لقاءات

”أورويرك“ تتحدث عن مشروعها ”الجنوني“.. ”إيه إم سي“

على هامش فعاليات “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” في دورته الأخيرة 2018، جلسنا إلى الشريك المؤسس لعلامة الساعات السويسرية الراقية غير التقليدية “أورويرك”، وصانع الساعات المبدع؛ فيليكس باومغارتنر، ليحدثنا عن الإبداعات الأخيرة للعلامة، وبالطبع دار معظم حديثنا حول المشروع التاريخي لهذه الماركة الشهيرة، والمعروف باسم AMC “إيه إم سي”.

بداية هل يمكنك أن تحدثنا عن ساعة “أربال وَن” والتي أطلقتها للعلامة لتشارك بها في مزاد “أونلي واتش” للعام 2017؟ وهل تقومون بتصنيع ساعات مماثلة لهذه الساعة؟ وكيف سيتم بيع مثل هذه الساعات؟

ساعة “أربال وَن” والتي قمنا بتصنيعها من أجل المشاركة في مزاد “أونلي واتش”، هي ساعة ذات مظهر تقليدي أكثر وتشطيب يتماشى مع أسلوب ساعات “لوران فِرييه”. ونحن نقوم بتصنيع إصدار من أربع ساعات أخرى فقط من هذا الموديل، مصنوعة من التيتانيوم، وفي هذه الساعات فإن العلبة المصنوعة من التيتانيوم والإطلالة غير اللامعة – المطفأة – تشبه أكثر المظهر المميز لساعات “أورويرك”. ويتمتع هذا الإصدار بنفس التصميم ذي المظهر الخفي، والذي يختلف تماماً عن عملنا المعتاد في التصميم، فضلاً عن أنه تتميز بنفس الحركة ونفس العلبة لإصدار “أونلي واتش”، إلا أن التشطيبات مختلفة تماماً في كلا الإصدارين.

أما بالنسبة إلى الجزء الأخير من السؤال، فنحن نقوم ببيع هذه الساعات من خلال مؤسسة “أونلي واتش” في موناكو، وستذهب نسبة من عائد سعر البيع لصالح المؤسسة. وحالياً نحن نتلقى طلبات على هذه الساعة على مدى الأسابيع الثلاثة أو الأربعة المقبلة، وبعد ذلك سيقام سحب في أحد الكازينوهات، ومن خلال نتيجته سيتحدد من الذي بإمكانه شراء القطع الأربع. وستدير جميع الترتيبات الخاصة بهذا الأمر مؤسسة “أونلي واتش”، ونحن كعلامة غير مشاركين على الإطلاق في عملية بيع هذه الساعات.

ما هو الشيء المختلف بخصوص أحدث إصداراتكم من ساعة “UR-210” والذي قمتم بإزاحة الستار عنه في الدورة الأخيرة من “الصالون الدولي للساعات الراقية” SIHH”؟

يتميز هذا الإصدار بعلبة جديدة من البلاتين والتيتانيوم بطلاء بمادة “دي إل سي” باللون الأسود، كما تتمتع الساعة ببنية وزخرفة جديدتين. وجاءت بتصميم دائري محفور على العلبة المصنوعة من البلاتين، ما يمنح الساعة مظهراً قوياً، مع تشطيب للحركة باللون الأحمر. كما يتميز العرض الدوار بطلاء بمادة “سوبرلومينوڨا” وإدخالات من الألمنيوم باللون الأحمر، فضلاً عن أن لدينا هنا علبة من البلاتين بتشطيب مجزع مع جزء خلفي مصنوع من التيتانيوم.

ولماذا تم اختيار تصنيع علبة من البلاتين بطلاء “دي إل سي”، في حين أنها مادة ثقيلة؟

هذا سؤال جيد، والأمر أقرب ما يكون إلى خيار مرح؛ حيث إن الناس غير معتادين أن تكون الساعات باللون الأسود ثقيلة الوزن، ونحن في “أورويرك” نحب المفاجآت والاختلاف. وهو أمر بدأناه في العام 2006 مع ساعة “UR-103 بلاكبيرد”، حيث كنا أول شركة على الإطلاق تستخدم البلاتين في صناعة علبة الساعة، وهو أمر لم يحدث من قبل مطلقاً. ومن ثم أصبح الأمر أشبه بثقافة خاصة بنا في “أورويرك”؛ أن نقوم بتصنيع ساعات من البلاتين بإصدارات محدودة جداً. ويأتي التشطيب جميلاً على هذه المادة الثقيلة بشكل مفاجئ، ونحن نحب الشعور بالرضا الذي نحصل عليه من وراء هذا.

وكيف جاءت فكرة إصدار ساعة “UR-210 دبي” التي كشفتم النقاب عنها أثناء فعاليات “أسبوع دبي للساعات”؟

هذه الساعة قطعة فريدة قمنا بالتعاون مع شركة “أحمد صديقي وأولاده” لإبداعها. وتتميز بنقش فريد من نوعه تماماً، قام بالعمل عليه فلوريان غولرت فنان النقش الشهير، وقد استغرق منه الأمر أكثر من شهر لحفر هذه القطعة لتأتي بهذا التصميم والنقش الرائع، وتجسد ساعة مكتملة التفرد.

هل يمكن أن تحدثنا عن إصدار “أورويرك” المسلط عليه الضوء بشكل أكبر والذي عملت العلامة على تصنيعه لمدة طويلة؟

إنه ساعة نقاش، وساعة بحث، وساعة ابتكار؛ فإصدارنا المسمى AMC “إيه إم سي”، أو Atomic Mechanical Control Project “مشروع التحكم الميكانيكي الذري”، هو أحد أكثر الوحدات الذرية دقة التي تعمل داخل ساعة المكتب هذه، والتي قد يتأخر عملها ثانية واحدة في خلال 300 ألف عام! وتشبه ساعة المكتب الرئيسية “ماستر كلوك” صندوق من الألمنيوم مستطيل الشكل، وتزن 30 كيلوغراماً. وتتصل ساعة اليد الميكانيكية كلياً بساعة المكتب الذرية الرئيسية، والتي داخلها يمكن لساعة اليد العمل في المكان المخصص لها، فور استقرارها في الداخل، حيث ستتم تعبئتها مرة واحدة في اليوم. وتتم عملية التعبئة أوتوماتيكياً في منتصف الليل، ويمكن أيضاً القيام بالتعبئة حسب الحاجة بضغطة زر. وأثناء النهار، يمكن ارتداء الساعة كساعة يد، بينما أثناء الليل يتم تثبيتها داخل ساعة المكتب المسيطرة أو المتحكمة، والتي تقوم بتنظيم معدل، وضبط، وتعبئة ساعة اليد. وهذا المشروع يقوم بتحويل الدقة الذرية إلى حركة ميكانيكية، وبهذا كان أول حركة ميكانيكية ذرية التنظيم. وهو مفهوم غير عادي على الإطلاق قمنا بتطويره على مدى ثماني سنوات، ونقوم بتصنيع ثلاث ساعات فقط وفقاً لهذا المفهوم.

وقبل أكثر من 200 عام، أبدع أبراهام-لويس بريغيه أولى ساعات المكتب “سمباتيك” من ابتكاره؛ بمفهوم شبيه حيث كانت تتضمن ساعة مكتب عالية الدقة مع ساعة للجيب، تقوم ساعة المكتب بتنظيم معدل عملها، وضبطها، وتعبئتها. ونحن في “أورويرك” نقوم بإبداع ساعة “إيه إم سي” تحية وتكريماً لبريغيه، لكننا نفعل ذلك بالإمكانيات المتاحة اليوم.

إذن كم من الوقت يتطلب الأمر لتقوم “أورويرك” بإبداع القطع الأخرى؟ أم أن التصنيع سيكون حسب الطلب فقط؟

سنكون قادرين على تصنيع قطعة واحدة في العام، والقطعة الحالية سيتم تشطيبها بنهاية العام الجاري، وقد نقوم بتصنيع قطعة أخرى في العام المقبل، والقطعة الثالثة في العام الذي يليه. وبشكل رئيسي تشير ساعة المكتب المتحكمة “ماستر كلوك” إلى الساعات، والدقائق، والثواني، لكن عرض أجزاء الألف من الثانية يمكن أيضاً رؤيته إذا لزم الأمر. إلى ذلك، فإن الساعة بأكملها يمكن أيضاً أن يعاد ضبطها بالضغط على زر، ولا نتوقع أي ضرورة للقيام بذلك ما لم يكن هناك انقطاع في الطاقة بسبب كارثة كبرى، أو أمر على هذا النحو، عندها قد تحتاج إلى إعادة ضبط الساعة. وهذه الساعة تعد بالفعل عملاً جنونياً في صناعة الساعات، إلا أن علينا أن نتذكر أن أبراهام-لويس بريغيه أبدع ساعات المكتب “سمباتيك” قبل قرنين من الزمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى