لقاءات

”شوبارد“.. جميع الإبداعات بنهج أخلاقي

أثناء فعاليات دورة العام 2018 من “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات”، جلسنا مع كارولين شويفلي، الرئيس الشريك والمدير الإبداعي لدار “شوبارد”، لتحدثنا عن التطورات الجديدة داخل ماركة الساعات والمجوهرات الفاخرة العالمية.

كيف نشأت فكرة استخدام الذهب “الأخلاقي” بنسبة 100 %؟

كان ذلك في حفل جوائز الأوسكار، عندما قابلت ليڨيا فيرث؛ وذلك في نفس العام الذي فاز فيه كولين فيرث بجائزة أوسكار أفضل ممثل، عن دوره في فيلم “King’s Speech” – “خطاب الملك” – حيث كان يرتدي ساعة رائعة من ساعات “إل يو سي”. وحينها كانت ليڨيا تخبرني عن الشركة التي أسستها؛ “إيكوإيدج” والتي كانت تساعد على جعل منتجات الموضة أكثر أخلاقية، واستدامة، وصداقة للبيئة، ومن ثم سألتني عن المكان الذي يأتي منه الذهب الذي نستخدمه في إصداراتنا، وعندما أنهيت توضيحي لها إجابة عن سؤالها، أدركت أنه كانت تأخذني إلى طريق جديد. وبعد ذلك أخبرتني أن شركتها تخطط للعمل في صناعات أخرى، مثل صناعة الذهب، مع “تحالف التعدين المسؤول” (ARM)، وأنه قريباً سيحصل أول منجم في كولومبيا على شهادة اعتماده. ثم سألتني ما إذا كنت مهتمة بالعمل معهم، ومن دون أي تخطيط أو كثير تفكير وافقت. وحتى ذلك الحين، كنت أجهل تماماً – كما كان الجميع لا يزالون كذلك – الطريقة التي تستخرج بها المواد الخام التي نستخدمها في إصداراتنا.

تلك كانت البداية، وفي تلك المرحلة كان من الصعب تمرير الرسالة وإقناع جميع أفراد فريق الإنتاج بأهمية الأمر. وفي البداية كان لدينا كمية قليلة من ذهب التعدين المنصف المعتمد “فيرمايند غولد”، ولذلك عندما أنتجنا كل قطعة باستخدام هذا الذهب، تعاملنا معها معاملة كبار الشخصيات؛ ولهذا السبب استخدم هذا النوع من الذهب في المراحل المبكرة في صناعة المجوهرات الراقية وعلب ساعة “إل يو سي” فقط. لكننا الآن حققنا تقدماً أكبر، ويمكننا مساندة رسالتنا بنسبة 100 %؛ ذلك أنه بحلول شهر يوليو من العام الجاري سيتم تصنيع جميع منتجاتنا باستخدام الذهب الأخلاقي.

وهل ستتمكنون من الحصول على الكمية المطلوبة؟

نعم، نحن متأكدون تماماً أنه من خلال كميات ذهب التعدين المنصف المعتمد “فيرمايند غولد” والذهب الحرفي الأخلاقي، ستتم تلبية احتياجاتنا. فالذهب الحرفي الأخلاقي أيضاً يخضع للسيطرة، وفي هذا القطاع يلتزمون بمعايير، كما هي الحال بالنسبة إلى “فيرمايند غولد”؛ مثل عدم تشغيل الأطفال في المناجم، وعدم مشاركة أموال الجماعات الإرهابية في تمويل عمليات الاستخراج (غسل الأموال)، إلى غير ذلك من المعايير. وإضافة إلى ذلك، فنحن نتتبع سلسلة التوريد بالكامل، وبهذا يمكننا مساندة رسالتنا بنسبة 100 %.

ما هي أفكارك بخصوص ركيزة أساسية أخرى من ركائز إبداعات دار “شوبارد”؛ ساعة “هابي سبورت”؟

عندما قمت بتصميم الساعة قبل 25 عاماً، كان تصميماً ثورياً لأنها كانت أول ساعة من الفولاذ ترصع بالألماس، وعندما عرضت التصميم على والدي، قال لي إنه لا يمكنني وضع أحجار الألماس داخل الفولاذ، فسألته أين تجده مكتوباً أن الألماس يمكن فقط أن يرصع الذهب. لكنني لم أتوقع أن تصبح بهذه الأهمية بحيث تصبح جزءاً من الهوية المميزة لدار “شوبارد”. بالفعل إنها جزء مهم من مجموعة ساعاتنا، كما كانت هي الأمر الصحيح الذي يجب فعله.

لكن لماذا ظلت ساعة “هابي سبورت” لمدة 25 عاماً بنفس التصميم؟

نعم، ظلت هذه الساعة كما هي؛ كان التصميم مستديراً في البداية، ليصبح مسطحاً قليلاً في الجيل الثاني، والآن أصبحت أكثر استدارة مرة أخرى. وفي إصداراتنا الجديدة لهذا العام، نقدم هذه الساعة بحركة أوتوماتيكية مصنعة داخلياً، حيث إن هذا أمر مهم للغاية بالنسبة إلى أسواقنا الآسيوية. ومن الواضح أننا قمنا بصنع الكثير من المجسمات المتحركة، وتتوافر أول ساعة من ساعات “هابي سبورت” مصنوعة من ذهب التعدين المنصف المعتمد “فيرمايند غولد” بإصدار محدود. وتتمتع الساعة بتصميم أيقوني، وعندما تقوم بعمل مثل هذا التصميم للمرة الأولى، فإنك لا تعلم ما إذا كان سيبقى على مر الأجيال والزمن أم لا، ولكن مع ساعة “هابي سبورت” تمكنا من تحقيق ذلك.

عندما أطلقت “شوبارد” في البداية رعايتها، قبل 30 عاماً، هل توقع أي من أفراد العائلة أن تصبح سباقات “ميل ميليا” جزءاً لا يتجزأ من العلامة؟

لا، لم يحدث ذلك، وكما كان الأمر بالنسبة إلى ساعة “هابي سبورت” لم نتوقع أن تستمر رعايتنا لسباق “ميل ميليا” لهذه المدة الطويلة. وكما لاحظ أخي كارل-فريدريك شويفلي مؤخراً؛ فإن جميع العلامات الكبرى تقريباً مرتبطة حالياً برياضات السيارات، لكن في ذلك الوقت كان الأمر جديداً وغير اعتيادي. نعم السباق أيقوني، وكذلك الساعة التي تحمل اسمه، وإذا نظرت إلى تلك السيارات القديمة الجميلة، ستدرك أنها بالتأكيد ستبقى إلى الأبد، وكذلك مجموعة الساعات.

كيف كانت ردود الفعل حول مجموعة مجوهرات “هابي هارتس كوليكشن” التي كشفت “شوبارد” النقاب عنها للمرة الأولى قبل ثلاث سنوات؟

إنها مجموعة مشهورة للغاية، وقد أنتجنا قطعة أخرى جديدة رائعة، وهي قطعة ذات لفات ثلاثية حول المعصم، يتميز تصميمها بأنه شديد البهجة والمرح، ويمكن ارتداؤها على الجانب الأعلى أو الأسفل، وتتناسب بشكل مثالي مع ساعة “هابي سبورت”.

إلى أي مدى من المهم للعلامة أن تكون جميع ساعاتكم مزودة بحركة مصنعة داخلياً؟

من المهم جداً بالطبع، وفي الواقع فإن أخي يعاني الآن مشكلة بسبب كونه غير قادر على تسليم جميع الحركات المطلوبة لساعة “هابي سبورت”، لكنها مشكلة من الجيد أن يعانيها المرء! ليس من السهل تنمية إنتاج الحركات المصنعة داخلياً؛ إذ إن ذلك عملية شديدة التعقيد، فأنت بحاجة إلى الكثير من العمال المهرة، كما يستغرق الأمر وقتاً. إلا أن ذلك شديد الأهمية بالنسبة إلى استقلالنا كعلامة، وبالنسبة إلى جودة الساعات. وحالياً فإن حركاتنا المصنعة داخلياً لا تقدم فقط داخل ساعاتنا “إل يو سي”، وإنما أيضاً داخل ساعات “ميل ميليا”، و”هابي سبورت”، وجميع الساعات النسائية الميكانيكية. والأمر في ازدياد لأن الأسواق الآسيوية بالفعل تريد حركات يدوية التعبئة أو أوتوماتيكية من تصنيع “شوبارد”، في الساعات النسائية. لذا نعم، تزداد حركاتنا المصنعة داخلياً والمزودة بها ساعاتنا نمواً، إلا أننا لم نحقق بعد الإنتاج الكامل.

وكيف كانت ردود الفعل حول مجموعة “ريهانا ♥ شوبارد”؟

إنه مشروع مستمر، وهي – ريهانا – حالياً على تواصل معنا لمعرفة أي القطع يمكنها ارتداؤها عندما تظهر قريباً في ميلان. وهذه المجموعة جزء مهم من جهودنا للتواصل مع جيل الشباب، ولقد نجحنا بشكل جيد للغاية في الوصول إلى جيل الألفية، من خلال مجموعتنا “آيس كيوب”. وريهانا متحدثة بارعة، كما أن الطريقة التي ترتدي بها ملابسها، والطريقة التي تمزج بها الأشياء غير اعتيادية للغاية، لكنها عصرية وأنيقة جداً، كذلك هي تتمتع بذوق رائع. وريهانا هي الشخص المناسب، وتمتلك الشخصية المناسبة للتعبير عن أن المجوهرات يمكن أن تكون مرحة، وصاخبة، وشبابية. وهي ذات شخصية رائعة، وقد سررت بالعمل معها حيث أمضيت ليالي طويلة أقم بالتصميم بصحبتها. وفي أحد الأيام، قامت بخلع حذائها وقالت مشيرة إليه إنها تريد جميع تلك الألوان في عقد، وهذا ما فعلنا تماماً! إنها محترفة كبيرة، إن لم تكن الأكبر، في فئتها.

إلى متى ستقومين بتصميم المجوهرات الراقية؟ هل ما زلت تجدين الوقت اللازم للقيام بذلك؟

نعم بالطبع، مازال لدي الوقت للقيام بذلك. وبطريقة ما فأنا من يصنع هذا الوقت، بمعنى عندما أكون على متن طائرة، على سبيل المثال، أجد الوقت للتصميم، فأنا لا يأتيني الإلهام وأنا جالسة في مكتبي، في جنيڤ، محاطة بأكوام من الأوراق، لكن عندما أسافر أجد الوقت اللازم لذلك، حيث يأتيني الإلهام عندما أذهب إلى زيارة المتاحف، أو عندما أكون محاطة بمناظر الطبيعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى