لقاءات

هوبلو: لعبة الألوان والأشكال

كشفت شركة الساعات السويسرية الراقية هوبلو عن أحدث ساعاتها، وذلك أثناء معرض أسبوع ساعات LVMH 2024 – LVMH Watch Week 2024، الذي أقيم في مدينة ميامي، بولاية فلوريدا الأميركية، نهاية شهر يناير الماضي. وقد تضمنت ساعات هوبلو الجديدة إصدارات ملوّنة من ساعة كلاسيك فيوجن أورلينسكي، وساعة بيغ بانغ أونيكو ساكسم باللون الأخضر الزمرديّ الرائع، إضافة إلى موديليْن مجوهريْن من ساعة سبيريت أوف بيغ بانغ بألوان قوس المطر. تحدثنا إلى ريكاردو غوادالوبي، الرئيس التنفيذي لـهوبلو، عن افتتان العلامة وشغفها بالألوان والأشكال، والذي يتجسد في إبداعاتها ومنها هذه الإبداعات الأخيرة.

في البداية هل لك أن تحدثنا عن تعاون العلامة مع أورلينسكي، والذي بدأ في العام 2017، ولماذا اخترتم أورلينسكي؟
الفكرة المتعلقة بشراكة الفن تكمن في قدرة الفن والفنان على إلهامنا حقاً، ثم القدرة على نقل هذا الإلهام إلى تصميم الساعة. وأود القول إن فن الرسم أكثر صعوبة من غيره لجهة استلهامه في تصميم الساعة؛ فمجرد صُنع قرص يمثل لوحة الفنان لا يُعد كافياً، فيما يوفر النحت الكثير من الإمكانيات؛ مثل تلك الأوجه المتعددة التي يستخدمها أورلينسكي في منحوتاته، كما في منحوتة Wild Konges، أو منحوتة Pompom Bears، أو منحوتة Lions. وقد ألهمني هذا بالفعل؛ لكي أتمكن من تصوّر ساعة تتميز بالوجيهات التي تتميز بها منحوتات أورلينسكي، على العلبة بل حتى على القرص، ما جعلني أعتقد أنه سيكون انصهاراً قوياً بين فنه وفن هوبلو، وبالفعل كانت النتيجة مذهلة للغاية.

أين ومتى كانت أول مرة تشاهد فيها منحوتات أو قطع فنية من إبداع أورلينسكي؟
شاهدت أعماله للمرة الأولى في مدينة سان-تروبيه الفرنسية أثناء صيف العام 2016، حيث التقيت به في صالة العرض. وبالتأكيد، نحتاج في مثل هذه الشراكات إلى أن تكون هناك علاقة جيدة بين الطرفين، فالعلاقات الإنسانية مهمة جداً في هذا الخصوص، كما أنني وجدته رجلاً شغوفاً بالساعات؛ فهو يحب الساعات، ولديه أفكار رائعة تتعلق بتصاميم الساعات. وهكذا، كانت الأجواء بيننا جيدة حقاً.

نعلم أنك منحت أورلينسكي مطلق الحرية بخصوص تصميم علبة الساعة؛ فهل سبّب هذا القرار أي مشكلات؟
لا على الإطلاق؛ فهو يتمتع بحس وشعور جيد تجاه الساعات، علماً أن ابتكار ساعة ليس أمراً سهلاً لأنك محكوم بصغر الحجم والمساحة. كان لديه الكثير من الأفكار، لم ننفذ كل ما أراده، ولكنه شارك في عملية الابتكار بقوة، وحتى اليوم يتواصل مباشرة مع مصممينا للتمكين لأفكار جديدة للمستقبل.

جاءت ساعتا أورلينسكي الجديدتان باللونين الأصفر الزاهي والأزرق السماوي؛ لماذا هذان اللونان تحديداً؟
قمنا بابتكار العديد من الإصدارات بالتعاون مع أورلينسكي؛ وبيننا شراكة تجارية قوية جداً؛ إذ إننا قمنا بتصنيع آلاف الساعات بالتعاون معه، على عكس فنان آخر هو موراكامي، على سبيل المثال، حيث نتكلم في هذه الحالة عن مئات الساعات وليس الآلاف. وحتى الآن، قمنا بصُنع ساعات مستخدمين العديد من المواد، وهو كان يرغب في أن تكتسي الساعات بعض الألوان الزاهية، وفي الوقت نفسه أرادها أن تكون ألواناً حصرية للغاية، وهذا هو سبب اختيارنا آلية التوربيون لهذه الساعة، وقد قرّر هو أن تكون بإصدار محدود.

جاءت أولى ساعات أونيكو ساكسم باللون الأصفر المشع، والآن تكتسي هذا اللون الأخضر العميق القوي. هل كان من الصعب بالنسبة إلى هوبلو تلوين السافير بهذا اللون العميق؟
نعم، كان أمراً بالغ الصعوبة. وتُسمى الساعة ساكسم Saxem؛ لأن الزجاجة ليست من السافير تماماً، حيث إن الصيغة الكيميائية للمادة الخام مختلفة قليلاً ليمكن الحصول على هذا اللون الأخضر الزمردي، وقد استغرق الأمر وقتاً طويلاً؛ إذ إنه كل مرة نتوصل فيها إلى صيغة المادة الخام كانت تستغرق من شهرين إلى ثلاثة أشهر لكي نتوصل إلى ذلك، وبعدها كان لا يزال يتعين علينا العمل على هذه المادة. وبالفعل كانت عملية تطوير طويلة، استغرقت ما بين 2-3 سنوات من التطوير للحصول على هذا اللون.

إذن هذه الساعة قد صُممت أصلاً قبل 2-3 سنوات، أليس كذلك؟
إلى حد كبير، نعم يمكننا قول ذلك. فنحن نعمل دائماً على شيء ما؛ ونحاول ابتكار ألوان جديدة، ولا يمكن رؤية النتائج إلا بعد مرور بعض الوقت؛ فعلى سبيل المثال تمكنّا من الحصول على اللون الأصفر قبل اللون البرتقالي، وقد استغرق ذلك بعض الوقت أيضاً.

تأتي ساعة غرين ساكسم الجديدة مزوّدة بمعايرة الحركة HUB1280 Unico. كيف تمكن مقارنة هذه الحركة الجديدة مع الحركة السابقة؟
ابتكرنا حركة Unico أونيكو من الصفر وذلك في العام 2008، وقمنا بإطلاقها في العام 2011. فقد استغرق الأمر ما بين 3-4 سنوات لتطوير أولى حركات Unico أونيكو، ومن ثمّ ابتكار حركة كرونوغراف. إنه أمر معقد للغاية، وكان أكثر تعقيداً بالنسبة إلى حركة التوربيون. وقد اكتشفنا بعض نقاط الضعف في أولى حركات Unico أونيكو لجهة الموثوقية؛ ولذلك قررنا تطوير وإعادة بناء هذه الحركة، لمزيد من الجودة. وهذا هو السبب أننا قررنا أن تكون هناك نسخة ثانية من هذه الحركة، بما أننا لم نكن راضين تماماً عن النسخة الأولى.

أصبح خط ساعات MP مزيجاً، أو انصهاراً فنياً، من التصميم والمواد وصناعة الساعات؛ فهل كانت الخطة دائماً أن يكون خط MP مزيجاً من فنون مختلفة؟
تتمثل فكرة خط ساعات MP في أن نظهر خبراتنا وبراعتنا وقدراتنا على صُنع ساعات معقدة، ومحاولة أن نكون بالفعل مبتكرين ومختلفين عن العلامات التقليدية. ولأننا علامة شابة، كان علينا أن نبتكر ونبدع بطريقة مختلفة؛ ولذا ابتكرنا هذا المفهوم المتمثل في منح الحرية لمهندسينا ومبدعينا ومصمّمينا، لكي نتمكن من الخروج من الصندوق؛ أي الابتعاد عن المألوف، وإظهار قدراتنا الابتكارية والإبداعية من خلال هذه الإصدارات من ساعة MP والتي يُطلق عليها Manufacture Piece لتميزها. الفكرة حقاً هي إظهار وإثبات أن هوبلو علامة قوية، تمتلك الكثير من الخبرات والمهارات، وأنها يمكن مقارنتها مع أي علامة أخرى ذات تاريخ طويل.

تتضمن ساعة MP-10 Tourbillon Weight Energy System نظام ثقل متذبذب فريداً من نوعه، هل يمكنك أن تخبرنا كيف يعمل هذا النظام بالضبط؟
حاولنا ابتكار نظاماً للتعبئة الذاتية، والفكرة هي أن يكون عمودياً وأن يحتوي على أوزان رأسية، يمكنها التحرك مع المعصم. فعندما ترتدي هذه الساعة، فإن كل حركة تقوم بها ستؤدي إلى إعادة تعبئة برميل الطاقة. وهو نظام مسجل ببراءة اختراع، وعملية تنفيذه شديدة التعقيد، إلا أن الفكرة هي أنه حتى مع الاستهلاك، سيكون هناك طاقة كافية لتشغيل الساعة؛ فكل حركة يقوم بها مرتدي الساعة ستعيد تعبئة الساعة. وأنا لست صانع ساعات لأشرح عمل هذا النظام، لكن يمكنني القول إن الفكرة كانت هي إعادة ابتكار نظام التعبئة الذاتية هذا.

وتتمتع هذه الساعة باحتياطي طاقة لمدة 48 ساعة. وهناك آلية توربيون وأقراص تشير إلى الزمن، ومؤشر للطاقة الاحتياطية. فهناك الكثير من عمل آلية الحركة في هذه الساعة؛ فجاء نظام Weight Energy ليسترد الطاقة المستهلكة. ولقد قمنا بوضع هذا التاج كبير الحجم هنا؛ ففي حال رأيت أنه لا توجد طاقة كافية، لا يزال بإمكانك لف التاج مرتين أو ثلاث مرات فحسب لإعادة الشحن بالطاقة. ويشبه الأمر إلى حد ما نظام شحن السيارة الهجين؛ ففي هذا النظام عادة ما تُستخدم الكهرباء لشحن السيارة، ولكن إذا احتجت المزيد من الطاقة فيمكنك القيام بذلك بنفسك.

الجزء الرئيسي من واجهة الساعة مصنوع من السافير؛ فهل كان من الصعب الحصول على هذا الشكل الفريد من نوعه؟
نعم، كان الأمر بالغ الصعوبة، حيث إن هذا الزجاج السافيري كان هو الشكل الأكثر صعوبة من حيث التصنيع؛ وذلك لأنه يغطي جميع أنحاء الساعة.

قبل بضع سنوات أزاحت هوبلو الستار عن ساعة بيغ بانغ سكوير، واليوم نشهد العديد من الإصدارات الأخرى من هذه الساعة. فهل ستكون أحد خطوط ساعاتكم الرئيسية؟
لدينا بالفعل 3 ركائز بالنسبة إلى مجموعات ساعاتنا، بالطبع بيغ بانغ هي ركيزتنا الرئيسية، ثم لدينا كلاسيك فيوجن، وهي شديدة الأهمية من الناحية التجارية، ثم لدينا ما نسميه المجموعة ذات الأشكال، أو مجموعة Shaped، وضمن هذه المجموعة الأخيرة لدينا حالياً ساعة سبيريت أوف بيغ بانغ، ذات العلبة برميلية الشكل، كما لدينا ساعة سكوير بانغ ذات العلبة مربعة الشكل. وربما غداً سيكون لدينا ساعة مستطيلة أو بيضوية الشكل. ومجموعة Shaped هي ركيزة كذلك من ركائز إبداعاتنا. إلا أن الفكرة هي أن يكون هناك توازن في مخرجات إنتاجنا؛ أي أن يكون ثلث الإنتاج لمجموعة بيغ بانغ، والثلث الثاني لمجموعة كلاسيك فيوجن، والثلث الثالث لمجموعة Shaped.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى