لقاءات

”دي بيتون“.. ساعات أيقونية من علامة مبتكرة

اشتُهرت “دي بيتون”، الشركة السويسرية المستقلة المصنّعة للساعات، والتي يقع مقرها في قرية لو برسو بجبال جورا السويسرية، بأشكال الأقمار الكروية فوق الميناء، وساعات التوربيون، والتقويم الدائم، والكرونوميتر، وغيرها من الإصدارات المبتكرة. وحتى اليوم، قامت “دي بيتون” بتطوير ما لا يقل عن 27 كاليبر، وقدمت نحو 30 ابتكاراً تستخدم للمرة الأولى عالمياً، وسجلت عدداً كبيراً من براءات الاختراع. ومؤخراً أتيحت لنا الفرصة لمقابلة بيير جاك، الرئيس التنفيذي للماركة، والحديث معه عن الساعات الجديدة التي أطلقتها العلامة، وأحدث الابتكارات التي قدمتها.

قمتم بإطلاق ساعة “دي بي28 جي إس”، في جنيڤ في يناير الماضي، كيف كان رد الفعل تجاه هذه الساعة؟

لقد كان استقبال الساعة ممتازاً، وكان ذلك وقتاً مناسباً بالنسبة إلى “دي بيتون” لإطلاق إصدار جديد من ساعة رياضية أو ساعة غوص. وهذه الساعة تتميز بأنها شديدة التعقيد من الناحية الساعاتية، ولكنها مبتكرة، وهي تتماشى مع شعارنا “فن صناعة الساعات في القرن الحادي والعشرين”. كان ذلك وقتاً مناسباً لعرض الانصهار بين التقاليد وحرفية الصناعة، والتكنولوجيا الحديثة. وهذا هو السبب وراء قيامنا بتصنيع كاليبر جديد، حيث نقلنا جزءاً من الطاقة من خزان النابض (خزان الزنبرك) إلى توربيون وجهاز دينامو، يمد الحركة الميكانيكية بضوء مائل إلى اللون الأزرق. ومن شأن نظام “عرض انبعاث الضوء” LED، أن يقوم بنشر الضوء وصولاً إلى الميناء.

ومتى يُفترض أن تنزل الساعة إلى الأسواق؟

ستكون الساعة موجودة في الأسواق بحلول هذا الصيف، وسنبدأ تسليم القطع الأولى في شهر يونيو.

هل هناك شراكة بين “دي بيتون” و”بلاك بادجر”؟

نعم،  توجد شراكة؛ فالتحدي بالنسبة إلى ساعات الغوص هو التمكن من قراءة الزمن في الظروف الصعبة، كما أنك تحتاج أيضاً إلى الحصول على المعلومات بسرعة كبيرة. وقد احتجنا إلى بلاك بادجر بما أنه يقوم بصنع أفضل مواد الإضاءة “لومينوڨا” الموجودة في السوق. ولم نكن نريد شيئاً باللون الأصفر أو البرتقالي، وإنما أردنا شيئاً أنيقاً ولكن يساعد على الرؤية الممتازة في الظلام. وهذا هو السبب وراء قيامنا بتطوير لون جديد؛ هو لون “بلاك بادجر لومينوڨا” والذي نطلق عليه اسم “بلو مون” (القمر الأزرق). ففي الظلام يكون اللون هو اللون الأزرق للتيتانيوم؛ أزرق “دي بيتون”، وعندما لا يكون هناك ظلام، يكون اللون هو اللون الأزرق لنترات التيتانيوم. إنه بالفعل لون مثير للاهتمام جداً؛ حيث يتوهج حرفياً.

ولأي شيء ستُستخدم مادة “بلاك بادجر”؛ هل لطلاء المؤشرات وعقرب الدقائق؟

ستُستخدم هذه المادة لطلاء المؤشرات وعقارب الساعات والدقائق. كما سيتم استخدامها أيضاً على الإطار.

قمتم أيضاً بإطلاق إصدار جديد من ساعة “دي بي28”.. صحيح؟

نعم، وهو يحمل اسم “دي بي28 يالو تونز”، وجاء الاسم “تونز” – “Tones” – بصيغة الجمع؛ لأن هناك الكثير من درجات اللون الأصفر، وقد جاءت هذه الدرجات بشكل بالغ الإتقان والبراعة. ونحن نحصل على هذا اللون من خلال أكسدة التيتانيوم؛ فعند تسخين التيتانيوم فإنه يتأكسد، ومن ثم يتغير اللون من الأصفر إلى الأصفر المتوهج، ثم إلى الأخضر، ثم الأرجواني، وأخيراً إلى اللون الأزرق. وأثناء إحدى لحظات الأكسدة، يكون اللون هو إحدى درجات اللون البرونزي. وهذه العملية ليست عملية طلاء، بل إنها أكسدة للمادة. ويجب عليك رؤية الساعة، للإحساس بجمالها ومشاهدة الدرجات العديدة للون الأصفر التي تكتسي بها. إنها ساعة شديدة الأناقة، تستعيد اللون الأصفر في التصميم، لتذكّرنا بعصر فن “آرت ديكو”.

ما الذي جعلكم تقررون استخدام اللون الأصفر وليس لوناً آخر؛ الأخضر على سبيل المثال؟

نحن في شركة “دي بيتون” لا نحب اتباع الاتجاه السائد، فنحن أكثر من كوننا مجرد متبعين للموضة، أو إن شئت فقل نتبعها بشكل خفي. فالجميع الآن يقومون بتصنيع ساعات باللون الأزرق، وعدد غير قليل من صانعي الساعات يقوم أيضاً بتصنيع ساعات باللون الأخضر، ولا علم لديّ بقيام أي علامة أخرى بتصنيع ساعات باللون الأصفر، خصوصاً هذه الدرجة من اللون الأصفر. كما أننا نحب دائماً استكشاف مناطق جديدة، وكانت تلك إحدى المناطق التي لم يتم استكشافها بعد.

DB28 Yellow Tones
DB28 Yellow Tones

لماذا أصبحت ساعة “دي بي28” أيقونية للغاية؟

في هذه الساعة يمكنك رؤية حداثة علامة “دي بيتون” وكلاسيكيتها أيضاً. تجسد هذه الساعة مزيجاً بين ساعة الجيب من دون سلسلة والتصميم المستقبلي للغاية. كما أنها مبتكرة من ناحية التقنيات والمواد؛ فهي مصنوعة من التيتانيوم الدرجة 5، فائق الصقل، فضلاً عن أنها مريحة من حيث الارتداء، وأنيقة وحديثة جداً؛ لذا فهي ساعة مثالية للارتداء. والسبب الذي جعل هذه الساعة تصبح بهذه الشهرة والأيقونية، هو لأنك لا يمكن أن تمل منها. فالأيقونة هي شيء يجتاز اختبارات الزمن، ولا يزال يجعلك متحمساً للغاية للمسه وارتدائه. لقد أتيحت لنا الفرصة لصنع مثل هذه الساعة الأيقونية، وأنا على يقين من أننا نستطيع مواصلة هذا الخط؛ لأن هناك الكثير جداً من المناطق التي لا يزال بإمكاننا استكشافها، من خلال هذا الشكل، عبر مزج المواد والعناصر المختلفة.

كيف ستتمكن “دي بيتون” من تلبية الطلب على ساعة “دي بي28” في ظل طاقة التصنيع الصغيرة هذه؟

بالتأكيد يجسد هذا الأمر تحدياً لنا، فعندما تقوم بإطلاق منتج جديد، فإن الناس يريدون الحصول على هذا المنتج على الفور. ونحن شركة مصنّعة صغيرة، لدينا 26 شخصاً فقط يعملون معنا، ونقوم بإنتاج 150 ساعة في السنة. ومع وجود آليات كاليبر جديدة وموديلات جديدة، نحتاج إلى وقت لصنع مكونات الساعة؛ لأننا نقوم بتصنيع كل مكون من هذه المكونات بأنفسنا. وسنقوم بتلبية الطلب على الساعة، ولكن الأمر سيستغرق وقتاً. فعلى سبيل المثال سيتم تسليم ساعة “جي إس” في يونيو، وهذه هي الساعة التي تتميز بلون “بلاك بادجر” وطلاء “سوبر-لومينوڨا”، وغير ذلك. بينما سنقوم بتسليم أولى ساعات “يالو تونز” في شهر يوليو. وهذا الأمر يمثل تحدياً بالنسبة إلينا، وصحيح أن الأمر غير منطقي بشكل ما، وأنه من الأفضل القيام بتصنيع منتج واحد أو اثنين في السنة، لكننا في “دي بيتون” نحب التنوع، ولذا في هذا العام على وجه التحديد، قمنا بإطلاق أربعة موديلات جديدة.

هل لا يزال الابتكار فكرة مركزية لدى “دي بيتون”؟

نعم، فيمكنك أن ترى أننا في ساعة “دي بي28” الجديدة، لدينا أحدث عجلة توازن من إبداع “دي بيتون”؛ حيث قمنا بإبداع ثمان عجلات توازن مختلفة في العام الماضي. ونحن نحاول دائماً أن نجعل أداء هذه العجلات أفضل، وأكثر دقة؛ وهذا بالتأكيد يُسمى ابتكاراً. أما ساعة “يالو تونز” فهي مثال للابتكار، من ناحية جمالياتها. بينما في ساعة “جي إس” نرى الابتكار متمثلاً في مزج التكنولوجيا. ولهذا، نعم؛ يُعد الابتكار جزءاً مركزياً من هويتنا وسنستمر في كوننا مبتكرين.

De Bethune Manufacture
De Bethune Manufacture

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى