لقاءات

روجيه دوبوي تتحدى قواعد صناعة الساعات الراقية

أثارت روجيه دوبوي، صانعة الساعات التي لا تتبع أي قواعد في ابتكاراتها، عاصفة حقيقية في نسخة العام 2023 من معرض ساعات وعجائب، عندما أزاحت الدار الستار عن ساعتها النموذجية ذات المفهوم التصميمي الخاص: مونوفورتيكس سبليت-سكندز كرونوغراف. التقينا نيكولا أندرياتا، الرئيس التنفيذي لـروجيه دوبوي، ليفسر لنا سبب تركيز الدار على مفهوم صناعة الساعات فائقة التطور Hyper Horology، وما يستلزمه ذلك.

شعار روجيه دوبوي لهذا العام هو Hyper Horology أي صناعة الساعات فائقة التطور؛ ماذا تقصدون بذلك؟

ببساطة، هذا الشعار هو طريقتنا في تفسير معنى صناعة الساعات الفاخرة بوسيلة أكثر تعبيراً ومعاصرة. وللتوضيح بمزيد من التفصيل، فإن كلمة hyper هي بادئة يونانية بمعنى يتجاوز، فإذا اضُطررنا لاختيار كلمة واحدة نصف بها العلامة، ستكون كلمة excess – بمعنى يتجاوز الحدود – المأخوذة من الأصل اللاتيني لمعنى الإفراط أو تجاوز الحد وهو كلمة excedere، والتي تعني يتجاوز. فهدف الشركة هو أن تذهب بعيداً أي تتجاوز الحدود، حيث نريد تحدي عالم صناعة الساعات الكلاسيكية من خلال تقديم ابتكاراتنا المستقبلية، والمختلفة تماماً، والاستمرار في تحدي حدود صناعة الساعات، وهذا هو ما نقصده بمصطلح Hyper Horology.

هل يمكن أن تحدثنا عن الساعة النموذجية مونوفورتيكس سبليت-سكندز كرونوغراف، التي قمتم بإزاحة الستار عنها في المعرض؟

إنها ساعة ذات مفهوم تصميمي، وتعد منصة لإبداعات روجيه دوبوي. وهي ساعة أردنا أن نعرض من خلالها كل شيء عن البراعة الحرفية والابتكار والأداء الذي تتميز به إبداعات روجيه دوبوي. ولذا أخذنا كرونوغراف أجزاء الثانية – أكثر آليات الكاليبر تعقيداً لدينا في صناعة الساعات – وأضفنا إليه ثلاثة ابتكارات حاصلة على براءات اختراع. ما يشغلنا دائماً هو الأداء، ولذلك فإن هاجسنا الأول هو التحكم في تأثير الجاذبية في المعايرات التي نصنّعها، وهذا بالضبط ما حققنا من خلال نظام التوربيون الجديد من ابتكارنا. فنظام كونيكال مونوفورتيكس توربيون الخاص بنا، عبارة عن عجلة توازن تدور على طول مسار مخروطي الشكل، ما يعوض تأثير الجاذبية بطريقة أفضل كثيراً من التوربيون العادي.

كما لدينا نظام طاقة جديد، هو الثقل المتذبذب الأسطواني الذي يتضمن دوّار تعبئة توربو، والذي يوجد عند موضع علامة الساعة 12؛ وهو عبارة عن كتلة متذبذبة على شكل أسطوانة، تدور بطريقة معينة تجعلها أفضل من الكتلة المتذبذبة العادية، أو دوّار التعبئة الميكروي؛ لأن القوة تعمل بشكل عمودي باتجاه الأسطوانة.

وأخيراً، لدينا عرض جديد لدقائق الكرونوغراف، هو عداد الدقائق الدوّار عند موضع علامة الساعة 3، وهو سهل التنفيذ جداً من حيث التقنية ولكنه فكرة رائعة. فأحياناً يكون الحصول على فكرة ما أصعب كثيراً من تحقيقها. وبعد كل هذه الابتكارات لا نزال غير راضين، ولذلك قمنا بتطوير تصميم علبة سبايدر الخاصة بنا إلى تصميم جديد كلياً، وقمنا بصنعها من الألياف المعدنية المركبة MCF باللون الأحمر. وهكذا، تستعرض ساعة مونوفورتيكس سبليت-سكندز كرونوغراف جميع ابتكارات الدار والعمل الذي قمنا به في السنوات القليلة الماضية. وحالما نتأكد من أن هذه الابتكارات تعمل جيداً، سنقوم بتضمين كل ابتكار بالتتابع في منتجاتنا بشكل تجاري، وأعتقد أن عداد الدقائق سيكون أول ابتكار يُترجم تجارياً.

كيف تمكنتم من الحصول على لون أحمر للساعة النموذجية، حيث إن اللون الأحمر من الصعب جداً تنفيذه نظراً لرد الفعل السلبي تجاهه فوق البشرة؟

هذا يعتمد على المواد المستخدمة، واليوم فإن المادة المثالية للون الأحمر هي السيراميك، لكننا لم نرغب في استخدام اللون الأحمر من خلال السيراميك. قبل عامين، توصلنا إلى مادة الألياف المعدنية المركبة MCF بلون ضارب إلى البياض، والآن قررنا جعلها باللون الأحمر، فالأحمر لون عزيز على قلوبنا في روجيه دوبوي، وهو جزء من هويتنا. وهكذا تمكنا من تغيير مادة MCF باللون الأبيض من ابتكارنا إلى مادة MCF باللون الأحمر – وهي مادة خفيفة الوزن جداً وسهلة التصنيع، وذات لون جميل لا يتغير مع الوقت. فهي أخف وزناً من السيراميك بنسبة 60 %، وأخف وزناً بمقدار 1.2 من ألياف الكربون. هي مادة فائقة خفة الوزن تجعل الساعة مريحة جداً فوق المعصم، لدرجة أنك لا تشعر تقريباً بأنك ترتدي ساعة. كما أنها مادة من الصعب جداً خدشها، وفي نفس الوقت سهلة الصقل على عكس السيراميك التي يُعد صقلها عملية بالغة التعقيد.

لديكم أيضاً هنا علبة جديدة، هل سيتم دمجها في ساعات الدار المستقبلية؟

في هذه المرحلة لا أعرف، لأننا في السنوات الثلاث الماضية كنا نعمل على إعادة تصميم وتنقيح مجموعة الدار أكسكاليبور. فبدأنا بساعة ذات آلية توربيون ثنائية، ثم طرحنا ساعة ذات آلية توربيون أحادية، وفي العام الماضي كانت ساعة مونوبلانسييه أحادية الميزان. والآن نبدأ نفس الرحلة مع مجموعة سبايدر، وهي مجموعة ساعات رياضية. وهذه العلبة هي إحدى محاولاتنا لإعادة تصميم أو إعادة ابتكار أو تطوير علبة سبايدر. وأنا مسرور جداً بالنتيجة التي توصلنا إليها، ولكني أعتقد أنه لا يزال هناك المزيد الذي يتعين علينا القيام به، وسنواصل العمل للوصول إلى شكل نهائي للعلبة في غضون العامين المقبلين. وسيتم تجديد مجموعة سبايدر بالكامل.

لدى روجيه دوبوي أربع ركائز لإبداعاتها؛ هي مجموعة أكسكاليبور ومجموعة أكسكاليبور سبايدر وKnights of the Round Table وساعات هايبر – فهل ستحافظون على هذه المجموعات الأربع الرئيسية؟

بالتأكيد، والعمل الذي قمنا به في السنوات الثلاث الماضية كان لتوضيح نهجنا التجاري. نحن لدينا أربعة أوجه لعملة واحدة؛ حيث ترتبط مجموعة أكسكاليبور بالفن المعاصر والثقافة الحضرية، ثم تأتي مجموعة أكسكاليبور سبايدر الرياضية؛ من حيث تنفيذ التصميم وصلتها بالعلامات ذات العلاقة برياضات السيارات، مثل لامبورغيني وبيريلّي. ومن ثم لدينا ساعة Knights of the Round Table، والتي تعد بطريقة ما مجموعة في حد ذاتها، والتي هي على الأرجح الساعة الأكثر شهرة لدينا. وأخيراً لدينا ساعات هايبر من ابتكارنا، والتي ستمثل الطبقة العليا لما نقوم بعمله في صناعة الساعات. وستكون عبارة عن تعقيدات استثنائية فقط، مشابهة نوعاً ما للساعة التي نعرضها في هذا المعرض. لكننا نتحدث عن تعقيدات صناعة الساعات الفاخرة التقليدية؛ مثل مكررات الدقائق (الساعات الدقّاقة)، وساعات التقويم الدائم، وساعات الكرونوغراف، وما إلى ذلك. سيكون هذا هو مستقبلنا، وأنا لا أنوي تغيير ذلك. فأنا واضح جداً بهذا الخصوص، فأنا أول رئيس تنفيذي لشركة روجيه دوبوي لم يقم بإطلاق مجموعة جديدة، بل قمت بالفعل بتخفيض خطوط إنتاجنا، حيث نحتاج إلى التركيز على مجموعات محدودة.

هل هناك أي تحديثات على ساعات بيريلّي حيث كان تركيز روجيه دوبوي مؤخراً بشكل أكبر على ساعات لامبورغيني؟

نعم، نعمل على إصدار جديد من ساعة بيريلّي الشهيرة الأوتوماتيكية ذات التصميم الهيكلي، والذي من المفترض أن يطلق في وقت لاحق من هذا العام. كما نعمل أيضاً على إصدار سنقوم بإطلاقه في العام المقبل، لكن دورة عملنا طويلة جداً بسبب عمليات البحث والتطوير، وفي الوقت الحالي لا يمكنني تقديم مزيد من المعلومات بهذا الخصوص.

في الآونة الأخيرة أعلنت شركة لامبورغيني عن سيارتها الجديدة؛ سيارة ريفولتو الهجينة، هل لدى روجيه دوبوي أي خطط لتصميم ساعة مستلهمة من هذه السيارة؟

لدينا ساعة أفينتادور وساعة كاونتاك، وسنبقى مع السيارات فائقة السرعة. لقد تمكنت من مشاهدة سيارة ريفولتو في العام الماضي، حيث إن علاقتنا مع لامبورغيني تسمح لنا برؤية أعمالهم وهي في مرحلة التطوير، وكذلك تسمح لهم بالمثل بالنسبة إلى أعمالنا. وتُعد سيارة ريفولتو تطوراً لسيارة أفينتادور، وهي سيارة رائعة جداً.. ونعم، من المحتمل جداً أن نصمم ساعة مستلهمة من هذه السيارة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى