لقاءات

زينيث.. إل بريميرو والساعات المستدامة ركيزتا الإبداع

اختارت علامة زينيث العريقة للساعات الراقية، إلى جانب العلامات الأخرى ضمن محفظة مجموعة LVMH، إزاحة الستار عن أحدث ساعاتها والأخبار حول العلامة، خلال حدث أقيم عبر شبكة الإنترنت واستمر لمدة أسبوع، عبر مزيج من عروض التقديم الرقمية والواقعية واللقاءات والاجتماعات الفردية في 15 دولة. وفي هذا السياق التقينا مع جوليان تورناري، الرئيس التنفيذي لـزينيث؛ لمعرفة المزيد عن الإصدارات الجديدة للشركة واستراتيجية العلامة.

صادف العام الماضي الذكرى السنوية لإنتاج حركة إل بريميرو El Primero، ما مدى أهمية إل بريميرو بالنسبة إلى شركة زينيث؟

هي حركة فائقة الأهمية بالنسبة إلى زينيث، فعندما انضممت إلى مجلس الإدارة، كثيراً ما كان يتم توجيه هذا السؤال إليّ هل تُعد إل بريميرو نقطة قوة أو نقطة ضعف للعلامة؟، وأنا بالتأكيد أعتقد أنها نقطة قوة. فكم عدد العلامات التي يمكن أن تحلم بامتلاك مثل هذه الحركة الأسطورية؟ فهذه الآلية شيء يعتبر أفضل كرونوغراف في العالم، وهي الحركة الوحيدة التي بقيت على حالها طوال هذه السنوات. فمعظم الحركات تتطور أو تتغير على مر الأعوام، ومعظمها يتوقف إنتاجه أو تظهر بدلاً منها حركات جديدة. لكننا في زينيث احتفظنا بهذه الحركة على مدى هذه السنوات العديدة؛ وبهذا فهي تشكل بالنسبة إلينا رصيداً وأصلاً كبيراً.

وما كنا لنقدم على التخلص من أو التفريط في مثل هذا الأصل المادي العظيم، من أجل مصلحة العلامة وللحفاظ على تألق الموديلات الأخرى، وكذلك احتلال مركز الصدارة. وبالنسبة إليّ، فإن المسألة التي تخص زينيث وتحتاج إلى تطوير، والتي نقوم بالفعل بتطويرها؛ هي مسألة الوعي بالعلامة، وبموديلاتنا، ومرغوبية إصدارات العلامة وجاذبيتها. تمثل إل بريميرو نقطة قوة كبيرة بالنسبة إلينا، والعديد من علامات الساعات قد تقاتل من أجل الحصول على مثل هذه الحركة كأحد الأصول التي تمتلكها. وأعتقد أنها آلية رائعة، ولكن في الوقت نفسه علينا العمل على باقي جوانب العلامة.

ماذا عن مستقبل حركة إل بريميرو؟

منذ بدايتها كانت إل بريميرو هي نفس كاليبر 400؛ والآن نقوم بإطلاق ساعة كرونوماستر سبورت، التي تعمل بكاليبر 3600، والذي يشبه كثيراً كاليبر 400 لكن مع اختلافات طفيفة. إلا أن هذا الكاليبر يمثل تطوراً وسيستمر في التطور؛ فعلى سبيل المثال، في هذه النسخة عملنا أكثر على موثوقية ومتانة وكفاءة الحركة. كما عملنا على المعيارية، بحيث نستطيع في المستقبل إضافة موديلات معقدة بناء على هذه الحركة إذا أردنا ذلك، بينما في حركة إل بريميرو الأقدم، ليس من السهل فعل هذا. قمنا أيضاً بتحسين احتياطي الطاقة وزيادته من 50 إلى 60 ساعة، وغير ذلك من التحسينات، وسيكون هناك المزيد.

هل هذه الحركة أكثر نحافة ورقة بما أنكم قد تضيفون إليها المزيد من التعقيدات لاحقاً؟

لم نتمكن من جعلها أكثر رقة بكثير حيث إنها كانت نحيلة بالفعل. يبلغ قطر ساعة كرونوماستر سبورت 41مم، وسمكها 13.6مم، وهي سماكة معقولة للغاية، وأود أن أقول إنها أنحف كرونوغراف أوتوماتيكي. وسنكون قادرين على إضافة وحدات معيارية إليها، وحينها ستكون بالطبع أكبر حجماً وأكثر سمكاً، لكن على أية حال يمكننا إضافة هذه الوحدات وهذه تُعد مزية.

هل يمكن أن تخبرنا عن مشروع آيكونز Icons؟

آيكونز مشروع كبير؛ عندما أطلقنا ساعة ريڨايڨل أثناء الاحتفالات بالذكرى السنوية الخمسين لحركة إل بريميرو، كان بإمكاني رؤية أجواء الساعات الكلاسيكية تتزايد. وفي الوقت نفسه، كانت قيمة ساعات زينيث ترتفع بشكل مضطرد في المزادات؛ حيث تصل ساعاتنا في المزادات إلى أسعار مرتفعة حقاً؛ فأدركت أن هناك شيئاً قوياً أو عامل قوة تتميز به العلامة؛ لأنه لا يوجد سوى عدد قليل جداً من العلامات هي التي يمكنها اليوم دخول مجال المزادات وتحقق فيه نجاحاً، لكن بالنسبة إلينا، لم يكن الأمر صعباً.

ولهذا فكرت في كيفية تقديمنا شيئاً مختلفاً لزبائننا، وأدركت أن الكثيرين الذين يشترون ساعات (من إنتاج العديد من العلامات) من السوق الثانوية أو من المزادات ليسوا دائماً سعداء بما يشترونه. ذلك أنه أحياناً ما يكون السعر مرتفعاً، أو الحركة قد تم تعديلها، أو أن تكون بعض الأجزاء غير أصلية، أو لا تعمل، وما إلى ذلك. أي أن هناك قدراً من الريبة.

فقررنا العمل على ما بين 12-15 مرجعاً (ساعة) شهيراً – أيقونياً – أنتجتها زينيث في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، في إطار برنامج يُسمى زينيث آيكونز Zenith Icons. وفي هذا البرنامج، نقوم بشكل أساسي باسترداد ساعات لنا يعود تاريخ إنتاجها إلى تلك السنوات، وبعد اقتنائها نقوم بترميمها حيث يوجد لدينا في مصنع الشركة صانعا ساعات مخصصان لعملية الترميم. ولا نقترب من الجزء الخارجي للساعة؛ لأن الجامعين يرغبون في الاحتفاظ بآثار الماضي مثل المظهر العتيق وما إلى ذلك.

لكن من الداخل نتحقق من كل شيء. ونحن الكيان الوحيد في العالم الذي يمكنه الحصول على كل قطعة غيار تعود إلى التاريخ الأول لإصدار الساعة؛ فإذا أحضرت لي ساعة تعود إلى العام 1968، يمكنني إصلاحها وتجديدها باستخدام الأجزاء الأصلية، وهذا أمر مهم. فنحن نقوم بعمل هذا، ونمنح شهادة بذلك، ونضمن الساعة التي نقوم بترميمها وتجديدها لمدة عامين، كما نعطي الزبون كتيباً يحتوي على تاريخ الساعة، ونبيعها في متاجرنا فقط.

وهذا برنامج رائع للغاية؛ لأنك تستفيد من ضمان العلامة كما تحصل على جميع المعلومات ذات الصلة. وعندما يكون لديك هذه الساعات في متجرك، فإنك تستخدمها أيضاً للتواصل؛ فإذا عرضتُ عليك بعض الساعات التي تعود إلى العام 1965 أو العام 1980، ولديّ بجانبها ساعة كرونوماستر سبورت؛ يمكنني حينها أن أقول: انظر إلى ساعة كرونوماستر هذه، التي تطورت من هذه الساعات!، إنها أداة تواصل رائعة، وطريقة رائعة للعمل بها على المدى الطويل، وهو ما أسميه قيمة أصول العلامة. فوظيفتي هي بناء وترسيخ اسم العلامة على المدى الطويل، حيث أريد جعل العلامة قوية جداً جداً، وهذا برنامج جيد لتحقيق ذلك.

إضافة إلى ذلك، يُعد هذا أمراً مفيداً وذا معنى بالنسبة إلى الشباب؛ حيث نتحدث عن الاستدامة والنقل والاقتصاد الدائري؛ إذ إن مشروع آيكونز يتطرق إلى كل ذلك. فعندما تشتري إحدى ساعات زينيث آيكونز، تكون الساعة بالفعل قد عاشت 4 أو 5 أو 10 حيوات، وتكون أنت المالك الجديد وأنت من سيمنح الساعة حياة أخرى، وتجربة أخرى. وهذا هو بالضبط سبب شراء الشباب للساعات الكلاسيكية؛ لأنهم يشترون شيئاً مستعملاً أي عاش أكثر من حياة. ويعجبني هذا لأنه نقطة نقاش رائعة حول القيم المشار إليها.

وهذا يعني أنه عندما ننتج ساعة جديدة، ستعيش الساعة إلى الأبد. وأريد أن أسألك: كم عدد الأشياء التي ستبقى هنا بعد 300 عام؟ بالتأكيد أنا وأنت لن نكون هنا، ولكن إذا كان لديك صانع ساعات يمكنه وضع بعض الزيت وتنظيم عمل الساعة، فستظل هذه الساعة في حالة جيدة لمدة 400 عام. نحن نقوم بإنشاء ساعات ستظل هنا إلى الأبد، وهي زاوية شديدة الأهمية للتواصل بالنسبة إلى جيل الشباب.

متى توصلتم إلى فكرة إعادة إطلاق ساعة كرونوماستر سبورت؟ وكم من الزمن استغرق المشروع؟ وهل خططتم في الأصل أن تكون بهذا السعر؟

قررنا ذلك في منتصف العام 2018، عند التخطيط لاحتفالات الذكرى السنوية لإصدار حركة إل بريميرو؛ في العام 2019. كنت أعرف أننا سنحتفل بالذكرى السنوية في 2019، وفي العام 2020 أردت العودة باستراتيجية واضحة تجاه ساعة كرونوماستر، ما يعني موديل ريڨايڨل، وخط ساعات كلاسيك، وموديلات سبورت.

وستكون ساعة كرونوماستر هي الركيزة الثانية للعلامة، مع ديفاي؛ فكلتاهما سيكون لها نفس الوزن والأهمية في فلسفة العلامة. وضمن خط كرونوماستر، لدينا ساعات كرونوماستر ريڨايڨل، وكرونوماستر كلاسيك، وكرونوماستر سبورت. بينما في خط ديفاي، لدينا ساعة كلاسيك ذات العقارب الثلاثة، وساعة ديفاي مِدنايت، ومن ثم لدينا الساعة التي كل ما فيها يتعلق بدقة قياس الزمن؛ ديفاي 21، وساعة جديدة تصدر قريباً، وبالتأكيد التعقيدات الكبيرة. فالأمر بسيط للغاية الآن؛ حيث ينتظم إنتاجنا من خلال خطيّ إنتاج كبيرين. وفي المقابل فإن خطيّ ساعات بايلوت وإليت مهمان، إلا أنهما يحتاجان إلى التخطيط بشكل أكبر؛ أي أنهما تكتيكيان أكثر.

وبالنسبة إلى الأسعار؛ فإن أسعار زينيث كانت دائماً في الحدود ما بين 7000 إلى 15000 فرنك سويسري، وقد أردت أن يكون سعر كرونوماستر سبورت 10000 فرنك سويسري، وقد كان.

هل خططتم في الأصل لإطلاق ساعة كرونوماستر سبورت أثناء الذكرى السنوية الخمسين لحركة إل بريميرو؟

لا، كان مخططاً أن يكون تماشياً مع الذكرى السنوية، ما يعني العام 2020. كان من المفترض أن تصدر الساعة في يونيو 2020، ولكن في مايو 2020 وفي اللحظة الأخيرة قررت عدم المضي قدماً في الإطلاق؛ حيث شعرت أنها لم تكن البيئة المناسبة. ولذا قررت إبقاء ساعات كرونوماستر سبورت وكرونوماستر ريڨايڨل إيه 385 وديفاي 21 أوربن جنغل لهذا العام، بينما كان من المفترض في الأصل إطلاق الساعات الثلاث جميعاً في العام 2020.

كيف كان رد الفعل حول الساعة؛ من حيث المبيعات وطلبات الشراء المسبقة وانطباعات الناس؟

لم يسبق لي أن تلقيت رد فعل رائعاً مثل هذا من قبل، ولا حتى عندما كنت أعمل مع علامة ڤاشرون كونستانتين. فقد قمنا بإطلاق الساعة مساء الخميس في منتصف الليل تقريباً، وفي صباح اليوم التالي وتحديداً في السادسة صباحاً عندما نظرت إلى رسائل بريدي الإلكتروني، وجدت الكثير جداً من الرسائل من منطقتين: آسيا والساحل الغربي للولايات المتحدة. أرسل إليّ وكيل التجزئة الرئيسي الخاص بنا في سنغافورة لأشحن إليه أكبر عدد ممكن من القطع؛ لأنه بالفعل قد باع مقدماً 33 قطعة. اعتقدت في البداية أنه كان يمزح، لكن بمرور الوقت أدركت أن لدينا شيئاً قوياً جداً. كان الناس من جميع أنحاء العالم – من روسيا، وإسبانيا، وسويسرا، وآسيا، والشرق الأوسط – يتصلون لترتيب الشحنات. اتصل وكيلنا للتجزئة في دبي ليقول إن القطع تم بيعها سريعاً.. لقد كان أمراً جنونياً للغاية.

هل هذا يخيفك؟

كلا، أنا سعيد جداً لأننا جميعاً مررنا في 2020 بعام صعب للغاية؛ جسدياً وعقلياً ونفسياً. فقد عملنا في زينيث بجد لمدة ثلاثة أعوام، وكانت هذه مكافأة كبيرة للجميع. الجميع سعداء جداً، جميع مديري الأفرع لدينا كانوا متحمسين وسعداء للغاية، كما اتصل زملاء من علامات أخرى؛ مثل رولكس وباتيك فيليب، لتهنئتنا. إنه إنجاز كبير، لكننا لا نكتفي به، بل سنواصل وسنتخذه منطلقاً لإنجازات أخرى.

هل ستكونون قادرين على تلبية الطلب على هذه الساعة؟

ليس على الفور، لكننا سننمو ونتطور، وسنزيد الإنتاج، ولكن العام 2021 سيكون صعباً للغاية؛ فالطلب ثلاثة أضعاف ما لدينا في خط إنتاج المصنع؛ لذا نحن بحاجة إلى تسريع التصنيع، وسيكون هناك المزيد من عمليات تسليم الطلبيات بحلول نهاية العام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى