لقاءات

”مون بلان“.. مغامرات على جبال الإبداع

أثناء المغامرة السنوية للعلامة في “جاكسون هول” بولاية وايومنغ في الولايات المتحدة الأمريكية، التقينا دافيدي سيراتو المدير العام لقطاع الساعات العالمي في دار منتجات الرفاهية الفاخرة “مون بلان”، فكان هذا الحوار الشيق والمطول.

في البداية.. لماذا كان اختيار “جاكسون هول” لمغامرة “مون بلان” في العام 2017؟

نحن هنا في منطقة وادي “جاكسون هول” بولاية وايومنغ في الولايات المتحدة الأمريكية للاحتفال بروح الاستكشاف، حيث نقدم هذا العام إعادة تصميم كاملة لمجموعتنا “1858”، والتي يدور تصميمها حول مفهوم استكشاف الجبال. ونعتقد أن هذا هو المكان المثالي للحديث عن هذه المجموعة في شكلها الجديد، في مكان رائع بعيد عن المباني، يرمز إلى النموذج الأمريكي حيث الحياة البرية الحقيقية، وجبال “روكي” بمناظرها الخلابة الرائعة التي تمثل صلة حية حقيقية مع مفهوم الحياة البرية.

ومتى قمتم بتطوير فكرة المغامرات الجبلية والحياة البرية؟

عند بداية وضع تصور لتصميم مجموعة ما من الساعات، نقرر الفكرة التي يدور حولها التصميم، فضلاً عن أننا علامة “مون بلان”، وهي علامة سميت باسم أحد أكثر الجبال طولاً في أوروبا، فكان هذا رمزاً مثالياً لفكرة الاستكشاف، والمساحات الواسعة في الهواء الطلق، والتحديات التي يفرضها تجاوزك للحدود. فجاءت مجموعة “1858”، وهي خط من الساعات تستلهم التصاميم العسكرية والعتيقة، لتحتفل بروح المغامرة هذه.

وهل هناك إمكانية لدمج مجموعة “مينيرڤا” مع المجموعة الاعتيادية؟

نعم بالتأكيد، فساعات “مينيرڤا” هي “مون بلان”، و”مون بلان” هي ساعات “مينيرڤا”؛ إذ إن “مينيرڤا” هي جزء من تراثنا وجذورنا. ونحن الآن نعمل على الاستفادة من تصميم هذه الساعات بأقصى سرعة، ونستخدمه في جميع منتجاتنا على مستويات عدة، فعلامة “مينيرڤا” لديها تاريخ وإرث حافل من إصدار ساعات رائعة. ولتصميم ساعات مجموعة “1858” ألقينا نظرة فاحصة على الساعات ذات التصاميم العسكرية من حقبتي الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي، والتي ألهمت تصاميمنا المعاصرة التي تتسم بالتصنيع المتسق المتين والقوي، للتعبير عن تصنيع ساعات ذات شخصية متفردة، وهو ما يمثل هدفاً لنا كعلامة.

إضافة إلى ذلك، فإن كلاً من “مينيرڤا” و”مون بلان” لديها تراث قوي ثري من رواية قصص إبداعاتها، وبذلك نستطيع تطوير وتنمية تصاميم كل مجموعة من مجموعاتنا بناء على المعرفة التي اكتسبناها من ساعات علامة “مينيرڤا”. وفي هذه الحالة على وجه الخصوص، استخدمنا حركة ساعات “مينيرڤا” الرائعة، في مجموعة ساعاتنا “كرونو مونوبوشر”.

لماذا “مون بلان” هي علامة الساعات الراقية الوحيدة التي لا تزال تمنح ساعات الجيب الكثير من الأهمية؟

نشعر في العلامة بأن ساعات الجيب تضم شريحة من زبائن سوق الساعات هي في حاجة حقيقية إلى هذه النوعية من الساعات؛ ولذا نحاول سد تلك الثغرة. إلى ذلك، فإن ساعات الجيب هي جزء مهم من تاريخ علامة “مينيرڤا”، سواء كان ذلك في بدايات القرن العشرين عندما كانت ساعات الجيب شائعة الاستخدام، وأيضاً حديثاً عندما ركزت “مينيرڤا” على ساعات الإيقاف والعدادات. ولا تخطط علامة “مون بلان” لمجرد إعادة إصدار ساعات الجيب القديمة، بل نفكر في تعددية الاستخدام، وفي طرق مبتكرة وممتعة لارتداء ساعة الجيب، والتي أصبحت إحدى اللمسات المميزة لعلامة “مون بلان”. وقد ركزنا على هذا في العام الماضي، عندما أثبتنا أن ساعة الجيب هي ساعة يمكن أن ترتديها حول معصمك، أو تضعها فوق المكتب، أو تضعها فوق لوحة قيادة سيارتك الكلاسيكية. وحالياً ندفع فكرة التصميم قدماً لتجمع بين تصميم ساعات الجيب التي نقدمها ومفهوم استكشاف الجبال.

لماذا تبدو علامة “مون بلان” شديدة الشغف بساعة “كرونو مونوبوشر”؟

لأن هذه التعقيدة التي تتضمنها الساعة تحتل مكان القلب من ساعات علامة “مينيرڤا”، وقد بدأ الأمر في العام 1909 بابتكار أولى الحركات ذات الزر الضاغط الوحيد. بعد ذلك وفي عشرينيات القرن الماضي، أطلقت “مينيرڤا” الحركة الثانية من هذا النوع، وهي الحركة الأصغر 13 lignes 1320، وفي الثلاثينيات، قدمت “مينيرڤا” في ساعاتها العسكرية حركة كرنوغراف 17 lignes (17 خطاً) ذي الزر الضاغط الوحيد والمعروفة باسم 1729. وحالياً نحن نستخدم هذه الحركة في كل من ساعة “1629 كرونو مونوبوشر” وجميع موديلات ساعة “1858”. وهذا العام أضفنا حركة 1321، وهي حركة شديدة الأناقة بخطوطها الـ13، والتي تحتضنها إحدى الساعات الراقية بعلبة من الفولاذ يبلغ قطرها 44 ملم، ضمن مجموعة “1858”.

هل يمكنك أن تخبرنا المزيد عن هذه الحركة، والتي تتميز بأنها مخفية ولا يمكن رؤيتها عبر الجزء الخلفي من العلبة؟

تبدو هذه الحركة شديدة الخصوصية، فكل كرونوغراف أحادي الزر الضاغط تم صنعه وتشطيبه داخلياً بالكامل، في مصنع “ڨيلريه”، وتظهر تشطيبات الحركة التمكن والإتقان الراقي لمهارات صناعة الساعات التقليدية. وهذه الحركة رائعة تماماً، تنبض بمعدل 18000 ذبذبة في الساعة، مزودة بعجلة ميزان كبيرة جداً وتشطيبات شديدة التطور والتعقيد، والتي رغم تواريها عن الأنظار إلا أنها تمثل كل ما تعبر عنه صناعة الساعات التقليدية.

هل يمكن أن تحدثنا عن مراحل عملية تصميم ساعة في علامة “مون بلان”؟

عملية تصميم الساعة لدينا لا تختلف كثيراً عما تفعله العلامات الأخرى، لكن ما تتفرد به “مون بلان” هو أن التصميم يبدأ بمفهوم سردي مبتكر. ومن ثم يقود هذا المفهوم المبتكر إلى الكثير من الخيارات التي تتخذ أثناء عملية تطوير المنتج، والتصميم، وتطوير تبادل الآراء، وتنفيذ المنتج نفسه. وبشكل مواز، فإن هذا يسمح لنا بالحصول على عملية شديدة التناسق والتماسك. وبمجرد أن تعرف مفهوم التصميم – وهو في هذه الحالة مفهوم استكشاف الجبال – ثم تنظر إلى الساعة، سترى الكثير من التفاصيل المختلفة التي تتطابق مع هذا المفهوم، وتثبت أننا عندما كنا نتحدث عن المساحات الواسعة في الهواء الطلق والاستكشاف، لم يكن ذلك مجرد تقنية للتسويق، بل كنا نصف تماماً الروح الحقيقية للتصميم، والتي ظهرت في خيارنا للأحزمة ذات المظهر العتيق، والميناء ذي الأسلوب العتيق، والقبة الزجاجية المربعة، والتفاصيل المنقوشة على الجزء الخلفي للعلبة، وغير ذلك.

كيف كانت صعوبة الوصول إلى اللون الأخضر الذي جاءت به ساعة العلامة الأخيرة الكرونوغراف أحادي الزر الضاغط، والتي يبلغ قطر علبتها 40 ملم، بميناء بتشطيب أشعة الشمس باللون الأخضر، وهو ظل لوني نابض بالحياة بدرجة كبيرة؟

نحن في “مون بلان”، نبحث بشكل دائم عن أساليب تصميم ومواد جديدة، يمكن أن تصبح رموزاً لإصدارات العلامة. وإحدى مغامراتنا الكبيرة كانت إجراء بحث على تصميم الميناء، حيث وجدنا ساعات بديعة جداً اتخذت موانئها تشطيبات بنمط أشعة الشمس بلون أقرب إلى البيج “الشمبانيا”، إلا أننا قمنا بتخطيط التصميم ليكون بألوان مختلفة، وأجرينا الكثير من التغيير على مدى ثراء وعمق الألوان، واستخدمنا ذلك للمرة الأولى في ساعة “1858” التي جاءت علبتها مصنوعة من البرونز، والميناء بنمط أشعة الشمس بلون “الشمبانيا” والذي تطابق بشكل مثالي مع لون البرونز. بعد ذلك، دفعنا الأمر إلى حدود أبعد قليلاً، وذلك في ساعة “1858 كرونوغراف تاكيميتر أونلي واتش 2017″، والتي استخدمنا فيها ما نسميه باللون “الأخضر البريطاني العتيق”، ففي هذه الساعة يمكنك أن تجد تأثير نمط أشعة الشمس وفي الوقت نفسه تدرج الألوان، ولذلك سترى أن حواف الميناء بلون داكن أكثر من المركز، ما يضيف عمقاً مذهلاً على شكل الميناء.

وهكذا، فإنه في ساعتنا الأخيرة “1321 كرونو مونوبوشر”، في الإصدار التي جاءت علبته مصنوعة من الفولاذ بقطر 40 ملم، نستخدم نفس التقنية بمطابقة هذا اللون الأخضر مع لون الحزام المصنوع من جلد التمساح والذي جاء باللون الأخضر نفسه، ليعطي تأثيراً بالمزج التدريجي للألوان. وعلاوة على ذلك نستخدم هذه التقنية في ساعة جديدة طرحناها مؤخراً، وهي ساعة أخرى من البرونز بميناء بلون السلمون الوردي، الذي يذكرنا بموانئ ساعات العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، مع عقارب باللون الأزرق. ويتميز ميناء هذه الساعة بنفس العمق اللوني المذهل وثراء الألوان، تماماً مثل الموانئ بلون “الشمبانيا”.

ما هي الركائز الرئيسية التي يقوم عليها عمل قسم الساعات في “مون بلان”؟

الأمر الأكثر أهمية بالنسبة إلينا هو طريقة تصنيع ساعات ذات شخصية متفردة وطابع متميز، وهو ما يعد حالياً تعبيراً عن صناعة الساعات لدينا. ونعمل حالياً على تضمين هذا المبدأ كل مرحلة من مراحل التصنيع؛ وهو المبدأ الذي يعني مستوى عالياً من التفرد، والطابع الخاص، والعاطفة، والتعبير، والتفاصيل، وهكذا في النهاية نقدم إصداراً يرضي الزبائن ويحقق لهم المتعة. وإضافة إلى ذلك، فإن مجموعة ساعاتنا تعتمد على ركيزتين رئيسيتين هما: ساعات “إكسوتوربيون” وساعات “كرونوغراف مونوبوشر”.

كيف يمكنكم مع مجموعتكم الجديدة الحفاظ على التوازن بين جاذبية إصداراتكم لكل من الأجيال الشابة والأجيال الأكبر سناً؟

نقوم حالياً بتصنيع إصداراتنا الرياضية المتخصصة بأسلوب قوي، فلدينا حالياً ساعات “نيكولا ريوسيك رايزنغ آورز كرونوغراف”، كما أننا بصدد إضافة إطلالة استكشافية بروح عتيقة، وكذلك المزيد من الإحساس بهذه الروح، إلى مجموعتنا “1858”، والتي تعكس مفهوم استكشاف الجبال والمغامرات في الهواء الطلق بعيداً عن المدن، والذي نؤمن به في العلامة بقوة. فاسم علامتنا هو “مون بلان” – اسم أحد أكثر جبال أوروبا ارتفاعاً – وإرثنا يمنحنا الشرعية للحديث عن هذا المفهوم، وهو مفهوم شديد الإلهام والانتشار والجاذبية بالنسبة إلى جيل الألفية الثالثة.

وإذا نظرت إلى موقع التواصل الاجتماعي “إنستغرام”، على سبيل المثال، يمكنك أن ترى عدداً كبيراً من الحسابات بأسماء مثل “outbound camp” – “مخيم الرحلات الخارجية” – حيث يركز أبناء جيل الألفية الثالثة كثيراً على التخييم، والرحلات في الهواء الطلق، وحلم العيش في الغابات البرية، وخوض المغامرات، والاقتراب أكثر من الطبيعة، وهذا أمر عصري جداً وفي الوقت نفسه ملهم جداً.

وكيف يمكنكم ضمان أن تستمر المغامرة طوال العام مع مجموعة “1858”؟

نقوم حالياً بإعداد خطوط إنتاج من المفترض أن تستمر لمدة طويلة جداً، وهذا هو سبب أننا من أجل ساعات “تايم ووكر” أنشأنا شراكة لمدة خمسة أعوام مع مهرجان تسلق التلال الذي يضم سباقاً للسيارات التاريخية والمعروف باسم “غودوود فستيڨال أوف سبيد”. وهنا في “جاكسون هول” أحضرنا للمشاركة في الفعالية مستكشفاً شهيراً هو السيد كنتون كول، والذي قام بتسلق جبل إيڨرست 12 مرة. ونخطط لتقديم المزيد من قصص المغامرات، وهكذا نبقي المفهوم والقصة مستمرين لمدة طويلة، وبهذه الحيل الذكية تظل الرابطة بين زبائننا وساعات “1858” قوية.

ما مدى أهمية شكل الأحزمة بالنسبة إلى “مون بلان”، حيث إن الحزام في ساعات العلامة عادة ما يتم تصميمه كجزء لا يتجزأ من تصميم الساعة وليس كتصميم متأخر؟

إن متعة ارتداء ساعاتنا هي إحدى الركائز الأساسية لخطتنا للتطوير. وبفضل وحدة تصنيع الجلود الخاصة بنا في فلورنسا، عملنا على تطوير معالجة عتيقة شديدة الأناقة لأحزمتنا الجلدية، وهي معالجة يدوية فريدة من نوعها نسميها “سفوماتو” – المزج التدريجي للألوان – ومن خلالها يكون لون الحواف الخارجية للحزام داكناً أكثر من لون الجزء الداخلي. إلى ذلك، فنحن نقوم بإجراء تغييرات على مختلف الأحزمة الأصلية، مثل حزام العلامة الذي قدمناه في مجموعتنا “1858”. وحالياً نقوم بإضافة أنماط خاصة من أحزمة “ناتو” بنسيج تقليدي تم إنجازه في شرق فرنسا، باستخدام عملية تشطيب شديدة التطور، وهذه الأحزمة تتميز بمقاومتها العالية لارتدائها في جميع الظروف، وتأتي بالشكل والملمس الأصليين.

هل يمكن أن تستخدم “مون بلان” حزام ساعة “هميسفير” مع ساعات أخرى أيضاً أو لا؟

نعم سنستخدمه بشكل أكبر، وقد بدأنا بالفعل باستخدامه في ساعة “تايم ووكر”، حيث جاء الحزام من جلد التمساح باللون الأسود المطفأ. وأيضاً نستخدمه بإطلالة عتيقة مع ساعة “1858”، وسنضيف الحزام كأحد الخيارات المتاحة ضمن مجموعة الأحزمة التي نقدمها.

هل سيكون لدى متاجر “مون بلان” في المستقبل قسم منفصل للأحزمة؟

بالتأكيد نعم، بداية من هذا العام سنقدم مجموعة خيارات شاملة من الأحزمة، ستتضمن أحزمتنا الجلدية العتيقة “سفوماتو”، وأحزمتنا المصنعة يدوياً بتفاصيل رائعة “ناتو”، وأحزمة العلامة التي تضيف طبقة إضافية من المتعة لمرتدي ساعاتنا.

في الختام.. هل تود قول أي شيء لعشاق ساعات “مون بلان”؟

أرجوكم انضموا إلينا في فعاليتنا البرية، الفعالية الأمريكية الكبيرة في الهواء الطلق، للاستمتاع بالمغامرة، وبالساعات العسكرية العتيقة المصنوعة من البرونز، وتعقيدة المنطقة الزمنية متعددة التوقيت والتي نقدمها إلى السوق، والتي من المؤكد ستكون ساعة أيقونية أخرى بالنسبة إلى جامعي ساعات “مون بلان”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى