لقاءات

”هوبلو“.. سيطرة كاملة على الملعب

يتحدث إلينا ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي لشركة الساعات السويسرية الراقية الشهيرة “هوبلو”، حول شراكات الماركة في عالم الرياضة، والساعات الجديدة التي استلهمت تصاميمها من عالمي الرياضة والفنون، فضلاً عن رؤيته لمستقبل العلامة.

في البداية.. كيف بدأت شراكة “هوبلو” مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، والتي تعد سبقاً كبيراً في صناعة الساعات؟

بدأت علاقة “هوبلو” برياضة كرة القدم في العام 2006، عندما دخلنا في شراكة مع المنتخب الوطني السويسري، بعد ذلك كانت شراكتنا مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم من أجل بطولة “كأس أوروبا”، حينما كان الفرنسي ميشيل بلاتيني يرأس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، والذي بدوره قام بتقديمنا في العام 2008 إلى السيد بلاتر، الذي كان وقتها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، وبعد ذلك تفاوضنا حول رعايتنا لبطولة كأس العالم لكرة القدم للعام 2010.

ما الذي يمكن أن نتوقعه من علامة “هوبلو” في ما يتعلق برعايتكم للمرة الثالثة لبطولة كأس العالم لكرة القدم هذا العام؟

كانت ركلة البداية لفعالياتنا المتعلقة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، هي المباراة الأخيرة التي أقيمت في بازل باسم “مباراة الصداقة”، والتي شاركت فيها مجموعة مثيرة من أساطير كرة القدم؛ مثل مارادونا، وجوزيه مورينيو، ويوسين بولت الذي يحب كرة القدم رغم كونه بطل العالم في سباقات الجري السريع. كما قمنا أيضاً بالكشف عن ساعة ذكية قمنا بتصميمها لحكام البطولة، وفي الحقيقة جاء طلب تصميم هذه الساعة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم قبل عامين؛ حيث أوضح مسؤولو الاتحاد رغبتهم في تصنيع ساعة خاصة بالحكام، لتكون ساعة التوقيت الرسمية الخاصة ببطولة كأس العالم لكرة القدم، وقد وافقنا على العمل معهم. وحيث إن مجموعتنا تتضمن علامة “تاغ هوير”، وساعتها “كنيكتد”، وشركة LVMH، قررنا من أجل إنتاج هذه الساعة أن نستخدم الوحدة التكنولوجية الموجودة بالفعل، وأن نضيف إليها التطبيقات التي نحتاج إليها؛ مثل تطبيق الحكام، وتطبيق كأس العالم والذي يتضمن جميع المعلومات المتعلقة بالحدث المقام في روسيا. ومن ثم قمنا بإضافة سوار علبة ساعة “بيغ بانغ أونيكو” إلى هذه الساعة، التي نطلقها بإصدار محدود من 2018 قطعة فقط من هذه الساعة، وهي ساعة “كنيكتد بيغ بانغ رفيري”.

كيف ظهرت فكرة صنع ساعة ذكية بهذا الشكل المختلف تماماً؛ مثل ساعة “رفيري 2018 فيفا ورلد كب رشا”؟

يتمثل هدفنا في “هوبلو” في أن نكون الأوائل، ومتفردين ومختلفين. وفي هذه الحالة كانت هناك علامات أخرى أطلقت ساعات ذكية (متصلة بالإنترنت وغيرها من الوسائط)؛ لذا كان يجب علينا أن نفكر في الكيفية التي يمكن أن نكون بها مختلفين. ومن ثم توصلنا إلى فكرة استخدام نظام “وان-كليك” لتغيير الحزام، ولصنع العلبة والسوار والمشبك بناء على معايير “هوبلو” المعتادة، وفي نفس الوقت أيضاً تحديد السعر. وهذه الساعة ربما تكون أغلى الساعات الذكية سعراً، حيث قمنا بمنح الساعة قيمة لا تضاهى. ونحن لا نعمل في مجال صناعة الساعات الذكية، لكن أحياناً نقوم بالعمل على مشروعات تجعل الناس يتحدثون عن إبداعات العلامة. وتُحدث الساعة حالياً ضجة كبيرة على شبكة الإنترنت من ناحية الحديث عنها وتداول أخبارها ومزاياها، ما يعد أمراً جيداً بالنسبة إلى العلامة.

هل تعتقد أن عدم قدرة الكثير من عشاق إبداعات العلامة على الحصول على ساعة من هذا الإصدار قد يغضبهم؟

حال هذه الساعة مثل حال الإصدارات المحدودة من الساعات؛ ففكرة تصنيع 200 أو 500 ساعة تعني عدم حصول الجميع على ساعة منها. ومن المهم دائماً الحفاظ على أن يكون العرض أقل من الطلب، وهذا بالطبع يحبط الكثيرين، ولكنه جزء من اللعبة!

وكيف كانت ردود الفعل حول ساعة “رد ماجيك” حيث لاحظت أنه بينما أحبها بعض الناس لم تعجب الآخرين على الإطلاق؟!

من الجيد دائماً أن يصلنا كلا النوعين من ردود الفعل؛ ومثل هذه الساعة إما أن يحبها الناس أو لا يحبونها على الإطلاق، ولا يوجد مكان وسط. وفي التصميم يتم فصل اللون الأحمر قليلاً، بلون آخر، حيث لا يمكنك ارتداء اللون الأحمر طوال الوقت. ونحن نعلم أن العلامات الأخرى قد حاولت الوصول إلى هذه الدرجة العميقة من اللون الأحمر، وقد توصلنا نحن إلى هذه الدرجة بعد أربع سنوات من البحث والتطوير. وبعد تلك المدة كنا قادرين على الحصول على التركيبة الصحيحة لتصنيع السيراميك الأحمر، بحيث إنه حتى عندما نقوم بتسخين السيراميك لا تحترق الأصباغ، لنتمكن بذلك من الحصول على هذا اللون الأحمر النابض بالحياة. وبعد عدة سنوات من البحث المكثف، توصلنا إلى حل عبارة عن تركيبة تقوم على عملية بين الحرارة والضغط، حصلنا بها على براءة اختراع. وما قمنا به قد يفتح آفاقاً جديدة أمام استخدام مادة السيراميك في الصناعة، ما يعد أمراً شديد الأهمية. وبعد هذه العملية، نستطيع الحصول على ساعة “تاتش أوف رد” أو “بيغ بانغ رد ماجيك”، والتي سيحبها بعض الناس، والتي قد لا تكون أفضل إصداراتنا مبيعاً ولكنها ستكون إصداراً ناجحاً، وساعة يتحدث عنها المهتمون بصناعة الساعات.

بما أن “هوبلو” قد أطلقت حالياً ساعات مصنوعة من الصفير تتسم بأنها شفافة تماماً – بما في ذلك قاعدة الميناء – إلى أين ترى ساعات الصفير تتجه مستقبلاً؟

نعم، سيكون من الصعب صنع المزيد من الساعات من الصفير، فنحن العلامة الأولى، وحالياً الوحيدة، التي تقوم بتصنيع إنتاج من ساعات الصفير. وأثناء قيامنا بذلك، جعلنا الساعات المصنوعة من الصفير بأسعار مقبولة إلى حد ما؛ حيث لا تزال أسعار هذه الساعات مرتفعة جداً؛ إذ تبلغ بين 600 و700 ألف فرنك سويسري. وإضافة إلى ذلك، فإن إطلالة الساعة رائعة بشكل لا يصدق. وحالياً نعمل على الساعات من الصفير الملون، ولدينا بالفعل ساعات من الصفير الأزرق والأحمر، فضلاً عن ساعة الصفير الوردي للنساء. وحالياً نعمل على إنتاج ساعة من الصفير الأخضر، والتي يعد إنتاجها أكثر صعوبة حيث توجد مشكلة ما في الأصباغ. وهناك احتمالات لاكتشاف ألوان أخرى من الصفير، وأعتقد أن الصفير سيكون اتجاهاً رائجاً – “موضة” – لبضع سنوات أخرى.

إذن كيف كانت ردود الفعل حول ساعات الصفير النسائية؟

الواقع أنها كانت أقل نجاحاً من ساعات الصفير الرجالية، فعندما كشفنا عن الساعة الوردية، كان قرارنا إطلاق إصدار من الصفير للنساء، وأن يكون محدوداً. لكن أفضل ساعاتنا النسائية هي إصدار “سان بلو” النسائي والذي أطلقناه مؤخراً، وحقق نجاحاً هائلاً. وبالطبع فإن ساعة الصفير أكثر حصرية بسبب سعرها.

وهل فاجأكم نجاح ساعة “سان بلو” عندما ظهرت؟

لقد فاجأنا بشكل لا يصدق، وعن نفسي كنت أتساءل ما إذا كان الأمر سينجح، ولكن حقق الإصدار استجابة رائعة، ولا نزال نقوم بإطلاق إصدارات جديدة منها بسبب ارتفاع الطلب عليها. وحالياً نشهد نجاحاً مماثلاً تحققه ساعتنا “أورلنسكي”، والتي يشبه ارتداؤها وضع عمل فني حول معصمك. وهذا يوضح المسار الذي يجب أن تسلكه صناعة الساعات، فالمستقبل يكمن في إطلاق قطع فنية يمكن للناس ارتداؤها.

ما هي المعايير التي على أساسها تختار “هوبلو” سفراءها من مختلف المجالات.

بداية يجب أن يكونوا شخصيات أيقونية بارزة في المجال الذي ينتمون إليه؛ فمثلاً يوسين بولت يسيطر على مجال ألعاب القوى، ومارادونا أسطورة من أساطير كرة القدم وبالمثل بيليه. وأيضاً يجب أن تكون بينهم وبين الناس وعلامتنا كيمياء جيدة، ولديهم فلسفة وأفكار مشابهة. لا يوجد في الواقع منهج علمي على أساسه يتم اختيار السفراء، فما يهم هو أنه عندما نلتقي سفراءنا نتفق مع طباعهم وشخصياتهم بشكل جيد. وفي حالة اختيار يوسين بولت، قابلت مدير أعماله وأدركت أن رؤية كل منا متطابقة، ولهذا يجب أن نعمل معاً. وقابلت أورلنسكي في باريس في إحدى الحفلات وبدأنا نتحدث معاً، فعلمت أنه الشخص المناسب. وإذا كان يجب عليّ أن أدرس شخصاً ما لمعرفة أنه سينجح كسفير للعلامة، فإن ذلك الشخص لا يصلح سفيراً لـ”هوبلو”. فبالنسبة إلينا ما يهم هو غريزة الشخص وطبيعته وعاطفته.

كيف يمكنكم التطوير بناء على الحضور شديد الوضوح الذي تتمتع به “هوبلو” حالياً في جميع الفعاليات الكبرى؟ هل هناك أي إمكانية لذلك؟

الركيزتان الرئيسيتان لشراكاتنا هما رياضة كرة القدم و”فيراري”. وبعد ذلك نحاول الدخول إلى رياضات أخرى، مثل الغولف. وسنقوم باكتشاف المزيد حول رياضة الغولف على مستوى العالم، مع التركيز على زبائن محددين مثل الأميركيين والصينيين. ونحن نستكشف عالم فن النحت والرسم مع أورلنسكي وسان بلو، وعالم الموسيقى مع فرقة “ديبيش مود” وعازف البيانو لانغ لانغ. ونحاول استكشاف عوالم مختلفة؛ لأن مستهلكي إصداراتنا نشطون في الكثير من المجالات والأنشطة؛ فقد يخرجون من سباق “فورمولا 1” لشراء سيارة “فيراري” أو مشاهدة مباراة لكرة القدم أو الغولف، وفي كل مكان يذهبون إليه من هذه الأماكن يشاهدون علامة “هوبلو”. وبالنسبة إليهم تعد “هوبلو” جزءاً من عالمهم؛ لذا سيكون من الطبيعي أن يرتدوا إحدى ساعات “هوبلو” حول معصمهم؛ لأنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من هذا العالم.

كيف يكون الشعور عندما تصدرون ساعة مثالية مثل ساعة “بيغ بانغ أونيكو غولف”؟

بالتأكيد شعور رائع، وليس الأمر مقتصراً على ساعة “بيغ بانغ أونيكو غولف”، ولكن في أي وقت أرى أحدهم يرتدي ساعة “هوبلو” أشعر بالفخر، لأننا أبدعنا شيئاً جيداً للغاية حتى إن هذا الشخص ذهب إلى المتجر واشترى تلك الساعة. وبالنسبة إلى الشراكة في عالم رياضة الغولف، عندما أردنا دخول عالم الغولف في العام 2005، كان الأمر تنافسياً جداً ولم نستطع تحقيق ذلك. وبعد 10 سنوات أدركنا أننا الآن علامة كبيرة وأننا نستطيع فعل هذا، لكن أردنا أن يكون لدينا منهج مختلف. ولهذا السبب توصلنا إلى فكرة إبداع ساعة غولف ميكانيكية؛ وهو شيء لم يحاوله أحد من قبل، وهي ساعة مخصصة لهذه الرياضة. وقد كانت فكرة رائعة أن تكون لدينا أداة تحسب ضربات الغولف، كما كان علينا أيضاً أن نعمل على خفة وزن وجماليات الساعة. وحالياً ننشئ فريقاً من السفراء في هذه الرياضة؛ مثل داستن جونسن، وجاستين روز، وباتريك ريد، وأليكس نورن، وغيرهم، وبهذا ننشئ فريقاً من أساطير هذه الرياضة واللاعبين الجيدين ليكون جزءاً من عائلة “هوبلو”.

هل سينتج مبدأ “فن الانصهار” (“آرت أوف فيوجن”) قريباً مادة الفولاذ التي لا يمكن تعرضها للخدش تحت أي ظرف؟

ليس بعد، فنحن نعمل على مشروعات مختلفة، معظمها تخص مادة السيراميك؛ حيث يوجد الكثير الذي يمكن فعله بخصوص السيراميك في هذه المرحلة؛ من حيث المواد والجماليات. إضافة إلى ذلك لدينا مشروع يخص مادة الفولاذ، لكن لم يتحقق شيء حتى الآن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى