لقاءاتلقاءات

بولغري.. تركيز كبير على الميكانيكا الدقيقة

أقيم معرض أسبوع ساعات LVMH رقمياً في المدة من 25 حتى 29 يناير، وفيه عرضت العلامات الرائدة ضمن مجموعة LVMH إصداراتها الحالية. كان من دواعي سرورنا لقاء أنطوان بين؛ مدير قطاع الساعات في بولغري، والذي تحدث بإسهاب عن ساعة بولغري الشهيرة سيربنتي، وساعة أوكتو فينيسيمو إس، وافتتان العلامة بالميكانيكا الدقيقة، وكذلك محفظتها الكبيرة من الساعات الرنانة..

هل قمتم باختبار الألمنيوم في ساعة بولغري ألومنيوم التي قمتم بإطلاقها في العام 2020 للحصول على درجة اللون الأصفر بمرور الزمن؟

نعم، ولهذا السبب قمنا بتغيير السبيكة التي صُنعت منها الساعة. وربما لا نستخدم أياً من المواد التي استخدمناها قبل 20 عاماً. وقد استخدمنا سبيكة مختلفة لتجنب التآكل ولزيادة مقاومة الخدش، واستخدمنا التيتانيوم لظهر العلبة. فقبل عشرين عاماً، عندما أطلقنا ساعة بولغري ألومنيوم، كان علينا العمل مع كثير من الباعة والموردين، لكن الآن أصبح إنتاجنا متكاملاً تماماً، وساعاتنا هي نتاج صناعة الساعات السويسرية أكثر بكثير مما كانت عليه في ذلك الوقت.

لماذا تُعد ساعة سيربنتي أيقونة للساعات المجوهرة؟

السبب هو التصميم نفسه، فعنصر الالتفاف في هذا التصميم يجعلها مميزة للغاية. والساعة مستوحاة من حلي الذراع المجوهرة التي كان يرتديها المصريون والرومان القدماء. وهناك عدد قليل من الساعات في هذه الصناعة يمكن اعتبارها قطع مجوهرات وساعات بنفس القدر. فهناك مثلاً ساعة هابي دايموندز من إنتاج شوبارد التي ينظر إليها باعتبارها قطعة مجوهرات وكذلك باعتبارها ساعة. ونحن نحمل نفس الجينات، ولذا ليس من المستغرب أن يصدر كلا الموديلين عن علامتين لصناعة المجوهرات. وساعة سيربنتي ذات تصميم وبنية فريدين من نوعهما، وهي لافتة للنظر جداً، كما أنها مبتكرة للغاية. ورغم أن مفهوم تصميم توبوغاس عمره 80 عاماً، إلا أنه يظل نهجاً وأسلوباً جديداً في طريقة ارتدائك الساعات. فهذه الساعة أيقونية بعدة طرق، فعندما ترتديها المرأة في الواقع تقوم بإحدى حركات الرقص عندما تلفها حول معصمها.. كل هذه العناصر المميزة الخاصة تجعل من الساعة أيقونة ورمزاً.

هل يمكن أن تحدثنا عن تصميم السوار الجديد لساعة سيربنتي؟

الهيكل السابق لساعة توبوغاس بنية ممتازة واستثنائية، فهو مرن ومريح للغاية عند الارتداء، وهو بالفعل بنية فريدة من نوعها. لكن المشكلة كانت أن الفولاذ رقيق للغاية، وبالتالي لا يتحمل ترصيع الأحجار الكريمة أو أي نوع من أنواع الزخرفة. ولذلك ابتكرنا مجموعة سبيغا المصنوعة من السيراميك والعصرية للغاية من حيث المظهر، إلا أننا لم نستطع أيضاً ترصيع السيراميك بالألماس. وسوار ساعة سبيغا مصنوع من تطعيمات وكان لدينا بعض التطعيمات من السيراميك وأخرى مرصعة بقطع الألماس، لكن ذلك لم يكن كافياً.

واليوم قد استخدمنا تقنية مختلفة تعتمد على المكونات المنزلقة؛ حيث لدينا الآن هذه الوصلات فائقة الصغر ذات أبعاد مختلفة تتصل بنفس السوار السابق. إلا أنها في الواقع ليست مثبّتة في السوار السابق؛ حيث لا توجد براغٍ ولا مسمار، بل تم رصها واحدة إلى الأخرى، لتُغلَق البنية في النهاية بقطعة في الطرف النهائي. فالسوار غير مثبّت وبهذا نحافظ على مرونته. في حين أن جمال الساعة يكمن في أنه يمكنك ترصيعها بقطع ألماس صغيرة أو بحجم أكبر، مثلما فعلناه عند قيامنا بترصيع 17 قيراطاً من أحجار الألماس.

هل يمكنك أن تخبرنا كيف تُصنع موانئ ساعات ديڨاز دريم بيكوك؟

تتميز أحدث مجموعة من ساعات ديڨاز دريم بيكوك بشكل خاص بأنها ثرية في كلا جانبي براعة الحرفة اليدوية وفن صناعة الساعات. نقدم في هذه المجموعة ثلاثة موديلات للنساء، تدمج بصورة رائعة بين مهارات صناعة الساعات وصياغة المجوهرات. لدينا ثلاث آليات كاليبر أو حركات مختلفة وكذلك ثلاث فئات أو تقنيات مختلفة من الزخرفة؛ وهو ما تمثله ساعات ديڨاز دريم بيكوك توربيون لوميير وديڨاز دريم بيكوك ديسكي، وديڨاز دريم بيكوك دايموندز.

أما ساعة ديڨاز دريم بيكوك توربيون لوميير فهي إصدار محدود من 10 قطع، تتضمن تعقيدة توربيون هيكلية مع جسور إضافية لتزيين الكاليبر؛ عبارة عن جسور مصنوعة من الذهب مع تطعيمات من ريش الطاووس المطلي بالورنيش اللامع. بينما يُعد تصنيع ساعة بيكوك ديسكي وهي جزء من مجموعة ديسكي، وتتميز كذلك بتطعيم من ريش الطاووس؛ معقداً بشكل استثنائي. فإضافة إلى تطلبها مهارة فائقة في العمل، فإن الزمن المستغرق لتنفيذ هذه الساعة كبير جداً؛ لأن العمل على هذه الساعة يتطلب دقة وحرصاً بالغين للحصول على هذه الأشكال المختلفة من التطعيم؛ إذ يستغرق تجفيف ريش الطاووس وتلميعه بالورنيش ولصقه ثم تثبيته في مكانه وقتاً طويلاً؛ حيث يستغرق الأمر 6 أسابيع للانتهاء من تصنيع ميناء واحد.

ومن المثير للاهتمام أنه في كل مرة نقوم بتصنيع مجموعة ديسكي، نقوم بتغيير الأقراص؛ فعلى سبيل المثال عندما قمنا بالتغيير من الحجر الصلب إلى الريش، تغير وزن الأقراص. وفي كل مرة يتغير وزن القرص، يتعين علينا تعديل بنية الحركة حيث ستتغير القوة اللازمة لجعل القرص يدور بسرعة معينة. ومع ذلك فنحن لا نجري تغييراً كبيراً على البنية، ولكن يجب علينا تعديل العديد من العناصر مثل كامة – عارضة – أو ترس؛ للتأكد من أننا نحافظ على نفس تردد الدوران.

في حين جاءت ساعة ديڨاز دريم بيكوك دايموندز تعبيراً آخر عن الاندماج بين صائغ المجوهرات وصانع الساعات. فجميع موانئ ساعات هذا الموديل مصنوعة داخلياً بواسطة رسامي المنمنمات، الذين يوجدون في ورشتنا بين أحضان جبال جورا السويسرية. وتحتضن هذه الساعة كاليبر BVL191، وهو كاليبر تم تصنيعه داخلياً في مصنعنا. أما سوار هذه الساعة فهو عنصر جديد أو إضافة جديدة، ويتميز بأنه مرن بشكل استثنائي وجميل جداً، وقد تم تصميمه وتصنيعه في ورشتنا في إيطاليا.

هل يمكن أن تحدثنا قليلاً عن ساعة أوكتو فينيسيمو إس الجديدة؟

مؤخراً أطلقنا ساعة أوكتو فينيسيمو إس أحادية اللون. وأود القول إنه عندما أصدرنا مجموعة فينيسيمو تفاجأ خبراء وعشاق صناعة الساعات بالتباين بين هذه الساعة والآلات التي حققت نجاحاً وحضوراً هائلين، والتي تم تطويرها بين عامي 2000 و2010؛ مثل ساعات رويال أوك وبيغ بانغ. ثم أتينا نحن – الغرباء، إيطاليون وسط السويسريين – بهذه الساعة، والتي على العكس تماماً، لا تشعر بها حين تضعها فوق معصمك. وتمثل هذه الساعة قطعة من الفن الهندسي ولكنها نحيلة للغاية. وبالفعل تلقينا تعليقات مثل إنها خفيفة جداً، ولست معتاداً على ذلك.

أدركنا أنه يجب علينا أن نواصل بجرأة مع مفهوم التصميم المذهل هذا. وقررنا أن نجعل هذه الساعة مناسبة للارتداء اليومي من دون أن تفقد روح الساعة الأصلية؛ أي ساعة بالغة الأناقة مصنوعة من الفولاذ الرقيق. وهذه هي الكيفية التي توصلنا بها إلى ابتكار أوكتو إس؛ حيث قررنا اختيار ميناء فضي؛ ميناء أحادي اللون مع مستوى عال جداً من وضوح الرؤية. كما أن لدينا ساعة أوكتو فينيسيمو إس كرونوغراف جي إم تي، التي تتميز بنفس المزايا التقنية مع ميناء أزرق. وهذه الساعة أكثر سمكاً بعض الشيء ولكنها أيضاً أثقل قليلاً من ناحية الوزن، وهو أمر مطمئن بالنسبة إلى بعض الناس. إلا أن ساعة أوكتو فينيسيمو كرونوغراف جي إم تي تيتانيوم هي المفضلة لديّ، حيث قررنا جعل ساعة تيتانيوم بمظهر رياضي أكثر إلى حد ما، وأن تكون أحادية اللون، وأكثر ملاءمة لأسلوب الحياة المعاصرة، مع حزام من المطاط. ويمكنك أن ترى أن أول وصلة للسوار هي جزء من العلبة، وبهذا يكون من اليسير استبدال الحزام المطاطي بسوار من التيتانيوم بسهولة. وقد وصلنا الآن إلى مرحلة مع ساعة فينيسيمو لا يتعين علينا فيها إجراء تغييرات كبيرة، فقط تحسينات بسيطة عاماً بعد عام.

هل يمكننا أن نتوقع مجدداً رقماً قياسياً عالمياً آخر تحققه بولغري هذا العام؟

نعم، سيكون هناك رقم قياسي عالمي جديد، لكن عليك الانتظار قليلاً. وقد أصبح مفهوم الأرقام القياسية إدماناً بالنسبة إلى مهندسينا وصانعي الساعات لدينا؛ حيث يدفعون حدود قدراتهم إلى آفاق أبعد. ولا أريد للأمر أن يتحول إلى إدمان، فسيكون هناك عام لن يكون لدينا فيه رقم قياسي عالمي، ولا بأس بذلك. فلا ينبغي أن نتصور أنفسنا فقط من خلال ساعة فينيسيمو أو الأرقام القياسية العالمية. ومن المهم أن يكون لدينا حركات مختلفة ومنتجات مختلفة لإطلاقها. ولدينا استراتيجية واضحة جداً من ناحية البحث والتطوير؛ حيث سنواصل التركيز على الميكانيكا الدقيقة، والميكانيكا الدقيقة لا تعني فقط ساعات نحيلة للغاية، ولكنها تساعدنا أيضاً في تطوير المزيد من آليات الحركة للساعات النسائية.

اتجاه آخر نريد الاستثمار فيه هو الساعات الدقاقة، وهذا يقودني إلى ساعة أوكتو روما كاريلون توربيون. حيث نمتلك الإرث الأكثر روعة في مجال الساعات الدقاقة، ولا أعني بذلك المنتجات بل الأشخاص أيضاً. فلدينا صانعو ساعات رائعون يتمتعون بموهبة استثنائية، وعندما يجتمعون مع المهارات الأخرى التي يضمها مصنعنا، نحصل على هذه الساعة الجميلة كاريلون توربيون المصنوعة من التيتانيوم المعالج بمادة دي إل سي باللون الأسود.

في هذه الساعة عملنا على تعبير معاصر عن الساعات الدقّاقة، مع الرغبة في إبراز الخبرات التقنية المعقدة بشكل استثنائي في القرن الحادي والعشرين. في هذه الساعة لدينا كاليبر جديد، وهو كاليبر BVL428 المزود بثلاث مطارق، وهذه هي المرة الأولى التي نعمل فيها بثلاث مطارق. وهذا الكاليبر يدمج بعض التقنيات الخاصة بنا من تعقيدة النغمة الكبرى غران سونيري، مع بنية مختلفة؛ ففي هذه المرة جاءت الأجراس متصلة بالعلبة. وإلى جانب عنصر التصميم، أردنا الحصول على أفضل عملية نقل صوت ممكنة؛ حيث يسمح اتصال الأجراس بالعلبة بنقل موجات الصوت مباشرة، وعدم وجود عزل ناتج عن الفراغ الموجود داخل العلبة. حيث توجد هناك مساحة فراغ كبيرة جداً داخل العلبة مقارنة بالساعات السابقة؛ ولذا فهي ليست خفيفة جداً فحسب، بل إن هذا التصميم يقلل من كمية المواد التي تمنع انتشار الصوت إلى أقصى حد.

واليوم، لدينا ساعة دقاقة مزودة بمطرقتين، وساعة دقاقة مزودة بثلاث مطارق، كما أن لدينا ساعة بتعقيدة النغمة الكبرى غران سونيري مزودة بأربع مطارق. وبذلك فنحن صانعو الساعات الوحيدون في السوق الذين يمكنهم إنتاج مثل هذه المحفظة من الساعات داخلياً.

تقوم بولغري منذ بضع سنوات بتصنيع آليات كاليبر جديدة كل عام؛ فهل هذا مجدٍ من الناحية المالية بالنسبة إلى العلامة؟

لدينا هيكلية إنتاج متكاملة مكلفة للغاية، لذا نحن بحاجة إلى التأكد من أننا نبيع المنتجات التي نقوم بإطلاقها. وتعتبر آليات الحركة الخاصة بنا بمثابة أصول ممتلكاتنا، ولذلك نقوم بتحويلها إلى نقود. ونحن لا ننظر إلى قطاع البحث والتطوير على أنه استثمار لمدة عام واحد فقط، ولكن على أنه استثمار لسنوات متعددة. ونحن بالفعل ننفق أموالاً في هذا الخصوص، ولكننا نخصصها لعدد محدود من مجالات الامتياز؛ مثل الميكانيكا الدقيقة، وآليات كاليبر الساعات النسائية، والساعات الدقاقة. كما نخطط لآليات الكاليبر للسنوات الخمس إلى الست المقبلة، وبذلك نحسّن من عملياتنا. وهناك تحسين حقيقي للموارد؛ لأنه يتعين علينا التأكد من أنه عندما نقوم بتصنيع حركة ما، فإننا نحولها إلى نقود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى