لقاءات

”بوم إيه ميرسييه“.. مزيد من التركيز على هوية العلامة

علامة صناعة الساعات الراقية التي وُلدت في العام 1918؛ “بوم إيه ميرسييه”، أسست خلال سنوات “العشرينيات الهادرة” وطوال عصر “آرت ديكو”؛ أسلوبها الخاص وتركت أثراً لا يُمحى على فن تصميم الساعات. وفي السنوات الأخيرة أصبحت العلامة أقل شهرة عن السابق، ولهذا تعتزم العودة بكامل قوة أسلوبها. إدوارد أشكين – مدير علامة “بوم إيه ميرسييه” في الشرق الأوسط – يتحدث إلينا في هذا الحوار..

كيف نشأت فكرة مجموعة “كليفتون كلوب إنديان” التي كشفت عنها العلامة العام الماضي؟

ترتبط “بوم إيه ميرسييه” تقليدياً وتاريخياً بشكل وثيق بعالم الرياضة، ومن ثم كان لدينا هذه الرابطة مع سيارات السباق والتي نتجت عنها سلسلة ساعات “كوبرا”، ويبلغ عمر هذه الرابطة الآن خمسة أعوام، أطلقنا خلالها العديد من الإصدارات من ساعات “كوبرا”. وهذا الأمر لا يزال مستمراً، ولكن بتركيز أقل. وفي الوقت نفسه، لمواصلة شراكاتنا الرياضية، توصلنا إلى ارتباط مع شركة “إنديان”، والتي تعد أسرع شركات الدراجات النارية نمواً في العالم، وهي علامة تتميز منتجاتها بأنها ليست فاخرة للغاية ولا باهظة الثمن، ذات تصاميم متزنة، لكنها تتمتع بالتراث والمهارة الحرفية وهو ما يتطابق مع ما تتمتع به علامة “بوم إيه ميرسييه”.

ولماذا أطلقتم آلية حركة “بوماتيك”؟

“بوم إيه ميرسييه” هي سابع أقدم علامة لصناعة الساعات في العالم، لكن في السنوات العشر الأخيرة فقدنا تركيزنا قليلاً لجهة المنتج، حيث كانت العلامة تحاول أن تجد نفسها. فقد قمنا بإطلاق العديد من الساعات والتصاميم، ولكننا كنا نبتعد عن هوية العلامة، ولذا احتجنا إلى إعادة تأسيس العلامة كمصنّعة ساعات تقليدية، وإلى عرض معرفتنا وإرثنا التقني. ولكي نظهر براعة ودراية العلامة، قمنا بإجراء أبحاث لمدة أربعة أعوام حول تكنولوجيا جديدة تعتمد على السيليكون، حتى توصلنا إلى حركة “بوماتيك”، وهذا ما أظهر للصناعة ولزبائننا أننا قادرون على إبداع حركتنا الخاصة بنا المصنّعة داخلياً.

وستكون حركة “بوماتيك” جوهر ومعلم علامتنا؛ حيث إننا سنقوم باستخدامها أكثر وأكثر في تصنيع التعقيدات الساعاتية؛ إذ إننا سنضيف تعقيدات إلى “بوماتيك” بما أنها حركة أساسية. وبالفعل قمنا بصنع ساعة “بربتشوال كاليندر” تتضمن تعقيدة التقويم الدائم بناء على هذه الحركة، كما سيكون لدينا أيضاً حركة “بوماتيك” مع عرض أطوار القمر، وحركة “بوماتيك” الارتدادية، وإلى غير ذلك؛ حيث نخطط أن يكون لدينا الكثير من التعقيدات بالاستناد إلى حركة “بوماتيك”.

لكن ألن يزيد وجود حركة مصنّعة داخلياً من معدل سعر الساعات؟

في الواقع لا؛ لأنك إذا نظرت إلى الأمر ستجد أننا قمنا بخفض أسعار ساعاتنا. حركة “بوماتيك” تتمتع بطاقة احتياطية تبلغ 5 أيام، وهي مقاومة للمغناطيسية، ولا تتطلب صيانة إلا كل 5 أعوام، بينما يصل معدل الصيانة في الصناعة السويسرية إلى ما بين 2-3 أعوام، ومع ذلك يصل سعر ساعات “بوماتيك” إلى حوالي 3240 فرنكاً سويسرياً، وهو سعر منخفض للغاية. وإذا نظرت إلى العلامات الأخرى، ستجد أن ساعة بهذه المواصفات يصل سعرها عادة إلى حوالي 10000-11000 فرنكاً سويسرياً؛ ولهذا فإن السعر الذي نقدمه هو سعر مقبول للغاية مقابل الجودة المقدمة. وتتضمن ساعة “بوماتيك” الجديدة التي أطلقناها في سبتمبر 2018 حركة مستمدة من “بوماتيك”، حيث قمنا بتغيير مكون واحد من مكونات الحركة، ونطلق على هذه الحركة اسم BM13، والساعة التي تتضمن هذه الحركة ذات سعر مقبول أكثر حيث يبلغ سعرها حوالي 3000 فرنك سويسري.

لماذا قمتم بتصنيع ساعة “بربتشوال كاليندر” الآن؟

ساعة “بربتشوال كاليندر” الخاصة بنا تتميز بأنها ذات سعر هو الأكثر معقولية في السوق؛ حيث يبلغ سعرها حوالي 23000 فرنك سويسري. وقد قمنا بتصنيعها لأننا أردنا أن نظهر للصناعة أننا قادرون على إبداع ساعات جميلة ذات تعقيدات عظيمة، من الذهب الوردي. وهذه الساعة ليست تشكيلة أو مجموعة أساسية لعلامة “بوم إيه ميرسييه”، فنحن ننتج منها بين 10-20 قطعة في السنة. ونحن لا نهدف أن تكون أسعارنا داخل هذا النطاق السعري، حيث نقوم بإنتاج هذه الساعات فقط من أجل جامعي ساعاتنا.

ولماذا أزحتم الستار عن ساعة “بوماتيك سي أو إس سي”، بما أنها في الأغلب ساعة للخبراء؟

قمنا بتصنيع ساعة COSC لسببين؛ أولهما هو أننا أردنا أن نثبت أن ساعة “بوماتيك” يمكنها أن تكون معتمدة بشهادة “الهيئة السويسرية الرسمية لاختبارات الكرونوميتر” COSC؛ حيث تلبي هذه الساعة جميع المتطلبات اللازمة للحصول على شهادة COSC. والسبب الثاني هو أن الزبائن في اليابان، وغالبية السوق الآسيوية، حريصون جداً على المواصفات التقنية، فهم لا يهتمون بالتفاصيل الفعلية ولكنهم يركزون على الموثوقية والدقة، كما أنهم حريصون جداً على أن تكون الساعة معتمدة بشهادة COSC.

ومن المثير للاهتمام أننا استخدمنا ساعة COSC في عمليات الترويج والعلاقات العامة؛ ذلك أن تصميم ساعة COSC مختلف قليلاً، وقد أحبها السوق، فالكثير من الأشخاص يسألون عنها ويطلبونها، خصوصاً لأن فرق التكلفة لا يكاد يذكر.

هل يمكن أن تخبرنا المزيد عن الاتجاه التي تتوجه إليه “بوم إيه ميرسييه”؟

ستقترب “بوم إيه ميرسييه” أكثر من تراثها وهوية علامتها. ففي غضون بضع سنوات، قد يصبح لدينا إصدارات من عدد من أقدم ساعاتنا، كما أن عدداً من ساعات “بوم إيه ميرسييه” الأيقونية، التي تعود إلى فترة 20-30 عاماً السابقة، سيتم إطلاقها قريباً في إصدارات جديدة. والفكرة هي إقرار “كلاسيما” و”كليفتون” كمجموعتين أساسيتين، في حين أن جميع المجموعات الأخرى ستتم – خلال العام المقبل – إعادة تصميمها أو إلغاؤها تدريجياً. وهكذا سيكون كل من “كليفتون” و”كلاسيما” محل تركيز العلامة.

ما هي خطتك للعلامة في منطقة الشرق الأوسط؟ وما هي في اعتقادك نقاط قوة وضعف العلامة في المنطقة؟

أفضل الحديث عن التحديات بدلاً من نقاط ضعف العلامة في الشرق الأوسط؛ فنحن كعلامة لسنا معروفين جيداً في الشرق الأوسط، نحن نعلم أننا علامة مشهورة جداً في أوروبا والولايات المتجدة ولبنان، وسبب شهرتنا في لبنان روابطه القوية مع الثقافة الفرنكوفونية في المنطقة؛ حيث كان لبنان مستعمرة فرنسية ولهذا فإن الناس هناك يعرفون العلامة. لكن في سوق مثل دول مجلس التعاون الخليجي، فنحن أقل شهرة. كما أن وضع العلامة كعلامة للمنتجات الفاخرة بأسعار مقبولة، قد يكون أقل جاذبية بالنسبة إلى الزبائن في هذه الدول. وقد شكل هذا تحدياً لنا، وهذا هو سبب محاولتنا بناء الوعي بالعلامة هنا؛ حيث علينا في هذا الخصوص البدء من الصفر.

التحدي الآخر هو أن تكون أكثر اتساقاً، فنحن لسنا متسقين بالدرجة الكافية في علاقاتنا العامة في جميع أنحاء العالم. ففي دولة ما نقوم برعاية سباقات الخيول، وفي دولة أخرى نقوم برعاية سباقات السيارات، وفي بلد ثالث كرة القدم، وفي رابع فعاليات الأزياء. وهكذا هناك نقص في التناسق، وهدف العلامة حالياً هو إعادة تمركز عمليات التسويق والعلاقات العلامة، لتنطلق من المقر الرئيسي وتشغيلها من هناك، وهكذا سيكون هناك صوت واحد، ونمط واحد للفعاليات، وطريقة واحدة للعلاقات العامة.

هل تخططون لافتتاح المزيد من المتاجر في الشرق الأوسط؟

لدينا أربعة متاجر في المنطقة، ولا أريد توسعة البيع بالتجزئة أكثر، لأنني أعتقد أنه يتعين علينا الاستفادة القصوى مما لدينا بالفعل، من خلال تحقيق نجاح كبير بناء على ما لدينا، ولفت الأنظار إلى متاجر التجزئة حيث لا نزال نتعلم عن السوق، ومن ثم نتوسع في دول أخرى. ونحن لدينا بوتيك واحد فقط في باريس، والبوتيكات الأخرى في الشرق الأوسط. وفي الوقت الحالي، فإنه بدلاً من افتتاح المزيد من المتاجر، قد نقوم بافتتاح المزيد من نقاط البيع.

أخيراً كيف هو أداء قطاع الساعات النسائية لديكم؟

الحقيقة أن نسبة 75 في المئة من تركيزنا كان متجهاً للزبائن الرجال، في حين كانت نسبة 25 في المئة فقط من منتجاتنا موجهة للنساء. ونحن نعلم أنه بالنسبة إلى قطاع الساعات النسائية، لم نصدر أي شيء جديد لفترة من الزمن. لدينا في هذا القطاع ساعة “لينيا”، لكنها تموت تقريباً. وقبل بضعة أعوام أطلقنا ساعة “كلاسيما” للنساء، لكن حجمها لم يكن جذاباً بالنسبة إلى زبائننا النساء. وهذا العام توصلنا إلى أحجام وأبعاد جديدة لساعة “كلاسيما”، والتي نأمل أنها ستكون عنصر جذب بالنسبة إلى الكثير من  أسواقنا. وبالنسبة إلى الشرق الأوسط، نأمل أن يكون لدينا مجموعة جديدة من الساعات النسائية يتم تجديدها بالكامل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى