذه الساعة التي تعمل عكس اتجاه عقارب الساعة؟ وما هي التغييرات التي قمتم بإجرائها لتحتضن الساعة هذه الحركة؟

عادة ما نستخدم حركة مستخدمة في جميع ساعات مجموعتنا “كلاسيك فيوجن”، لكننا قررنا العمل مع شريكنا في تصنيع آليات الحركة لتطوير حركة حصرية خاصة بنا 100 في المئة. كان التحدي هو أننا لم نكن نستطيع القيام بمجرد قلب الحركة لجعلها تعمل عكس اتجاه عقارب الساعة؛ حيث إن الفكرة كانت هي إعادة تكوين الجزء العلوي من الحركة – والذي يُسمى “دقيقة الساعة” أو ‘minute heure’ بالفرنسية – للتحول إلى الاتجاه المعاكس لحركة عقارب الساعة.

هل يمكن أن تحدثنا عن تصنيع الساعة؛ منذ أن تمّ تصور فكرة تصنيع ساعة تعمل عكس اتجاه عقارب الساعة وحتى وقت إطلاقها؟

بدأ الأمر عندما كنت جالساً في مكتب محمد (محمد عبد المجيد صديقي – رئيس قسم الشؤون التجارية في مجموعة “أحمد صديقي وأولاده”). وهذا أمر غريب للغاية، لأنه في كل مرة آتي إلى هنا، نقوم بما يشبه العصف الذهني حول ما يمكننا فعله. ولأن محمداً يتمتع بعقل إبداعي للغاية، فقد توصل إلى فكرة إبداع شيء ما عكس اتجاه عقارب الساعة. ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم الذي قدمنا فيه هذه الساعة أثناء “أسبوع دبي للساعات”، لابد وأن الأمر قد استغرق بين ثلاث إلى خمس سنوات.

هل يمكنك أن تخبرنا عن البوتيك الذي أعيد افتتاحه حديثاً في “دبي مول”، والبوتيك الذي يوجد في “مول الإمارات”؟

لطالما كان بوتيك “هوبلو” في “دبي مول”، والذي قمنا بافتتاحه في العام 2015، هو أكثر متاجرنا التي تحقق أداءً في العالم، وذلك كل عام منذ إنشائه. حيث نقوم هنا ببيع أكثر من 1000 ساعة كل عام؛ ما يُعد رقماً قياسياً رائعاً. وقد قررنا تجديد هذا البوتيك لأنه لم يتغير شيء في بوتيك “دبي مول” الخاص بنا، في السنوات الأربع الماضية، ولاسيما أننا قمنا بتغيير مفهوم تصميم متاجرنا في العام 2018، عندما افتتحنا متجرنا في جنيڤ بمفهوم جديد. ولذا قررنا تجديد كلا المتجرين الخاصيْن بنا هنا في الإمارات، ليتوافقا مع أحدث مفهوم لمتاجرنا. كذلك قررنا أيضاً القيام بشيء مختلف؛ هو أن تكون واجهة كلا المتجرين فريدة من نوعها تماماً، في حين يتوافق التصميم الداخلي مع هوية العلامة التي نريد ترسيخها في جميع متاجرنا. وفي حين يلتزم كلا متجري العلامة في دبي بمفهوم “بوتيك المدينة” – City Boutique – لدينا أيضاً موضوعات أخرى لتصاميم المتاجر الأخرى؛ مثل “بوتيك الجبال” – Mountain Boutiques – و”بوتيك الشاطئ” – Beach Boutiques – وذلك في أماكن أخرى. وعلى سبيل المثال، فإن أحدث متاجرنا الذي سنقوم بافتتاحه في كانكون بالمكسيك، خلال شهرين، سيكون تصميمه بمفهوم “بوتيك الشاطئ”، حيث سيضم منطقة جلوس خارجية؛ وهي المرة الأولى بالنسبة إلينا التي يضم فيها أحد متاجرنا مثل هذه المنطقة. وسنقوم برويّة بتضمين مفاهيم التصميم الجديدة داخل متاجرنا في جميع أنحاء العالم.

كم عدد المتاجر التي لدى “هوبلو” حالياً على مستوى العالم؟ وكم منها يوجد في منطقة الشرق الأوسط؟

وصلنا للتو إلى 100 بوتيك حول العالم. وحالياً لدينا 15 متجراً في الشرق الأوسط؛ وبنهاية العام 2020 سيكون لدينا متجر إضافي – هو الخامس – في المملكة العربية السعودية. ولن نضيف المزيد من المتاجر في المستقبل القريب، حيث نعتقد أن هذا العدد كافٍ في الوقت الحاضر. وفي الشرق الأوسط – وفي هذه المنطقة فقط وليس على مستوى العالم – تمثل مبيعات متاجرنا 50 في المئة من مبيعاتنا، وهي نسبة كبيرة للغاية. إضافة إلى هذا لدينا 65 نقطة بيع في الشرق الأوسط، 50 منها توجد داخل متاجر متعددة العلامات، والـ15 الباقية هي متاجر العلامة.

ذكرت قبل عامين أنك تتطلع إلى تحقيق هدف هو أن تتحقق نسبة 45 في المئة من إجمالي مبيعاتكم من خلال الساعات النسائية، و55 في المئة في الساعات الرجالية؛ فهل تحقق هذا الهدف؟

بالتأكيد كان هذا الأمر مستهدفاً تحقيقه في الشرق الأوسط؛ لأن هذه المنطقة هي إحدى مناطق العالم التي نبيع فيها الساعات النسائية أكثر من غيرها. ففي العام 2018، قمنا ببيع 36 في المئة من ساعاتنا ضمن مجموعتنا النسائية، لكننا قمنا ببيع 42 في المئة من هذه الساعات للنساء في الشرق الأوسط، بما في ذلك النساء اللاتي يشترين الموديلات الرجالية. وهذا يعني أننا نصل إلى تحقيق هدفنا على مهل. وبالنسبة إلينا فإنه من المهم حقاً أن نستهدف النساء، وأن نقوم بتنظيم بعض النشاطات للنساء كذلك لأنهن زبائننا بنفس القدر كما زبائننا الرجال. فهن أيضاً عاشقات للساعات الراقية، وهذا هو السبب الذي يجعلنا نطلق بشكل متكرر في الوقت الحاضر إصدارات محدودة للنساء.

هل الساعات النسائية المصنوعة من الصفير ناجحة بنفس قدر نجاحها في الخط الرجالي؟

نعم، لكن بيع ساعة باهظة الثمن – ليست ساعة مجوهرة – إلى امرأة، يشكل دائماً تحدياً. كذلك من الصعب بيع ساعة من الصفير إلى امرأة، لكن في “هوبلو” كان أول إصداراتنا النسائية من الصفير هو ساعة “بيغ بانغ وان-كليك صفير رينبو 39مم”، والتي حققت نجاحاً استثنائياً. وقد أُنتجت بإصدار محدود من 50 قطعة، والتي نفدت فوراً. وحيث إن ذلك شكّل نجاحاً هائلاً، فقد قررنا أن ننتج إصداراً آخر من الصفير للنساء، وبلون لم نستخدمه من قبل على الإطلاق؛ وهو الصفير باللون الوردي الفاتح، كما قدمنا أيضاً في نفس الوقت إصداراً من الصفير الشفاف، وآخر من الصفير الأزرق. إلا أن إصدار الصفير الوردي برز أكثر من الإصدارات الأخرى، ونفدت قطعه سريعاً. ونحن نحاول أن نجعل كل إصدار من إصداراتنا مختلفاً عن الآخر، حيث تحب النساء هذه السمة في ساعاتنا.

Hublot Big Bang MP-11

تنتج “هوبلو” حالياً 95 في المئة تقريباً من جميع الساعات المصنوعة من الصفير في فئة الساعات الراقية؛ ما هو رأيك في هذا؟

لا أعرف عن هذا الرقم، لكننا لسنا العلامة الأولى التي تطلق ساعات مصنوعة من الصفير. إلا أنه يمكنني القول إننا أول علامة تطلق ساعات مصنوعة من الصفير بأسعار معقولة بالنسبة إلى غالبية المهتمين بالشراء. والفكرة والفلسفة وراء إصدار ساعات الصفير، تكمن في التعقيد التقني لهذه المادة؛ حيث نجحت “هوبلو” في إطلاق ألوان مختلفة من الصفير، كما كنا أول من أطلق إصداراً من الصفير باللون الأسود، ولاحقاً باللون الأزرق. أما أحدث إصداراتنا فهو SAXEM المصنوع من الصفير الأخضر، والذي سنقوم بإطلاقه رسمياً في أسبوع مجموعة LVMH في يناير 2020. ويُعد الصفير مادة صعبة التعامل معها للغاية كما أنها مكلفة للغاية؛ كونها بالغة التعقيد من حيث التشكيل وشديدة الحساسية من حيث العمل بها. ولقد تمكنّا من صنع الصفير الأخضر من خلال إضافة معادن أرضية نادرة أثناء تصنيع الصفير، ما جعل إصدار SAXEM يبدو وكأنه حجر زمرد حقيقي يحيط بالمعصم.

“هوبلو كلاسيك فيوجن سبيشال إيديشن برونز آنتيكلوكوايز”

أطلقت علامة “هوبلو” ومجموعة “أحمد صديقي وأولاده” ساعة “هوبلو كلاسيك فيوجن سبيشال إيديشن برونز آنتيكلوكوايز”. قام كل من داڨيد تيديسكي، المدير الإقليمي لمنطقتي أميركا اللاتينية والبحر الكاريبي والشرق الأوسط وأفريقيا، ومحمد عبد المجيد صديقي، رئيس قسم الشؤون التجارية في مجموعة “أحمد صديقي وأولاده”؛ بتقديم الساعة إلى وسائل الإعلام وجامعي الساعات الراقية، أثناء فعاليات “أسبوع دبي للساعات” 2019.

إعادة الزمن إلى الوراء

تم تصميم ساعة “كلاسيك فيوجن سبيشال إيديشن برونز آنتيكلوكوايز” وتصنيعها في مصنع “هوبلو”، في سويسرا، لتعيد الزمن إلى الوراء من خلال مؤشراتها وأرقامها الهندية عند مواضع الساعات 2 و4 و6 و8 و10، والمتموضعة فوق القرص بترتيب عكسي، وكذلك عقاربها التي تدور عكس اتجاه عقارب الساعة. وتُلهم الحركة ذاتية التعبئة التي تعمل عكس اتجاه عقارب الساعة، مرتدي هذه الساعة بالرجوع بالزمن قليلاً إلى الوراء، ليشاهد بإعجاب المسار الذي اتخذته دولة الإمارات العربية المتحدة، والذي قادها لتتبوأ مكانتها الحالية.

“فن انصهار” المواد: البرونز

قامت علامة الساعات السويسرية الراقية الفريدة “هوبلو”، بنحت علبة “كلاسيك فيوجن” من البرونز، وهي المادة التي تم تصنيعها منذ أكثر من 10 آلاف عام، من خلال مزيج من النحاس والمعادن الأخرى؛ مثل الألمنيوم والمنغنيز والنيكل أو الزنك. وتتمتع هذه السبيكة بعدة مزايا؛ فهي غير مغناطيسية، ومقاومة للتآكل، وذات مظهر مميز توفره لها درجة لونها التي لا تخطئها عين. ولأن البرونز مغطى بغشاء تعتيق طبيعي يحمي هذه المادة، ويضفي عليها مظهراً نهائياً لا يُقارن؛ فإن ذلك يمنح هذا الإصدار الخاص لوناً جميلاً يتباين بشكل رائع مع لون القرص الرمادي، ما يبرز عناصر الزخرفة التي تعلو القرص في اتجاه غير عادي.

وتكريماً واحتفاء بروح “هوبلو” الرائدة، تقتصر الساعة التي يترقب عشاق الساعات الراقية صدورها بفارغ الصبر، والتي تكتمل جماليتها بحزام من جلد العجل رمادي اللون بحياكة ذهبية؛ على 100 قطعة، كإصدار للجامعين يتحدى التقاليد واختبارات الزمن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى