لقاءات

”إم بي آند إف“.. الفن ملهم الإبداع

التقينا ماكسيميليان بوسير – المؤسس والرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لعلامة آلات قياس الزمن السويسرية الراقية المبتكرة “إم بي آند إف” – في جلسة حوارية تناولنا فيها الإبداع الجيد “إتش إم 9″، ومصادر إلهام تصميمه وتصنيعه، وجديد صالة عرض “إم بي آند إف ماد غاليري”. فإلى هذا الحوار الشيق..

هل يمكن أن تخبرنا عن الإصدار الأخير “إتش إم 9 – فلاو”؟ ولماذا سمي هذا الإبداع باسم “فلاو”؟

عندما أقوم بإبداع ما، لا أبدأ ذلك بالتفكير أنني أريد إبداع شيء ما مستلهم من تصميم سيارة أو طائرة، أو غير ذلك. لدي رؤى أو تصورات – أعلم أنها قد تبدو غريبة بعض الشيء – ولكن الحقيقة أنني أجلس في حديقتي في دبي وأرى شكل القطعة التي أنوي إبداعها. هذا هو الرسم التخطيطي الأولي، وكما يمكنك أن ترى أنه للمرة الأولى فإن – من الرسم التخطيطي وحتى المنتج في صورته النهائية – هناك تطابقاً بنسبة 98 %. وفقط بعد أن أرى ذلك، أدرك من أين أتت التأثيرات لإبداع هذه القطعة. وبالنسبة إلى آلة قياس الزمن “إتش إم 9 – فلاو”، كانت التأثيرات هي الطائرات والسيارات التي تم تصميمها في سنوات الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، قبل أن يغير مفهوم قنوات التهوية تماماً طريقة تصميم السيارات والطائرات، لزيادة كفاءتها العملية. وقبل ذلك، عندما كنت تقوم بتصميم طائرة لم تكن لديك فكرة عما إذا كانت الطائرة ستكون ذات كفاءة أو لا، كنت فقط تقوم بتصميمها لتبدو سريعة وفي الوقت نفسه تأمل ألا تتحطم!

وبالنسبة إلي، فإن عدداً من أكثر الطائرات والسيارات جمالاً تم تصميمها في سنوات الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي. والفكرة كلها وراء هذا الإبداع هي تدفق الهواء، ومن ثم عندما تنظر إلى القطعة التي قمت بوضع فكرة تصميمها سيتكون لديك انطباع بأنها بالفعل على وشك الطيران والتحليق، وهذا هو الانطباع الذي أردت أن أخلقه لدى من يشاهد هذه القطعة، بالنسبة إلى الساعة كما بالنسبة إلى الحركة؛ لأنك عندما تشاهد آلية الحركة سيتكون لديك الانطباع بأنها بالفعل تقلع للطيران.

إذن لماذا قررت أن تطلق إصدارين من هذا الإبداع: “رود” – Road – و”إير” – Air؟

لأن هذه هي المرة الأولى التي يكون فيها مصدر إلهامي مزدوجاً؛ حيث عادة ما يكون مصدر إلهامي محدداً؛ سواء كان سيارة أو طائرة أو قنديل البحر أو غير ذلك. لكن هذه المرة، عندما نظرت إلى تصميمي، كان يوحي بأنه على شكل طائرة وبنفس القدر على شكل سيارة، ولذا قررت أن يكون لدي خياران. وسيكون إصدار الإطلاق من 66 قطعة؛ 33 لكل من الإصدارين، وسيستغرق الأمر منا عامين لتصنيع إصدارين بعدد 33 قطعة لكل منهما، وبعدها سنرى كيف تسير الأمور.

من العناصر الأربعة، ينقصك الفضاء والماء؟

مصدر التأثير هنا هو بالتأكيد الطائرات والسيارات، ولهذا سنستمر على هذا الخط، وربما في العام 2020 قد نقوم بتوسيع هذا الإصدار.

هل كان لتصميم آلة قياس الزمن “إتش إم 4″، وهو أحد تصاميمك الأكثر انتشاراً، تأثير في تصميم “إتش إم 9” بأي شكل من الأشكال؟

إذا نظرت إلى “إتش إم 9″، ستلاحظ أن الجزء المركزي منها هو نفس تصميم “إتش إم 4” بشكل واضح؛ وبطريقة ما تدرك أنه لا يمكنك الهروب من نفسك. ومنذ البدايات الأولى كنت أحاول القيام بشيء ما مختلف جداً عند إصدار كل آلة من آلات قياس الزمن “إتش إم”، ولكن عندما أضعها معاً على الطاولة سيلاحظ الجميع مدى ترابطها من ناحية التصميم. وقد حاولت اتخاذ اتجاهات مختلفة، ولكن كما قلت لا يمكنك الهروب من نفسك، أو من التأثير الموجود في داخلك.

ولكن هذه الآلات غير مترابطة تصميمياً، بل جميعها شديدة الاختلاف.

نعم أعتقد أنها شديدة الاختلاف، ولكن في نهاية المطاف فإن جميع أساسيات التصميم هي التي تجعلني أشعر بالسعادة؛ حيث إنها جميعاً تعبر عن ذوقي. وهكذا في حالة “إتش إم 9″، فإن الجزء المركزي مستلهم من “إتش إم 4″، بينما التصميم مستلهم من “إتش إم 6″، ولهذا وبطريقة غريبة، فإن أياً ما سأقوم بإبداعه سيؤثر في مستقبلاً. وقد قالت كوكو شانيل ذات مرة: “إن من يصر على إبداعه الخاص ليست لديه ذاكرة”، أي أن الأشخاص الذين يعتقدون أنهم شديدو الابتكار لا يدركون أنهم مبتكرون بسبب جميع التأثيرات التي تعرضوا لها طوال حياتهم. فكل شيء يغذي قدرة الإبداع لدي ينقلني إلى الخطوة التالية.

قمت بالكشف عن إصدار جديد من “إل إم 2” هو “إل إم 2 بربل”، باللون الأرجواني، لماذا عدت إلى “إل إم 2″؟

آلة قياس الزمن “ليغاسي ماشين 2” كانت نقطة الانطلاق بالنسبة إلى حركة “إتش إم 9″، من خلال عجلات ميزانها الثنائي،  وقد عملنا بجهد على ذلك لمدة أربعة أعوام، ما أتاح لنا بعد ذلك أربعة أعوام أخرى للقيام بهذا الأمر. ولا نزال منذ العام 2013 نقوم بتصنيع 100 قطعة من “إل إم 2”. وقد قررنا التوقف عن استخدام الذهب الأبيض، من خلال تزويد الساعة بميناء باللون الأرجواني، وهو الإصدار الذي يوجد منه 12 قطعة فقط. وفي العام مقبل سنتوقف عن استخدام الذهب الأحمر، بإضافة ميناء آخر، وأيضاً بإصدار من 12 قطعة. ومن شأن هذا أن يوصلنا إلى تصنيع نحو 100 ساعة على مدى مدة زمنية تبلغ سبع سنوات.

وهل ستكون تلك هي نقطة التوقف عن إصدار “إل إم 2″؟

لست متأكداً بخصوص ذلك.

كيف كانت ردود الفعل حول نقل مقر صالة عرض “ماد غاليري” دبي إلى “دبي مول”؟

كانت جيدة جداً، وذلك لأن المقر السابق في “السركال أڨينيو” كان مكاناً مفتوحاً، أي خارج المبنى؛ ولذا لمدة 4- 5 أشهر هي أشهر الصيف لم يكن هناك تقريباً زوار لصالة العرض، في حين أننا عملنا في مقرنا في “دبي مول”، أثناء فصل الصيف، بشكل جيد للغاية. الاختلاف الآخر، والذي أدهشني وأسعدني، أن نحو 90 % من الأشخاص الذين جاءوا لزيارة صالة العرض في مقرها الجديد، والذين تحدثت إليهم، يعرفون بالفعل علامة “إم بي آند إف”، بينما لم يكن الأمر كذلك في مقر “السركال”. وأعتقد أنهما مكانان مختلفان بالنسبة إلى الجمهور، نعم قد أحببت مقر “السركال” فهو مكان جميل للغاية، ولكن من الناحية الاقتصادية سيكون التأثير أكثر كثيراً أن يكون المقر هنا في “دبي مول”.

هل تخطط لافتتاح صالة عرض “ماد غاليري” في لندن أو الولايات المتحدة الأميركية؟

افتتحنا صالة عرض “ماد غاليري” الرابعة في هونغ كونغ في أكتوبر الماضي، وهي صالة العرض الثانية لنا في قارة آسيا. وهكذا يصبح لدينا أربع صالات عرض “ماد غاليري” في هونغ كونغ وتايبيه ودبي وجنيڤ. وخطتنا هي افتتاح صالةالعرض التالية في لندن في العام المقبل، ولكن يجب علينا بداية العثور على الموقع الصحيح. لكن المشكلة الكبرى، بكل صدق، هي إيجاد العدد الكافي من القطع الفنية، فمنذ أن انتقلنا إلى “دبي مول” قمنا ببيع الكثير جداً من القطع الفنية، ما جعل مخزوننا ينفد فعلياً، والفنانون بدورهم ليس لديهم مخزون كاف، ولهذا إذا أردنا إعادة طلب قطعة ما، فسيتم إخبارنا بأنه سيتم تلبية الطلب بعد ستة أشهر، لأن أغلبية هذه القطع يتم صنعها يدوياً. وأيضاً، فقد ارتفع حجم مبيعاتنا بشدة بعد انتقالنا هنا من مقر “السركال”، وبالطبع لم يكن فريق العمل يعلم أن هذا سيحدث، وحالياً نبحث بشكل مستمر عن المزيد من المخزون من الأعمال الفنية، وهو أمر معقد.

ونحن بحاجة إلى القيام بما لا يقل عن ثلاثة أو أربع افتتاحات لمعارض أو فعاليات مع فنانين جدد، وليس من السهل القيام بثلاث فعاليات، بينما ستكون خمس فعاليات أكثر صعوبة؛ لأن هناك عدد قليل جداً من الفنانين هم من تتوافق أعمالهم مع الحدود التي تعمل “ماد غاليري” ضمنها. وهكذا كلما زاد عدد المعارض، زادت التحديات والصعوبات بالنسبة إلي.

لماذا لم تطلق المزيد من آلات “ميوزيك ماشين” التي حققت سابقاً نجاحاً ساحقاً؟

العام المقبل في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات”، سترون آلة “ميوزيك ماشين” جديدة تماماً، والتي تمثل تعاوناً جديداً لنا مع علامة “روج”.

ما الذي تراه بالنسبة إلى مستقبل آلات قياس الزمن “ليغاسي ماشين”؟

سنعمل على الانتقال بآلات “ليغاسي ماشين” إلى مفهوم جديد كلياً في العام المقبل. وبهذا فإن آلة قياس الزمن “سبليت إسكيبمنت” كانت الإصدار الخامس والأخير في سلسلة إصدارات “ليغاسي ماشين” بمفهومها المعروف حالياً، من حيث شكل العلبة وتنفيذ الميناء، إلى آخر ذلك. وسننتقل بخط المجموعة بأكمله إلى مستوى مختلف، وبالتأكيد سيظل الشكل الجديد محتفظاً بكلاسيكيته، ولكن سيكون أيضاً أكثر جنوناً إلى حد ما!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى