لقاءات

زينيث.. العودة إلى تاريخ عريق

في الوقت الذي أزاحت فيه شركة الساعات السويسرية الراقية زينيث؛ الستار عن العدد من جديد إبداعاتها من ساعات ديفاي، خلال مشاركتها في معرض أسبوع ساعات مجموعة LVMH؛ فإن تركيزها بالتأكيد كان على تراث العلامة وتاريخها العريق. تحدثنا إلى رومان مارييتا – مدير تطوير المنتجات والتراث في شركة زينيث للساعات – والذي أوضح لنا في هذا الحوار كيف تعود ساعات ديفاي الحالية التي أطلقتها العلامة مؤخراً، إلى الماضي لتستلهم من نظيراتها التاريخية.

بداية هل يمكنك أن تحدثنا عن ساعة ديفاي سكاي لاين؛ عن علبتها، ومينائها المزيّن بمجسم للسماء المرصعة بالنجوم؟

استلهمنا تصميم هذه الساعة بشكل جزئي من ساعة ديفاي الأولى التي طرحتها الشركة في العام 1969، وكذلك بشكل جزئي من مجموعة ساعات ديفاي التي قمنا بتحديثها في العام 2017. وقد تمتعت ساعة العام 1969 بشكل ثماني الأضلاع، مع العديد من الزوايا وإطار خاص؛ ما كان يُعد عند إطلاقها تصميماً سبّاقاً للغاية. وتمثل هذه الساعة فصلاً مهماً من تاريخنا كشركة، أردنا تسليط الضوء عليه وابتكار إصدار خاص حوله؛ ما يمثل عملية إحياء تركز على تراثنا وفي الوقت نفسه توسّع برنامج إحياء الإصدارات السابقة، الذي بدأناه في العام 2019 مع ساعة كرونوماستر. وهذا البرنامج يركز في الغالب على ساعات الكرونوغراف، لكنني أعتقد أن الوقت قد حان لكتابة فصل جديد في تاريخنا، وتثقيف زبائننا ومحبي إبداعاتنا في ما يخص تصاميمنا الرائعة، وكيف كنا في طليعة الشركات السبّاقة الرائدة حتى في تلك الأيام. وهكذا، كانت هذه الساعة على وجه التحديد مصدر إلهام لساعة سكاي لاين؛ بالنسبة إلى العلبة والجماليات.

وتتزيّن الجهة الخلفية لهذه الساعة – وليس هذه الساعة فقط بل معظم ساعات العلامة؛ ساعات الكرونوغراف والموديلات الأيقونية الشهيرة التي تعود إلى أواخر الستينيات من القرن الماضي – بحرفي Z يتداخلان لتشكيل نجمة. والنجمة هي نقطة البداية لنمط زخرفة الميناء؛ شكل السماء المرصعة بالنجوم. وقد استلهمنا هذا النمط، وأعدنا ابتكار ونسخ هذا النمط المحدد فوق الميناء للحصول على شكل السماء المرصعة بالنجوم.

ويرتبط هذا النمط أيضاً باسم الشركة زينيث Zenith، والذي يعني أعلى نقطة في السماء – في إشارة إلى ذروة الإبداع – حيث نسلط الضوء عليه ونبرزه في مجموعاتنا الأخرى؛ مثل  ساعة ديفاي مِدنايت التي أطلقناها في دبي في العام 2020. كما أن هذا النمط والرمز كان إلهاماً لحملة العلاقات العامة Tim to reach your star – حان وقت الوصول إلى نجمك؛ حيث إن هذا نجمنا المرشد منذ تأسيس الشركة.

وإذا نظرت عن كثب إلى الميناء، يمكنك بسهولة تمييز هذه النجمة رباعية الأطراف، والتي أعدنا ابتكارها هنا. وبإتقان تتحاذى الأطراف أفقياً ورأسياً، ما يخلق نمطاً زخرفياً جميلاً لا مثيل له في سوق الساعات، ويظهر واضحاً على جميع موديلات ديفاي سكاي لاين من ابتكار الشركة. وبما أن جميع هذه العناصر مستلهمة من ساعة زينيث الأولى التي ظهرت في العام 1969؛ فإن هذه الساعة؛ سكاي لاين؛ تُعد رابطاً حقيقياً مع تراثنا.

هل فاجأك مدى النجاح الذي حققه خط ريفايفل؟

في البداية فكرنا في إمكانية تصنيع خط أو تشكيلة ريفايفل، أوائل العام 2018، قبل أن نقرر في النهاية إطلاقها بمناسبة الذكرى السنوية الخمسين والتي وافقت العام 2019. وقد بدأ الأمر مع هذا الخط كإصدار متخصص، لكنه أصبح على الفور إصداراً ذا أهمية كبيرة. وأعتقد أن السبب في ذلك لم يكن أنه كان مفاجأة لزبائننا وعشاق إبداعاتنا فحسب، وإنما لأنها كانت ساعة رائعة للغاية، حيث قمنا بإعادة ابتكار أحد أكثر منتجاتنا شهرة وأهمية بطريقة نالت احترام الجميع. فقد تمكنّا من الحفاظ على نفس النسب في الخط الجديد، مثل تلك التي تميزت بها ساعات حقبة الستينيات من القرن الماضي، وهو أحد أصول إبداعاتنا التي لا يستطيعها الآخرون؛ فهؤلاء لم يعودوا يملكون نفس الحركة التي كانوا يستخدمونها في تلك الفترة، بينما لا نزال نحن نمتلك نفس الحركة من الستينيات، وهكذا بفضل نسب تصميم آلية الحركة؛ نتمكن بكل أمانة من إعادة ابتكار ساعتنا الأكثر شهرة.

وعلينا أن نقرّ بأن هذه الخط قد أصبح ذا أهمية كبيرة ضمن مجموعة كرونوماستر، ونحن نرغب في التوسع في إنتاجه ليشمل خطوطاً أخرى بدءاً من ديفاي في الوقت الحالي. ونحن لدينا ركيزتان أساسيتان في مجموعة ساعاتنا، المجهزة بإبداع ريفايفل، ويمكننا الآن التفكير في المستقبل. وعلى الأرجح سنقوم بفعل شيء مشابه مع مجموعتي بايلوت وإليت. لدينا تاريخ ثري وتراث غني، للدرجة التي تجعلنا نذهب بعيداً بهذا المفهوم. فقد بدأنا ريفايفل كخط متخصص، لكنه نما كثيراً، فمن ناحية الكمية، وبشكل سنوي، ننتج من هذا الخط بضعة آلاف سنوياً.

بالنظر إلى تاريخ زينيث، هل يجب أن تكون هناك قاعدة بيانات تاريخية حتى يمكن لـزينيث النظر فيها ومراجعتها لتقرر أي ساعة ستقوم بإحيائها تالياً؟

بالضبط، فنحن لدينا المتحف الخاص بنا ويحتوي الكثير من ساعاتنا، ولدينا جميع السجلات، وكذلك الخطط الفنية، والوثائق، وجميع الأرقام المسلسلة من جميع السنوات الـ157 الماضية؛ وبهذا يمكننا إثبات أصالة وإحياء جميع ساعاتنا التي خرجت من مصنعنا في أي من الفترات السابقة. فعندما نقوم بصُنع ساعة ريفايفل، نُخْرج الساعة الأصلية من متحفنا، ونقوم بقياس جميع نسب التصميم باستخدام الليزر. كما أننا قادرون على إعادة تصنيع هذه الساعات؛ لأن معظمها مزوّد بحركة إل بريميرو، وهي الحركة التي ظلت كما هي من دون تغيير لمدة 53 عاماً.

إلا أننا في ساعة ديفاي ريفايفل إيه3642 الجديدة، قمنا بتغيير الحركة؛ حيث تعمل الساعة بحركة إليت – وهي عيارنا الثاني من صُنع الشركة – والتي تتميز بأنها فائقة النحافة، وتسمح لنا بإعادة ابتكار نفس النسب. وهكذا، فحتى لو لم تكن لدينا نفس الحركة، فإن لدينا كاليبر آخر يسمح لنا بإحياء الساعة بطريقة تحظى بالاحترام.

width=750

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى