لقاءات

جاكوب آند كو: إبداعات تستلهم الفضاء والنجوم والسيارات

في العام 1986 أسس جاكوب أرابو علامته التي تحمل اسمه، في محاولة لإبداع نوعية المجوهرات التي قد يرغب هو في اقتنائها. وبمجرد تأسيس العلامة كشركة لصناعة المجوهرات، عاوده حبه الأول – صناعة الساعات الفاخرة – ومنذ ذلك الحين وهو يتخطى بابتكاراته الحدود المعروفة لصناعة الساعات. تقدّم الدار، التي تمتلك قائمة عملاء مرصعة بالنجوم؛ تعقيدات رائعة مذهلة؛ مثل ساعات أسترونوميا، وتوين تيربو، وأوبرا. مؤخراً أزاحت الشركة الستار عن ساعتيها: World Is Yours Dual Time Zone بالمنطقتين الزمنيتين، و أسترونوميا ريفولوشن. تحدثنا إلى بنجامين أرابوف، الرئيس التنفيذي لشركة جاكوب آند كو على هامش فعاليات الدورة الأخيرة من معرض أسبوع دبي للساعات.

هل يمكن أن تحدثنا في البداية عن ساعة أسترونوميا؛ تلك الساعة التي أدرجت اسم جاكوب آند كو على قائمة كبار صانعي الساعات الراقية؟ هل يمكنك أن تخبرنا كيف بدأ هذا المشروع؟
لطالما كان جاكوب شغوفاً ومفتوناً بالسفن الفضائية والمجموعات النجمية والنظام الشمسي، وهو الذي يستلهم تصاميم منتجاته من مصادر إلهام خاصة، مثل فيلم العراب – The Goodfather؛ فيلمه المفضل، في حين أن تصميم ساعة توين تيربو مستلهم من السيارات الرياضية فائقة الأداء. في ساعة أسترونوميا أراد جاكوب إعادة ابتكار وإعادة تصور شغفه وفضوله المتعلق باستكشاف الفضاء والمجموعات النجمية والنظام الشمسي؛ كل ذلك في تصميم ساعة. وكان ذلك هو مصدر الإلهام الأولي لتصميم الساعة، ثم استمر إلهام التصميم هذا يتطور أكثر فأكثر ليتخذ صورة ساعات أكثر جنوناً وخروجاً عن المألوف – كل ما يمكنك تخيله.

هل كان خائفاً أو قلقاً عندما تم إطلاق الساعة؟ لأن تسعير الساعة من دون وجود أحجار الألماس كان قد وصل إلى الحد الأقصى لأسعار شركة جاكوب آند كو؟
أعتقد أنك إذا سألت جاكوب ما إذا كان خائفاً من أي شيء، فسيقول لك: لا.

ومن بين جميع إصدارات ساعة أسترونوميا، أيها هو المفضل لديك؟ ولماذا؟
إصدار أسترونوميا سولار هو المفضل لديّ؛ وذلك لأنه أولاً ذو حجم أصغر؛ حيث يبلغ قياس قطر الساعة 44مم، وأيضاً لأنني أشعر أن هذا الإصدار أكثر إبداعاً؛ حيث يعبر عن نظام شمسي بالكامل في تصميم ساعة. فهنا لديك صفيحة ارتكاز تدور عكس اتجاه عقارب الساعة، بينما منظومة الحركة نفسها تدور في اتجاه عقارب الساعة، ما يخلق لديك إيحاء بأنها تشاهد الكواكب تدور حول الشمس داخل الساعة أمامك. وهذا شيء مذهل. فضلاً عن أن هذا الإصدار كان متقدماً كثيراً في وقته من حيث الابتكار والإبداع، ولذا سيكون بالتأكيد هو الإصدار المفضل لديّ.

الحركة المستخدمة في ساعة أسترونوميا، قامت جاكوب آند كو بتصنيعها منذ فترة طويلة، فهل ستكون هناك ساعة أخرى تخلف ساعة  أسترونوميا؟
نعم، سنقوم بإطلاق الساعة التالية العام المقبل، في معرض ساعات وعجائب؛ وستكون ساعة مذهلة.

استقطبت ساعة بوغاتي شيرون اهتماماً كبيراً عندما قمتم بإطلاقها، وخصوصاً بسبب كل تلك الأجزاء المتحركة التي تحاكي محركات السيارات. فما هي الصعوبات أو التحديات التقنية التي تنشأ عن وجود هذا العدد الكبير من الأجزاء المتحركة؟
حسناً، كان محرك هذه الساعة إنجازاً تحقق للمرة الأولى بالنسبة إلينا، حتى إنني أتذكر أنني تحدثت مع صانعي الساعات الذين قاموا بتصنيع أجزاء المحرك وتجميعها معاً، وأخبروني أنهم عندما قاموا بذلك لأول مرة، لم يكونوا متأكدين ما إذا كان الأمر سينجح أم لا. وهذا هو جمال الابتكار، وإبداع شيء لم يقم به أحد من قبل أو لم يُسبق إليه من قبل. يوجد أيضاً نظام خاص ضمن الساعة، حيث تقوم بتدوير أحد التيجان في اتجاه عقارب الساعة لمحاذاة احتياطي الطاقة مع عرض الزمن، ومن ثم تدويره عكس اتجاه عقارب الساعة لمحاذاة احتياطي الطاقة مع عمل المحرك. وقد كان التوصل إلى نظام الحركة إلى الأمام وإلى الخلف يمثل أيضاً تحدياً؛ لأن التيجان عادة ما يمكن لفها في اتجاه واحد فقط.

وهل هناك زر لتبديل وظيفة التاج؟
لا، ومن الجميل مشاهدة ذلك؛ لأن هذا التاج متصل بأحد الأجزاء، وعندما تقوم بتدويره في اتجاه عقارب الساعة ستراه يدور في اتجاه معين، ما ينتج عنه تعبئة احتياطي الطاقة الخاص بعرض الزمن. وبعد ذلك، يدور التاج في الاتجاه الآخر لتعبئة احتياطي الطاقة الخاص بعمل المحرك؛ ولذلك لدينا برميل طاقة يتركز عمله على إمداد المحرك بالطاقة، وبرميل آخر يتركز عمله على إمداد عرض الزمن بالطاقة، ويمكنك مشاهدتهما كذلك وهما يدوران… كان ابتكار ذلك أمراً بالغ الصعوبة أيضاً.

احتوت تلك الساعة على العديد من الأجزاء المتحركة، ولذا عندما يكون المحرك في حالة عمل بالفعل، يبدو الأمر وكأن الساعة بأكملها قد دبت فيها الحياة… أليس كذلك؟
نعم، هذا شيء جنوني لأن التوربيون يتحرك، وكذلك المحرك، وكذلك برميلا الطاقة اللذان يتحركان عندما تقوم بتدوير التاج. وهذا هو السبب الذي جعل الساعة تستقطب اهتماماً كبيراً، لأن هذا التصميم كان أمراً لم يحدث من قبل. فقد كان إعادة تفسير بالغة الجودة لعمل سيارة شيرون، ولكن داخل ساعة لليد، وكان هذا هو الهدف من التصميم. وأتذكر عندما قام الفريق بتصميم الساعة، أن ذلك كان بعد يوم قضاه جاكوب في زيارة لمصنع شركة بوغاتي في مولزهايم، حيث رأى أجزاء السيارة. كانت السيارة بالكامل مفككة إلى أجزاء على وشك تجميعها، حيث كانت الأجزاء الخارجية والمحرك والأجزاء الداخلية؛ لم يتم تجميعها بعد. وقد شاهد جميع تلك الأجزاء مفككة، فكأنه حينها قال: حسناً، أريد أخذ المحرك، كما أريد أن آخذ هذا الجزء، وهذا الجزء… وهذا أيضاً. ثم بعد عامين من تلك الزيارة، كانت لدينا ساعة بوغاتي شيرون.

تحتوي حركة ساعة توين تيربو على 800 جزء، وهي الحركة التي تضم تعقيدة التوربيون، وتعقيدة مكرر الدقائق، وتعقيدة الكرونوغراف ذي الزر الضاغط الأحادي.. فكم من الوقت استغرق الأمر لتتحول الفكرة إلى ساعة؟ ومن الذي تولى التصميم؟
استغرق الأمر منا ثلاث سنوات، وكان جاكوب هو من تولى عملية التصميم، وكانت رؤيته تتمثل في ابتكار إحدى أكثر الساعات تعقيداً في العالم. وهذا هو ما فعله؛ حيث إن هذه الساعة تشكل مزيجاً من كل التعقيدات الممكنة.

يجمع خط ساعات أوبرا الخاص بالعلامة بين الساعة والآلة الموسيقية، فأي إصدارات عائلة ساعات أوبرا كان هو الأكثر نجاحاً؟ هل هو الإصدار المستوحى من فيلم The Godfather؟
بالتأكيد هو إصدار غودفاذر، وقد بعنا من هذا الإصدار 200 وحدة بالفعل. إنها ساعة فائقة التعقيد، وذات سعر مرتفع.

هل يمكننا توقع مزيد من الساعات المستوحاة من أفلام شهيرة، مثل Star Wars وJaws مثلاً؟
نعم، فنحن نعمل على نسخة ثانية مستوحاة من فيلم “The Godfather”، وستكون شيئاً مذهلاً. لكننا في الوقت الحالي لا نعمل على إصدارات مستوحاة من أفلام أخرى، لضمها إلى مجموعة ساعات أوبرا، حيث أصدرنا بالفعل ساعتي غودفاذر وسكارفيس أوبرا. وذلك لأننا نتطلع إلى تطوير نفس المفهوم ولكن بحجم أصغر، ولذا نعمل على بعض الأفكار المختلفة.

هل صحيح أن جاكوب آند كو تهدف حالياً إلى جعل جميع ساعاتها أصغر حجماً وأكثر قابلية للارتداء، لجعلها أكثر الساعات ملاءمة للارتداء بشكل يومي؟ وما مدى صعوبة الأمر عندما تكون حركات هذه الساعات شديدة التعقيد؟
الأمر أصعب كثيراً؛ فعندما يكون لديك مساحة أكبر، يكون من السهل إلى حد ما تضمين جميع الأجزاء وتركيبها في مكانها، تماماً مثل كل شيء في الحياة. كلما كانت الأشياء أكبر، كان التعامل معها أكثر سهولة، ولذلك عليك أن تكون أكثر إبداعاً لتدبر تضمين جميع الأجزاء داخل المساحة الصغيرة. وقد اتخذنا قراراً قبل بضع سنوات، يقضي بأننا سنركز فقط على تطوير الساعات التي يبلغ حجمها 44 مم أو أقل. وعلى سبيل المثال، فساعتنا باتمان يبلغ قطرها 44مم، وكذلك أي تطويرات جديدة لساعاتنا نعمل عليها للعام المقبل؛ على سبيل المثال التطويرات الجديدة للإصدار الذي سيكون خلفاً لساعة أسترونوميا؛ سيكون بقطر 42مم.

ياه! 42مم؟ وهل ستظل تحتوي على جميع وظائف ساعة أسترونوميا؛ مُتضمنة في حركة أصغر حجماً تناسب ساعة يبلغ قياسها 42مم؟
نعم، وأعتقد أنها ستكون ساعتنا الأكثر نجاحاً على الإطلاق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى