لقاءات

”بولغري“ تواصل مسار ”الأكثر نحافة“

تقوم علامة الساعات والمجوهرات الفاخرة العريقة “بولغري”، منذ فترة طويلة، بتحقيق أرقام قياسية في إبداع الأكثر نحافة؛ مثل أكثر آليات التوربيون نحافة، وأكثر الساعات الدقاقة (مكرر الدقائق) نحافة، وأكثر الساعات الأوتوماتيكية نحافة، وأكثر ساعات التوربيون الأوتوماتيكية نحافة. وهذا العام أيضاً، تواصل العلامة السير على طريق مفهوم “الأكثر نحافة”، بعد أن أزاحت الستار عن ساعتها الرائعة “أوكتو فينيسيمو كرونوغراف جي إم تي”، والتي تتميز بأنها ليست الكرونوغراف الأكثر نحافة فقط، بل تضم أيضاً حركة أوتوماتيكية مع تعقيدة توقيت غرينتش “جي إم تي”. مؤخراً، التقت مجلتنا غويدو تيريني، المدير العام لدار “بولغري”، لإجراء مقابلة تم تحديد موعدها سلفاً. لكننا في منتصف المقابلة، فوجئنا بدخول جان-كريستوف بابين الرئيس التنفيذي للعلامة، من دون سابق علم منا بوجوده، حيث انضم إلى تيريني في الحديث، وساهم في الحوار بمعلومات ذات قيمة. بمواصلة قراءة الأسطر التالية، ستتكون لديكم صورة مثيرة للاهتمام حول علامة “بولغري”.

هل تتميز ساعة ” أوكتو فينيسيمو كرونوغراف جي إم تي” الجديدة، والتي حطمت الرقم القياسي في فئة الحركة الأكثر نحافة، حركة جديدة بالكامل؟ أو أنه تم إجراء تعديل على الحركة الأوتوماتيكية السابقة من تصنيع الدار بإضافة وحدة في أعلى الحركة؟

تيريني: تضم الساعة حركة جديدة تماماً، عبارة عن حركة كرونوغراف مدمجة كلياً، بدأ تصنيعها من الصفر. وقد استغرق تصنيعها من الدار عامين ونصف العام من العمل في قسم التصنيع لدينا “لو سانتييه ما نيوفكتير”، بالاعتماد على كل الخبرة المتوافرة لدينا، والتي اكتسبناها من تصنيع الساعات فائقة النحافة؛ لأن هذه الحركة هي أكثر كرونوغراف نحافة على الإطلاق، مع وظيفة توقيت غرينتش الدولي “جي إم تي”. ونحن نعتقد أن زبوننا رجل نبيل، ليس من نوع المظهر الرياضي؛ من الناحية التقنية، بل هو شخص أنيق يسافر كثيراً؛ من أجل العمل أو الاستمتاع. وهكذا فإن ساعة “فينيسيمو” تدخل بالساعات فائقة النحافة إلى القرن الحادي والعشرين، من خلال هذا الأسلوب الرجالي العصري الأنيق. فهذه الساعة ببساطة تغير نسب تصميم ما لدينا من ساعات كرونوغراف.

وكيف يمكنكم عرض ساعة كرونوغراف – مع حركة مدمجة – بسعر يبلغ 16500 فرنك سويسري فقط؟

تيريني: يرجع هذا إلى حقيقة أن لدينا مصنعاً متكاملاً تماماً في “لو سانتييه”، وأننا نقوم بإنتاج كل شيء داخل الدار. نحن نعمل على التكلفة، وليس علينا أن نقوم بزيادة هوامش أرباح الموردين، وهكذا بوسعنا أن نكون تنافسيين. وهذا السعر هو القيمة الحقيقية للساعة.

تقوم دار “بولغري” بتحطيم الأرقام القياسية كل عام.. لماذا هذا الأمر؟

تيريني: قمنا بعمل ذلك لأنه لم تكن لدينا آليات الحركات التي أردناها، وهكذا قمنا بتصنيعها لتكون نحيفة قدر الإمكان.

إلى أي مدى كان ذلك أمراً مجهداً بالنسبة إليكم؟

تيريني: حسناً، هناك الكثير من التحديات لأن مثل هذا الأمر يُعد مشروعاً ضخماً، لكن عندما تتمكن من تنفيذ هذه الحركات يكون الأمر مجزياً للغاية. وهذا هو الشيء الأكثر تعقيداً الذي تقوم به؛ ساعة كرونوغراف عقب ساعة دقّاقة (مكرر الدقائق)؛ وهذا هو السبب في أنك لا ترى الكثير من هذه الساعات. وقد قمنا بإنجاز هذا، بفضل المهارة والخبرة اللتين صنعنا بهما جميع حركات ساعات “فينيسيمو” الأخرى. فلدينا هنا نابض خارجي مثل ما فعلنا في حركة التوربيون الأوتوماتيكية، ويسمح لك هذا التصميم بمشاهدة عمل جميع الحركة من خلف العجلة العمودية التي تقوم بتنظيم وظيفة الكرونوغراف. وتمثل هذه الساعة كرونوغراف صُنع من أجل القرن الحادي والعشرين، مقارنة مع الساعات – المراجع – الأخرى التي يبلغ عمرها 50 عاماً، عندما كان قطر الساعات يبلغ 35 أو 36 ملم. وفي هذه الساعة يمكنك رؤية كيف تملأ العدادات التصميم، حيث وُضعت بالمسافة الصحيحة وجاءت بحجم أكبر؛ لأنها مصممة لساعة يبلغ قطرها 42 ملم.

كيف هو الشعور عند معرفة أن جميع صانعي الساعات يتطلعون كل عام لرؤية ما تقدمه “بولغري”؟

تيريني: نعتقد اعتقاداً راسخاً أن الابتكار يجب أن ينقلك إلى مكان أفضل؛ لذا فنحن لا ننظر إلى الخلف لنقوم بنسخ الماضي. نحن ننظر إلى المستقبل مستفيدين من تراثنا كمصدر للإلهام، ثم نقوم بحشد مهاراتنا التقنية لتصنيع شيء جديد؛ شيء يمنحك حجماً مختلفاً لما ترتديه فوق معصمك. فعندما ترتدي ساعة “فينيسيمو” فوق معصمك، يغري الأمر بارتدائها لأنك عندما تخلعها وتضع شيئاً آخر؛ أي ساعة أخرى؛ ستشعر بأن الأخيرة أضخم وأثقل. فهذه الساعة – “فينيسيمو” – بالفعل تغير إدراكنا لما يجب أن نرتديه فوق معصمنا.

كيف تمكنتم من تصنيع ساعة من السيراميك بمثل نحافة ساعة “أوكتو فينيسيمو سيراميك”؟

تيريني: تطلب الأمر منا الكثير من الجهد لتطوير هذه الساعة؛ لأن السيراميك مادة لا تعرف الحلول الوسط؛ فلا يمكنك تصنيعها بشكل خاطئ، وهذا هو السبب في أننا منحنا هذه الساعة مزيداً من التسامح إلى حد ما، في ما يخص الصلابة؛ حيث جاء السوار بسمك يبلغ 2.8 ملم بدلاً من 2.5 ملم، والعلبة سماكتها 5.5 ملم مقابل سماكة علبة التيتانيوم البالغة 5.15 ملم، إلا أن هذا لا يغير من جاذبية هذه الساعة أو يؤثر فيها. وقد صُنعت الساعة بالكامل من مادة السيراميك؛ حيث جاء الميناء مصنوعاً من السيراميك، وبالمثل العلبة والسوار، وحتى مشبك السوار من السيراميك؛ وهو الأمر الذي لم يحدث من قبل على الإطلاق؛ ففي المشبك عادة ما تحتاج إلى حركة مرنة، وإلى مادة معدنية، لإغلاقه، ولكن هنا في هذه الساعة لدينا النظام الذي يسمح لك بتثبيت هذا الجزء بإحكام، وهكذا يصبح مشبكاً للسوار. ومعظم الناس لا يفكرون كثيراً في المشبك، ولكنه جزء مهم من أجزاء الساعة ويجب دمجه بشكل صحيح، كما يجب أيضاً أن يكون خفيف الوزن على الجانب الآخر من المعصم.

وتتميز هذه الساعة بجاذبية كبيرة تتمثل في كونها شبابية المظهر، وجديدة وحيوية، فضلاً عن كونها رجولية وأنيقة؛ حيث يمكن ارتداؤها على الشاطئ، كما يمكن ارتداؤها مع بدلة للسهرة. وإضافة إلى هذا، كان وضوح قراءة الميناء أمراً صعب التنفيذ، لأنه عندما تكون المؤشرات والعلامات باللون الأسود فوق ميناء أسود؛ يكون من الصعب قراءة الزمن. لكن في هذه الساعة، يمكن رؤية التشطيب باللون المطفأ فوق ميناء السيراميك؛ والذي جاء بنمط أشعة الشمس، وهذا التشطيب يتباين بشكل جيد للغاية مع لون المؤشرات والعقارب. والمؤشرات في هذه الساعة ناتئة، ومطلية بالكروم باللون الأسود. وقد تمت إضافة مادة الكروم إلى العقارب والمؤشرات؛ لأنها تعكس الضوء بطريقة قوية بحيث يمكن رؤية الزمن بشكل ممتاز. وأنا أعتقد أن هذه الساعة هي أكثر الساعات التي قمنا بصنعها جاذبية. فضلاً عن أنها ساعة يومية مقاومة للخدش، وهكذا بالإمكان ارتداؤها كل يوم من دون أي قلق. وتمنح مادة السيراميك هذه الساعة اللون الأسود المطفأ، الذي يتميز بكونه شديد النقاء، ولو كنا قمنا بتصنيع الساعة من التيتانيوم المعالج بمادة “دي إل سي” (الكربون الشبيه بالألماس)، لم نكن لنحصل على نفس التشطيب، فالسيراميك هذا لا تشوبه شائبة من حيث اللون المطلوب.

لماذا انخفضت أسعار منتجاتكم كثيراً، خصوصاً منذ إطلاق خط “فينيسيمو”؟

تيريني: لدينا مزية امتلاك مصنع متكامل تماماً، كما أننا نقوم بتصنيع المكونات الخاصة بساعاتنا. وعندما تقوم بتصنيع المكونات الخاصة بالساعات التي تصدرها، فلن تكون مضطراً إلى منح مورديك هامش ربح كبيراً، وبدلاً من وضع ذلك كهامش ربح لنا، نقوم بتحديد القيمة الصحيحة التي نعتقد أنها قيمة الساعة بالفعل. وهذه أيضاً هي الطريقة الأفضل لضمان أننا سنجد من يرتدون الساعة ويرغبون في اقتنائها؛ لأنه كلما زاد عدد الناس الذين يرتدون الساعة، زاد وضوح الرؤية بالنسبة إلينا.

مع إطلاق الإصدار الجديد من ساعة “سيربنتي سيدوتوري”، هل تعتقد أنه سيكون من الممكن بالنسبة إلى النساء استخدام “سيربنتي” كساعة يرتدينها كل يوم؟

تيريني: بالتأكيد، وأعتقد أيضاً أن “سيربنتي توبوغاز” هي ساعة للارتداء اليومي، إلا أن الأمر يتطلب شجاعة وشخصية قوية لاستخدامها كساعة للارتداء يومياً. أما بالنسبة إلى النساء اللاتي لا يقتنعن بذلك، فقد أردنا تقديم طريقة سهلة لارتداء ساعة “سيربنتي”. فعندما أفكر في امرأة “بولغري”، أفكر فيها وهي ترتدي ساعة “سيربنتي توبوغاز”؛ شديدة الجاذبية والأنوثة. وأشير هنا إلى أن تسعاً من بين كل عشر نساء يرتدين ساعة رجالية، وإنما بحجم أصغر. أما “سيربنتي” فهي قوية جداً من ناحية إمكان تفسيرها بطريقة مختلفة، وهذا هو السبب في أننا استخدمنا العلبة الأيقونية، التي يبلغ عمرها الآن عشرة أعوام، وتشتهر بها “بولغري” لدى الجميع، ومن ثم قمنا بتصنيعها بشكل فائق النحافة لتكون بهذا سهلة الارتداء، بطريقة شديدة الكلاسيكية ولكن مع بعض التطور. وهذه الساعة ليست مستديرة، كما أنها ليست مربعة، حيث إنها في الحقيقة ساعة “سيربنتي” التي تتمتع بلمسة “بولغري”.

وبالنسبة إليّ، يمكنني على الفور تمييز أنها ساعة من إنتاج “بولغري”، حتى لو قمت بإزالة الشعار. ويبدو مظهر المجوهرات واضحاً في هذه الساعة؛ لأن سوارها مستوحى من مجموعة مجوهراتنا، ولكنه في الوقت نفسه يتميز بأنه جديد تماماً، وعصري وأنثوي للغاية. وتتمتع هذه الساعة باثنين من عوامل القوة: التمييز الفوري لها كأحد إبداعات “بولغري”، وكونها ساعة نسائية، لكنها مختلفة تماماً داخل عالم النساء. وفي وجود الإبزيم الذي تتميز به هذه الساعة، يصبح من السهل ارتداؤها بالنسبة إلى الكثير من النساء، فضلاً عن كونه ذا شكل أيقوني. كما أن الساعة شديدة الجاذبية أيضاً، فضلاً عن كونها شديدة الرقة واللطف، وتناسب المعاصم الصغيرة الحجم بشكل جميل.

بابين: إنها أيضاً ساعة فائقة الأناقة وأنثوية تماماً. وجاءت أشكال الحراشف على السوار بتصميم مرن للغاية؛ حيث تمثل بشكل تصويري جلد الثعبان ولكن بمادة اصطناعية. وفي البداية فكرنا في استخدام عرق اللؤلؤ لصنع الميناء، ولكن كان ذلك سيكون أكثر جاذبية للنساء الأكبر سناً. ولأننا أردنا شيئاً نضراً وحيوياً، وبلون دافئ؛ كان لابد من استخدام الذهب؛ لأن الذهب هو المادة التي تُستخدم لصنع المجوهرات، كما أنها أنثوية ودافئة وجذابة وفاخرة.

Jean-Christophe Babin – CEO
Jean-Christophe Babin – CEO

هل تتضمن الساعات النسائية أيضاً حركات مصنعة داخلياً؟

بابين: لا، إنها تعمل بحركات كوارتز؛ لأن علبة مثل علب الساعات النسائية لم تكن لتتناسب مع حركة ميكانيكية؛ إذ كانت ستكون أكثر نحافة. وأيضاً فإنه من المريح أكثر أن تتضمن الساعات النسائية حركة كوارتز؛ حيث لن تُضطر النساء إلى خوض عناء ضبط الساعة عند الرغبة في ارتدائها بعد فترة من الزمن. وبالطبع هناك نساء يفضلن الساعات الميكانيكية، ومن أجل هؤلاء لدينا ساعات “لوتشيا”، وهي في معظمها ساعات ميكانيكية. وقد جاء شكل وتصميم “لوتشيا” ليناسب ساعة ميكانيكية، إلا أنه سيكون من الصعب جداً الحصول على ساعة ميكانيكية في وجود علبة مثل علبة “سيربنتي”.

كيف تمكنتم من إنجاز كونكم الشركة الوحيدة التي تحقق نسبة نمو من رقمين عاماً بعد عام، على الرغم من اضطرابات السوق؟

بابين: السر هو الإبداع جنباً إلى جنب مع تجزيئ السوق؛ فلو كانت لدينا سوق موحدة، مع عدد قليل من اللاعبين، لكان من الصعب التغلب على الركود. فالأمر مزيج من التزامنا بالإبداع؛ والذي يمكن أن تجده في جميع المجالات؛ الساعات الرائعة، فضلاً عن مجوهراتنا الراقية ذات التصاميم الجريئة. فنحن نمزج بين التصميم السرمدي لشكل “سيربنتي” والأفكار الجريئة. ومن الواضح أننا نستفيد من كون سوقنا مجزأة، فحتى الأسماء الرائدة من صانعي الساعات لا تملك سوى حصة متواضعة من السوق، والأمر نفسه بالنسبة إلى المجوهرات والإكسسوارات. وعندما تكون الأوقات أكثر صعوبة، يساعدنا إبداعنا في الحصول على حصة من السوق، وعندما تكون الأوقات أكثر سهولة، يساعدنا إبداعنا في النمو بشكل أسرع. وربما أيضاً تساعدنا حقيقة أننا لا ننافس أحداً في عالم صناعة الساعات والمجوهرات، ما يبقينا شديدي التواضع والشغف، وفي النهاية سيساعدنا هذا في أن نكون الأفضل.

في السنوات القليلة الماضية، أصبح يُنظر إلى “بولغري” كعلامة شديدة الجاذبية، ما مدى الصعوبة التي واجهتكم لتحقيق ذلك؟

بابين: نحن نمتلك هذا الإلهام الروماني الرائع، والذي لا يقتصر على الفن والعمارة فقط، وإنما يمتد إلى أسلوب حياتنا نفسه. نحن نحاول تصور ما الذي يعنيه شعار “دولتشي ڨيتا” – Dolce Vita – (أي الحياة الحلوة أو حياة المتعة والرفاهية)، في القرن الحادي والعشرين، عندما يتعلق الأمر بالتفاعل مع شركائنا وزبائننا. باختصار يعني الفرح والمتعة، وهو أيضاً الأمر شديد الرقي، والذي يمكن ترجمته إلى تجربة لن تنساها إلى الأبد، سواء قمت بشرائها أو لا. وسواء كانت تلك التجربة التي تدوم إلى الأبد مع خاتم ذهبي، أو قضاء ليلة واحدة فقط في فندق “بولغري”. ومن الممكن وصفها بأنها تجربة رائعة وراقية، وهو ما تقدمه فنادق “بولغري” تماماً؛ إنها الذروة والحد الأقصى من ناحية الفخامة.

تيريني: أشير إلى أن الصلة العاطفية للزبائن تجاه العلامة قوية للغاية، وهذا هو سبب نمونا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى