لقاءات

”إتش موزر آند سي“.. أكثر موانئ الساعات نقاء

ظيت مجلتنا بفرصة رائعة للحديث مع إدوارد ميلان، الرئيس التنفيذي لعلامة الساعات السويسرية الراقية المستقلة “إتش موزر آند سي”، عندما كان في زيارة إلى دبي مؤخراً. في الأسطر التالية نعرض لكم أبرز النقاط التي تناولها حديثنا معه، حيث أوضح كيف أصبح كل من بساطة التصميم والبراعة – أكثر من غيرهما من الصفات – السمة المميزة للعلامة..

كيف نشأت فكرة إصدار ساعة “فلاينغ آورز”، والتي عملتم على تطوير حركتها بالتعاون مع علامة “هوتلنس”؟
قام مهندسو شركة “هوتلنس” بتطوير حركة هذه الساعة لصالح “موزر”، ومن ثم استخدمت “هوتلنس” هذه الحركة في إصداراتها. ونحن في علامة “إتش موزر” العريقة لدينا طريقة خاصة لعرض الزمن – تتميز ببساطة التصميم، والموانئ ذات الألوان المدخنة، وغيرها من السمات – حيث نتمتع حالياً بهوية قوية راسخة. وفلسفتي أن هذه الطريقة يمكن تطبيقها على أي تعقيدة ساعاتية، ولذا نود إعادة تفسير أي تعقيدة، أو بالأحرى “موزرتها” أي صبغها بصبغة علامة “موزر”، كما أن نظام “ستار ويل” الذي تم اختراعه قبل 200 عام، هو أمر شعرنا أنه سيفيدنا جيداً؛ إذ لا يزال هذا النظام محبوباً حتى اليوم، وقد تمكنا من العمل عليه بشكل جيد جداً.

وهل ساهمت هذه الساعة باكتسابكم فئة جديدة من الزبائن حيث إنها تتمتع بإحساس مختلف تماماً تجاهها؟
أعتقد أن أي منتج جديد يمكن أن يكسب العلامة زبائن جدداً، لكن هذا الإصدار تحديداً جلب إلى العلامة بالفعل المزيد من الزبائن أكثر من أي منتج تقليدي لعلامة “إتش موزر”؛ وذلك لأنه اجتذب الأشخاص الذين لم يكونوا يميلون كثيراً إلى الساعات الكلاسيكية. فهذه الساعة عملت كجسر يصل إلى أولئك الذين كانوا أقرب ميلاً إلى الساعات ذات المفهوم التصميمي، وبالتالي جعلتهم أقرب إلى إبداعات “إتش موزر”.

لابد أنه كان لديك علم بأن ساعات “كونسبت” ستحقق نجاحاً عند قمتم بإطلاقها، ولكن هل توقعت أن تكون ناجحة إلى هذا الحد؟
لقد لمست اتجاهاً في الموضة حيث كان الناس يزيلون الشعارات من على سياراتهم، وحيث أصبح إلغاء أو إزالة اسم العلامة اتجاهاً سائداً. ونحن في “إتش موزر” معروفون بتفهمنا لمثل هذه الاتجاهات، ولكننا قررنا الذهاب إلى أبعد الحدود. فإذا أردت أن تعبر عن قيم علامة ما – على سبيل المثال إذا كانت “إتش موزر” تعرف بأن قيمها تتمثل في البساطة والأناقة وغير ذلك؛ فمن أجل أن يفهم الناس قيمنا نحتاج إلى تأكيد قيمنا بنسبة 200 %. وهكذا قد احتجنا أن تكون إصداراتنا بسيطة ومباشرة قدر المستطاع. وبالفعل فقد نجح هذا المبدأ جداً؛ حيث إن لدينا إصدارات ذات موانئ رائعة، فضلاً عن العلب البديعة. وعلى سبيل المثال؛ فإن ساعات “نوتيلس” من دون شعار للعلامة ستظل هي ساعات “نوتيلس” نفسها. وبالفعل فقد احتجنا إلى أن نتمتع بالجرأة والمغامرة لأخذ المبادرة إلى إلغاء أو إزالة اسم العلامة من الإصدار. 

نحن ننظر إلى صناعة الساعات ونتعامل معها كفن، وفي الأعمال الفنية قد لا ترى اسم الفنان يوجد على العمل الفني بشكل بارز، وهذا هو الفرق بين الفن والمنتجات التجارية. فعلامة “إتش موز” تصنع إبداعات فنية، وهذا هو سبب وجود توقيعنا باسم العلامة على الجهة الخلفية من الإصدار، ببراعة. وفقط في صناعة الساعات نرى اسم الشركة المصنّعة والإرشادات الكاملة – مثل مقاومة الماء حتى عمق 30 متراً – مكتوبة فوق أكثر أجزاء المنتج جمالاً؛ ميناء الساعة؛ وهذا بالنسبة إلي عملية تسويق وليس فناً، فأنت هكذا تحاول أن تبيع المنتج، وبالنسبة إلي فإن المنتج هو الذي يجب أن يبيع نفسه بنفسه.

ما مدى صعوبة الحصول على الألوان المميزة التي تتلون بها موانئ الساعات والتي تشتهر بها حالياً علامة “إتش موزر”؟
الأمر صعب حتى إنه أشبه بالكابوس، كما أنه مختلف إلى حد ما في كل مرة، إذا دققت النظر في موانئ إصداراتنا. حيث أعتقد أن لدينا نحو 50 درجة من اللون الأزرق وحده. فالأمر ليس سهلاً على الإطلاق، وعلى سبيل المثال؛ فإن اللون الأزرق الموجود على ميناء ساعة “بايونير توربيون” كان يجب أن يكون نفس اللون الأزرق الموجود في ساعة “بايونير سنتر سكندز” والذي جاء داكناً أكثر. وقد يكون الفرق في درجة اللون بسبب أن تلك التركيبة أو الخلطة اللونية ربما كانت مختلفة، أو ربما كانت درجة الحرارة المستخدمة أثناء عملية التنفيذ مختلفة. ولذلك نقوم بتصنيع سلاسل صغيرة العدد، لأن كل خلطة قد تحتوي على عوامل مختلفة تكون نتيجتها درجات لونية مختلفة.

هل لذلك تقومون بتصنيع الكمية المطلوبة بالكامل مرة واحدة لتحافظوا على الدرجة اللونية الصحيحة؟
نعم، لأن الدرجات اللونية قد تختلف جداً من مجموعة إلى أخرى؛ فلدينا اللون الأزرق المدخن غير التقليدي “فانكي بلو”، ولدينا اللون الأزرق الداكن جداً “ميدنايت بلو”، واللذين يمثلان درجتين رئيسيتين للون الأزرق، ومن ثم لدينا طيف لوني كامل بين هاتين الدرجتين.

هل سبق أن اضطررتم إلى رفض طلب أحد الزبائن الحصول على لون معين مخصوص؟
ليس هكذا، فما نفعله هو أننا عادة ما نقوم بتوجيه الزبون إلى اتخاذ القرار الصحيح. كما أننا ليس لدينا جميع الألوان؛ فنحن لدينا اللون العنابي الجميل، كما لدينا الأزرق، ولون الكونياك، كما لدينا اللون الأرجواني الضبابي. وبالفعل نتلقى طلبات بألوان معينة، ولكن لدينا كتالوج بالألوان يضم ألواناً مثل درجات الوردي، والقريب إلى لون الشمبانيا، أو التفاح الأخضر، ونحو ذلك.

كيف جاءت فكرة تصنيع موديل “إنديڤور بربتشوال مون كونسبت” المصنوع من مادة “ڨانتابلاك” ؟
بالفعل لدينا إصداران من هذا الموديل، أحدهما من مادة “ڨانتابلاك” والآخر من الذهب الأحمر عيار 18 قيراطاً والميناء باللون الأزرق المدخن الداكن جداً “ميدنايت بلو”، إلا أن الجميع يتحدثون فقط عن موديل الـ”ڨانتابلاك”. وعندما عرضنا هذا الموديل في “معرض بازل العالمي للساعات والمجوهرات” الأخير، الكثير من المنتقدين قالوا إنه مجرد ساعة باللون الأسود. لكن الاستجابة وردود الفعل كانت رائعة، وكان يمكننا بيع ضعفي أو ثلاثة أضعاف عدد الـ50 قطعة المصنّعة. ويلاحظ أن علامة “إم سي تي” قد استخدمت مادة “ڨانتابلاك” لتصنيع عناصر صغيرة على ميناء الساعة، ورغم أننا لا نحب أن نكون الرقم الثاني فقد شعرنا بأنه سيكون من المثير للاهتمام استخدام هذه المادة لتصنيع الميناء، وأدركنا أن لدينا الميناء المثالي لاستخدام هذه المادة في تصنيعه؛ حيث تتمحور هويتنا حول كون التصميم نقياً وبسيطاً، وكان لدينا ساعة بآلية عرض أطوار القمر التي قمنا بتصميمها وأردنا إطلاقها. وقد شعرنا بأن أفضل طريقة لإطلاق ساعة تتضمن عرض أطوار القمر، أن يكون هذا العرض بلون مضاد للون السماء الداكن؛ حيث اعتقدنا أنه يجب أن يكون أشبه بثقب أسود، ولم يكن هناك أفضل من مادة “ڨانتابلاك” للحصول على هذا التأثير. وبالفعل كان عرض أطوار القمر فوق لون مادة “ڨانتابلاك”، الذي يمثل الأعماق السحيقة لفضاء الكون؛ مشهداً فنياً بالغ الرومانسية.

هل تخططون لاستخدام مادة “ڨانتابلاك” في تصنيع ساعات أخرى مستقبلاً؟
نعم، سنقوم بذلك؛ فالمشكلة التي تواجهنا مع الألوان المدخنة أنها قوية التأثير حتى إننا لم نعد نبيع الموانئ باللون الفضي والأسود، لكن الآن عدنا بلون أسود قوي جداً هو لون مادة “ڨانتابلاك” يمكننا من امتلاك زمام المبادرة.

ألا تعتقد أنه إذا أراد أحدهم شراء ساعته الأولى من “إتش موزر” فإنه سيختار اللون المدخن بدلاً من لون “ڨانتابلاك”؟
لا، فلدينا عدد غير قليل من الزبائن الذين بدأوا تشكيل مجموعة ساعاتهم من “إتش موزر” بساعة “ڨانتابلاك”؛ والذين قالوا إنه أخيراً وجدواً ساعة “إتش موزر” المثالية بالنسبة إليهم؛ فليس الجميع يحبون الساعات ذات اللون المدخن.

وكيف جاءتكم فكرة تصنيع آلية توربيون في شكل وحدة مكتملة، والمقصود هنا ساعة “إنديڤور توربيون كونسبت”؟
جاءتنا الفكرة بعد أن قال أحدهم إننا لا ينبغي أن نقوم بتصنيع آلية توربيون؛ لذا قررنا أن نقوم بتصنيع آلية توربيون وأن نجعلها على طريقة “إتش موزر”، أي تحمل سمات العلامة؛ فتكون ذات زنبرك شعري ثنائي، وفي شكل وحدة متكاملة، وبذلك تتماشى تماماً مع روح العلامة وجوهرها. وهكذا استغرق الأمر منا بعض الوقت، لكن بعد ذلك عملت الآلية بشكل جيد جداً، واتخذت الموقع المناسب في التصميم، وجاءت بشكل جميل حقاً.

لديكم الآن ركيزتان للعلامة؛ هما مجموعتا “بايونير” و”إنديڤور”، إضافة إلى ساعة “ألب واتش” وهي إصدار خاص محدود ستتوقفون قريباً عن الاستمرار في إنتاجه، أليس كذلك؟
حتى ساعات مجموعة “بايونير”، وهي مجموعة ناجحة للغاية حالياً، قد نتوقف عن الاستمرار في إنتاجها، خصوصاً بعض النماذج المحددة؛ مثل الموديل باللون الأزرق، فرغم أنه ينفد من منافذ البيع حالياً، إلا أن مسؤوليتنا هي حماية قيم ساعاتنا من أجل أولئك الذين وثقوا في إصداراتنا واستثمروا في شرائها. سيتم إيقاف الاستمرار في إنتاج جميع الموديلات، خصوصاً إذا كان الموديل لا يزال مطلوباً. فموديل “سويس ألب واتش” سيتوقف إنتاجه بحلول العام 2019، حيث سيكون هناك على الأرجح ما بين 400 – 500 قطعة من هذه الساعة، وسيكون هذا العدد هو جميع القطع المنتجة من هذا الموديل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى