لقاءات

لوي مونيه تروي قصصاً مذهلة عن الفضاء

“لوي مونيه” هي علامة صناعة الساعات السويسرية الراقية التي تقيم جسوراً بين الزمن والفضاء بطريقة خيالية. وبتتبع جذورها إلى إرث المبدع العظيم لوي مونيه، مخترع الكرونوغراف؛ نجد العلامة تذهل هواة جمع ابتكاراتها بساعات تحتضن قطعاً من النهايات البعيدة للنظام الشمسي وما وراءه.

جان-ماري شالر، الرئيس التنفيذي والمدير الإبداعي لعلامة “لوي مونيه”، يتحدث إلينا عن طبيعة وروح هذه الدار.

هل لك أن تخبرنا عن إصداركم الجديد ساعة “سيديراليس سبيس ميستري”، من بداية الفكرة حتى إطلاقها؟
بدأ المشروع قبل ثلاث سنوات، وكما قد تعلمون فإن أحد أصدقائنا يترأس سلطة مراقبة والتعامل مع النيازك، وبفضله تمكنا من الوصول إلى أكثر النيازك إدهاشاً وروعة؛ كما أننا علامة صناعة الساعات الوحيدة التي تحضر قطعاً حقيقية أصلية من حجارة القمر، ومن المريخ، ومن أقدم القطع المعروفة في النظام الشمسي. وقبل بضع سنوات، عرض علينا أحد النيازك قادم من الكون المجهول، من أصول غير معروفة، يحتوي على أحماض أمينية التي تعد اللبنات الأساسية لوجود الحياة. وقد حصلت على هذا النيزك منه، حيث اعتقدت أنها قصة رائعة لم ترو بعد، ومن ثم كان علينا أن نبني منتجاً حول هذا المفهوم، وهو ما فعلناه في ساعة “سبيس ميستري”، التي تمثل أعجوبة في حد ذاتها من حيث التكنولوجيا.

وهذه الساعة هي أول ساعة تتضمن آلية توربيون قمر صناعي، وهو توربيون لا يعتمد قياس سعته على دورانه حول نفسه بل أيضاً حول المحور المركزي. كما أن التوربيون يتضمن كوكب صغير يمثل وزناً مضاداً للحصول على التوازن، ويتمتع هذا التوربيون بتكنولوجيا خاصة ومذهلة جداً. وإضافة إلى ذلك، فإن لون ميناء الساعة أيضاً مذهل، ونحن نطلق عليه “ماجيك بلو”، ولن أكشف عن وصفة تركيب هذا اللون، فرغم أن هذا اللون غير حاصل على براءة اختراع، إلا أن عدداً قليلاً جداً من العلامات هي التي تستطيع حقاً تكوين هذا اللون، وهو عبارة عن مزيج من اللون الأزرق العميق جداً والأسود العميق جداً، حيث يدخل في تركيبه مكون سحري؛ هو مسحوق ليس من السهل العثور عليه. وبالفعل فإن هناك عدداً من المختصين اعتقدوا من النظرة الأولى أن هذا اللون طلاء المينا، ومن ثم عندما أعادوا النظر عن قرب اكتشفوا أنه ليس المينا وحاولوا تخمين حقيقته.

ونحن سعداء جداً بالمنتج النهائي، وعندما كنا في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” كان هناك 1500 عارض، ولهذا فإنه من الصعب جداً تقديم منتج فريد من نوعه، ولكن مع ساعة “سبيس ميستري” نجحنا في ذلك. ففي هذا الساعة لدينا تكنولوجيا فريدة، وميناء فريد من نوعه، كما لدينا تفرد العلبة المحفورة بالكامل، وبالطبع لدينا قصة النيزك الذي يحتوي على أحماض أمينية. وإجمالاً، فإن هناك من هذا الإصدار أربع سلاسل من ثمان قطع. وقد اخترنا رقم “8” كونه أيضاً رمزاً للانهاية.

هل يمكننا أن نتوقع أن تصدر العلامة المزيد من السلاسل من الساعات ذات العلب المحفورة بالكامل؟
تعرض علبة الساعة المحفورة بالكامل قدر الفن الذي تم استخدامه لصنع الساعة نفسها، وقد اكتسبت هذه العلبة اهتمام عدد من جامعي الساعات شديدي الأهمية، بعضهم من الشرق الأوسط. كما ساعدنا هذا على فتح بعض الأبواب لعرض العمل المتقن الرائع الذي تتميز به علامة “لوي مونيه”؛ ولذا نعم سوف نقدم المزيد من الإصدارات. كما أننا لن نكرر أنفسنا كثيراً؛ إذ لدينا بالفعل أفكار أخرى في المستقبل، تبين كيفية الجمع بين علب الساعات المحفورة بالكامل والابتكارات الخاصة بنا.

هل الحرفي الذي قام بحفر ساعة “ميموريس” هو نفسه الذي قام بحفر ساعة “سيديراليس”؟
لدينا اثنان من الحرفيين يقومان بعملية الحفر (النقش)، كل منهما لديه الأسلوب الخاص به. كما لدينا حرفي ثالث قام بعمل بعض الموانئ المحفورة لصالحنا. والحفر هو أحد الأشكال الفنية ويعتمد على متطلباتنا، وكل من هؤلاء الحرفيين يمنح العمل لمسته الشخصية الخاصة.

لماذا قررتم تحسين علبة ساعة “تيمبوغراف” هذا العام؟
ساعة “تيمبوغراف” هي إحدى الساعات الأكثر مبيعاً لدينا، وهي تتمتع بتكنولوجيا فريدة مع آلية 20 ثانية ارتجاعية، كما أنها منتج قوي لأنك يمكنك رؤية وظيفة الساعة؛ إذ تشبه هذه الساعة مصنعاً مصغراً ترتديه على معصمك؛ حيث يمكنك رؤية جميع التروس وهي تتحرك وكذلك عجلة التوازن. وقد بيعت بعض الإصدارات بالكامل فأردنا ضخ دماء جديدة فيها؛ فعندما تفعل شيئاً فإنك تفعله بأفضل ما تستطيع، ولكن عندما تعيد النظر إليه بعد عامين أو ثلاثة تدرك أنه يمكن أن تحسن بعض الأمور في عملك، وهذا هو ما حاولنا القيام به هنا.

كيف كانت ردود الفعل على خط “متروبوليس”، والذي قمتم بإطلاق بعض إصداراته في “الصالون الدولي للساعات الراقية”و”معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” هذا العام؟
لدينا ساعات بسعر 200 ألف و300 ألف فرنك سويسري، وتتميز هذه الساعات بآليات معقدة جداً. بينما يبدأ سعر ساعة “متروبوليس” من 10 آلاف فرنك سويسري، والذي لا يزال مع ذلك ثمناً مرتفعاً لساعة ما. وقد تطلب الأمر أكثر من عامين لتطوير هذه الساعة، وقد اخترنا اسم “متروبوليس” لأنه يعني “مدني”، وبذلك فإن اسم الساعة يعني “مدينة جديدة” وهي مدينة تشكل مزيجاً من القديم والحديث. فعندما تنظر إلى أي مدينة في العالم، ستجد هناك مسجداً أو كاتدرائية قديمة ثم ستجد الأماكن العصرية الأنيقة، والأمر نفسه بالنسبة إلى هذه الساعة، فإذا نظرت إلى البنية ستجد حركة قديمة، وتكنولوجيا عمرها 200 عام، تحتضنها علبة مجوفة، والحركة أيضاً مجوفة عند موضع الساعة 11، وهو ما كان صعباً بشكل خاص لتصنيع المؤشرات، والتي جاءت مجسدة بثلاثة أشكال هندسية لتعكس الضوء على أوجهها الثلاثة.

هل كنت تتوقع أن تحقق ساعة “ميموريس” هذا النجاح الهائل ليس فقط عند إطلاقها قبل ثلاث سنوات ولكن حتى اليوم؟
كلا، لم أكن أتوقع ذلك، عندما بدأنا علامتنا قبل نحو 12-13 عاماً مضت، كنا مثل إنسان أعمى يحاول تدبر أمره في استخدام عصا المشي. نعم كنا نعلم أن لوي مونيه كان واحداً من أكثر صانعي الساعات أهمية على الإطلاق، لكن قصته قد نسيت إلى حد كبير، ولذلك كنا نستطيع فقط تخمين وإيجاد الاتجاه الصحيح. وفي العام 2012، اكتشفنا أنه كان مخترع الكرونوغراف، وهي حقيقة تم إثباتها وتوثيقها من قبل موسوعة “غينيس العالمية”، حيث أعلنت رسمياً أواخر العام 2016. وقد منحنا هذا المرتكز، والثقة، والمسؤولية للانتقال إلى درجة أعلى.

وأنا أرى سوق الساعات مثل هرم؛ عند قاعدته توجد العلامات التي تقوم بتصنيع الساعات الميكانيكية، وفي مستوى أعلى نجد العلامات التي لديها قصص مثيرة ترويها عن الساعات الميكانيكية. وعند مستوى القمة ستجد العلامات التي يمكنها أن تدعي لنفسها اختراعات عظيمة ورائدة، وقد قمنا بوضع لوي مونيه ضمن هذه الفئة، حيث يوجد عدد قليل جداً من الأسماء، مثل بريغيه باختراعه آلية التوربيون.

ويمكننا أن نخبر زبائننا الذين يعرفون بالفعل لوي مونيه قصة لطيفة جداً: في باريس، في العام 1810، كان يوجد اثنان من صانعي الساعات، وكانا صديقين حميمين عملا معاً. أحدهما كان بريغيه الذي اخترع آلية التوربيون، والآخر كان مونيه الذي اخترع آلية الكرونوغراف، وهو أمر يشبه “رولز رويس” و”بنتلي”. فنحن كعلامة في المستوى الأعلى، وهي مفارقة لأن اسماً وإرثاً على هذا القدر من الأهمية تمتلكهما شركة بهذا الحجم الصغير مثل شركتنا. نعم هي مفارقة، ولكنها أيضاً مسؤولية عظيمة؛ ولذا فإن الإجابة على سؤالك هي نعم، بالطبع، تمثل ساعة “ميموريس” إصداراً رئيسياً ورائداً بالنسبة إلينا.

وأود قول إن مهمتنا هي إثارة العواطف، لجعل الناس يحلمون، ومنحهم السرور والرضا، فإذا كررت نفسك كثيراً فإنك بذلك تقتل الحلم، ولذلك فإن جميع ساعاتنا تُنتج في إصدارات محدودة. ولدينا أفكار للتنويع أكثر على مفهوم الكرونوغراف في المستقبل، لكن ساعة “ميموريس” هي ساعة رائدة، وقطعة مهمة بالنسبة إلى جامعي الساعات؛ لأنها فضلت وتميزت باسم ومنتج مهمين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى