لقاءات

روجيه دوبوي عندما تتألق

التقت داي آند نايت نيكولا أندرياتا، الرئيس التنفيذي لدار الساعات الفاخرة روجيه دوبوي، أثناء زيارته الأخيرة إلى دبي، وتحدثت معه حول رأيه في معرض ساعات وعجائب، ومفهوم التألق الذي برز في آخر إصدارات العلامة، والعمل خلف الكواليس في مصنع روجيه دوبوي..

تشرفنا بوجودك هنا في دبي، هل يمكن أن تخبرنا بسبب زيارتك؟
لقد مر وقت طويل منذ آخر مرة سافرت فيها إلى الخارج، حتى قيامنا بافتتاح بوتيك العلامة في مركز تسوق دبي مول، ولم أكن قد شاهدت هذا البوتيك شخصياً من قبل. فكان من المهم بالنسبة إليّ أن آتي إلى هنا بمجرد أن أتمكن من السفر. ودبي هي واحدة من تلك الأسواق التي يمكن أن نرى فيها الحركة، حيث عادت الحياة فيها إلى طبيعتها تقريباً، وهو أمر شديد الأهمية بالنسبة إلينا.

ما رأيك في النسخة الرقمية من معرض ساعات وعجائب للعام 2021؟ وهل تعتقد أن دورة العام 2022 ستكون رقمية أيضاً؟
أستطيع أن أخبرك بأن دورة العام 2022 لن تكون رقمية فقط، نأمل ذلك، وأنها ستشهد أيضاً حضوراً جسدياً للزوار والعارضين. أما دورة العام 2021 فقد حققت نجاحاً هائلاً من حيث الطريقة التي نُظمت بها، وكانت سهولة الوصول إلى فعاليات الدورة أمراً رائعاً ومثيراً للإعجاب بالتأكيد، وكان التنظيم جيداً للغاية، ولكننا لن نستغني أبداً عن الحضور والتفاعل الجسدي، خصوصاً لأن المعرض لا يمثل فقط بالنسبة إلينا وقتاً لعرض وإظهار ما نقوم به، ولكن أيضاً وقتاً لنلتقي بالآخرين، حيث لا توجد لدينا سوى فرص قليلة جداً للالتقاء بالعاملين في الصناعة بشكل عام، ففي السابق كان هناك الكثير من المعارض حول العالم؛ مثل معرض بازل وما شابه، أما الآن فإن ساعات وعجائب هو المعرض الكبير الوحيد، إلا إذا كان هناك أحد ما سيقوم بتنظيم معرض آخر، ولكنه لن يكون بهذا الحجم؛ فمعرض ساعات وعجائب يمثل بالنسبة إلينا لحظة مهمة للالتقاء بأشخاص نراهم من حين إلى آخر، ولكي نلمس ونشعر بالساعات المعروضة، وخصوصاً عندما يكون لديك إبداعات مثل التي لدينا في روجيه دوبوي.

فأحياناً يكون لدينا إبداعات فريدة – بإصدار فريد – أو إصدارات محدودة للغاية لا يمكنك رؤيتها في كل مكان، لذلك ففي أماكن مثل معرض ساعات وعجائب تأتي إليها لاكتشاف هذه الإصدارات الجديدة الرائعة التي تطرحها علامة مثل روجيه دوبوي في السوق. لذلك، فنحن نتطلع إلى دورة العام 2022، ولكنها ستكون حدثاً رقمياً واقعياً؛ بمعنى أن جزءاً من الحدث سيكون واقعياً جسدياً، بينما سيكون جزء آخر رقمياً، وأعتقد أن هذه أفضل طريقة ممكنة للقيام بالأمر، كما أنه شيء يتوافق مع عصرنا هذا. لأنه مهما كان ما نفكر فيه، فسيكون جزء منه رقمياً في المستقبل؛ حتى بالطريقة التي نفكر ونتفاعل بها، سيكون العالم الرقمي حاضراً وموجوداً. فالجميع يتحدث عن الثورة الصناعية الرابعة، ونحن بالفعل نراقب حدوث أمر لا يُصدق. وأولئك الذين سيفوزون في المستقبل هم أولئك القادرون على التواصل بأفضل طريقة ممكنة وبشكل متناسق، يدمج بين الفضاء الرقمي والفضاء المادي الواقعي.

في ما يتعلق بساعة Excalibur Glow Me Up؛ ماذا كان رد فعلك عندما اطلعت على فكرة التصميم للمرة الأولى؟
لقد كانت رحلة طويلة، وقد بدأنا العمل على هذه الساعة بعد فترة وجيزة من الانتهاء من تجربتي السابقة، كنا نتحدث عن فكرة التألق واللمعان بشكل عام، وكانت هناك نقطة أن أحجار الألماس تسطع وتلمع فقط مع سقوط الضوء عليها. لذلك، سألنا أنفسنا كيف يمكننا تغيير هذا الانطباع أو المنظور كلياً، بحيث نكون نحن من يمد الألماس بالضوء. بدأنا التفكير في وضع بطارية داخل الساعة، أو إضاءة داخل الساعة، وفي النهاية؛ انتهى بنا الأمر إلى دمج – وقد كنت جزءاً من عملية التفكير في تنفيذ الساعة – خبرتنا التي طورناها في السنوات القليلة الماضية مع ساعات بلاك لايت من إنتاج الدار، ومع هذا النوع من الأدوات النانوية المعالجة بمواد الإضاءة الفائقة سوبرلومينوڨا، ومن ثم الطريقة التي استخدمناها لتقطيع أحجار الألماس. وفكرنا أن الأخاديد التي تحيط بالأحجار المقطّعة بقصة مستطيلة باغيت، وتُحمل داخلها، يمكن ملؤها بشيء ما، وفجأة توصلنا إلى فكرة وضع مادة سوبرلومينوڨا داخل الأخاديد، وهكذا تم الأمر.

كان من المذهل رؤية أنه فجأة أصبح للساعة مظهر مختلف تماماً، شيء يبدو أنيقاً ونقياً وراقياً أثناء النهار، ثم شيء مجنون إلى حد ما ونابض بالحياة أثناء الليل، وهو ما يمثل حالنا تماماً في روجيه دوبوي؛ فازدواجية الطبيعة البشرية وازدواجية المنتج – الساعة – تتناسب تماماً مع ما نحن عليه. وعلى العموم، لقد دُهشت جداً، وانتهى بنا الأمر إلى التوصل إلى نموذج قبل أسبوع من انطلاق معرض ساعات وعجائب، لأننا كنا نعمل على التصميم لفترة من الوقت لكن لم تكن كثافة الضوء جيدة أو لم يكن تقطيع الماس مثالياً أو لم يكن انكسار الضوء جيداً بالقدر الكافي. فتلك الساعة التي رآها الجميع في المعرض كانت نموذجاً أولياً، وقد كنت متحمساً جداً. وقد قمنا بتصنيع ثماني قطع فقط بيعت جميعها في أقل من أسبوع.

نظراً إلى أنكم تقدمتم بطلب تسجيل براءة اختراع عن طريقة إضاءة أو تألق أحجار الألماس، فأنا متأكد من أنه ستكون هناك إصدارات مستقبلية تتميز بإضاءة وتألق أحجار الألماس؛ فإلى أين تعتقد أن يؤدي هذا في المستقبل؟
في روجيه دوبوي، نقدر حقاً جماليات ساعاتنا، ونؤمن بفكرة مفادها أننا نقوم بتشكيل مستقبل صناعة الساعات وتغيير قواعد اللعبة. ومع وضع هذا في الاعتبار، أعتقد أننا سنواصل دفع حدود صناعة الساعات إلى الأبعد، ليس فقط من وجهة نظر تقنية، ولكن من خلال منح صناعة الساعات مظهراً جميلاً. ولهذا سنستخدم المزيد والمزيد من مواد الإضاءة كما فعلنا في الماضي، لإدخال عناصر جمالية ضمن الكاليبر نفسه، وهو شيء لا تفعله علامات صناعة الساعات التقليدية الكلاسيكية؛ لأنها لا تقترب من آليات الكاليبر في ساعاتها. أما نحن فلدينا مساحة كبيرة جداً نظراً لحقيقة أننا نقوم بهيكلة كل كاليبر، أي تصميمه بشكل هيكلي، بحيث يمكننا التلاعب قليلاً أو تغيير ما يتضمنه داخله. وقد بدأنا بساعة أكسكاليبور توفولد؛ حيث تلاعبنا بمادة سوبرلومينوڨا على جسور الحركة، وقد ذكرت سابقاً ساعة أكسكاليبور بلاك لايت، وتُعد ساعة غلاو مي أب Glow Me Up هي التالية لها، ونحن نعمل بالفعل على بعض التطويرات الجديدة في نفس الاتجاه؛ أي وضع التقنيات في خدمة الجماليات.

بشراكتكم مع جماعة الفنانين Tribe، يكون لديكم ثلاثة فنانين – أحدهم متخصص في فن الغرافيتي والثاني في فن الوشم والثالث في فن الوسائط (وسائل الإعلام العامة) – لكن ساعات الدار لا تعكس هذه الشراكة. فهل سيتم استخدام تقنية ساعة Glow Me Up، على سبيل المثال، ومزجها مع فن الغرافيتي أو شيء من هذا القبيل في المستقبل؟
إنه سؤال جيد، لكن الإجابة هي لا أعرف!؛ لأننا بدأنا العملية الإبداعية مع جماعة Urban Tribe، كما نطلق عليهم، لكن الشيء الغريب أننا لم نخرج بفكرة من خلال هذه الشراكة. لقد أحببنا الطريقة التي يرون بها العالم، تعجبنا رؤيتهم، وتعجبنا وجهة نظرهم لأنهم قريبون من قيم روجيه دوبوي. وهم قد افتتحوا ورشاتهم، وبدأنا في الاجتماع معهم وعرض ما نقوم بعمله، والحديث عما يقومون هم به، وسنقوم بإيجاد صلة ما بيننا، في لحظة معينة. وقد خططنا أنه خلال العام المقبل أو نحو ذلك، سيكون هناك بعض الإبداعات المشتركة، لكننا لا نعرف بعد ما هو هذا الإبداع. ما أعرفه هو أن غريغوري بروتين، مدير استراتيجية الإنتاج لدينا، يتحدث إليهم بشكل منتظم، أسبوعياً تقريباً، في إطار التحضير لعملية إبداع مشترك حقاً. سنمزج بين أفكاره وأفكارهم، وسنتوصل إلى شيء، وهي الطريقة التي يجب أن يكون عليها الفن، حيث تحصل على نتيجة نهائية ولكن بعد تفكير طويل، وبعد الكثير من التجارب والشرح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى