لقاءات

”جيرار-بيرغو“.. استراتيجية إعادة التفكير

على هامش فعاليات معرض “الصالون الدولي للساعات الراقية” (SIHH)، الذي أقيم في جنيڤ في يناير الماضي، فتح أنطونيو كالسي، الرئيس التنفيذي لدار الساعات السويسرية الراقية العريقة “جيرار-بيرغو”، قلبه لمجلتنا وتحدث إلينا حول كيفية إعادة العلامة ترتيب أوراقها وتحديد موقعها على قائمة أشهر مصنعي الساعات الفاخرة، بهدف المحافظة على ابتكار إبداعات تتميز بقيمتها العالية في عالم صناعة الساعات في الوقت الحالي.

في البداية نتوجه بهذا السؤال: هل كانت علامة “جيرار-بيرغو” تستهدف جيل الشباب بأحدث إصداراتها: “نيو توربيون ويذ ثري بريدجز” و”لاورياتو” في العامين الماضيين؟

نعم بالتأكيد، فعلينا أن نصل إلى زبائن جدد لتوسيع قاعدة زبائننا، وهذا جزء من استراتيجيتنا. فنحن العلامة الأقدم في صناعة الساعات، كما أننا أيضاً في بداية فصل جديد من هذه الصناعة حالياً، ولذا فالمنتج يحتاج إلى أن يكون أكثر حداثة في وقتنا هذا؛ ويعد إصدار “غولدن بريدجز” مثالاً جيداً بهذا الخصوص؛ إذ إننا يمكننا احترام هوية وتراث العلامة ولكن بطريقة أكثر براعة وجدة. وإضافة إلى ذلك، فهناك حاجة إلى أن يكون هناك المزيد من النمو والتطور في صناعة الساعات، وفي المقابل يحتاج المنتج أن يخلق الرغبة داخل الزبائن، وهذا هو بالضبط ما نقوم به.

وحتى إذا كنا كعلامة نفخر بإرث من صناعة الساعات يمتد إلى 227 عاماً، فإن الإبداع هو مفتاح التطور والنمو. والسؤال هو: كيف يمكننا أن نحسن إبداع العلامة؟ والإجابة هي بأن تضم إلى فريقك المهارات المناسبة لذلك؛ المصممين، ومطوري الإنتاج، والمهندسين، وما إلى ذلك. ورغم أن بعض أعضاء فريقي ليست لديهم خبرة في صناعة الساعات، حيث انضموا إلينا من مجالات أخرى، إلا أن هذا يساعد على خلق جو من التفكير المنفتح، الذي يؤدي بدوره إلى ابتكار منتجات تتميز بالجدة والحداثة.

ما هو السبب وراء أن عدداً من العلامات التي استخدمت في الماضي الحركات التي تصنعها “جيرار-بيرغو” ضمن منتجاتها وإصداراتها، لم تعد تقوم بذلك؟

لقد توقفنا عن توريد الحركات المصنعة لدينا إلى العلامات الأخرى، وحالياً نقوم بإمداد “إم بي آند إف” فقط بحركاتنا الأساسية، وأنا شخصياً معجب بهذه العلامة كما أنهم أصدروا في العام الماضي 50 قطعة فقط. إلى ذلك، فنحن كعلامة “جيرار-بيرغو” لسنا موردين للحركات الأساسية؛ إذ ننظر إلى آليات الحركة باعتبارها “قلب” العلامة، ولذا سنقصر استخدام حركاتنا فقط على منتجاتنا الخاصة. وسابقاً، كنا نقوم بتوريد حركاتنا إلى علامات أخرى، بما فيها “بولغري”، إلا أنني أعتقد أن هذا ليس الاتجاه الصحيح بالنسبة إلى “جيرار-بيرغو”، فنحن لا يمكننا أن نستريح إلى أمجادنا الماضية ونكتفي بذلك، بل يمكننا خلق الرغبة في اقتناء منتجاتنا من خلال الإبداع وإصدار منتجات جديدة مثيرة. وأذكر هنا أن ساعتنا “مينيت ربيتر تراي-آكسييل” هي ساعة راقية جداً، وعلبتها مصنوعة من التيتانيوم 100 بالمئة، وخفيفة الوزن جداً، بإطلالة عصرية جداً، وتتمتع بجسر بتصميم هيكلي. أي أننا لدينا منتج مرغوب جداً، وفي الوقت نفسه يمكن أن يثير الاحترام والإعجاب بتراث العلامة.

وإلى ذلك، فنحن لدينا مجموعتنا الأساسية وإبداعاتنا من الساعات الفاخرة، وهذا نموذج عمل مختلف تماماً حيث ننتج بضع مئات من القطع بمستوى شديد الرقي. وحالياً فإن المنتج الرئيسي بالنسبة إلى “جيرار-بيرغو” هو ساعة “لاورياتو”، وقد أطلقنا “لاورياتو” قبل ثمانية أشهر مع مجموعة رائعة. ولهذا العام أضفنا إلى المجموعة ساعة “كرونوغراف” بحجمين، وقد حققنا من خلالهما نجاحاً مذهلاً. وفي العام الماضي، أطلقنا ساعة “لاورياتو سيراميك” و”لاورياتو فلاينغ توربيون”، وبذلك أثرينا مجموعة “لاورياتو” ولهذا فهي حالياً عائلة كاملة، وتتميز ساعاتها بأن القيمة التي يحصل عليها المشتري مقابل المال الذي يدفعه مذهلة.

هل ستضيف “جيرار-بيرغو” توسعة أخرى إلى مجموعة “لاورياتو” كما فعلت العام الماضي، أو أنها ستعزز الخطوط الموجودة بالفعل من هذه المجموعة؟

إذا كنتم قد لاحظتم، تتنوع مجموعتنا حسب الوظيفة، وليس حسب إطلالة الميناء وحدها. وعلى سبيل المثال، فإن ساعة “لاورياتو كرونوغراف” من الذهب الوردي تأتي فقط بميناء باللون الأزرق، إذ لا نطرح إصدارات متعددة بموانئ مختلفة الألوان. وإذا طرحنا شيئاً جديداً، فإن ذلك يكون لأننا نصدر منتجاً يقدم قيمة عالية، ويتمتع بوظيفة جديدة. ومع ذلك فقد نصنع في المستقبل ساعة “لاورياتو” بسماكة أقل وإطلالة أكثر ذكورية.

ما مدى صعوبة إبداع أعمال فنية ساعاتية مثل “بلانيتريوم تراي-آكسييل” و”مينيت ربيتر تراي-آكسييل توربيون”؟

بدأت العمل عليهما في العام 2015، وكانت ساعة “بلانيتريوم” أول مشروعاتي مع العلامة، ولدينا مشروعات أخرى في طور الإعداد. وقد بدأت بالفعل عدداً من المشروعات وسنطلق بعضها في العام 2019. وقد أردت من خلال ذلك بناء دعائم قوية للعلامة، وتعد “لاورياتو” ساعة أيقونية بالفعل، يمكن التعرف عليها وتمييزها بسهولة، ولذلك كانت “لاورياتو” خياري للدفع بمسيرة العلامة قدماً إلى المستوى التالي؛ إذ تمثل الهوية الرئيسية للعلامة.

لماذا بدأتم بعرض إصداراتكم في “الصالون الدولي للساعات الراقية” منذ العام الماضي؟

“الصالون الدولي للساعات الراقية” هو المكان المناسب لعرض إصدارات علامة مثل “جيرار-بيرغو”؛ حيث تشارك فيه فقط علامات الساعات ذات معدل الأسعار المتماثل. بينما في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” يشارك الموردون وكذلك علامات الساعات بنطاق أسعار واسع جداً، حيث تشارك ساعات تبدأ أسعار بيعها بالتجزئة من 50 فرنكاً سويسرياً وحتى 200 ألف فرنك سويسري. إلى ذلك، فقد سبق أن شاركت “جيرار-بيرغو” في معرض “الصالون الدولي للساعات الراقية” في سنواته الأولى إلى جانب علامة “جان ريتشارد”.

كونك توليت رئاسة علامة “جيرار-بيرغو” في العام 2015، هل ترى هناك أي قطاعات تعتقد أن العلامة تحتاج إلى تطويرها وتحسينها؟

نعم، علينا تعديل جميع استراتيجياتنا، وخصوصاً الاتصال المؤسسي، للوصول إلى جيل الألفية. فالعالم من حولنا قد تغير تماماً، ومن ثم علينا إعادة التفكير في استراتيجيتنا، وصورتنا، ومنتجاتنا، كما علينا التحرك بسرعة للنجاح في عالم اليوم. وقد بدأت بالفعل في العمل على هذا، وأخطط لإحداث المزيد من التغييرات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى