لقاءات

مون بلان.. تطورات تناسب جميع الفئات

هي دار للمنتجات الفاخرة تأسست قبل أكثر من قرن، ومع ذلك لا تزال إبداعات مون بلان اليوم تناسب ليس رجال الأعمال والشخصيات العالمية المؤثرة فقط؛ بل أيضاً جيل الألفية الثالثة وأجيال وسائل التواصل الاجتماعي – Gen Z. نتحدث هنا إلى نيكولاس باريتزكي، الرئيس التنفيذي العالمي لعلامة مون بلان، حول الكيفية التي سايرت بها الدار تطورات أنماط حياة عشاق إبداعاتها، على امتداد العقود الماضية..

مون بلان التي اشتُهرت سابقاً بأنها علامة مناسبة لنمط حياة الأعمال ورجال الأعمال؛ يُنظر إليها الآن باعتبارها علامة مناسبة لحياة المغامرات وجيل الألفية الثالثة.. كيف حدث هذا التغير في النظر إليها؟ وهل كان مخططاً له؟

لا أعتقد أنه كان أمراً مخططاً له، بل على الأغلب هو حالة من قدرة مون بلان على التكيف مع تغيرات العالم من حولها. والأمر يبدأ أولاً من طرف العملاء؛ فهو ليس استراتيجية علامة تجارية، وإنما هو نهج ومقاربة يتخذهما العميل. وفي هذا الخصوص أذكر أنني كنت أجري مناقشة مع فريقنا في الإمارات العربية المتحدة، وأكّدت خلال تلك المناقشة أن إحدى أهم قيمنا وجوب تحقيق وتلبية رؤية عملائنا. فوظيفتنا هي خدمة عملائنا، وليس أنفسنا أو منتجاتنا أو شبكة أعمالنا أو ما إلى ذلك. فكل شيء نقدمه يحركه اتجاه العميل، والطريقة التي يعيش بها عملاؤنا حياتهم والتي تغيرت بالكامل في السنوات العشر الماضية. إلا أن الأمر يشبه إلى حد ما مسألة الدجاجة والبيضة أيهما أولاً؛ فأنا لا أعرف من الذي أثّر في من.

قبل عشر سنوات، كان أكثرنا يذهبون إلى مكاتبهم للعمل طوال اليوم، مرتدين بدلة رسمية وربطة عنق طوال اليوم. وفي نهاية اليوم، كنا نغير ملابسنا ونخرج لمقابلة أصدقائنا لنكون أكثر راحة وأقل رسمية ونحن نستمتع بأوقاتنا. لكن ذلك قد تغير اليوم؛ فهناك شركات أغلقت مكاتبها ومنحت موظفيها فرصة العمل من المنزل، وقد بدأ هذا الاتجاه قبل جائحة كورونا، وهكذا لم يعد الفصل بين حياة الأعمال والحياة الشخصية صحيحاً. وتاريخياً، عُرفت مون بلان بأنها دار تلبي متطلبات واحتياجات عملائها، وهذا هو سبب أن منتجاتنا كانت موجهة سابقاً نحو تحقيق وتلبية رفاهية حياة الأعمال، وهو ما كان يجذب رجال الأعمال الأكثر جدية في نمط حياتهم.

لكن اليوم الأمر مختلف تماماً؛ فقد أصبح السفر جزءاً جوهرياً من نمط حياة الأعمال، والسفر بدوره يعني التنقل، والذهاب من النقطة أ إلى النقطة ب، وهذا ما يقودنا إلى الحاجة إلى حقيبة ذات عجلات، وربما حقيبة ظهر نضعها فوق الحقيبة ذات العجلات. أيضاً عندما نسافر فإننا نرغب في أن يكون مظهرنا غير رسمي إلى حد ما.. ما يؤدي إلى مزيد من التغييرات. كل شيء حولنا يتغير، وقد اعتاد جيل الشباب أن يكون مظهره غير رسمي بشكل أكبر؛ فهؤلاء الشباب لا يهتمون كثيراً بالملابس التقليدية، بل يريدون ملابس بسيطة وعملية، ومع حقائبنا ذات الحزام الطويل التي تُرتدى عبر الجسم بشكل مائل (crossbody)؛ يمكنك الوصول إلى أغراضك بسهولة أثناء السفر. كما أن حافظة المستندات طريقة سهلة لحمل أوراقك المهمة، فضلاً عن أنها تضفي طابعاً معيناً على الشخص الذي يحملها. وهذا هو السبب في أننا قمنا بتطوير جميع هذه المنتجات، ما ساهم في تعزيز الأسلوب الجديد للتنقل والسفر، وهذا ما يجذب المزيد من العملاء.

جزء من جاذبيتنا – جاذبية منتجاتنا – أيضاً يكمن في حقيقة أن رسائلنا ذات مصداقية وتناسب هوية الدار. فالرمزان الرئيسيان لهوية الدار هما: الجبال – الجبل الأبيض شعار الدار Mont Blanc، وعمليات تسلق الجبال، والاستكشاف، وجميع ما نقوم به في هذا المجال -، والرمز الثاني الرحلات والسفر، فهذان هما أصل الدار وسبب ابتكارنا لمنتجاتنا. وهنا أحاول أن أبقى ضمن هذين الموضوعين الرئيسيين المرتبطين بهوية مون بلان، بحيث عندما نقدمهما إلى عملائنا في صورة منتجات، يمكنهم تعريفها بأنها منتجات مون بلان. حيث سيرون ما قمنا به مع نيمسداي بورجا ورينولد مايسنر وسايمون مايسنر، وكيف هو نهجنا في إيصال رسائلنا. فنحن لا نستخدم ممثلاً ما لنقول للناس إنه ينبغي لكم ارتداء ساعة مون بلان عند الصعود إلى قمة إيڨرست؛ إذ لن يكون ذلك ذا مصداقية، ولذلك فعملاؤنا يفهمون رسائلنا.

وهذا ينطبق أيضاً على تشكيلة ناروتو؛ حيث إنه نفس النهج تماماً – فهي غير تقليدية قليلاً، وربما غير متوقعة، لكن في النهاية تمثل تشكيلة ناروتو تعبيراً آخر عن الكتابة، بما هي رمز قوي جداً من رموز عالم الأنيمي والمانغا. وإذا كانت هناك علامة واحدة يجب أن تتعاون مع سلسلة قصص ناروتو فهي مون بلان، وليست علامة أزياء. فالرسالة الجوهرية في قصص ناروتو هي نقل المعرفة، وهذا هو السبب في أن الشركة المنتجة لهذه السلسلة قامت بعمل فيلم الأنيمي القصير ذلك خصيصاً لنا، وموضوعه أو فكرته الرئيسية هي الكتابة، وهو شيء ينتمي إلى تلك القصة؛ جزء من القصة، وليس شيئاً تم ابتكاره فقط خصيصاً لنا.

إلا أنه لم يكن جيل الشباب وحده هو المهتم بتشكيلة ناروتو؛ حيث إن جزءاً كبيراً من عملائنا الذين اهتموا بهذه التشكيلة لم يكونوا من جيل الشباب؛ حيث تبلغ أعمارهم بين 40 و55 عاماً؛ لأن سلسلة قصص ناروتو مستمرة الإصدار منذ ما يقرب من 20 عاماً أو نحو ذلك. وقد رغب ابني بشدة في حضور حفل إطلاق التشكيلة، حيث إنه من أشد المعجبين بهذه السلسلة وهذه الشخصية، ولكنه لم يستطع الحضور لأن السفر بغرض الترفيه كان لا يزال ممنوعاً في ذلك الوقت. ما أريد قوله إن مثل هذا النوع من مشروعات التعاون عابر للأجيال بكل تأكيد، حيث لا يركز فقط على جيل الشباب.

كيف تمكنت من الحصول على الموافقة على ذلك التعاون؟

تمكنت من الحصول على الموافقة على مشروع التعاون ذلك، لنفس السبب الذي أخبرتك إياه للتو. وهو أنه من المناسب والمنطقي أن تتعاون مون بلان مع ناروتو. وقد يُنظر إلى الأمر على أنه غير تقليدي بعض الشيء؛ لأن بعض العلامات تستخدم مشروعات التعاون لأغراض أو أسباب أخرى، ربما تكون أقل منطقية أو شرعية من أسبابنا، على سبيل المثال. فربما يريدون استهداف جيل الشباب، ولذا يكون التعاون من أجل ذلك فقط، لكن هذا لم يكن السبب بالنسبة إلينا، ولذلك لم تكن هناك مشكلة في الحصول على الموافقة على ذلك التعاون.

والآن بعد أن بدأتم بشخصية أنيمي واحدة، هل تصلكم طلبات من العملاء لاستخدام شخصيات أنيمي أخرى نشأ هؤلاء العملاء على قراءة ومتابعة قصصهم؟

نعم، ولكننا لن نكشف عن أي شيء بهذا الخصوص، لأننا عندها سنفقد عنصر المفاجأة.

اشتُهرت مون بلان تاريخياً بالساعات المناسبة لنمط حياة الأعمال، حتى قدّمت خط جيوسفير 1858، والتي أصبحت الآن أكثر ساعات الدار شهرة.. هل فاجأك ذلك الأمر؟

ربما كان الأمر مفاجأة بعض الشيء في العام الأول، لكن لم يفاجئني كثيراً. وهنا مرة أخرى أعود إلى رموزنا الرئيسية – الجبال والرحلات وما يتعلق بهما، وهما أكثر الإشارات رمزية بالنسبة إلى الدار. حيث تتمتع ساعة جيوسفير 1858 بعنصر قوي يخص التعبير عن فكرة التصميم، فضلاً عن ميناء شديد الاختلاف. فعندما ترى هذه الساعات فإن العلبة والميناء هما أول ما تقع عينك عليه، فبعض العلامات تدخل تغييرات ولمسات على علبة الساعة، ولكن بما أننا ليس لدينا علبة محددة، فإن الموانئ هي أول ما يلفت الأنظار في ساعاتنا. لذلك، فإن الميناء هو العنصر الأكثر أهمية في الساعة، إلى جانب أن وظائف الساعة تمنحها واجهة مختلفة بعض الشيء عن الساعات المتوافرة في الأسواق، وهذا لا يجعل ساعاتنا ذات مظهر جميل فحسب، و إنما يميزها بشدة عن سواها. وهذا هو السبب الرئيسي وراء تحقيق ساعة جيوسفير نجاحاً كبيراً.

وهناك عامل آخر لهذا النجاح، هو قرارنا مواصلة العمل على نفس الفكرة أو موضوع وخطوط التصميم، وعدم تغيير الساعة كلياً في كل مرة إلى شيء مختلف تماماً. فالاستمرارية هي شيء يتوقعه جامعو ساعاتنا من مجموعاتنا الرئيسية؛ على سبيل المثال أدوات الكتابة مايسترشتوك وستارووكر من إنتاجنا موجودة منذ وقت طويل جداً، كما نتبع نفس المبدأ بالنسبة إلى المنتجات الجلدية، وبالنسبة إلى الساعات كذلك سنميل إلى ما يناسب وينفع مون بلان. من الواضح أن ساعة جيوسفير في صدارة منتجاتنا اليوم، حيث أصبح إصدار آيسد سي هو الإصدار الأكثر مبيعاً بالنسبة إلى الدار، وهذا – مرة أخرى – لنفس الأسباب التي ذكرتها؛ فهذه الساعة تعبر بوضوح عن فكرة التصميم المرتبطة بهوية مون بلان، كما أنها فريدة من نوعها، وتتمتع بواجهة مختلفة كلياً، وتتميز ببراعة حرفية رائعة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى