لقاءات

روجيه دوبوي.. خصوصية معبرة

تحدثنا إلى نيكولا أندرياتا، الرئيس التنفيذي لدار الساعات الفاخرة روجيه دوبوي، عن الإرث الفريد للعلامة، وإصداراتها الكثيرة، والطريق التي ستتخذها مستقبلاً..

هل كان مفيداً قدومك إلى روجيه دوبوي من خلفية مرتبطة بصناعة الساعات؟

عندما جئت إلى روجيه دوبوي شعرت بأنني قد وصلت إلى نهاية مرحلة تدريبي؛ إلى المنصب الذي أردت أن أكون فيه؛ ذلك أن روجيه دوبوي علامة شديدة التميز ذات هوية فريدة من نوعها. وقد بدأت مسيرتي المهنية في آسيا؛ حيث عملت في تصنيع الساعات، ثم بدأت القيام بالتصميم، ومن ثمّ أسست علامتي الخاصة. فقد بدأت العمل مع تيفاني، واستأنفت عمل قطاع الساعات لديهم، والذي منحني إمكانية التعامل مع الأمور من منظور شركة كبيرة. وقد ساعدتني خبرتي المتنوعة مع خلفيتي في صناعة الساعات في التواصل بشكل أفضل مع المديرين الذين أعمل معهم؛ إذ أشعر بأنني على نفس مستوى هؤلاء المديرين، وإن كنت لن أحلّ محل أي منهم مطلقاً لأنهم يعرفون عن مجال عملهم أكثر كثيراً مما أعرف. لكن بسبب خلفيتي أشعر بأنني أفهمهم وأرتبط بهم بشكل أفضل، فعندما أنزل إلى الطابق السفلي وأتحدث مع العاملين عن تغيير سرعة الماكينة، فإنهم يدركون أنني أعرف ما الذي أتحدث عنه؛ لأنني سبق أن عملت على إحدى ماكينات CNC التحكم الرقمي بالكمبيوتر عندما كنت شاباً.

ما الذي تعنيه بقولك إن روجيه دوبوي علامة مميزة ذات هوية فريدة؟

كان السيد روجيه دوبوي أحد أفضل صانعي الساعات في العالم؛ وقد قادته خبرته بالعمل في باتيك فيليب كمصمم ومهندس لآليات الحركة، إلى أن يأتي إلى هنا حيث أسس علامته بمحفظة ضخمة من الأفكار، التي أراد أن يضعها مكانها هنا بطريقة مختلفة. وكان التطور في عمل روجيه دوبوي أنه بدأ بأكثر الحركات وآليات الكاليبر تعقيداً في العام، لكنه قرر تطويرها وتصنيعها بأسلوب مختلف، وهو ما نسميه صناعة الساعات الفاخرة المعاصرة والتعبيرية. وإصداراتنا الجديدة هي أمثلة على ذلك؛ فليس الجميع تعجبهم إصداراتنا، فساعاتنا ليست للجميع؛ لأن أفضل الأشياء في العالم ليست لكل أحد. كما أن منتجاتنا مرتفعة السعر؛ بسبب الجودة والمهارة الحرفية والخبرة التي نضعها في كل قطعة على حدة.

هل ستواصل اتباع رؤية واستراتيجيات جان-مارك بنتروي (الرئيس التنفيذي السابق لـروجيه دوبوي) أم أن نظرتك لمستقبل العلامة مختلفة؟

عندما توليت منصب الرئيس التنفيذي للعلامة، كنت أعتقد ومازلت أن رؤية جان-مارك كانت منطقية تماماً. ففكرة تنظيم أو اختزال المجموعات، وتقديم ساعات روجيه دوبوي في سلسلتين هما أكسكاليبور وفلفت؛  كانت فكرة رائعة. كما أن بدء الشراكات كان أمراً أساسياً بالنسبة إلينا من أجل مزيد من النمو، ولذا لا حاجة لديّ لتغيير مسار أو استراتيجية العلامة. وقد قمت بزيارة كل متجر في جميع أسواقنا، وتحدثت إلى الجميع على الأرض، وخصوصاً موظفي المبيعات لدينا، وذلك لفهم هوية العلامة. وأدركت أن الابتكار هو مفتاح تميز العلامة وأمر أساسي بالنسبة إليها، وأننا يمكننا المضي قدماً لنصبح علامة شديدة الابتكار، وأننا متفردون بسبب الابتكار الذي نقدمه إلى عالم صناعة الساعات. وقد قمت بتأسيس لجنة ظل من أشخاص صغار السن حتى يتمكنوا من إخبارنا بكيفية تطور العمل، وبما يعتقده عالم الشباب عن صناعة الساعات الفاخرة؛ وذلك حتى يكون باستطاعتنا تلبية متطلبات هذا العالم. كما قمنا بإنشاء مختبر نعمل فيه على الأفكار والمواد وآليات الكاليبر الجديدة، وكذلك نعمل على أفكار مبتكرة لتسويق ساعاتنا.

ورغم النجاح الهائل الذي حققه تعاوننا مع كل من لامبورغيني وبيريللي، إلا أنني أعتقد أننا خلفنا قليلاً من هويتنا كمصنعين للساعات الراقية. فنحن لدينا عدد من أفضل التعقيدات الساعاتية، كما أن لدينا منتجات ذات جماليات خاصة. ربما لم نعبر عن ذلك بشكل كافٍ – أي عالم التفرد التعبيري – في السنوات القليلة الماضية. ولذا نريد التواصل مع الفن، ومع كل مباهج الحياة، وإبداع أكسكاليبور ديابولوس إن ماكينا هو المثال الأول على ذلك، وسيكون لدينا قريباً منتجات أخرى تتناسب مع هذا العالم الإبداعي الآخر.

Roger Dubuis watch

ذكرت قبل بضعة أشهر أنكم ستقللون عدد الساعات التي تقوم روجيه دوبوي بصنعها؛ هل يمكنك إخبارنا لماذا؟

لا يمكننا أن نكون علامة تقوم بصنع تعقيدات مثل التوربيون الثنائي سريع الحركة، والساعة الدقاقة (مكرر الدقائق)، والتقاويم الدائمة؛ وفي الوقت نفسه نطرح آلاف الساعات في السوق. فمن الأفضل التركيز على الأفضل في إصداراتنا؛ فنحن لا يمكن أن نكون لكل أحد، كما أنه أمر غير ممكن من الناحية الصناعية. لذا فإن خياري هو استبعاد الساعات الأقل تعقيداً، والتركيز بشكل كامل على هوية العلامة، والتي يتم التعبير عنها في صورة صناعة الساعات الفاخرة المعاصرة. ونقطة البداية هي الحركة الأوتوماتيكية المهيكلة، والتي تمثل أساس إصداراتنا. ففي عالم رياضة السيارات لدينا مجموعة هوراكان، والتي تمثل مدخلنا إلى هذا العالم. أما بالنسبة إلى مفهوم التفرد التعبيري فلدينا حركتنا الأوتوماتيكية المهيكلة، والتي ستتم إعادة تصميمها وتقديمها في السوق مستقبلاً.

حققت الشراكة مع لامبورغيني نجاحاً كبيراً، فأين ترى هذه الشراكة في المستقبل؟

الشراكة ليست استراتيجية تسويقية فحسب؛ إذ لدينا رابطة قوية مع عالم لامبورغيني لأننا متشابهان للغاية. أولاً منتجاتنا شديدة التشابه؛ فهم لديهم محرك وهيكل، ونحن أيضاً لدينا محرك وهيكل. وبينما تتميز محركاتهم بأنها قوية ومتطورة ومعقدة للغاية، فإن حركاتنا هي الأفضل في السوق. كما أنهم يحبون أن يكون هيكل سيارتهم بارزاً واضحاً وقوياً، ويستخدمون ألواناً كثيفة، وهو نفس الأمر بالنسبة إلينا؛ حيث نرتقي بصناعة الساعات إلى مستوى مختلف. إلى ذلك، نحن نقدم لهم بعض الابتكارات وهم يقدمون لنا بعض الابتكارات. وهذا ما سيستمر في المستقبل؛ حيث إن لدينا الكثير من الأفكار والمشروعات، فقد تم تمديد شراكتنا معهم زيادة عن الاتفاق الأصلي لبضع سنوات أخرى.

Roger Dubuis watch

إلى أي مدى كانت صعوبة صنع ساعة أكسكاليبور ديابولوس إن ماكينا التي تجمع بين تعقيدة حركة كلاسيكية مثل مكرر الدقائق وهوية روجيه دوبوي السابقة لعصرها؟

كان الأمر سيكون أكثر صعوبة كثيراً بالنسبة إلينا أن نقوم بصنع ساعة كلاسيكية، لأن حقيقتنا أننا نقوم بتصنيع ساعات غير كلاسيكية. فساعة ديابولوس إن ماكينا ذات حركة شديدة التعقيد، وهو أمر يُعد جزءاً من هويتنا منذ بداية العلامة. وكانت أولى التعقيدات التي قام السيد روجيه دوبوي نفسه بتصنيعها، هي تعقيدة مكرر الدقائق (الساعة الدقاقة)، وقد قمنا بتغيير بعض الأشياء؛ حيث إن الساعة لا تضم فقط تعقيدة مكرر الدقائق بل أيضاً توربيون فردياً سريع الحركة؛ والذي يُعد إبداعاً شديد الروعة في حد ذاته. ثم قمنا بتصنيع عدد من المزايا الخاصة؛ مثل مؤشر خاص بالحركة يشير إلى زمن الضبط أو زمن التعبئة، كما أضفنا خاصية أخرى مثيرة للاهتمام عند موضع الساعة 11، وهي مؤشر صغير يعرض النغمات – للساعات أو أرباع الساعات أو الدقائق – التي تُعزف في ذلك الوقت. وبعدها تمكنّا من دمج ذلك في تصميم الساعة. كما أننا الدار الوحيدة التي تستخدم مادة كوبالت الكروم لتصنيع ساعة، وقد استخدمنا هذه المادة لأنها أقوى من الفولاذ، وذات خصائص مشابهة لخصائص الفولاذ، ولكنها تتميز باللون اللازوردي – الأزرق السماوي – المذهل عندما تتعرض للضوء، وهو لون فائق الروعة. وهذا هو السبب أننا استخدمنا اللون الأزرق للميناء المهيكل؛ وذلك لربط العلبة بلون الميناء. فضلاً عن أن التركيبة الكيميائية للمادة تجعلها مقاومة للخدش؛ فإذا قمت بخدشها، لن يمكنك رؤية الخدش بسبب تركيبتها، وهو أمر يشبه تقريباً الإصلاح الذاتي، أي أن المادة تقوم بإصلاح نفسها بنفسها. وأيضاً بسبب تركيبتها الكيميائية، فإن الصوت الذي تصدره نقي للغاية.

Roger Dubuis watch

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى